لبنان: ترشيحات «الوطني الحر» للانتخابات تهدده باستقالات «المبعدين»

«حالة غليان»... وباسيل يتجه لاختيار المتمولين بدل الحزبيين

TT

لبنان: ترشيحات «الوطني الحر» للانتخابات تهدده باستقالات «المبعدين»

مرّة جديدة تعود إلى الواجهة النقمة داخل «التيار الوطني الحر» على سياسة رئيسه النائب جبران باسيل عبر استقالة النائب عن بعبدا حكمت ديب بعدما سبقته إلى الخطوة نفسها في محطات سابقة شخصيات كانت تعتبر من مؤسسي الحزب.
وإذا كانت استقالة ديب قد جاءت بعد إقصائه من الترشح للانتخابات النيابية المقبلة فإن المعلومات تشير إلى توجّه شخصيات أخرى لاتخاذ القرار نفسه مع إعلان «التيار» عن ترشيحاته النهائية الأسبوع المقبل، لا سيما مع اعتماد باسيل على اختيار مرشحيه من المتمولين بدل الحزبيين مع تراجع شعبية التيار وبحث رئيسه عن شخصيات تمنح دعماً للائحة، وبات من المؤكد التوجّه لإقصاء النائب ماريو عون في منطقة الشوف في ضوء المفاوضات الانتخابية بين «التيار» والوزيرين السابقين وئام وهاب وناجي البستاني، والأمر نفسه بالنسبة إلى النائب زياد أسود عن دائرة صيدا - جزين، بعدما اختار «التيار» ترشيح أمل أبو زيد ضمن لائحة التحالف التي تجمعه مع «حركة أمل» و«حزب الله»، وهو ما قد يؤدي إلى خوض أسود معركته الانتخابية من خارج «التيار» بحسب ما تشير المعلومات.
وفيما نقل عن ديب قوله إنه قدم استقالته بسبب تراكمات داخلية ومحاولات قطع الطريق عليه في الاستحقاقات والبحث عن متمولين بدل المناضلين، كشف في حديث إعلامي أن خلافاً وقع بينه وبين باسيل متحدثاً عن ملاحظاته على الإطار الحزبي وسوء إدارة داخل التيار وقال: «التفكير في الحزب لا يتلاءم مع الخط التاريخي للتيار»، مضيفاً «تراكمات من عدة سنوات حتمت علي أن أكون خارج التيار وعدم ترشيحي هي القشة التي قسمت ظهر البعير».
وفي حين قال النائب إدي معلوف إن «التيار» سيعلن عن أسماء مرشحيه مطلع الأسبوع المقبل كحدّ أقصى، لفت إلى أن «مسألة انسحاب حكمت ديب من الوطني الحر جاءت اعتراضاً على الإدارة الداخلية وليس على أداء التيار السياسي وهو حق طبيعي له».
ويتحدث رمزي كنج، القيادي السابق في «التيار» الذي اتخذ وشخصيات تعتبر من المؤسسين خيار الاستقالة قبل سنوات، عن حال غليان داخل التيار في هذه المرحلة قائلاً: «هناك أسى وألم على ما وصلوا إليه، وقد يخرج ذلك إلى العلن قريبا أم لا إنما الأكيد أن التيار لن يبقى كما هو وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح ولا بد للتيار أن يعود إلى خطّه التاريخي».
ويقول كنج لـ«الشرق الأوسط»: «هناك مسار خاطئ بدأ منذ سنوات وكنا أول من حذّرنا منه واتخذنا قرار الاستقالة لأننا كنا نعلم أننا سنصل إلى هذه النتيجة»، معتبرا أن «أي شخص حريص على التيار عليه أن يكون مقتنعا بأن هذا المسار الانحداري يجب أن يتوقف». ويوضح: «المشكلة الأساسية تكمن في ضرب المبادئ والثوابت الأساسية للتيار والانحراف في أدائه لمصالح خاصة، مضيفاً: «كل الذين خرجوا في السابق من التيار لم يكن أحد منهم يطمح لمركز سياسي أو طامح لشيء ما بل موقفهم كان رفضا لهذا الانحراف وسياسة القيادة التي أوصلته إلى هذا الوضع عن سابق إصرار وتصميم». ويؤكد أن «المشكلة اليوم هي أن القيادة غائبة في التيار وهي تتمثل بـ«قائد» واحد ومقرر واحد هو باسيل».
وكنج هو من القياديين السابقين في «التيار» الذين خرجوا أو أخرجوا من التيار مع بدء حصر القرار بيد باسيل ووراثته لقيادة الحزب، وأعلنوا عن مواقف صريحة ضده في موازاة استمرار نشاطهم السياسي وصولاً اليوم إلى طرح أسماء منهم لخوض الانتخابات النيابية ضد مرشحي التيار في عدد من المناطق. وقد يخوض بعضهم المعركة على لوائح مجموعات المعارضة، ومنهم إضافة إلى كنج الذي قد يترشح في دائرة بعبدا، هناك نعيم عون، ابن شقيق الرئيس ميشال عون (في دائرة بعبدا) وأنطوان نصر الله (دائرة عاليه) وطانيوس حبيقة (المتن) وزياد عبس الذي سبق له أن خاض الانتخابات النيابية عام 2018 في دائرة بيروت الأولى، على أن يكون الحسم بعد حوالي عشرة أيام مع انتهاء مهلة الترشيحات التي حدّدت بـ15 مارس (آذار) الحالي.



السيسي يطمئن المصريين ويحذر من «الإشاعات»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (أرشيفية - الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (أرشيفية - الرئاسة المصرية)
TT

السيسي يطمئن المصريين ويحذر من «الإشاعات»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (أرشيفية - الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (أرشيفية - الرئاسة المصرية)

حمل خطاب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأربعاء، بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ73 لـ«عيد الشرطة»، رسائل «طمأنة» بشأن قدرة بلاده على مواجهة التحديات، وهي رسائل باتت «تشكل خطاً دائماً» في خطابات السيسي الرسمية، لا سيما مع ما تشهده المنطقة من تطورات جيوسياسية متلاحقة، وما تعانيه القاهرة من مصاعب اقتصادية، بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط».

وكان الرئيس المصري وجه رسائل طمأنة مماثلة في مناسبات عدة آخرها الشهر الحالي خلال تفقده للأكاديمية العسكرية، وقبلها خلال احتفال الأقباط بعيد الميلاد.

وحِرص الرئيس المصري على «طمأنة» المواطنين بدا واضحاً مع بداية كلمته في ختام الاحتفال الذي أقيم بأكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة، الأربعاء، مؤكداً أن «بلاده تسير في الطريق الصحيح رغم التحديات». وقال في كلمة مرتجلة: «لا أحد يستطيع أن يمس مصر، رغم ما يتردد من إشاعات وأكاذيب ومحاولات لاستهدافنا».

وأضاف السيسي: «رغم ما يحدث من تطورات وتحديات نطمئن الشعب المصري... نحن لا نعتدي ولا نتآمر على أحد، بل نعمر ونبني داخل بلادنا وحدودنا». وتابع: «الاطمئنان ليس مرده قدرة الجيش والشرطة فقط. وإنما هو مسار انتهجناه وقيم نمارسها وليس فقط نرددها، تدعو إلى الشرف والاحترام والعزة والكرامة والبناء»، مشدداً على «ضرورة وعي المجتمع بالمشكلات التي تحيط بالبلاد والتي لم تنته».

وأكد السيسي أن «مصر دولة كبيرة ولا يمكن لأحد تهديدها»، موضحاً أن «اجتماعه مع قيادات الدولة والمحافظين ومديري الأمن في القيادة الاستراتيجية في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، كان لمراجعة الاستعدادات والخطط من أجل أمن مصر».

وقال: «عندما عقدنا الاجتماع، تساءل الكثير عن سبب انعقاده، ونحن بوصفنا دولة كبيرة، 120 مليون نسمة تقريباً بضيوفها، وبالتالي لابد أن نكون منتبهين ويقظين جداً». وأضاف أن «الأحداث الكثيرة التي وقعت خلال الشهور الماضية والتطورات على الحدود المختلفة، قد تكون أثرت على قلق المصريين، وهذا القلق مشروع، ولا بأس أن يشعر المصري بالخوف على وطنه».

وأكد الرئيس المصري أن «زيادة الإشاعات والكذب تعني زيادة الاستهداف، ما قد يجعل البعض يعتقد أن الأمر أصبح يسيراً وأنه من الممكن أن يقترب أحد من البلد، ولكن لن يقدر أحد على ذلك».

وفي كلمته الرسمية أشار الرئيس المصري إلى أن «التطرف بوجهه البغيض وتلونه المكشوف لن يجد في بلاده بيئة حاضنة له أو متهاونة معه»، وقال: «الشعب المصري يعتز بوسطيته، ويرفض التطرف بكل أشكاله... ومهما فعل الأعداء من محاولات لزرع الأفكار الهدامة ونشر الإشاعات المغرضة، فمحكوم عليها بالعدم».

وجدد السيسي التأكيد أن بلاده «تسير في الطريق الصحيح»، مشدداً على «السعي بجدية لإجراء المزيد من الخطوات المتتابعة لتعزيز دور القطاع الخاص، وتحسين مسـتوى معيشة المواطن».

وجاء خطاب السيسي محملاً برسائل عدة للداخل والخارج، بحسب الخبير العسكري المصري اللواء سمير فرج، الذي أشار في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الطمأنة كانت الرسالة الأهم والأبرز في الخطاب»، موضحاً أنه «في ظل الأحداث الأخيرة التي شهدتها الدول المجاورة لمصر، فإنه من الطبيعي أن يستشعر المصريون الخطر، ويشعروا بالقلق، من هنا تأتي أهمية حديث الرئيس ومحاولته طمأنة المصريين».

وقال فرج: «الخطاب تضمّن تأكيداً على قوة وقدرة الجيش والشرطة في الدفاع عن البلاد، إضافة إلى التذكير بأن مصر استطاعت دحر الإرهاب»، مشيراً إلى أن «رسائل الطمأنة ليست موجهة للمصريين فحسب، بل للمستثمرين أيضاً، فدون الأمن والاستقرار لن يكون هناك استثمار».

وأضاف: «حمل خطاب الرئيس رسائل لمن يهمه الأمر بأن مصر قادرة على تجاوز التحديات وأنها لن تسمح لأحد بالمساس بأمنها وسيادتها واستقرارها».

ويلفت فرج إلى نقطة أخرى تضمّنها خطاب السيسي، وهي التحذير من خطورة الإشاعات، موضحاً أنه في «في ظل حروب الجيل الرابع والخامس باتت الإشاعات سلاحاً خطيراً يمكن أن يزعزع استقرار الدول، ومن هنا وجب التحذير منها والتأكيد على ضرورة التنبه لها ولخطورتها على وحدة البلاد».

بدوره، أكد مستشار «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور عمرو الشوبكي، أن «طمأنة المصريين باتت خطاً دائماً في خطابات الرئيس المصري وفي مختلف المناسبات، لا سيما مع ما تمر به البلاد من أزمات اقتصادية ومعيشية، تضاف إلى أوضاع غير مستقرة في المنطقة، ومناخ إقليمي مليء بالتحديات».

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن خطاب الطمأنة مهم لأنه يهدئ من مخاوف المصريين المشروعة»، مؤكداً أنه «بالتوازي مع هذا الخطاب فهناك إجراءات عدة تتعلق باستكمال مسيرة الإصلاح الاقتصادي ووضع خطط لمواجهة التحديات، وهو ما أشار له السيسي في حديثه أيضاً».

وفي إطار الاحتفال وضع الرئيس المصري إكليلاً من الزهور على النصب التذكاري لشهداء الشرطة بأكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة، كما ترأس اجتماع المجلس الأعلى للشرطة، ومنح الأوسمة لعدد من أسر شهداء الشرطة والأنواط لعدد من الضباط المكرمين.