أوكرانيا تتفوق على روسيا في «حرب مواقع التواصل»

صورة من مقطع فيديو نشره الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في فبراير الماضي في العاصمة كييف (أ.ب)
صورة من مقطع فيديو نشره الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في فبراير الماضي في العاصمة كييف (أ.ب)
TT

أوكرانيا تتفوق على روسيا في «حرب مواقع التواصل»

صورة من مقطع فيديو نشره الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في فبراير الماضي في العاصمة كييف (أ.ب)
صورة من مقطع فيديو نشره الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في فبراير الماضي في العاصمة كييف (أ.ب)

نجحت أوكرانيا في الهيمنة على شبكات التواصل الاجتماعية منذ الأيام الأولى للغزو الروسي، في حرب إعلامية متصاعدة مع موسكو يبدو أن كييف هي من ينتصر فيها حتى الآن، كما يعتقد محللون.
https://twitter.com/ZelenskyyUa/status/1497450853380280320
وحتى مع بقاء الرئيس فولوديمير زيلينسكي محصناً في كييف وسط قصف شديد والخوف من اغتياله، أطلقت حكومته هجوماً شاملاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي لكسب مؤيدين للقضية الأوكرانية.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1499433422258847751
وتنتشر مقاطع فيديو يومية لخطب زيلينسكي مرفقة بترجمة إنجليزية على نطاق واسع، فيما تروج وزارتا الدفاع والخارجية للمقاومة العسكرية لأوكرانيا برسوم مبهجة.
https://twitter.com/ZelenskyyUa/status/1499574413095751683
في الوقت نفسه، ينشر الأوكرانيون على نطاق واسع مقاطع فيديو تظهر النجاحات التي يحققها جنودهم بما فيها فيديو لصاروخ أوكراني يسقط مروحية روسية وآخر لمزارع أوكراني يسحب دبابة روسية تم الاستيلاء عليها بجراره الزراعي.
https://twitter.com/JimmySecUK/status/1499858822990639104

كذلك، استحوذت مقاطع فيديو صوّرها أوكرانيون لأنفسهم وهم ينتحبون وسط أنقاض بلداتهم بعدما كثفت روسيا القصف عليها، على قلوب الناس في كل أنحاء العالم.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1499748748318048259
ومن مقاطع الفيديو التي انتشرت على نطاق واسع ولا يمكن التحقق من صحتها، ما أطلق عليه اسم «شبح كييف»، وهو بطل طيران قيل إنه أسقط عشرات الطائرات الحربية الروسية، وفيديو آخر لامرأة من كييف قيل إنها ضربت طائرة روسية مسيّرة ببرطمان من الخيار المخلل.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1499717039908286465
وقال بابتيست روبرت مؤسس «بريديكتا لاب» وهي شركة فرنسية تكافح المعلومات المضللة «في المرحلة الأولى من الصراع، على صعيد الرأي العام الدولي، يتقدم الأوكرانيون بشكل واضح في المعلومات».
وأضاف أن «الأمر الأكثر إثارة للإعجاب هو أن (المعلومات) تأتي بشكل طبيعي. هناك رغبة فعلية لدى الأوكرانيين في توثيق هذه الحرب. عندما يحدث شيء ما، يسحبون هواتفهم».
https://twitter.com/aawsat_News/status/1500122828154277888
قال روبرت إن معظم مقاطع الفيديو المؤيدة لأوكرانيا التي يتم تداولها على «تويتر» حقيقية، لكن كانت هناك مزاعم ثبت أنه مبالغ فيها بعدما خضعت للتدقيق من قبل خدمة تقصي الحقائق في وكالة الصحافة الفرنسية.
في المراحل الأولى من الحرب، أشادت كييف بـ13 من أفراد حرس الحدود قائلة إنهم أبطال فقدوا حياتهم وهم يدافعون عن جزيرة صغيرة في البحر الأسود بعدما شتموا القوات الروسية عبر اللاسلكي.
لكن في الواقع، نجوا جميعهم، كما اعترفت السلطات الأوكرانية لاحقاً. وتنفي سفارة أوكرانيا في باريس أي محاولة متعمدة للتضليل قائلة «لا ننشر أخباراً كاذبة».
https://twitter.com/AVindman/status/1496818998649970692
وينظر إلى روسيا المتهمة بنشر معلومات مضللة خلال الانتخابات الأميركية لعام 2016. على أنها خبيرة سابقة في هذه التكتيكات.
لكن الميزان يميل لغير مصلحة موسكو. فبالإضافة إلى أنها لا تحظى بشعبية كبيرة في الغرب، كانت المرحلة الأولى من الحرب على أوكرانيا بعيدة كل البعد عن النجاح بالنسبة إلى الكرملين، وفقاً لمراقبين مستقلين.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1499760827926298626
وقالت إميلي هاردينغ نائبة مدير الأمن الدولي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: «أستطيع أن أراهم (الروس) يقومون بإعادة تعديل والمحاولة مجدداً» على جبهة المعلومات. وأضافت: «لكن الأمر سيحتاج إلى بعض الوقت».
وأشارت إلى أنها تتوقع من روسيا «نشر الكثير من المعلومات المضللة حول طريقة سير الحرب، وإظهار الاستسلام المفترض للقوات الأوكرانية».
رغم ذلك، لا يبدو أن روسيا مكترثة جداً بالرأي العام خارج البلاد، مع تركيز جهودها على إبقاء الدعم المحلي وراء الرئيس فلاديمير بوتين.
ومن أجل تحقيق هذا الهدف، أغلقت روسيا المعاقل الأخيرة لوسائل الإعلام الحرة في البلاد، وحظرت «فيسبوك» وحدت من الوصول إلى «تويتر».
https://twitter.com/aawsat_News/status/1500424702170259457
من جانبه، قال دارين لينفيل الباحث في «ميديا فورنسيك لاب» التابع لجامعة كليمسون الأميركية «صحيح أنهم (الأوكرانيون) ينتصرون، لكن في نهاية المطاف، الأمر الذي يهتم به بوتين هو كيف يراه شعبه».
وأضاف: «أعتقد أن الكثير من الروس يصدّقون الروايات الروسية».
وأوضح: «مقابل كل رواية موالية لأوكرانيا، مثل الأخبار عن استسلام جنود روس من دون قتال والقصص حول شجاعة الأوكرانيين، هناك رواية موالية لروسيا في موسكو خصوصاً في أحاديث القوميين».
ومع واقع أن المقاومة الأوكرانية أجبرت موسكو على خوض حرب أطول بكثير مما كان يريده الكرملين، من المرجح أن تطلق مرحلة جديدة في حرب المعلومات.
إذا سقطت مدن أوكرانية إضافية في أيدي القوات الروسية «ستندلع حرب إعلامية جديدة بين المناطق التي ما زالت تقاوم، والمعلومات المضادة التي ينشرها الروس»، وفق روبرت.


مقالات ذات صلة

شولتس يحذر من «السذاجة» على وسائل التواصل الاجتماعي

أوروبا المستشار الألماني أولاف شولتس  (د.ب.أ)

شولتس يحذر من «السذاجة» على وسائل التواصل الاجتماعي

أوصى المستشار الألماني أولاف شولتس مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي بإلقاء نظرة نقدية على المعلومات المنشورة هناك، محذراً من «السذاجة» في التعامل مع المعلومات.

«الشرق الأوسط» (برلين)
مذاقات صورة لطاجين اللحم بالبرقوق المشهور في المغرب من بكسباي

المطبخ المغربي... يتوج بلقب أفضل مطبخ في العالم

فاز المطبخ المغربي على المطبخ المكسيكي في نهائي مسابقة للطبخ، بعد جمع ما يقارب 2.5 مليون صوت طوال المنافسة.

كوثر وكيل (لندن)
أوروبا شعار منصة «إكس» (تويتر سابقاً) 12 يوليو (أ.ف.ب)

المفوضية الأوروبية تتهم «إكس» بـ«تضليل» المستخدمين بشأن الحسابات الموثقة

اتهمت المفوضية الأوروبية «إكس» بـ«تضليل» المستخدمين وانتهاك قواعد الاتحاد الأوروبي من خلال العلامات الزرقاء المعتمدة أساساً لتوثيق الحسابات.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
تكنولوجيا على الرغم من أنها لم تتفوق على «X» فإن «ثريدز» نجحت في بناء أساس متين ومجتمع إيجابي (شاترستوك)

عام على إطلاق «ثريدز»... هل تمكّن من منافسة «إكس»؟

يحتفل «ثريدز» بالذكرى السنوية لإطلاقه مع أكثر من 175 مليون مستخدم نشط شهرياً، فيما تبقى منافسته لـ«X» مثار جدل.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا لوغو «ميتا» (د.ب.أ)

كيف تمنع «ميتا» من استخدام صورك على «فيسبوك» و«إنستغرام» لتدريب الذكاء الاصطناعي؟

يمكن للمستخدمين من الاتحاد الأوروبي طلب استبعاد بياناتهم لدى شركة «ميتا» من استخدامها لتدريب الذكاء الاصطناعي، لكن هذه الخاصية غير متاحة للمستخدمين الآخرين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

برنامجا ذكاء اصطناعي من «غوغل» يحلان مسائل في الأولمبياد الدولي للرياضيات

شعار «غوغل» في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة في 17 نوفمبر 2021 (رويترز)
شعار «غوغل» في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة في 17 نوفمبر 2021 (رويترز)
TT

برنامجا ذكاء اصطناعي من «غوغل» يحلان مسائل في الأولمبياد الدولي للرياضيات

شعار «غوغل» في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة في 17 نوفمبر 2021 (رويترز)
شعار «غوغل» في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة في 17 نوفمبر 2021 (رويترز)

تمكّن برنامجا ذكاء اصطناعي من مختبر «غوغل ديب مايند» للأبحاث التابع لمجموعة «غوغل» من حلّ عدد من مسائل الأولمبياد الدولي للرياضيات 2024، على ما أعلن المختبر، الخميس، مع أن الأنظمة المماثلة لم تثبت بعد فاعليتها فيما يتعلق بالتفكير المنطقي، حسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتولى نموذجا «ألفا بروف (AlphaProof)» و«ألفا جيومتري 2 (AlphaGeometry 2)» حلّ 4 من المسائل الـ6 التي تضمنتها هذه السنة هذه المسابقة الدولية المخصصة لتلاميذ المدارس الثانوية، ووصلا إلى مستوى الفائز بالميدالية الفضية، محقِّقَين سابقة، بحسب «غوغل».

وفي التفاصيل أن «ألفا بروف» حلّ مسألتين جبريتين ومسألة حسابية واحدة، بينما تولى «ألفا جيومتري 2» حل مسألة هندسية واحدة.

وأقيمت الدورة الخامسة والستون من الأولمبياد الدولي للرياضيات في المملكة المتحدة في الفترة من 11 إلى 22 يوليو (تموز).

وتضم هذه المسابقة التي تقام منذ عام 1959 تلاميذ المدارس الثانوية (وأحياناً عدداً قليلاً من طلاب الجامعات) يجري اختيارهم من نحو مائة دولة.

وسبق أن نجحت النسخة الأولى من «ألفا جيومتري» في حل 25 مسألة هندسية في الدورات السابقة من الأولمبياد من إجمالي 30 مسألة، وفق ما ذكرت مجلة «نيتشر» العلمية في يناير (كانون الثاني).

ورأت «غوغل»، في بيان، أن «هذه النتائج تفتح آفاقاً جديدة في مجال التفكير الرياضي وتقترح مستقبلاً يتعاون فيه علماء الرياضيات والذكاء الاصطناعي لحل المسائل المعقدة».

وتواجه النماذج اللغوية الكبيرة، وهي المنتجات الرئيسية للذكاء الاصطناعي، صعوبة كبيرة في التفكير عند تقديم اختبارات منطق إليها، بحسب دراسة نُشرت في يونيو (حزيران) في مجلة «أوبن ساينس» التابعة لمؤسسة «رويال سوساييتي» البريطانية.

ولاحظت هذه الدراسة أن برنامجَي «تشات جي بي تي 3.5» و«تشات جي بي تي 4» من «أوبن إيه آي»، و«بارد» من «غوغل» و«كلود 2» من «أنثروبيك» وثلاث نسخ من برنامج «لاما» من «ميتا»، استجابت بطرق متفاوتة واستندت إلى تفكير غير منطقي في كثير من الأحيان.