إرجاء خطة إجلاء المدنيين من مدينة ماريوبول الأوكرانية

النيران تشتعل بالقرب من المنازل السكنية في مدينة ماريوبول وسط القصف الروسي (رويترز)
النيران تشتعل بالقرب من المنازل السكنية في مدينة ماريوبول وسط القصف الروسي (رويترز)
TT

إرجاء خطة إجلاء المدنيين من مدينة ماريوبول الأوكرانية

النيران تشتعل بالقرب من المنازل السكنية في مدينة ماريوبول وسط القصف الروسي (رويترز)
النيران تشتعل بالقرب من المنازل السكنية في مدينة ماريوبول وسط القصف الروسي (رويترز)

قالت السلطات في مدينة ماريوبول الأوكرانية إن خطة إجلاء المدنيين التي كان من المقرر تنفيذها اليوم (السبت) تأجلت بعد انتهاك القوات الروسية التي تحاصر المدينة وقف إطلاق نار متفق عليه، وفقاً لوكالة «رويترز».
وذكر مجلس المدينة في بيان أنه طلب من المواطنين العودة إلى الملاجئ وانتظار المزيد من المعلومات بخصوص الإجلاء.
وقال أولكسي أرستوفيتش مستشار الرئيس الأوكراني في كلمة بثها التلفزيون إن روسيا لا تلتزم باتفاق وقف إطلاق النار المتفق عليه في مناطق معينة مما يفشل خطة مشتركة تسمح بإجلاء المدنيين من المدن الواقعة على جبهات القتال مثل ماريوبول.
وكتبت بلدية ماريوبول، وهو ميناء أوكراني استراتيجي محاط بالقوات الروسية وحلفائها، على «تلغرام» أن عملية إجلاء المدنيين التي كان مقرراً أن تبدأ في وقت متأخر صباح اليوم، «أرجئت لأسباب أمنية» لأن القوات الروسية «تواصل قصف ماريوبول ومحيطها».

من جهته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن هناك معلومات بأن السلطات الأوكرانية في ماريوبول لا تسمح بإجلاء المدنيين.
وتوقعت السلطات الأوكرانية أن يغادر أكثر من 200 ألف شخص مدينة ماريوبول الساحلية في منطقة دونيتسك خلال فترة وقف إطلاق النار، حسبما ذكرت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني، إيرينا فيريشتشوك، اليوم في تصريحات لبوابة «سترانا نيوز» الأوكرانية الإخبارية.
وتوقعت فيريشتشوك أن يغادر 15 ألف شخص مدينة فولنوفاخا. وأعلنت كييف وموسكو في وقت سابق اليوم دخول وقف إطلاق النار في مدينتي ماريوبول وفولنوفاخا الأوكرانيتين حيز التنفيذ.
وبحسب بيانات الجيش الأوكراني والجيش الروسي، فإن الغرض من وقف إطلاق النار هو فتح ممرات إنسانية في المدينتين.

روسيا تعلن وقفاً لإطلاق النار في ماريوبول وفولنوفاخا لإجلاء المدنيين

وبحسب بيانات أوكرانية، كان وقف إطلاق النار سيستمر لمدة سبع ساعات، من الساعة الثامنة صباحاً حتى الثالثة عصراً بتوقيت وسط أوروبا، وذلك لإخلاء المدينتين وانتقال المدنيين إلى أماكن آمنة.
وفي وقت سابق، تحدث عمدة ماريوبول، فاديم بويتشينكو، عن حصار للمدينة، التي يقطنها 440 ألف شخص، وهجمات روسية لا هوادة فيها.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».