اجتماع مفاجئ لقادة الجيش الليبي بحضور عقيلة وحفتر

حكومة الثني تتعهد لتونس بالمساعدة على كشف مصير صحافييها

اجتماع مفاجئ لقادة الجيش الليبي بحضور عقيلة وحفتر
TT

اجتماع مفاجئ لقادة الجيش الليبي بحضور عقيلة وحفتر

اجتماع مفاجئ لقادة الجيش الليبي بحضور عقيلة وحفتر

عقد أمس اجتماع مفاجئ بمدينة شحات بشرق ليبيا، ضم المستشار عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي، والفريق خليفة حفتر القائد العام للجيش الوطني الليبي، بحضور رؤساء الأركان البحرية والبرية والجوية ومسؤولين عسكريين آخرين، بينما كان منتظرا أن توجه القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية بيانا لم تكشف عن فحواه إلى كل أفراد المؤسسة العسكرية والشعب الليبي مساء أمس.
وقال مسؤولون عسكريون، لـ«الشرق الأوسط»، إن الاجتماع النادر الذي عقده رئيس البرلمان المعترف به دوليا والفريق حفتر مع قادة الجيش انصب على مناقشة المشاكل التي ما زالت تعطل قيام الجيش بإعلان تحرير مدينة بنغازي بشرق البلاد من قبضة المتطرفين، والاتجاه لتحرير العاصمة طرابلس التي تهيمن عليها ميليشيات «فجر ليبيا».
وكان مجلس النواب، الذي يعتبر أعلى سلطة تشريعية وسياسية في ليبيا، قد قرر الأسبوع الماضي استدعاء حفتر لمساءلته في ما اعتبره بعض أعضائه بمثابة بطء في تنفيذ المهام الموكلة للجيش، علما بأن قيادات الجيش ألقت باللائمة على الحكومة الانتقالية التي يترأسها عبد الله الثني في عدم إتاحة السلاح والتمويل الكافيين لعمليات الجيش، وهو ما نفته الحكومة مطلقا.
‫وتحدثت مصادر في الجيش الليبي، لـ«الشرق الأوسط»، عن مقتل وإصابة العشرات من ميليشيات «فجر ليبيا» خلال محاولتها الهجوم مجددا على قاعدة الوطية الجوية على بعد نحو 140 كيلومترا جنوب غربي العاصمة طرابلس.
وأعلنت غرفة «عملية البركان» التابعة للجيش أنه سيتم قريبا تحرير مدينة ‫‏درنة بشرق البلاد من الميليشيات الإرهابية التي تتخذ منها معقلا لها، لكن الغرفة لم تقدم المزيد من التفاصيل.
وفي مدينة بنغازي، ثاني كبريات المدن الليبية، قتل أمس ثلاثة أشخاص وجرح سبعة آخرون، عندما أصاب صاروخ مقر جهاز الإسعاف السريع في بداية شارع العشرين بالمدينة التي تشهد معارك شبه يومية ضارية بين قوات الحكومة الرسمية الليبية وجماعات متطرفة منذ عام، مما سبب دمارا، ولكن لم يحقق أي من الطرفين نصرا حاسما.
إلى ذلك، تعهد الثني، الذي التقى بالقنصل التونسي لدى ليبيا إبراهيم الرزقي، بأن حكومته ستقدم كل التسهيلات لدخول فريق تحقيق تونسي للبحث في مصير صحافيين تونسيين فقدا في ليبيا منذ أشهر، وذلك بمساعدة وزارة العدل والجهات المختصة، بينما شرعت لجنة رسمية تونسية في مدينة البيضاء في التحقيق في الحادثة. وأعلنت الحكومة الليبية في بيان لها أنها تتقصى الواقعة، وأنها تسعى بكل إمكانياتها لتوضيح وقائعها، مشيرة إلى أن رئيس الحكومة الانتقالية أشاد بدعم الحكومة التونسية والشعب التونسي للشعب الليبي في محاربته للجماعات الإرهابية المتطرفة وكذلك استقبالهم للنازحين الليبيين.
في المقابل، قال القنصل التونسي إن مهمة لجنة التحقيق التونسية تأتي في إطار تعاون قضائي مع السلطات الليبية التي تقوم بتقديم التسهيلات اللازمة لعمل اللجنة.
واختفى سفيان الشورابي ونذير القطاري في شرق ليبيا في الثامن من شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، فيما أعلن تنظيم داعش في ليبيا مقتلهما، الأمر الذي أكدته حكومة الثني ورفضته السلطات التونسية في ظل غياب أدلة مادية.
إلى ذلك، كشفت المنظمة العالمية لمكافحة التعذيب النقاب عن أن ميليشيات ليبية مسلحة تحتجز مهاجرين غير شرعيين في أقفاص حديقة الحيوانات في العاصمة طرابلس، في ظروف وصفتها بأنها «مزرية». وأوضحت المنظمة، وفقا لصحيفة «التلغراف» البريطانية، أن هناك رجالا ونساء وأطفالا محتجزين منذ أشهر في 17 مركز اعتقال رسميا، و20 سجنا مؤقتا أقيمت على عجل، من بينها مدارس وحديقة الحيوانات المهجورة منذ سنوات في العاصمة الليبية، التي تسيطر عليها ميليشيات «فجر ليبيا».
وقال كورن سينغ، المسؤول عن ملف ليبيا في المنظمة العالمية لمكافحة التعذيب، إن «العديد من النساء يجبرن على ممارسة الدعارة حتى يصبحن حوامل، وعند هذه النقطة تتم إعادتهن إلى مراكز الاحتجاز». وأشار إلى أن هؤلاء المهاجرين يتم احتجازهم في هذه المراكز كخطوة أولى لتجميعهم، تمهيدا لتهريبهم إلى أوروبا في مراكب صيد متهالكة عبر البحر الأبيض المتوسط، انطلاقا من شواطئ طرابلس. وأضاف أن «هؤلاء المهاجرين - في كثير من الأحيان - لا يستطيعون الوصول إلى الأطباء، حتى في حالات المرض التي قد تفضي للموت»، مشيرا إلى انتشار أمراض في صفوفهم، مثل الجرب والسل. وقال سينغ إن «هذه السجون مكتظة للغاية بثلاثة أضعاف عدد المحتجزين الذين ينبغي أن يكونوا فيها، حيث يعيشون في ظروف بائسة، لا سيما في ظل حرارة الصيف المرتفعة، بالإضافة إلى المرض».
ووثقت المنظمة الدولية عشرات الحالات من التعذيب التي تعرض لها مهاجرون أفارقة في أماكن الاحتجاز الليبية، من بينها الصعق بالكهرباء، وإطفاء أعقاب السجائر في الجسم.
من جهته، كشف تقرير حكومي أمس عن أن خسائر القطاع النفطي في ليبيا خلال العامين الماضيين نتيجة إغلاق موانئ النفط اقتربت من 51 مليار دولار. وذكر التقرير السنوي الذي أصدره ديوان المحاسبة التابع للمؤتمر الوطني العام (البرلمان المنتهية ولايته) أن إغلاق الموانئ النفطية خلال العامين الماضيين كبد الدولة خسائر بقيمة 65.9 مليار دينار، أي ما يعادل 50.7 مليار دولار أميركي، مشيرا إلى أن هذه الأرقام تتعلق بخسائر مباشرة نتيجة إيقاف ضخ النفط، ولا تشمل خسائر إعادة التفعيل واسترداد الأسواق وغيرها.
ووصف التقرير الإنفاق الحكومي خلال عام 2013 بأنه «غير مسبوق» في تاريخ البلاد، حيث تجاوز 71 مليار دينار، بالإضافة إلى تسجيل عجز مالي خلال عام 2014 بلغ 22 مليار دينار.
وتضم منطقة الهلال النفطي مجموعة من المدن بين بنغازي وسرت (500 كم) شرق العاصمة، كما أنها تتوسط المسافة بين بنغازي وطرابلس، وتحوي المخزون الأكبر من النفط، إضافة إلى مرافئ السدرة ورأس لانوف والبريقة الأكبر في ليبيا. بينما بلغ متوسط حجم الإنتاج النفطي حتى نهاية الشهر الماضي 400 ألف برميل يوميا.
وتشهد ليبيا نزاعا مسلحا منذ الصيف الماضي حين انقسمت سلطة البلاد بين حكومتين، واحدة يعترف بها المجتمع الدولي في الشرق، وأخرى مناوئة لها تدير العاصمة منذ أغسطس (آب) الماضي بمساندة تحالف جماعات مسلحة تحت مسمى «فجر ليبيا». وسمحت الفوضى الأمنية التي تعيشها ليبيا بصعود جماعات متطرفة، بينها تنظيم داعش.



ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
TT

ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)

تبنّت الجماعة الحوثية إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من اعترافها بتلقي ثلاث غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ الحوثي، يُعد الهجوم هو الثاني في السنة الجديدة، حيث تُواصل الجماعة، المدعومة من إيران، عملياتها التصعيدية منذ نحو 14 شهراً تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

وادعى يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، في بيان مُتَلفز، أن جماعته استهدفت بصاروخ فرط صوتي من نوع «فلسطين 2» محطة كهرباء «أوروت رابين» جنوب تل أبيب، مع زعمه أن العملية حققت هدفها.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه «بعد انطلاق صفارات الإنذار في تلمي اليعازر، جرى اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن قبل عبوره إلى المناطق الإسرائيلية».

ويوم الجمعة الماضي، كان الجيش الإسرائيلي قد أفاد، في بيان، بأنه اعترض صاروخاً حوثياً وطائرة مُسيّرة أطلقتها الجماعة دون تسجيل أي أضرار، باستثناء ما أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية من تقديم المساعدة لبعض الأشخاص الذين أصيبوا بشكل طفيف خلال هروعهم نحو الملاجئ المحصَّنة.

وجاءت عملية تبنِّي إطلاق الصاروخ وإعلان اعتراضه، عقب اعتراف الجماعة الحوثية باستقبال ثلاث غارات وصفتها بـ«الأميركية البريطانية»، قالت إنها استهدفت موقعاً شرق مدينة صعدة، دون إيراد أي تفاصيل بخصوص نوعية المكان المستهدَف أو الأضرار الناجمة عن الضربات.

مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أ.ب)

وإذ لم يُعلق الجيش الأميركي على الفور، بخصوص هذه الضربات، التي تُعد الأولى في السنة الجديدة، كان قد ختتم السنة المنصرمة في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، باستهداف منشآت عسكرية خاضعة للحوثيين في صنعاء بـ12 ضربة.

وذكرت وسائل الإعلام الحوثية حينها أن الضربات استهدفت «مجمع العرضي»؛ حيث مباني وزارة الدفاع اليمنية الخاضعة للجماعة في صنعاء، و«مجمع 22 مايو» العسكري؛ والمعروف شعبياً بـ«معسكر الصيانة».

106 قتلى

مع ادعاء الجماعة الحوثية أنها تشن هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في سياق مناصرتها للفلسطينيين في غزة، كان زعيمها عبد الملك الحوثي قد اعترف، في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وأن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

وكانت الولايات المتحدة قد أنشأت، في ديسمبر 2023، تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في بعض المرات؛ أملاً في إضعاف قدرات الجماعة الهجومية.

دخان يتصاعد من موقع عسكري في صنعاء خاضع للحوثيين على أثر ضربة أميركية (أ.ف.ب)

واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين استأثرت الحديدة الساحلية بأغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ نوفمبر 2023.

وأدّت هجمات الحوثيين إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

4 ضربات إسرائيلية

رداً على تصعيد الحوثيين، الذين شنوا مئات الهجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة باتجاه إسرائيل، ردّت الأخيرة بأربع موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة الحوثية بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

كذلك تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ، في 19 ديسمبر الماضي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في 21 من الشهر نفسه.

زجاج متناثر في مطار صنعاء الدولي بعد الغارات الجوية الإسرائيلية (أ.ب)

واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتيْ توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر الماضي، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.