لماذا يتمسك سكان أبرد مدينة في العالم بالعيش بها؟

سيبيريا (أرشيفية - رويترز)
سيبيريا (أرشيفية - رويترز)
TT

لماذا يتمسك سكان أبرد مدينة في العالم بالعيش بها؟

سيبيريا (أرشيفية - رويترز)
سيبيريا (أرشيفية - رويترز)

قال موقع «لايف سينيس» العلمي، إن مدينة ياكوتسك التي تقع بمنطقة في سيبيريا بروسيا تعد أبرد مدينة في العالم، ويعيش بها قرابة 336 ألفاً و200 شخص، يعمل الكثير منهم في شركة تدير منجم الماس في المدينة.
وأضاف الموقع أن درجات الحرارة في ياكوتسك وصلت إلى سالب 60 درجة مئوية، ويصر بعض سكان المدينة على أنهم مروا بأيام أكثر برودة، لكنهم لم يتمكنوا من التحقق من ذلك، لأن «مقياس الحرارة يقرأ فقط حتى سالب 63 درجة مئوية»، وفقاً لمقابلة أجرتها هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
ولفت الموقع إلى أنه رغم أن ياكوتسك هي أبرد مدينة في العالم، إلا أن هناك أماكن أخرى أقل كثافة سكانية مأهولة بشكل دائم وأكثر برودة مثل بلدة أويماكون الروسية التي يبلغ عدد سكانها حوالي 500 شخص، وسجلت سالب 71.2 درجة مئوية في عام 1924.
وحسب الموقع العلمي، أنه من المدهش أن ياكوتسك وأويماكون بعيدتان عن بعضهما البعض، حيث يفصل بينهما 577 ميلاً (928 كيلومتراً)، وتستغرق السفر بينهما حوالي 21 ساعة.
ويسأل الموقع لماذا يستمر الناس في العيش في هذه البيئات الصعبة والقاسية؟ وقال أليكس ديكاريا، أستاذ الأرصاد الجوية بجامعة ميلرسفيل في بنسلفانيا الأميركية، إن منطقة سيبيريا شديدة البرودة بسبب «مزيج من خطوط العرض العالية وكونها كتلة أرضية كبيرة». وتوجد درجات الحرارة العالمية المتطرفة (المرتفعة والمنخفضة) في القارات، لأن الأرض ترتفع درجة حرارتها، وتبرد بشكل أسرع من المحيطات.
وأضاف أنه في حالة سيبيريا، يلعب الغطاء الثلجي والجليد دوراً أيضاً، حيث يساعدان في الحفاظ على برودة المنطقة من خلال عكس أشعة الشمس الواردة إلى الفضاء مرة أخرى، وأدى هذا المزيج من العوامل إلى إنشاء منطقة ضغط مرتفع كبيرة وشبه دائمة تتشكل فوق سيبيريا في الشتاء، تُعرف باسم «منطقة سيبيريا العالية».
وقال جوني رايزانين، كبير المحاضرين في معهد أبحاث الغلاف الجوي ونظام الأرض (INAR) بجامعة هلسنكي في فنلندا، إن هذه الأماكن «تقع في وديان وتحيط بها تضاريس مرتفعة ما يؤدي لتكوين ما يسمى ببحيرات الهواء البارد التي تتشكل بسهولة في الشتاء».
وأضاف رايزانين أن تأثير بحيرات الهواء البارد يزداد في أويماكون بسبب الارتفاع الكبير لسلاسل الجبال المحيطة بها، مما يساعد على «حماية بحيرات الهواء البارد» من الاختلاط بالهواء الأكثر دفئاً.
وقالت كارا أوكوبوك، عالمة الأنثروبولوجيا البيولوجية ومديرة معمل الطاقة البشرية في جامعة نوتردام، إن الناس يستمرون في العيش بهذه المواقع، لأن «الناس يفخرون بالمكان الذي يعيشون فيه وبراعتهم في العيش بنجاح في أماكن قاسية».
ولفت الموقع إلى أنه في مقابل تلك المناطق الباردة، فإن هناك مدناً تعد من الأكثر سخونة حول العالم مثل كراتشي في باكستان، التي شهدت ارتفاع درجات الحرارة فوق 40 درجة مئوية بشكل متكرر، وكذلك ارتفاعات قياسية في درجات الحرارة مثل 47.8 درجة مئوية و54 درجة مئوية.


مقالات ذات صلة

مقتل شخصين جراء عاصفة مميتة ضربت غرب أميركا

الولايات المتحدة​ طواقم تعمل على إزالة شجرة أسقطتها عاصفة قوية ضربت منطقة شمال غربي المحيط الهادئ بالولايات المتحدة (رويترز)

مقتل شخصين جراء عاصفة مميتة ضربت غرب أميركا

ضربت عاصفة قوية ولاية واشنطن الأميركية، اليوم (الأربعاء)، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن مئات الآلاف وتعطل حركة السير على الطرق ومقتل شخصين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا فتاة تركب دراجة هوائية تحت المطر في فالنسيا بإسبانيا (إ.ب.أ)

إغلاق مدارس وإلغاء رحلات... موجة عواصف جديدة تضرب إسبانيا (صور)

تسببت موجة جديدة من العواصف في إسبانيا في إغلاق مدارس وإلغاء رحلات قطارات، بعد أسبوعين من مقتل أكثر من 220 شخصاً وتدمير آلاف المنازل جراء فيضانات مفاجئة.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
يوميات الشرق أحداث الطقس المتطرفة كلّفت العالم تريليوني دولار خلال عقد (أ.ب)

تقرير: الطقس المتطرف كلّف العالم تريليوني دولار خلال العقد الماضي

كشف تقرير جديد عن أن الطقس المتطرف كلّف العالم تريليوني دولار على مدى العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
بيئة متوسط درجات الحرارة كان مرتفعاً للغاية منذ يناير حتى أكتوبر (أ.ب)

علماء: عام 2024 سيكون الأكثر حرارة على الإطلاق

كشفت خدمة «كوبرنيكوس» لتغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي اليوم (الخميس) عن أن عام 2024 سيتخطى 2023 ليصبح العام الأعلى حرارة منذ بدء التسجيلات.

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا قاعة طعام غارقة بالمياه في أحد الفنادق وسط طقس عاصف في النرويج (رويترز)

فيضانات وانهيارات أرضية في أعقاب هبوب عواصف في النرويج

ذكرت وسائل إعلام محلية، الجمعة، أن عواصف ليلية تسببت في فيضانات وانهيارات أرضية في جنوب غربي النرويج.

«الشرق الأوسط» (أوسلو)

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)
الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)
TT

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)
الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)

كشف أحد علماء الأعصاب أن الأشخاص الغاضبين أكثر ميلاً للنجاح. وقال الدكتور جاي ليشزينر إن الشعور بالغضب قد يكون «محركاً مهماً» للنجاح في العالم الحديث لأنه يدفعنا إلى «إزالة أي تهديدات» وتحقيق أهدافنا، وفقاً لصحيفة «التلغراف».

وأوضح الأكاديمي، وهو أستاذ في علم الأعصاب والنوم في مستشفى كينغز كوليدج في لندن، أن الغضب يمكن أن يخدم «غرضاً مفيداً للغاية» ويمكّن من تحقيق نتائج أكثر ملاءمة.

وفي حديثه ضمن بودكاست Instant Genius، قال الدكتور ليشزينر إن هرمون التستوستيرون يلعب دوراً رئيساً في ذلك، حيث يستجيب الهرمون - الذي تشير بعض الدراسات إلى أنه مرتبط بالعدوانية والغضب - للنجاح.

وتابع «لذا، إذا فزت في رياضة، على سبيل المثال - حتى لو فزت في الشطرنج الذي لا يُعرف بشكل خاص أنه مرتبط بكميات هائلة من العاطفة - فإن هرمون التستوستيرون يرتفع... تقول إحدى النظريات إن هرمون التستوستيرون مهم بشكل أساسي للرجال على وجه الخصوص لتحقيق النجاح».

«شعور مهم»

وحتى في العالم الحديث، لا يزال الغضب يشكل حافزاً مهماً للنجاح، بحسب ليشزينر، الذي أوضح «إذا أعطيت الناس لغزاً صعباً للغاية لحله، وجعلتهم غاضبين قبل أن تقدم لهم هذا اللغز، فمن المرجح أن يعملوا عليه لفترة أطول، وقد يجدون فعلياً حلاً له... لذا، فإن الغضب هو في الأساس عاطفة مهمة تدفعنا إلى إزالة أي تهديدات من هدفنا النهائي».

وأشار إلى أن المشكلة في المجتمعات البشرية تكمن في «تحول الغضب إلى عدوان».

لكن الغضب ليس العاطفة الوحيدة المعرضة لخطر التسبب في الضرر، حيث لاحظ أن مشاعر أخرى مثل الشهوة أو الشراهة، قادرة على خلق مشكلات أيضاً. وتابع «كلها تخدم غرضاً مفيداً للغاية، ولكن عندما تسوء الأمور، فإنها تخلق مشكلات».

ولكن بخلاف ذلك، إذا استُخدمت باعتدال، أكد الدكتور أن هذه الأنواع من المشاعر قد يكون لها بعض «المزايا التطورية».