«صفر كوفيد» في الصين يواجه ضغط ارتفاع الإصابات

ركاب يستقلون قطاراً في هونغ كونغ التي تواجه تفشياً لـ«كورونا» (أ.ف.ب)
ركاب يستقلون قطاراً في هونغ كونغ التي تواجه تفشياً لـ«كورونا» (أ.ف.ب)
TT

«صفر كوفيد» في الصين يواجه ضغط ارتفاع الإصابات

ركاب يستقلون قطاراً في هونغ كونغ التي تواجه تفشياً لـ«كورونا» (أ.ف.ب)
ركاب يستقلون قطاراً في هونغ كونغ التي تواجه تفشياً لـ«كورونا» (أ.ف.ب)

أعلنت الصين، أمس (الاثنين)، تسجيل أكبر عدد من الإصابات اليومية المرتبطة بفيروس كورونا منذ عامين، ما يمثل تحدياً جديداً لسياسة «صفر كوفيد» في البلاد، حيث تسعى السلطات لاحتواء تفشي المرض في أكثر من 12 مدينة، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وتم رصد أكثر من 500 إصابة في جميع أنحاء البر الرئيسي للصين، وهو أعلى رقم منذ السيطرة على المرض الذي ظهر أول مرة في مدينة ووهان بوسط الصين، في أواخر عام 2019.
ولا تزال حدود الصين مغلقة تقريباً، حيث تواصل السلطات تطبيق استراتيجية «صفر كوفيد». وتقوم الصين بالحد من تفشي الوباء عبر فرض إغلاق على المستوى المحلي وإجراء اختبارات جماعية ومراقبة السكان باستخدام تطبيقات الهواتف المحمولة.
وأكّد عالم صيني بارز، الأسبوع الماضي، أن بإمكان بلاده التخلي عن استراتيجيتها القائمة على «صفر إصابات كوفيد» في «المستقبل القريب» والتعايش مع الفيروس.
واستبعد المتحدث باسم المؤتمر الشعبي الوطني الصيني تشانغ يسوي هذه الفكرة، الجمعة، قبل الاجتماعات البرلمانية السنوية في الصين، حيث يتم وضع السياسات للعام المقبل.
وأكد تشانغ أن «المسار صحيح والنتائج جيدة»، مضيفاً: «أي إجراء للوقاية والسيطرة سيكون له ثمن، ولكن مقارنة بالحفاظ على حياة الناس وصحتهم، فإن هذه الكلفة تستحق العناء».
وارتفع عدد الحالات التي انتقلت إليها العدوى محلياً، لكن دون أعراض، إلى 312، الأحد، وهو أعلى رقم يومي منذ أن بدأت الصين في أواخر مارس (آذار) 2020 تصنيف الإصابات دون أعراض بشكل منفصل عن الإصابات المؤكدة.
ورغم تسجيل ثلاث إصابات فقط لحالات انتقلت إليها العدوى محلياً وظهرت عليها أعراض أمس في شنغهاي، فإن الحالات المحلية التي لم تظهر عليها أعراض سجلت أعلى مستوى لها في عامين، إذ بلغت 45.
وجرى اكتشاف الإصابات في شنغهاي، البالغ عددها الإجمالي 48، بين أشخاص يخضعون بالفعل للحجر الصحي باستثناء حالة واحدة. وبذلك يكون بر الصين الرئيسي قد سجل حتى يوم الأحد 111195 إصابة مؤكدة. ولم تسجل أي وفيات جديدة ليظل العدد ثابتاً عند 4636، وفق «رويترز».
ويأتي هذا الارتفاع في وقت تواجه هونغ كونغ تفشياً غير مسبوق للفيروس أدّى إلى إغراق مستشفياتها بالمصابين ودفع السكان إلى التهافت على شراء المنتجات الغذائية تحسباً لأي إغلاق.
وغادر 5082 شخصاً هونغ كونغ، الأحد، وهو أكبر عدد في يوم واحد، منذ أن تعرضت المدينة لأشد موجات وباء «كورونا» وأعمقها تأثيراً.
ووفقاً لوكالة «بلومبرغ» للأنباء، أمس، أدى ذلك إلى ارتفاع حصيلة أعداد الفارين من المدينة خلال أسبوع حتى الأحد إلى 22 ألفاً و965 شخصاً من جميع الموانئ. وزاد الرقم في هذا الأسبوع الذي انتهى الأحد بنسبة 4.‏4 في المائة، مقارنة بالأسبوع السابق له، وفقاً لبيانات إدارة الهجرة.
ويعد الفرار عبر الطيران هو الخيار الأكثر شيوعاً، حيث لجأ إليه 83 في المائة من المغادرين، الأحد، وسط مواجهة هونغ كونغ عدداً قياسياً من الإصابات والوفيات اليومية بوباء كورونا، وفق وكالة الأنباء الألمانية.
وينتظر من يفكرون في العودة إلى المدينة فترات طويلة في الحجر الصحي. ويفر سكان هونغ كونغ المحليون والمغتربون وسط تخطيط الحكومة للتصدي لتفشي «كورونا» بعمليات فحص جماعي وإغلاق محتمل.
ولا تزال المدارس مغلقة، مع تقييد ساعات تناول الطعام في المطاعم. وتمثل سنغافورة خياراً له شعبية كبيرة بين الفارين من هونغ كونغ.
وتبنّت هونغ كونغ استراتيجية «صفر كوفيد» السارية في البر الرئيسي للصين من أجل السيطرة على الفيروس، حتى ظهرت المتحوّرة «أوميكرون» شديدة العدوى بداية العام.
وأصدرت الصين، الاقتصاد الرئيسي الوحيد الذي ما زال يسعى إلى تحقيق هدف «صفر كوفيد»، أوامر للمدينة بالحد من تفشي الوباء بأي ثمن. وسيخضع جميع السكان البالغ عددهم 7.4 مليون شخص لفحوص كوفيد في وقت لاحق من الشهر الحالي، وتقوم السلطات حالياً ببناء شبكة من مراكز العزل لإيواء المصابين، ما يعمّق المخاوف من فصل العائلات خلال الأشهر المقبلة.
ونتيجة لذلك، ارتفع عدد المغادرين بشكل كبير، وقد وصل إلى 71 ألف شخص، بينهم 63 ألف مقيم، في فبراير (شباط)، وهو أعلى معدل منذ بدء الجائحة.
وكانت القيود المرتبطة بالوباء قاسية، خصوصاً على العمال الأجانب في هونغ كونغ الذين يشكلون نحو 10 في المائة من السكان. فقد أغلقت الحدود أمام الوافدين من الخارج، وكان السكان العائدون يمضون أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع من الحجر الصحي الفندقي المكلف طوال فترة الوباء.


مقالات ذات صلة

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.