تونس لاقتراض داخلي بقيمة 150 مليون دولار لتمويل الميزانية

في انتظار الاتفاق مع صندوق النقد الدولي

وزارة المالية التونسية
وزارة المالية التونسية
TT

تونس لاقتراض داخلي بقيمة 150 مليون دولار لتمويل الميزانية

وزارة المالية التونسية
وزارة المالية التونسية

شرعت وزارة المالية التونسية، أمس (الخميس)، في اكتتاب محلي للحصول على القسط الأول من قرض داخلي بقيمة 350 مليون دينار تونسي (نحو150 مليون دولار) وتتواصل العملية إلى يوم 16 مارس (آذار) الحالي، ومن المنتظر أن يوجه هذا القرض لتمويل ميزانية الدولة في انتظار خوض مفاوضات عسيرة مع صندوق النقد الدولي الذي حدد «حزمة شروط» قاسية لمنح تونس قرض جديد بقيمة 4 مليارات دولار.
وتم تحديد قيمة اسمية لكل سند من هذا القرض بـ100 دينار تونسي (نحو36 دولارا) ومدة سداد بسبع سنوات منها سنتا إمهال، وبذلك يسدد أصل السندات على خمسة أقساط متساوية. وتتراوح نسبة الفائدة المستوجبة عن هذا القرض بين 8.8 في المائة و9.1 في المائة وذلك حسب صنف القرض الموزع إلى ثلاثة أصناف.
وتحتاج تونس، وفق تقرير ميزانية الدولة لسنة 2022 ، وفي إطار خطة للاقتراض الداخلي إلى إصدار قرض رقاعي وطني لتعبئة 1.4 مليار دينار تونسي (حوالي500 مليون دولار) ورقاع خزينة لمدة 52 أسبوعا لتوفير مبلغ 800 مليون دينار تونسي.
ووفق عدد من الخبراء والمختصين في مجالي الاقتصاد والمالية، فإن الحكومة التونسية تعوّل على رقاع الخزينة القابلة للتنظير لتعبئة 3.650 مليار دينار وإصدار القرض البنكي بالعملة لتعبئة 1.481 مليار دينار تونسي وذلك في إطار عمليات الاقتراض الداخلي.
وفي هذا الشأن، أكد معز حديدان الخبير التونسي في الاقتصاد والمالية على أهمية التوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي، وتوقع أن يعاني الاقتصاد التونسي كثيرا من أزمات اقتصادية متنوعة في حال عدم التوصل إلى اتفاق، قائلا «الدولة ستضطر إلى الاقتراض من البنوك المحلية وهذه الأخيرة ستلجأ بدورها إلى البنك المركزي التونسي الذي سيقبض بالدينار (العملة المحلية) من الدولة مقابل عملة صعبة وهو ما سيؤدي إلى انهيار العملة التونسية»، على حد تقديره.
وأشار حديدان في تصريح إعلامي إلى أن أفضل سيناريو لتونس اليوم للخروج من الأزمة الاقتصادية، هو في عقد اتفاق مع صندوق النقد الدولي للحصول على تمويل قيمته أربعة مليارات دولار لمدة أربع سنوات مقابل إقرار إصلاحات اقتصادية شجاعة وضرورية من أجل عودة محركات الاقتصاد للعمل وتحقيق إقلاع اقتصادي طال انتظاره.
في غضون ذلك، أظهرت المؤشرات النقدية والمالية اليومية الصادرة عن البنك المركزي التونسي أن العائدات السياحية قد سجلت زيادة بنحو 40 في المائة مع نهاية شهر فبراير (شباط) الماضي لتقفز قيمتها من 234 مليون دينار تونسي إلى 327 مليون دينار.
وشهدت خدمة الدين الخارجي زيادة طفيفة بنحو 4 في المائة وبلغت قيمة 1.418 مليار دينار تونسي خلال الفترة نفسها مقابل 1365 مليون دينار نهاية فبراير2021. وأكد البنك المركزي التونسي، على تطوّر الاحتياطي الأجنبي من العملة الصعبة، إذ بلغ بتاريخ 2 مارس الحالي حوالي 23.5 مليار دينار مقابل 21.9 مليار دينار خلال الفترة ذاتها من السنة الماضية.



«الفيدرالي» يُخفّض الفائدة مجدداً... وعودة ترمب ترفع الضغوط عليه

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» ينعكس على سيارة في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» ينعكس على سيارة في واشنطن (رويترز)
TT

«الفيدرالي» يُخفّض الفائدة مجدداً... وعودة ترمب ترفع الضغوط عليه

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» ينعكس على سيارة في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» ينعكس على سيارة في واشنطن (رويترز)

خفّض «الاحتياطي الفيدرالي» سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 25 نقطة أساس؛ استجابةً للتباطؤ المستمر في ضغوط التضخم، التي أثارت استياء كثير من الأميركيين، وأسهمت في فوز دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية.

وكعادته، يكتسب اجتماع «الاحتياطي الفيدرالي» أهمية؛ حيث يترقبه المستثمرون والأسواق لمعرفة مقدار الخفض الذي سيطال الفائدة لما تبقى هذا العام والعام المقبل، لكن أهميته هذه المرة كانت مضاعفة، كونها تأتي غداة الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة التي أفضت إلى فوز الجمهوري دونالد ترمب، المعروف بانتقاداته للسياسة النقدية المتبعة عموماً، ولرئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، خصوصاً.

ونقلت «سي أن أن» عن مستشار كبير لترمب أنه من المرجح أن يسمح الأخير لباول بقضاء بقية فترة ولايته التي تنتهي في مايو (أيار) 2026، بينما يواصل سياسته في خفض أسعار الفائدة.

وجاء خفض 25 نقطة أساس إلى نطاق 4.5 في المائة - 4.75 في المائة، بعدما خفّض في سبتمبر (أيلول) الماضي سعر الفائدة بمقدار بواقع 50 نقطة أساس.

وبعد نتائج الانتخابات، عزز المستثمرون رهاناتهم على الأصول التي تستفيد من فوز المرشح الجمهوري، أو ما يعرف باسم «تجارة ترمب»، التي تستند إلى توقعات بنمو اقتصادي أسرع، لكنها قد تؤدي أيضاً إلى تضخم أعلى.

وقفزت عوائد السندات الأميركية طويلة الأجل بنحو 20 نقطة أساس، في حين سجلت الأسهم الأميركية مستويات قياسية، وارتفع الدولار.

وقد باتت تحركات «الاحتياطي الفيدرالي» المستقبلية غامضةً بعد الانتخابات؛ نظراً لأن مقترحات ترمب الاقتصادية يُنظر إليها، على نطاق واسع، على أنها قد تسهم في زيادة التضخم.

كما أن انتخابه أثار احتمالية تدخل البيت الأبيض في قرارات السياسة النقدية لـ«الاحتياطي الفيدرالي»؛ حيث صرّح سابقاً بأنه يجب أن يكون له صوت في اتخاذ قرارات البنك المركزي المتعلقة بسعر الفائدة.

ويُضيف الوضع الاقتصادي بدوره مزيداً من الغموض؛ حيث تظهر مؤشرات متضاربة؛ فالنمو لا يزال مستمراً، لكن التوظيف بدأ يضعف.

على الرغم من ذلك، استمرّ إنفاق المستهلكين في النمو بشكل صحي، ما يُثير المخاوف من أن خفض سعر الفائدة قد لا يكون ضرورياً، وأن القيام به قد يؤدي إلى تحفيز الاقتصاد بشكل مفرط، وربما إلى تسارع التضخم من جديد.

وفي هذا الوقت، ارتفع عدد الأميركيين الذين قدّموا طلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة بشكل طفيف الأسبوع الماضي، ما يشير إلى عدم وجود تغييرات ملموسة في ظروف سوق العمل، ويعزز الآراء التي تشير إلى أن الأعاصير والإضرابات تسببت في توقف نمو الوظائف تقريباً في أكتوبر (تشرين الأول).

وقالت وزارة العمل الأميركية، يوم الخميس، إن الطلبات الأولية للحصول على إعانات البطالة الحكومية ارتفعت 3 آلاف طلب لتصل إلى 221 ألف طلب، معدَّلة موسمياً، للأسبوع المنتهي في 2 نوفمبر (تشرين الثاني).

وكان الاقتصاديون الذين استطلعت «رويترز» آراءهم قد توقعوا 221 ألف طلب للأسبوع الأخير، وفق «رويترز».

وتباطأ نمو الوظائف بشكل حاد في الشهر الماضي؛ إذ ارتفعت الوظائف غير الزراعية بواقع 12 ألف وظيفة فقط، وهو أقل عدد منذ ديسمبر (كانون الأول) 2020.