بهدف إلقاء الضوء على المساحة المشتركة بين الفن التشكيلي والسينما، اجتمع 20 فناناً وفنانة من دول عربية في مدينة أسوان (جنوب مصر)، للمشاركة في سمبوزيوم «المرأة والحياة» الذي يجري تنظيمه على هامش الدورة السادسة لمهرجان أسوان السينمائي لأفلام المرأة، ويستلهم أفكار أعماله من طبيعة أسوان، التي تلقب بـ«أرض الذهب».
السمبوزيوم، الذي يتم تنظيمه بالتعاون مع مؤسسة «أرض الفن land of Arts»، بالدنمارك، يشارك به فنانون من الكويت وقطر والعراق وفلسطين، بلوحة من أعمالهم السابقة، بالإضافة إلى لوحة تم تنفيذها خلال فترة السمبوزيوم الذي تم اختيار موضوع «المرأة والحياة» ليكون محوراً للوحاته.
وتنوعت أعمال الفنانين المشاركين، ما بين استلهام الطبيعة الساحرة لنهر النيل بالمدينة الجنوبية المصرية التي تضم عدداً كبيراً من المواقع الأثرية والسياحية النادرة، وما بين فن البورتريه، واستحوذت الفنانة سوسن بدر، التي كرمها المهرجان في دورته السادسة، على نصيب مميز من أعمال الفنانين، بالإضافة إلى استلهام الوجوه الأسوانية والملوك والفراعنة في بعض اللوحات.
جانب من السمبوزيوم
وكان الفنان الكويتي د. سعود الفرج، من بين الفنانين الذين حرصوا على رسم وجه الممثلة المصرية سوسن بدر، في أعمالهم كما لو كانت ملكة فرعونية، ويقول لـ«الشرق الأوسط»، «سوسن بدر ممثلة قديرة، وملامحها بها أصالة، ويعبر عن المصريين بشدة»، لافتاً إلى «إعجابه بربط السمبوزيوم بين الفن التشكيلي والسينما».
وتشارك الكويت بوفد كبير من الفنانين، حسب الفنانة التشكيلية الكويتية د. صفاء حسين دشتى نائب مدير مؤسسة «أرض الفن»، التي تقول لـ«الشرق الأوسط»، «تضم المؤسسة 4 آلاف فنان من كافة أنحاء العالم، وأقامت معارض عديدة في كوبنهاجن والقاهرة وعدد من الدول الأوروبية، ويعتمد السمبوزيوم على إنجاز عمل فني خلال فترة إقامته».
وقد شاركت د. صفاء بلوحة تجسد صورة طفلة أسوانية بملامحها السمراء، مضيفة لـ«الشرق الأوسط»، أن «السمبوزيوم عكس تجربة فنية رائعة في مهرجان يعني بأفلام المرأة، وكان عنوان المرأة والحياة، ملهماً لنا جميعاً».
بجانب د. صفاء حسين، تشارك الفنانة الكويتية، ابتسام المطر، كذلك بلوحتين استلهمتهما من طبيعة أسوان، وتقول لـ«الشرق الأوسط»، «أحببت فكرة السمبوزيوم لأن المرأة هي الحياة، وقد أنجزت لوحتين للتعبير عن هذا المعنى، استوحيتهما من النيل وأشجار النخيل والهدوء والسكينة التي تعم أسوان».
ورغم مشاركة المطر، في معارض فنية بالكويت وميلانو والقاهرة، فإنها ترى أن تجربة السمبوزيوم، تنطوي على تحدٍ كبير، واختبار لقدرة الفنان على رسم لوحة في وقت محدد لتعكس مدى براعته.
أطفال أسوان من بين ثيمات السمبوزيوم
كما تشير الفنانة الشابة شريفة محمد دشتى، إلى أن تجربة السمبوزيوم كانت ممتعة، فقد كان لدينا أربعة أيام لإنجاز لوحاتنا، بعدما أتيح لنا التعرف على المدينة ومعالمها لتلهمنا بكثير من الأفكار التي تلائم عنوان المعرض، وقدمت في النهاية لوحة استخدمت فيها أسلوباً جديداً لأول مرة.
ومن قطر، قدم الفنان حسين عبد الرحمن الملا، لوحتين استلهمهما من طبيعة المدينة، قائلاً: «كنت أحلم بزيارة أسوان، ولم تتح لي الفرصة خلال السنوات الماضية حتى تمت دعوتي للمشاركة في السمبوزيوم»، كما تقول مواطنته الفنانة فاطمة المالكي، «هذه هي أول مشاركة تشكيلية لي خارج دولة قطر، لذلك أعتبر السمبوزيوم بداية مهمة لي، بعدما أتاح لي الاحتكاك بعدد من الفنانين».
وجه الفنانة سوسن بدر كان له نصيب مميز من اللوحات (مهرجان أسوان)