ليبيا تجلي 500 شخص من أوكرانيا... ومواطنون يتخلفون

نجلاء المنقوش وزيرة الخارجية الليبية تلتقي عدداً من الجالية بعد نقلهم إلى سلوفاكيا (وزارة الخارجية)
نجلاء المنقوش وزيرة الخارجية الليبية تلتقي عدداً من الجالية بعد نقلهم إلى سلوفاكيا (وزارة الخارجية)
TT

ليبيا تجلي 500 شخص من أوكرانيا... ومواطنون يتخلفون

نجلاء المنقوش وزيرة الخارجية الليبية تلتقي عدداً من الجالية بعد نقلهم إلى سلوفاكيا (وزارة الخارجية)
نجلاء المنقوش وزيرة الخارجية الليبية تلتقي عدداً من الجالية بعد نقلهم إلى سلوفاكيا (وزارة الخارجية)

أهابت السفارة الليبية لدى أوكرانيا بجميع جاليتها في العاصمة كييف وضواحيها، سرعة التوجه إلى مقرها، استعداداً لمغادرتهم إلى أرض الوطن، عبر المنفذ الحدودي مع جمهورية سلوفاكيا، في وقت سهّلت إجلاء 500 مواطن إلى سلوفاكيا.
ووجه السفير الليبي عادل عيسى، اليوم، نداءً عاجلاً، وقال إنه «الأخير» إلى المواطنين المقيمين والطلاب هناك، طالبهم فيه بسرعة توجههم إلى مقر السفارة، استعداداً للمغادرة، نظراً «لتسارع الأحداث، ولضيق الوقت، في ظل ازدياد وتيرة الحرب بأوكرانيا».
ونوه عيسى بأن «رئيس البعثة وباقي الدبلوماسيين الموجودين راهناً مع الفريق المشكل من أبناء الجالية للمساعدة سيغادرون مقر السفارة في أقرب فرصة ممكنة، وذلك لتدهور الأوضاع الأمنية بشكل متسارع».
وأعلنت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الليبية، اليوم، أن السفارة سهّلت إجراءات عبور نحو 500 ليبي وعائلاتهم في أوكرانيا إلى سلوفاكيا، بعدما تم تأمينهم، وتوفير أشكال الدعم والمساعدة والخدمات الضرورية اللازمة لهم، لكنها نوهت بأن «مائة ليبي فقط أكدوا رغبتهم في العودة إلى ليبيا».
وأفادت بأن باقي الليبيين «غادروا فنادق الإقامة دون أي معلومة»، وأخلت الوزارة «مسؤوليتها عن من يُعرض نفسه وعائلته للخطر والملاحقة القانونية، ويصمم على البقاء في مناطق النزاع، رغم توفير كل سبل العودة للوطن بسلام».
وكررت وزارة الخارجية مناشدتها لجميع الليبيين الموجودين في أوكرانيا، مغادرتها فوراً، متابعة: «يُرجى التواصل مع سفارتنا هناك لتسهيل عملية خروجكم إلى المعابر الحدودية الآمنة حفاظاً على سلامتكم».
وأعلن عيسى، اليوم، إجلاء جميع العائلات والطلاب العالقين من مدينة دينيبرو المحاصرة، وقال: «هم في طريقهم الآن إلى المعابر الحدودية؛ ومن ثم إلى أرض الوطن، كما أن العمل جارٍ لإخراج أبنائنا من مدينتي تسومي وكيرواغراد الواقعتين تحت القصف، وبعض المدن الأخرى».
والتقت نجلاء المنقوش، وزيرة الخارجية الليبية، التي زارت سلوفاكيا لمتابعة عملية الإجلاء، أفراد الجالية المُرحلين من أوكرانيا إلى هناك.
وقالت الوزارة، اليوم، إن المنقوش استمعت إلى أفراد الجالية «وما عانوه في أثناء وجودهم في أماكن القصف العسكري»، و«طمأنتهم بأن السفارة تسعى لإجلائهم إلى ليبيا سريعاً حفاظاً على سلامتهم ووضعهم القانوني».
ونوهت المنقوش بأنها «تتابع أوضاع الجالية الليبية وعمليات إجلائهم وترحيلهم، وأن هذا الأمر لا يتهاون فيه ولا ينبغي التقصير فيه»، مثمنة جهود سفارتها في أوكرانيا.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.