أكد الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، أن بلاده لديها «كثير من المصالح مع واشنطن... ولدينا فرصة كبيرة لتعزيز كل هذه المصالح، وأيضاً لدينا فرصة كبيرة لخفضها في مجالات عدة»، معتبراً أن «المصالح واضحة، والأمر يعود لكم (الأميركيين) سواء أكنتم تريدون الفوز بالسعودية أو الخسارة».
وشدّد ولي العهد السعودي، في مقابلة مع مجلة «ذي أتلانتيك» الأميركية، نشرت أمس (الخميس)، رفضه التام التدخل في الشأن السعودي، وقال: «ليس لأحد الحق في التدخل في شؤوننا الداخلية، فهذا الأمر يخصنا نحن السعوديين، ولا أحد يستطيع فعل شيء حيال ذلك».
وحين سُئل عن العلاقات الخليجية المتنامية مع إسرائيل، قال: «نأمل أن تُحل المشكلة بين الإسرائيليين والفلسطينيين... لا ننظر إلى إسرائيل كعدو، بل كحليف محتمل في كثير من المصالح التي يمكن أن نسعى لتحقيقها معاً، لكن يجب أن تحل بعض القضايا قبل الوصول إلى ذلك». وأضاف أن «دول مجلس التعاون الخليجي مثل دولة واحدة... والاتفاق بيننا هو ألَّا تقوم أي دولة بأي تصرف سياسي أو أمني أو اقتصادي من شأنه أن يُلحق الضرر بدول المجلس الأخرى، وجميع دول المجلس ملتزمة بذلك».
وفي ما يخص إيران، قال ولي العهد السعودي: «الإيرانيون جيراننا، وليس بإمكاننا التخلص منهم، وليس بإمكانهم التخلص منا، لذلك من الأفضل أن نحل الأمور، وأن نبحث عن سُبل لنتمكن من التعايش... قمنا خلال 4 أشهر بمناقشات، وسنستمر في تفاصيل المناقشات، وآمل أن نصل إلى موقف جيد للبلدين». لكنه لفت إلى أن «أي بلد في العالم لديه قنابل نووية يُعد خطيراً، سواء إيران أو أي دولة أخرى... ولا نرغب في رؤية اتفاق نووي ضعيف، لأنه سيؤدي في النهاية إلى النتيجة ذاتها».
وحين سئل الأمير محمد بن سلمان عن الملكية الدستورية، قال: «لن تنجح الملكية الدستورية... تم تأسيس السعودية على الملكية المطلقة، والآلاف من الأنظمة تحتها من شيوخ قبائل ورؤساء مراكز وهجر، وكذلك الأسرة المالكة السعودية التي أمثلها، والشعب السعودي الذي أمثله... هذه الأنظمة يعد ملك السعودية هو قائدها، وهو من يحمي مصالحها».
وأشار إلى أن «الإسلام أرشدنا إلى احترام جميع الثقافات والديانات... والمتطرفون - سنة وشيعة - اختطفوا الدين الإسلامي وحرفوه بحسب مصالحهم، والمشكلة هي انعدام وجود من يجادلهم ويحاربهم بجدية». ولفت إلى أن جماعة «الإخوان المسلمين» تلعب «دوراً كبيراً وضخماً في خلق التطرف»، مشيراً إلى أن «أسامة بن لادن والظواهري كانا من (الإخوان) وقائد (داعش) كان من (الإخوان)».
وأضاف أن «السعودية لديها المذهب السنّي والشيعي، وفي المذهب السنّي توجد 4 مذاهب، ولدى الشيعة مذاهب مختلفة كذلك، ويتم تمثيلها في عدد من الهيئات الشرعية... ولا يمكن لشخص الترويج لأحد هذه المذاهب ويجعله الطريقة الوحيدة لرؤية الدين في السعودية».
ورأى ولي العهد السعودي أن «هناك كثيرين يريدون فشل (رؤية 2030)... لكنهم لن يستطيعوا المساس بالمشروع، ولن يفشل أبداً، ولا يوجد شخص على هذا الكوكب يمتلك القوة لإفشاله». وأوضح أن «السعودية أحد أسرع البلدان نموّاً في العالم، وستُصبح قريباً جدّاً البلد الأسرع نموّاً في العالم... لدينا اثنان من أكبر 10 صناديق في العالم، ونقع بين 3 مضائق بحرية تمر من خلالها 27 في المائة تقريباً من التجارة العالمية».
من جانب آخر، أعلن الأمير محمد بن سلمان الذي يرأس مجلس إدارة نيوم، عن إنشاء مشروع «تروجينا» الوجهة العالمية للسياحة الجبلية الجديدة في إطار خطة «نيوم» واستراتيجيتها للإسهام في دعم وتطوير القطاع السياحي في المنطقة.
... المزيد
... المزيد