مستغلاً الأزمة الأوكرانية... بايدن يسعى إلى توحيد الصفوف الأميركية

الرئيس وصف بوتين بـ«الديكتاتور الروسي» وأشاد بمقاومة الشعب الأوكراني

الرئيس الأميركي جو بايدن يتحدث أمام أعضاء الكونغرس (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن يتحدث أمام أعضاء الكونغرس (أ.ف.ب)
TT

مستغلاً الأزمة الأوكرانية... بايدن يسعى إلى توحيد الصفوف الأميركية

الرئيس الأميركي جو بايدن يتحدث أمام أعضاء الكونغرس (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن يتحدث أمام أعضاء الكونغرس (أ.ف.ب)

وقف أعضاء الكونغرس مرات عدة مصفقين للرئيس الأميركي جو بايدن أمس (الثلاثاء)، خلال إلقائه خطاب حال الاتحاد الذي سعى من خلاله إلى استغلال دعم الحزبين لمواجهة روسيا لتدعيم الوحدة الداخلية فيما بدأت الولايات المتحدة الخروج من جائحة «كوفيد - 19».
وكرس الرئيس بايدن الجزء الأول من الخطاب الذي استمر ساعة أمام مجلسي الكونغرس، للغزو الروسي في أوكرانيا الموالية للغرب، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
ووصف بايدن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ«الديكتاتور الروسي» وأشاد بمقاومة الشعب الأوكراني متعهداً بمساعدة المقاتلين الأوكرانيين ومصادرة يخوت الأثرياء المقربين من الكرملين، فوقف له أعضاء الحزبين مصفقين في مشهد نادر الحدوث في الكونغرس في الفترة الأخيرة.
https://twitter.com/POTUS/status/1498844650496528389?s=20&t=j9lqleD99FyBRnzY8cBPnw
وأضاف بايدن أمام الكونغرس أنّ ما يقوم به «ديكتاتور روسي من غزو لدولة أجنبية له أثمان في كلّ أنحاء العالم»، مشدّداً على أنّ «بوتين كان مخطئاً. نحن مستعدّون، نحن أقوياء».
وأضاف: «ربّما يطوّق بوتين كييف بالدبابات لكنّه لن ينجح أبداً في الاستيلاء على قلوب الشعب الأوكراني وأرواحهم ولن يقضي على حبّهم للحرية أبداً».
وبعدما عمل لأسابيع لتوحيد صفوف الحلفاء الغربيين لفرض عقوبات اقتصادية غير مسبوقة على روسيا وتخصيص كمية كبيرة من الأسلحة لأوكرانيا، غير العضو في حلف شمال الأطلسي، أكد بايدن: «في المعركة بين الأنظمة الديمقراطية وتلك الاستبدادية، أثبتت الديمقراطيات أنّها على قدر التحدّي، ومن الواضح أنّ العالم يختار جانب السلام والأمن». وتابع أن بوتين لم يحقق هدفه المتمثل «في زرع الانقسام في بلداننا».
وفيما ارتدى الكثير في قاعة الكونغرس الأصفر والأزرق تضامناً مع أوكرانيا، كان هذا الجزء السهل من خطاب بايدن.
إلا أن الرئيس البالغ 79 عاماً الذي يواجه شعبية متدنية جداً ومعارضة شرسة من الجمهوريين الذين لا يزالون تحت تأثير دونالد ترمب، سعى أيضاً إلى ركوب الموجة الإيجابية على صعيد السياسة الداخلية.
واستغل تراجع جائحة «كوفيد - 19» للعب على وتر الوحدة الداخلية.
https://twitter.com/WhiteHouse/status/1498859558344740865?s=20&t=j9lqleD99FyBRnzY8cBPnw
وقال إن «(كوفيد – 19) يجب ألا يتحكّم بحياتنا بعد الآن»، أمام أعضاء الكونغرس والوزراء وقضاة المحكمة العليا الذين تخلوا جميعاً تقريباً عن الكمامة إثر التوصيات الجديدة الصادرة عن السلطات الصحية.
وشدّد بايدن في خطابه أمام الكونغرس على «أنّنا سنواصل مكافحة هذا الفيروس كما نفعل مع أمراض أخرى»، مضيفاً أّنه «يجب أن نظلّ يقظين» بسبب إمكان ظهور متحوّرات جديدة من الفيروس.
وفي إشارة إلى النقاشات الحادة أحياناً حول الإجراءات الصحية، قال بايدن: «لا يمكننا أن نغيّر انقساماتنا السابقة لكن بإمكاننا أن نغيّر طريقة المضيّ قدماً على صعيد (كوفيد – 19) ومسائل أخرى يجب أن نواجهها معاً».
https://twitter.com/POTUS/status/1498852257789628417?s=20&t=j9lqleD99FyBRnzY8cBPnw
وسعى الرئيس بايدن الذي يدرك أنه يواجه خطر خسارة الغالبية الضئيلة جداً التي يتمتع بها في البرلمان خلال انتخابات منتصف الولاية في نوفمبر (تشرين الثاني)، إلى عملية توازن سياسي أمام الكونغرس.
فهو لم ينتقد المعارضة الجمهورية بكلام حاد ولم يحمل بشدة كما سبق أن فعل على سلفه دونالد ترمب.
وقال متوجهاً إلى الناخبين المحافظين الذين يتهمونه بالتساهل، إنه سيستثمر في قوات الشرطة لمواجهة ارتفاع معدلات الجريمة في الولايات المتحدة.
وأكد أن الحل لوقف عنف الشرطة «لا يكون بوقف الاستثمار في الشرطة» فيما بدا انتقاداً للتيار اليساري في حزبه، بل «الحل يكون في الاستثمار في الشرطة» في رسالة موجهة بوضوح إلى الناخبين الوسطيين القلقين من ارتفاع معدلات الجريمة في المدن الأميركية.
وأكد أنه يريد «تأمين» الحدود الجنوبية إلى حيث يتوافد المهاجرون.
وإلى أنصاره التقدميين، أكد بايدن أنه سيناضل من أجل الدفاع عن حق الإجهاض وتسهيل اقتراع الأميركيين السود.
وبعد عام على توليه الرئاسة، يواجه الرئيس الديمقراطي ناخبين غاضبين وخائبي الظن بسبب أعلى معدل تضخم يسجل منذ أربعة عقود.
وهو أكد أن «أولويته الأولى» ستكون مكافحة التضخم.
https://twitter.com/POTUS/status/1498848538108833800?s=20&t=j9lqleD99FyBRnzY8cBPnw
وأضاف: «الكثير من العائلات تجهد لدفع الفواتير» لذا «أولويتي القصوى هي السيطرة على الأسعار»، مشيراً إلى أنّ خطّته ستتيح خفض التكاليف والحدّ من العجز، وستقوم خصوصاً على تعزيز الصناعة الأميركية لكي لا تبقى الولايات المتّحدة «تحت رحمة سلاسل التوريد الأجنبية» بلهجة ذكّرت بتلك التي كان يعتمدها دونالد ترمب.
وفيما كان الرئيس الأميركي يتحدث، نفّذت قوات روسية مجوقلة إنزالاً في خاركيف، على ما أفاد الجيش الأوكراني، مشيراً إلى معارك في ثانية مدن أوكرانيا.



أستراليا تعتزم فرض ضريبة على المنصات الرقمية التي لا تدفع مقابل نشر الأخبار

شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)
شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)
TT

أستراليا تعتزم فرض ضريبة على المنصات الرقمية التي لا تدفع مقابل نشر الأخبار

شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)
شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)

أعلنت الحكومة الأسترالية اعتزامها فرض ضريبة كبيرة على المنصات ومحركات البحث التي ترفض تقاسم إيراداتها من المؤسسات الإعلامية الأسترالية مقابل نشر محتوى هذه المؤسسات.

وقال ستيفن جونز، مساعد وزير الخزانة، وميشيل رولاند وزيرة الاتصالات، إنه سيتم فرض الضريبة اعتباراً من أول يناير (كانون الثاني)، على الشركات التي تحقق إيرادات تزيد على 250 مليون دولار أسترالي (160 مليون دولار أميركي) سنوياً من السوق الأسترالية.

وتضم قائمة الشركات المستهدفة بالضريبة الجديدة «ميتا» مالكة منصات «فيسبوك»، و«واتساب» و«إنستغرام»، و«ألفابيت» مالكة شركة «غوغل»، وبايت دانس مالكة منصة «تيك توك». وستعوض هذه الضريبة الأموال التي لن تدفعها المنصات إلى وسائل الإعلام الأسترالية، في حين لم يتضح حتى الآن معدل الضريبة المنتظَرة، وفقاً لما ذكرته «وكالة الأنباء الألمانية».

وقال جونز للصحافيين إن «الهدف الحقيقي ليس جمع الأموال... نتمنى ألا نحصل عائدات. الهدف الحقيقي هو التشجيع على عقد اتفاقيات بين المنصات ومؤسسات الإعلام في أستراليا».

جاءت هذه الخطوة بعد إعلان «ميتا» عدم تجديد الاتفاقات التي عقدتها لمدة3 سنوات مع المؤسسات الإعلامية الأسترالية لدفع مقابل المحتوى الخاص بهذه المؤسسات.

كانت الحكومة الأسترالية السابقة قد أصدرت قانوناً في عام 2021 باسم «قانون تفاوض وسائل الإعلام الجديدة» يجبر شركات التكنولوجيا العملاقة على عقد اتفاقيات تقاسم الإيرادات مع شركات الإعلام الأسترالية وإلا تواجه غرامة تبلغ 10 في المائة من إجمالي إيراداتها في أستراليا.