في وقت مبكر من وباء «كورونا المستجد»، قام عديد من الأشخاص بتطهير الأسطح بدقة؛ لأن الدراسات المختبرية تنبأت بأن الفيروس المسبب لمرض «كوفيد-19»، يمكن أن ينتقل بسهولة بهذه الطريقة.
الآن، وجد الباحثون في دراسة نُشرت في 2 مارس (آذار) الجاري، بدورية «إيه سي إس سنترال ساينس»، تفسيراً محتملاً لعدم نجاح التنبؤات؛ حيث وجدوا أن البروتينات المزينة بالسكر في المخاط، يمكن أن ترتبط بالفيروس التاجي على الأسطح، مما يمنعه من إصابة الخلايا، ويمكن أن تشير النتائج أيضاً إلى سبب تعرض بعض الأشخاص لـ«كوفيد-19» أكثر من غيرهم.
ورغم أن التجارب أظهرت أن فيروسات «كورونا» يمكن أن تستمر على الأسطح لأيام أو أسابيع، فمن الواضح الآن أن السبب الرئيسي للعدوى يكون من خلال القطرات المحمولة جواً الحاملة للفيروس.
وتستخدم الدراسات التي تختبر العدوى عن طريق الأسطح عادة فيروسات معلقة في محاليل أو وسط نمو، بينما في العالم الحقيقي يكون الفيروس مغطى بالمخاط، عندما يسعل شخص ما أو يعطس. ومع وضع هذا في الاعتبار، تساءلت جيسيكا كرامر من قسم الهندسة الطبية الحيوية بجامعة «يوتا» الأميركية، والباحثة الرئيسية بالدراسة، عما إذا كانت مكونات المخاط يمكن أن تفسر التناقض بين تنبؤات المختبر والواقع.
ويحتوي المخاط -بالإضافة إلى الماء والأملاح والدهون والحمض النووي والبروتينات الأخرى- على بروتينات تسمى «موسين»، والتي يتم تعديلها بشكل كبير باستخدام جزيئات السكر المعروفة باسم «جليكان».
ولإصابة الخلايا، يربط البروتين الشوكي للفيروس (بروتين سبايك) جزيئات «الجليكان» على سطح الخلية بحمض «السياليك»، ولكن إذا كان البروتين نفسه مرتبطاً بالفعل بـ«الجليكان» في المخاط، فربما لا يمكنه الارتباط بتلك الموجودة على الخلايا، وبالتالي لا يؤدي ذلك للعدوى.
ولأسباب تتعلق بالسلامة، اختار الباحثون دراسة فيروس «كورونا» بشري، يسمى «OC43»، والذي تطور مؤخراً نسبياً من فيروس «كورونا» البقر، ويسبب في الغالب التهابات الجهاز التنفسي الخفيفة. ووضع الفريق قطرات من الفيروس في محلول أو وسط نمو مكمل بنسبة 0.1: 5 في المائة، من بروتين «الميوسين»، وهو ما يتوافق مع نطاق تركيز المخاط الموجود في مخاط الأنف واللعاب، ثم تركوها على سطح بلاستيكي حتى تجف، ثم قاموا بإعادة ترطيب البقايا الفيروسية، وقياس قدرتها على إصابة الخلايا.
وجد الباحثون أن المحاليل المكملة بـ«الميوسين» أقل عدوى بشكل كبير. وقام الفريق أيضاً باختبار أسطح الفولاذ والزجاج والأقنعة الجراحية، ووجدوا نتائج مماثلة. بالإضافة لذلك، توصل الباحثون إلى أن مستويات وأنواع جزيئات السكر في «الميوسين»، يمكن أن تختلف باختلاف النظام الغذائي وبعض الأمراض، مما قد يفسر تعرض بعض الأشخاص أكثر من غيرهم لفيروس «كورونا المستجد»، المسبب لمرض «كوفيد-19».
«المخاط» يمنع انتشار «كورونا» بسهولة عبر الأسطح
بعد تجارب اختبرت الفولاذ والزجاج والأقنعة الجراحية
«المخاط» يمنع انتشار «كورونا» بسهولة عبر الأسطح
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة