أسعار النفط تتداول فوق 106 دولارات... والأنظار على اجتماع «أوبك بلس»

تجتمع دول «أوبك بلس» الأربعاء وسط توقعات بالإبقاء على سياستها الإنتاجية (رويترز)
تجتمع دول «أوبك بلس» الأربعاء وسط توقعات بالإبقاء على سياستها الإنتاجية (رويترز)
TT

أسعار النفط تتداول فوق 106 دولارات... والأنظار على اجتماع «أوبك بلس»

تجتمع دول «أوبك بلس» الأربعاء وسط توقعات بالإبقاء على سياستها الإنتاجية (رويترز)
تجتمع دول «أوبك بلس» الأربعاء وسط توقعات بالإبقاء على سياستها الإنتاجية (رويترز)

ارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات أمس، حيث طغت المخاوف حيال اضطرابات الإمدادات المحتملة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا والعقوبات المرتبطة به على الحديث عن سحب عالمي منسق من مخزونات الخام لتهدئة الأسواق، في حين تتجه الأنظار إلى اجتماع «أوبك بلس» اليوم (الأربعاء).
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت لتتجاوز 106.21 دولار، وهو أعلى مستوى في سبع سنوات، وأعلى من مستوى إعلان بدء الغزو الروسي لأوكرانيا قبل أسبوع والمسجل عند 105.79 دولار. وصعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي إلى 104.30 دولار.
واقترب رتل عسكري روسي ضخم من كييف أمس (الثلاثاء)، بعد انتهاء محادثات لوقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا دون انفراجة. وتفاقمت العزلة الروسية مع إعلان شركة «ميرسك»، أكبر شركة للشحن في العالم، اليوم أنها ستوقف الشحن بالحاويات من روسيا وإليها.
وكتبت لويز ديكسون، كبيرة محللي سوق النفط في «ريستاد إنرجي»، في مذكرة، وفق «رويترز»: «الوضع الهش في أوكرانيا والعقوبات المالية وعقوبات الطاقة ضد روسيا ستبقي أزمة الطاقة متفاقمة وسيرتفع النفط إلى ما يزيد كثيراً على 100 دولارات للبرميل على المدى القريب، بل وأكثر إذا تصاعد الصراع أكثر».
وأعلنت كبرى شركات النفط والغاز، مثل «بي بي» و«شل»، عن خطط للخروج من العمليات الروسية والمشاريع المشتركة. ويواجه مشترو النفط الروسي صعوبة بشأن المدفوعات وتوافر السفن مع فرض العقوبات.
ومع ذلك، تلقت معنويات السوق دعماً من بحث الولايات المتحدة وحلفائها سحباً منسقاً من مخزونات الخام لتخفيف اضطراب الإمدادات. وذكرت وسائل الإعلام أن هذا السحب قد يصل إلى ما بين 60 و70 مليون برميل. فيما نقلت «رويترز» أمس، عن مصدرين قولهما إن وزراء الدول الأعضاء بوكالة الطاقة الدولية يناقشون الإفراج عن 60 مليون برميل من النفط من المخزونات.
كان وزير الاقتصاد وحماية المناخ الألماني روبرت هابيك، قد أعلن مساء الاثنين، أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يدرسان استخدام احتياطات النفط الوطنية كرد فعل على حرب أوكرانيا وارتفاع الأسعار.
وقال إنه ستتم مطالبة المفوضية بل دعمها في إنشاء احتياطات أوروبية لأمن الغاز، «نحن نفكر في استخدام احتياطيات النفط الوطنية في عمل منسق مع الأميركيين بحيث يتم تقليل الأسعار في حال عاودت الارتفاع».
من جانبها، قالت المفوضة الأوروبية للطاقة، كادري سيمسون: «لدينا نظام قوي للاحتياطيات الاستراتيجية للنفط، والدول الأعضاء لديها مخزون من النفط لمدة لا تقل عن 90 يوماً»، مشيرةً إلى أنه من الممكن الإفراج عن هذا المخزون بالكامل أو على أجزاء في حال حدوث اضطرابات واضحة في الإمدادات.
وكتب محللون في «كومنولث بنك أوف أستراليا» في مذكرة: «هذا السحب المحتمل يحدّ من ارتفاع أسعار النفط في الوقت الحالي».
وتصدّر روسيا، التي تصف تحركاتها في أوكرانيا بأنها «عملية خاصة»، ما بين أربعة وخمسة ملايين برميل يومياً من النفط الخام، وما بين مليونين وثلاثة ملايين برميل يومياً من المنتجات المكررة.
ومن المقرر أن تجتمع منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومنتجون آخرون، من بينهم روسيا، اليوم (الأربعاء)، فيما نقلت «رويترز» عن مصدرين في «أوبك بلس»، قولهما إنه من المرجح أن تلتزم المجموعة بسياستها الحالية المتمثلة في الزيادات التدريجية في إنتاج النفط.
وجدد بيان لمجلس الوزراء السعودي دعم المملكة لاتفاق «أوبك بلس»، والذي ينص على زيادة إمدادات مصدري الخام من دول المنظمة والمنتجين المتحالفين معها 400 ألف برميل يومياً في كل شهر.


مقالات ذات صلة

مصادر: «أوبك بلس» يرجئ اجتماعه إلى 5 ديسمبر

الاقتصاد تظهر رافعة مضخة نفط مطبوعة ثلاثية الأبعاد أمام شعار «أوبك» (رويترز)

مصادر: «أوبك بلس» يرجئ اجتماعه إلى 5 ديسمبر

أفادت شبكة «سي إن بي سي» يوم الخميس نقلاً عن مصدرين من المندوبين بأن تحالف «أوبك بلس» أرجأ اجتماعاً لتحديد الخطوات التالية لاستراتيجية إنتاج النفط إلى 5 ديسمبر.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
الاقتصاد عامل في صناعة النفط والغاز يسير أثناء عمليات منصة حفر في حقل زيتيباي في منطقة مانجستاو بكازاخستان (رويترز)

النفط يتراجع مع زيادة المخزونات الأميركية... والعين على اجتماع «أوبك بلس» الأحد

تراجعت أسعار النفط قليلاً في التعاملات الآسيوية، الخميس، بعد قفزة مفاجئة في مخزونات البنزين في الولايات المتحدة قبل عطلة عيد الشكر.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد نموذج لحفار نفط وفي الخلفية شعار «أوبك» (رويترز)

السعودية وروسيا وكازاخستان تشدد على الالتزام الكامل بالتخفيضات الطوعية لـ«أوبك بلس»

أكدت السعودية وروسيا وكازاخستان، يوم الأربعاء، أهمية الالتزام الكامل بتخفيضات إنتاج النفط الطوعية، التي اتفق عليها تحالف «أوبك بلس».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مضخات في حقل نفط لدى ولاية كاليفورنيا الأميركية (رويترز)

محللان: سعر النفط أدنى من قيمته الحقيقية

قال رئيسا أبحاث السلع الأولية في «غولدمان ساكس» و«مورغان ستانلي»، إن أسعار النفط مقوّمة بأقل من قيمتها الحقيقية، مع وجود عجز في السوق ومخاطر تحيط بالإمدادات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد رئيس مجلس الوزراء العراقي ونائب رئيس الوزراء الروسي ووزير الطاقة السعودي (رئاسة الحكومة العراقية)

السعودية والعراق وروسيا تشدد على أهمية الالتزام بالتخفيضات الطوعية في «أوبك بلس»

أكدت السعودية وروسيا والعراق أهمية تعاون دول «أوبك بلس» والتزامها التام بالاتفاق والتخفيضات الطوعية، بما في ذلك التخفيضات الطوعية التي اتفقت عليها الدول الـ8.

«الشرق الأوسط» (بغداد)

«إتش إس بي سي» ينسحب من أعمال بطاقات الائتمان في الصين

مقر بنك «إتش إس بي سي» في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)
مقر بنك «إتش إس بي سي» في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)
TT

«إتش إس بي سي» ينسحب من أعمال بطاقات الائتمان في الصين

مقر بنك «إتش إس بي سي» في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)
مقر بنك «إتش إس بي سي» في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)

قالت مصادر مطلعة لـ«رويترز» إن بنك «إتش إس بي سي» سينسحب من أعمال بطاقات الائتمان في الصين بعد 8 سنوات من إطلاقها؛ حيث كافح البنك للتوسع وجعل المشروع مربحاً في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وقالت 3 مصادر مطلعة مباشرة على الأمر إن البنك الذي يركز على آسيا، توقّف عن إصدار بطاقات جديدة، ويعمل على تقليص الخدمة المقدمة لجزء كبير من العملاء الصينيين. وقال اثنان منهم إن الإغلاق المخطط له يأتي بعد محاولات فاشلة لبيع الأعمال.

وقالت المصادر إن البنك الذي لا يزال في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على الخطط، قد يستمر في خدمة بطاقات الائتمان لشريحة صغيرة من العملاء «المميزين». وقال أحد المصادر إن عملاء بطاقات الائتمان «المستقلين» لدى البنك، أولئك الذين لا يستخدمون خدمات «إتش إس بي سي» المصرفية في الصين، لن يتمكنوا من تجديد بطاقاتهم عند انتهاء صلاحيتها، مضيفاً أن هؤلاء العملاء يشكلون جزءاً كبيراً من الأعمال في البلاد.

ويؤكد قرار الانسحاب، الذي لم يتم الإبلاغ عنه سابقاً، على التحديات التي يواجهها البنك في توسيع نطاق وجوده في الصين كجزء من تعهده بالتحول إلى آسيا وتعميق وجوده في الاقتصادات الإقليمية الرئيسية.

ورفضت المصادر الكشف عن هُويتها لأنها غير مخوّلة بالتحدث إلى وسائل الإعلام. وقال متحدث باسم الشركة لـ«رويترز»، دون الخوض في التفاصيل: «كجزء من خدماتنا المصرفية الخاصة المتميزة والعالمية في البر الرئيسي للصين، نواصل تقديم خدمات بطاقات الائتمان التي تركز على السفر الدولي وميزات نمط الحياة».

وتمثل هذه الخطوة تراجعاً عن طموح البنك في تنمية أعمال بطاقات الائتمان في الصين بسرعة بعد إطلاقها في أواخر عام 2016 كجزء من محوره الآسيوي وتوسيع خدماته المصرفية للأفراد وإدارة الثروات في الصين.

وتُظهر بيانات من إصدارات البنك أن «إتش إس بي سي»، الذي يقع مقره الرئيسي في لندن، والذي يحقق الجزء الأكبر من إيراداته في آسيا، كان لديه نحو مليون مستخدم لبطاقات الائتمان الخاصة به في الصين بحلول سبتمبر (أيلول) 2019.

وقال أحد المصادر إنه في غضون 18 شهراً من إطلاق الخدمة، شهد بنك «إتش إس بي سي» وصول الأعمال إلى 500 مليون دولار من الرصيد المستحق، قبل أن يتوقف النمو وتنخفض المعاملات بسبب عمليات الإغلاق الصارمة الناجمة عن كوفيد في الصين... ومنذ ذلك الحين، شدد المستهلكون الصينيون الإنفاق في ظل تباطؤ الاقتصاد، مما أدى إلى انكماش سوق بطاقات الائتمان بشكل أكبر.

ووفقاً لبيانات من «إنسايت آند إنفو كونسالتينغ»، نما إجمالي إصدار البطاقات في 6 سنوات متتالية ليصل إلى ذروة بلغت 800 مليون بطاقة في عام 2021، وانخفض إلى 767 مليون بطاقة بحلول عام 2023.

وقالت مصادر إن «إتش إس بي سي» واجه أيضاً منافسة شديدة وقيوداً تنظيمية في أعمال بطاقات الائتمان في الصين لم يواجهها من قبل في أسواق أخرى، مثل القواعد المتعلقة بتسعير أسعار الفائدة وكيفية تعامل البنوك مع التخلف عن السداد. وأضافوا أن هذه القيود، إلى جانب ارتفاع تكلفة اكتساب العملاء والاحتيال، قوضت آفاق الأعمال.

وبصرف النظر عن نظرائها المصرفيين الصينيين، تواجه البنوك الأجنبية مثل «إتش إس بي سي» أيضاً تحديات من المنصات الرقمية الصينية التي توسعت بسرعة لتقديم خدمات القروض الاستهلاكية بتكاليف أقل بشكل حاد. ولا تقدم سوى حفنة من البنوك الأجنبية خدمات بطاقات الائتمان في الصين، بما في ذلك «ستاندرد تشارترد» وبنك شرق آسيا.

كما يراجع بنك «إتش إس بي سي» النفقات والضوابط التشغيلية في أعمال الثروة الرقمية الصينية، في خطوة قد تؤدي إلى تسريح العمال، حسبما ذكرت «رويترز»، الشهر الماضي.

وتُعد منطقة الصين الكبرى، التي تضم هونغ كونغ وتايوان، أكبر مصدر للدخل للمجموعة، لكن الصين هي السوق الوحيدة عالمياً التي لم تحقق فيها أعمال الثروة والخدمات المصرفية الشخصية في «إتش إس بي سي» أرباحاً بعد. وفي النصف الأول من عام 2024، أعلنت الوحدة عن خسارة قدرها 46 مليون دولار مقارنة بـ90 مليون دولار في الفترة المقابلة من العام الماضي.