أسهم البنوك العالمية تصطلي نيران العقوبات الروسية

أسهم البنوك العالمية تصطلي نيران العقوبات الروسية
TT

أسهم البنوك العالمية تصطلي نيران العقوبات الروسية

أسهم البنوك العالمية تصطلي نيران العقوبات الروسية

تراجعت المؤشرات الرئيسية للأسهم الأميركية عند الفتح يوم الثلاثاء، وواصلت أسهم البنوك الهبوط مع تصاعد الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، لكن أسهم الطاقة صعدت بدعم من قفزة في أسعار النفط.
وبدأ المؤشر داو جونز الصناعي جلسة التداول في بورصة وول ستريت منخفضاً 0.23 في المائة إلى 33813.48 نقطة. وهبط المؤشر ستاندرد آند بورز 500 القياسي 0.25 في المائة إلى 4363.14 نقطة، وتراجع المؤشر ناسداك المجمع أيضاً 0.25 في المائة إلى 13716.70 نقطة.
وفي أوروبا، تراجعت الأسهم مع بداية شهر مارس (آذار) بسبب تقارير أرباح ضعيفة ومخاوف بشأن الأزمة الأوكرانية بعد فشل محادثات وقف إطلاق النار بين موسكو وكييف في تحقيق انفراجة.
وهبط مؤشر ستوكس 600 الأوروبي 1.3 في المائة مع تصدر أسهم قطاع السفر والترفيه الخسائر بعد أرباح مخيبة للآمال من مجموعة «فلوتر». ومُنيت المؤشرات الأوروبية بخسائر وسط تقلبات متزايدة حتى مع تقليص مؤشرات وول ستريت خسائرها خلال الليل واستقرار الأسهم الآسيوية.
وتراجعت أسواق الأسهم في جميع أنحاء العالم يوم الاثنين بعد أن فرض الغرب عقوبات صارمة على روسيا، بما في ذلك منع بنكها المركزي من استخدام احتياطيات النقد الأجنبي البالغة 630 مليار دولار. وهبط سهم شل 1.1 في المائة بعد أن قالت شركة الطاقة الكبرى
المدرجة في لندن إنها ستخرج من جميع عملياتها في روسيا، بما في ذلك محطة رئيسية للغاز الطبيعي المسال. وقالت «ميرسك»، أكبر شركة شحن في العالم، إنها ستوقف شحن الحاويات من وإلى روسيا.
واستعادت الأسهم في بعض البنوك الأوروبية بعض مكاسبها الثلاثاء بعد تراجعها هذا الأسبوع بسبب ارتباطها بمعاملات مع روسيا، ولكن هذا القطاع ظل متقلباً مع استمرار القتال في أوكرانيا. وارتفعت أسهم بنك «رايفايزن» النمساوي 2.7 في المائة عند التداول في وقت مبكر؛ مما يعوض جزئياً انخفاضاً شهدته بنسبة 14 في المائة يوم الاثنين. وارتفعت أسهم بنك «يونكريديتو» الإيطالي 2.1 في المائة بعد انخفاضها 9.5 في المائة يوم الاثنين.
وقال مصدران لـ«رويترز»، إن البنك المركزي الأوروبي وضع البنوك التي تربطها علاقات وثيقة بروسيا، مثل «رايفايزن» والفرع الأوروبي لبنك «في تي بي»، تحت المراقبة الدقيقة في أعقاب العقوبات المالية الشاملة التي فرضها الغرب والتي دفعت أحد البنوك إلى حافة الهاوية.
وجاء تقلب أسعار الأسهم يوم الثلاثاء في الوقت الذي واجهت فيه روسيا عزلة متزايدة بسبب غزوها أوكرانيا مع حرمان المقاومة على الأرض الرئيس فلاديمير بوتين من تحقيق مكاسب مبكرة على الرغم من القصف العنيف ووجود قافلة عسكرية ضخمة خارج كييف. وتراجعت أسهم البنوك البارزة مع تراجع القطاع المصرفي الأوروبي 0.1 في المائة بعد انخفاضه 4.5 في المائة يوم الإثنين.
وعلى النقيض، ارتفعت الأسهم اليابانية، حيث تلقت المعنويات دعماً من تفاؤل مستمر حيال محادثات وقف إطلاق النار؛ مما دفع المستثمرين إلى شراء أسهم متراجعة. وارتفع المؤشر نيكي 1.2 في المائة إلى 26844.72 نقطة، بعدما تجاوز مستوى 27000 للمرة الأولى منذ 18 فبراير (شباط). وصعد المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 0.54 في المائة إلى 1897.17 نقطة.
وقال إيكو ميتسوي، مدير الصناديق في شركة «أيزاوا سكيوريتيز»، «يحاول المستثمرون رؤية مؤشر على تطورات أفضل بشأن الغزو الروسي لأوكرانيا، بما في ذلك وقف إطلاق النار. كما يؤمنون بالتأثير الإيجابي للعقوبات الغربية القوية ضد روسيا». وأضاف «كما أنهم أعادوا شراء الأسهم الرخيصة؛ مما أدى بالسوق أيضاً للارتفاع».
في غضون ذلك، قفز البلاديوم يوم الثلاثاء بسبب مخاوف من أن تلحق العقوبات الغربية على روسيا بسبب غزوها أوكرانيا الضرر بالإمدادات، حيث أدى الصراع أيضاً إلى ارتفاع أسعار الذهب كملاذ آمن.
وبحلول الساعة 1043 بتوقيت غرينتش ارتفع البلاديوم 3.6 في المائة إلى 2577.38 دولار. وكان قد بلغ أعلى مستوى له منذ يوليو (تموز) 2021 عند 2711.18 دولار الأسبوع الماضي.
وقال أولي هانسن، المحلل في «ساكسو بنك»، «نرى أن العقوبات بدأت في التأثير»؛ مما يعطل الشحنات ويقود مكاسب البلاديوم. روسيا هي أكبر منتج للبلاديوم وشكل إنتاج شركة «نورنيكل» ومقرها موسكو 40 في المائة من إنتاج المناجم العالمي للمعدن العام الماضي.
وارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.7 في المائة إلى 1921.90 دولار للأوقية (الأونصة). وزادت العقود الأميركية الآجلة للذهب 1.2 في المائة إلى 1923.30 دولار.
وقال ريكاردو إيفانغليستا، كبير المحللين في «أكتيفتريدز»، «يعكس الذهب استمرار ارتفاع حالة الضبابية بشدة في الأسواق المالية بسبب المخاطر الجيو - استراتيجية التي تشكلها الأحداث في أوكرانيا».
وارتفع الذهب، الذي يُعدّ مخزناً آمناً للقيمة خلال حالة عدم اليقين السياسي والمالي، 6.5 في المائة في فبراير وسجل أعلى مستوى في 18 شهراً عند 1973.96 دولار في الأسبوع الماضي. وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.8 في المائة إلى 24.62 دولار للأوقية، بينما ارتفع البلاتين 1.2 في المائة إلى 1055.50 دولار.


مقالات ذات صلة

بنك إنجلترا يحذر من تأثير زيادة الحواجز التجارية على النمو العالمي

الاقتصاد بنك إنجلترا في الحي المالي لمدينة لندن (رويترز)

بنك إنجلترا يحذر من تأثير زيادة الحواجز التجارية على النمو العالمي

حذر بنك إنجلترا يوم الجمعة من أن زيادة الحواجز التجارية قد تؤثر سلباً على النمو العالمي وتزيد من حالة عدم اليقين بشأن التضخم مما قد يتسبب في تقلبات في الأسواق.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد ناقلة نفط يتم تحميلها في مصفاة رأس تنورة النفطية التابعة لـ«أرامكو السعودية» (رويترز)

شركات الطاقة السعودية تحقق 27.45 مليار دولار أرباحاً في الربع الثالث

حققت شركات الطاقة المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) أرباحاً بلغت نحو 102.94 مليار ريال سعودي (27.45 مليار دولار) خلال الربع الثالث من عام 2024.

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد فتاة تتفاعل مع تجمع الفلسطينيين لتلقي الطعام الذي تعده جمعية خيرية وسط أزمة الجوع (رويترز)

القضاء على الجوع هدف مؤجل إلى 2050 بسبب الحروب والصراعات والتغير المناخي

سيطرت السياسة على نقاشات قمة توفير الغذاء ومحاربة الجوع في أسبوع الغذاء العالمي الذي أقيم في العاصمة الإماراتية أبو ظبي.

هبة القدسي (أبوظبي)
الاقتصاد لاغارد تتحدث إلى الصحافيين عقب اجتماع مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت (رويترز)

لاغارد للقادة الأوروبيين: اشتروا المنتجات الأميركية لتجنب حرب تجارية مع ترمب

حثَّت رئيسة المصرف المركزي الأوروبي كريستين لاغارد القادة في أوروبا على التعاون مع ترمب بشأن التعريفات الجمركية وشراء المزيد من المنتجات المصنوعة في أميركا.

«الشرق الأوسط» (فرانكفورت)
الاقتصاد مسؤول في البنك المركزي النمساوي يتسلم أوراقاً نقدية جديدة من فئة 200 يورو (رويترز)

تقلبات اليورو تهدد الاستقرار العالمي

مع اقتراب اليورو من أسوأ شهر له منذ أوائل 2022، يحذر المحللون من أن التقلبات الحادة في العملة قد تصبح المصدر القادم لعدم الاستقرار بالأسواق العالمية.

«الشرق الأوسط» (لندن )

ولاية جديدة لرئيسة منظمة التجارة العالمية وسط شبح «حروب ترمب»

رئيسة منظمة التجارة العالمية نغوزي أوكونجو - إيويالا في اجتماع سابق بمقر المنظمة في مدينة جنيف السويسرية (أ.ف.ب)
رئيسة منظمة التجارة العالمية نغوزي أوكونجو - إيويالا في اجتماع سابق بمقر المنظمة في مدينة جنيف السويسرية (أ.ف.ب)
TT

ولاية جديدة لرئيسة منظمة التجارة العالمية وسط شبح «حروب ترمب»

رئيسة منظمة التجارة العالمية نغوزي أوكونجو - إيويالا في اجتماع سابق بمقر المنظمة في مدينة جنيف السويسرية (أ.ف.ب)
رئيسة منظمة التجارة العالمية نغوزي أوكونجو - إيويالا في اجتماع سابق بمقر المنظمة في مدينة جنيف السويسرية (أ.ف.ب)

قالت منظمة التجارة العالمية، في بيان، إن رئيسة المنظمة نغوزي أوكونجو - إيويالا أُعيد تعيينها لفترة ثانية في اجتماع خاص، يوم الجمعة، مما يعني أن ولايتها الثانية ستتزامن مع ولاية الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وتتوقع مصادر تجارية أن يكون الطريق أمام المنظمة، التي يبلغ عمرها 30 عاماً، مليئاً بالتحديات، ومن المرجح أن يتسم بالحروب التجارية، إذ هدد ترمب بفرض رسوم جمركية باهظة على السلع من المكسيك وكندا والصين.

وتحظى أوكونجو - إيويالا، وزيرة المالية النيجيرية السابقة التي صنعت التاريخ في عام 2021 عندما أصبحت أول امرأة وأول أفريقية تتولى منصب المدير العام للمنظمة، بدعم واسع النطاق بين أعضاء منظمة التجارة العالمية. وأعلنت في سبتمبر (أيلول) الماضي أنها ستترشح مرة أخرى، بهدف استكمال «الأعمال غير المكتملة».

ولم يترشح أي مرشح آخر أمام أوكونجو - إيويالا. وقالت مصادر تجارية إن الاجتماع أوجد وسيلة لتسريع عملية تعيينها لتجنب أي خطر من عرقلتها من قبل ترمب، الذي انتقد فريق عمله وحلفاؤه كلاً من أوكونجو - إيويالا ومنظمة التجارة العالمية خلال الفترات الماضية. وفي عام 2020، قدمت إدارة ترمب دعمها لمرشح منافس، وسعت إلى منع ولايتها الأولى. ولم تحصل أوكونجو - إيويالا على دعم الولايات المتحدة إلا عندما خلف الرئيس جو بايدن، ترمب، في البيت الأبيض.

وفي غضون ذلك، حذّر الرئيس الأميركي جو بايدن، الخميس، من الإضرار بالعلاقات مع كندا والمكسيك، وذلك بعد تصريحات لخليفته المنتخب دونالد ترمب بشأن فرض رسوم جمركية على البلدين الجارين للولايات المتحدة.

وقال بايدن للصحافيين رداً على سؤال بشأن خطة ترمب: «أعتقد أنه أمر سيأتي بنتائج عكسية... آخر ما نحتاج إليه هو البدء بإفساد تلك العلاقات». وأعرب الرئيس الديمقراطي عن أمله في أن يعيد خليفته الجمهوري «النظر» في تعهّده فرض رسوم تجارية باهظة على البلدين «الحليفين» للولايات المتحدة.

وأثار ترمب قلق الأسواق العالمية، الاثنين، بإعلانه عبر منصات التواصل الاجتماعي، أنّ من أول إجراءاته بعد تسلّمه مهامه في يناير (كانون الثاني) المقبل ستكون فرض رسوم جمركية نسبتها 25 بالمائة على المكسيك وكندا اللتين تربطهما بالولايات المتحدة اتفاقية للتجارة الحرة، إضافة إلى رسوم نسبتها 10 بالمائة على الصين.

وتعهّد ترمب عدم رفع هذه الرسوم عن البلدين الجارين للولايات المتحدة قبل توقف الهجرة غير النظامية وتهريب المخدرات، مؤكداً أن التجارة ستكون من أساليب الضغط على الحلفاء والخصوم.

وبعدما أعربت عن معارضتها لتهديدات ترمب، أجرت رئيسة المكسيك، كلاوديا شينباوم، محادثة هاتفية مع الرئيس الأميركي المنتخب، الأربعاء، تطرقت إلى تدفق المهاجرين غير النظاميين إلى الولايات المتحدة عبر حدود البلدين ومكافحة تهريب المخدرات... وأعلن ترمب أنّ شينباوم «وافقت» على «وقف الهجرة» غير الشرعية، بينما سارعت الزعيمة اليسارية إلى التوضيح بأنّ موقف بلادها «ليس إغلاق الحدود».

ورداً على سؤال بشأن التباين في الموقفين، قالت الرئيسة المكسيكية في مؤتمرها الصحافي اليومي الخميس: «يمكنني أن أؤكد لكم... أننا لن نقوم أبداً، ولن نكون قادرين أبداً، على اقتراح أن نغلق الحدود».

وحذّر وزير الاقتصاد المكسيكي مارسيلو إبرار، الأربعاء، من أنّ مضيّ ترمب في فرض الرسوم التجارية على المكسيك سيؤدي إلى فقدان نحو 400 ألف وظيفة. وأكدت شينباوم، الخميس، أنّ أيّ «حرب رسوم تجارية» بين البلدين لن تحصل، وأوضحت أنّ «المهم كان التعامل مع النهج الذي اعتمده» ترمب، معربة عن اعتقادها بأن الحوار مع الرئيس الجمهوري سيكون بنّاء.

إلى ذلك، شدّد بايدن في تصريحاته للصحافيين في نانتاكت، إذ يمضي عطلة عيد الشكر مع عائلته، على أهمية الإبقاء على خطوط تواصل مع الصين. وقال: «لقد أقمت خط تواصل ساخناً مع الرئيس شي جينبينغ، إضافة إلى خط مباشر بين جيشينا»، معرباً عن ثقته بأنّ نظيره الصيني لا «يريد ارتكاب أيّ خطأ» في العلاقة مع الولايات المتحدة. وتابع: «لا أقول إنه أفضل أصدقائنا، لكنه يدرك ما هو على المحك».