سيناريوهات الرد إذا لجأت روسيا لاستخدام الأسلحة النووية

عضو في وفد الولايات المتحدة لوكالة الطاقة الدولية خلال اجتماع المنظمة في فيينا يضع اسم أوكرانيا بدلاً من أميركا على مقعده تضامناً مع كييف (أ.ف.ب)
عضو في وفد الولايات المتحدة لوكالة الطاقة الدولية خلال اجتماع المنظمة في فيينا يضع اسم أوكرانيا بدلاً من أميركا على مقعده تضامناً مع كييف (أ.ف.ب)
TT

سيناريوهات الرد إذا لجأت روسيا لاستخدام الأسلحة النووية

عضو في وفد الولايات المتحدة لوكالة الطاقة الدولية خلال اجتماع المنظمة في فيينا يضع اسم أوكرانيا بدلاً من أميركا على مقعده تضامناً مع كييف (أ.ف.ب)
عضو في وفد الولايات المتحدة لوكالة الطاقة الدولية خلال اجتماع المنظمة في فيينا يضع اسم أوكرانيا بدلاً من أميركا على مقعده تضامناً مع كييف (أ.ف.ب)

انقضى أسبوع منذ أن أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن بدء ما وصفه بــ«عملية عسكرية خاصة» في أوكرانيا، أسفرت عن خسائر في الأرواح في صفوف الروس والأوكرانيين، إلى جانب نزوح على نطاق واسع من أوكرانيا. وشهدت تلك الفترة فرض عقوبات اقتصادية موجعة على روسيا، وارتفاعا في
أسعار النفط، ومشكلات متعددة بالنسبة لمختلف الدول. كما شهد ذلك الأسبوع ردود فعل متباينة غلبت عليها إدانة الهجوم الروسي على أوكرانيا، دون إمكانية صدور قرار من مجلس الأمن، وتمكنت الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الأربعاء من إصدار قرار يدين هجوم روسيا بأغلبية كبيرة، ويدعو إلى وقف إطلاق النار فورا.
وصوتت 141 دولة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة في نيويورك لصالح القرار، بينما صوتت ضده 5 دول وامتنعت 35 دولة عن التصويت. ومن المعروف أن مثل هذا القرار غير ملزم وفقا للقانون الدولي ولكنه ذو أهمية رمزية. وفي ظل هذه الأجواء تم عقد محادثات بين وفد روسي وآخر أوكراني على الحدود بين بيلاروسيا وأوكرانيا، لم يسفر عن أي تقدم. ومن المقرر عقد جولة ثانية من المحادثات جديدة في منطقة بريست البيلاروسية قرب الحدود مع بولندا. ومن التطورات المثيرة في تلك الفترة إصدار بوتين أمرا للجيش بوضع القوات النووية الاستراتيجية في حالة تأهب خاصة، وهو ما اعتبره وزير الدفاع البريطاني بن والاس أنه يهدف إلى صرف الانتباه عن عدم إحراز تقدم في غزو أوكرانيا. وأكد ينس ستولتنبرغ الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) أن الحلف لن يغير من وضع قواته النووية ردا على قرار بوتين. كما أكد أن الحلف مسؤول عن عدم خروج الوضع عن السيطرة. وحول مدى احتمال استخدام روسيا للأسلحة النووية تقول الدكتورة باتريشيا لويس مديرة برنامج الأمن الدولي بالمعهد الملكي للشؤون الدولية البريطاني (تشاتام هاوس) إن بوتين صور قراره بشأن القوات النووية على أنه رد فعل دفاعي على فرض العقوبات الاقتصادية على بلاده، ولكن في خارج روسيا ينظر إلى القرار بشكل عام على أنه طريق أمام روسيا لاستخدام أسلحتها النووية في هجوم مفاجئ. وترى أن هذا وضع بالغ الخطورة ينطوي على رسائل مختلطة مع إمكانية أن يؤدي احتمال سوء تفسيره إلى اتخاذ قرارات على أساس افتراضات زائفة. وتقول لويس الخبيرة في مجال الحد من التسلح في تحليل نشره معهد تشاتام هاوس إنه من المفترض إذا ما قررت روسيا استخدام الأسلحة النووية أن تفعل ذلك في هجوم على أوكرانيا، وليس مهاجمة أي دولة عضو في الناتو يؤدي إلى رد واسع النطاق من جانب الناتو. وفي مثل هذا الهجوم من المرجح استخدام أسلحة نووية قصيرة المدى يعتقد أنه يوجد منها أكثر من ألف قطعة، حيث سيتم نقلها من المخزون وتوصيلها بالصواريخ أو وضعها في قاذفات قنابل، وكقذائف مدفعية. وقد شاهد بوتين مؤخرا تدريبا ركز على استعداد القيادة والتحكم، والأطقم القتالية، والسفن الحربية، وحاملات الصواريخ الاستراتيجية، وكذلك فاعلية الأسلحة الاستراتيجية النووية وغير النووية. وأوضحت لويس أن أي تحرك لتجهيز ونشر الأسلحة النووية الروسية سوف يكون مرصودا ومراقبا من جانب الأقمار الصناعية للولايات المتحدة وغيرها التي يمكنها الرصد في كل الأجواء رغم وجود سحب أو ظلام دامس. واعتمادا على المعلومات الاستخباراتية والتحليلات الأخرى - وفي ظل فشل كل المحاولات الدبلوماسية لإقناع روسيا بالعدول عن تصرفها - قد تقرر دول الناتو التدخل لمنع إطلاق تلك الأسلحة من خلال قصف مواقع تخزينها ومواقع نشر الصواريخ مسبقا. وتوضح لويس أن هناك مخاطر هائلة مرتبطة بهذا القرار، إذ إن أي هجوم قد يعجل بهجوم أسوأ للغاية من جانب روسيا، ومن الممكن تصنيفه على أنه عدوان من الناتو وليس دفاعا وقائيا. ومع ذلك، فإن عدم القيام بذلك سوف يترك أوكرانيا وغيرها من الدول عرضة لتفحيرات الأسلحة مع إمكانية مقتل مئات الآلاف، حسب الهدف. وقالت لويس إنه إذا ما قررت روسيا مهاجمة أوكرانيا بأسلحة نووية، من المرجح أن ترد دول الناتو على أساس أن تأثير الأسلحة النووية سوف يعبر الحدود ويؤثر على الدول المحيطة بأوكرانيا. ويمكن أن يرد الناتو باستخدام الأسلحة التقليدية ضد المواقع الاستراتيجية الروسية، أو بالمثل باستخدام الأسلحة النووية، حيث هناك عدة خيارات متاحة له. فالولايات المتحدة لديها حوالي 150 قنبلة جاذبية نووية (B61) موجودة في خمس من دول الناتو - هي بلجيكا، وألمانيا، وهولندا، وإيطاليا، وتركيا. كما أنه لدى الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا إمكانيات طويلة المدى بالنسبة للهجمات النووية تحت رعاية الناتو. وقالت لويس في ختام تقريرها إن كل تلك السيناريوهات تعني الانجرار إلى حرب كبرى مع روسيا، لذلك فإن ميزة اتخاذ قرار بالعدول عن الانتقام بالأسلحة النووية، وتوضيح هذه الرسالة الآن، هي أن بوتين لا يستطيع
تصوير الناتو على أنه يهدد روسيا بالأسلحة النووية. ورأت أنه من الممكن دائما - رغم أنه أمر يفترض أنه غير محتمل بدرجة كبيرة - أن يقرر بوتين شن هجوم بصاروخ باليستي طويل المدى ضد الولايات المتحدة، لكنه يعرف، كما يعرف كل مسؤوليه، أن ذلك سيكون نهاية روسيا.



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.