المفوضية الأوروبية تستعد لإعلان توصياتها للدول الأعضاء بشأن الموازنات ونسبة العجز الحكومي

بعد حصول فرنسا وإيطاليا على مهلة.. بلجيكا: نعمل على تحقيق موازنة متوازنة بحلول 2018

المفوضية الأوروبية تستعد لإعلان توصياتها للدول الأعضاء بشأن الموازنات ونسبة العجز الحكومي
TT

المفوضية الأوروبية تستعد لإعلان توصياتها للدول الأعضاء بشأن الموازنات ونسبة العجز الحكومي

المفوضية الأوروبية تستعد لإعلان توصياتها للدول الأعضاء بشأن الموازنات ونسبة العجز الحكومي

تستعد المفوضية الأوروبية في بروكسل للإعلان خلال الشهر الحالي عن التوصيات السنوية للدول الأعضاء بشأن الموازنات، وفي إطار العمل على ضمان امتثال دول التكتل الموحد بقواعد الموازنة الأوروبية، ورغبة في إطلاع دول الاتحاد على خطوط السياسات الاقتصادية والمالية، التي ينبغي الاعتماد عليها عند إعداد ميزانيتها، أجرى نائب رئيس المفوضية فالديس دومبروفسكيس محادثات مع المسؤولين عن السياسات المالية في الحكومة البلجيكية الفيدرالية، والحكومات الجهوية في البلاد.
وقالت وسائل الإعلام في بروكسل، إن اللقاء كان فرصة لتبادل وجهات النظر حول موضوعات عدة، منها ما يتعلق بالتوصيات التي صدرت في وقت سابق عن الجهاز التنفيذي الأوروبي لتساعد الدول الأعضاء في الاعتماد على نفسها في إعداد الموازنات، واتخاذ التدابير الهيكلية قبل طرح الموازنة على الجهاز التنفيذي للاتحاد. وطرح ممثلو الحكومة البلجيكية موضوع الاستثمارات ووضعها بعيدا عن الموازنات، وأيضا موضوع القواعد المحاسبية وجرى التأكيد على أن الاستثمارات لها تأثير هام وأكثر دواما من ضريبة معينة، كما جرى تبادل وجهات النظر حول عجز الموازنة، وارتفاع الدين العام، وأبلغ الجانب البلجيكي خلال اللقاء، المفوض الأوروبي، أن الهدف الحالي هو الوصول إلى موازنة متوازنة هيكليا بحلول عام 2018.
وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي حصلت كل من فرنسا وإيطاليا على فرصة جديدة من الجهاز التنفيذي للاتحاد الأوروبي، لتقديم موازنة تتلاءم مع الشروط الأوروبية في ما يتعلق بنسبة العجز التي يجب ألا تتجاوز نسبة الـ3 في المائة من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي، على الرغم من توقعات بأن يصدر جان كلود يونكر رئيس المفوضية الجديدة غرامات على باريس وروما، ولكنه بعث برسالة واضحة إلى كل من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الحكومة الإيطالية ماتيو رينزي، بحتمية بذل جهود إضافية.
وفي تصريحاتها لصحيفة ألمانية أبدت المستشارة ميركل تفهما لقرار المفوضية بمنح فرصة زمنية لكل من باريس وروما لاقتراح تدابير إضافية، ومن وجهة نظر ميركل، هذا التصرف من جانب المفوضية في بروكسل مبرر لأن كل من فرنسا وإيطاليا يعمل الآن في مسار للإصلاح، وفي نفس الوقت تدافع ميركل عن ضرورة ممارسة ضغوط على باريس وروما حتى لا تتفاقم الأمور. وأشارت إلى أن المفوضية كانت واضحة في رسالتها حتى قالت إن كل ما طرحته فرنسا وإيطاليا حتى الآن من مقترحات لتدابير، تعتبر غير كافية، وألمانيا تتفق تماما مع ما صدر عن المفوضية. وتعتبر ألمانيا في صدارة أكبر وأقوى الاقتصادات الأوروبية، وتليها فرنسا، ثم إيطاليا.
وسبق أن أصدرت المفوضية الأوروبية، تقريرا يتضمن تقييما لمشروعات خطة الموازنة للعام المقبل لـ16 دولة في دول منطقة اليورو واستثناء اليونان وقبرص لخضوعهما حاليا لبرنامج المساعدة الأوروبي، وجرى التركيز على مدى امتثال تلك الدول لإحكام ميثاق الاستقرار والنمو.
وجاء في التقرير أن 5 دول تتوافق مع ميثاق الاستقرار الأوروبي وهي ألمانيا وآيرلندا ولوكسمبورغ وهولندا وسلوفاكيا، وهناك 4 دول تخطط من أجل أن تكون متوافقة مع الميثاق وهي إستونيا ولاتفيا وسلوفينيا وفنلندا، ولكن هناك 7 دول تواجه خطر عدم الامتثال للميثاق الأوروبي وهي بلجيكا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا ومالطا والنمسا والبرتغال. وقال نائب رئيس المفوضية فالديس دوميروفسكيس، المسؤول عن ملف اليورو والحوار الاجتماعي على مدى السنوات الماضية جرى إحراز تقدم كبير في مجال استعادة الاستقرار المالي واستدامة المالية العامة، والوقت الحالي هو الوقت المناسب للمضي قدما في إصلاحات هيكلية طموحة لضمان النمو والمستدام وخلق فرص العمل، ولهذا نحن بحاجة إلى الالتزام سواء من جانب الاتحاد الأوروبي أو الدول الأعضاء.
وقال بيير موسكوفيتشي المفوض المكلف الشؤون المالية والاقتصادية، إنه جرى تقييم خطط الموازنة وتسليط الضوء على المخاطر وخلال الفترة القادمة سنلاحظ مدى وفاء الحكومات بالالتزامات الإصلاحية التي تخدم مصلحة منطقة اليورو، ومن مصلحة الجميع أن يفعل ذلك لما يمثله من أهمية لتعزيز الانتعاش الاقتصادي. وخلص التقرير إلى أن خطط الموازنة التي قدمتها الدول الأعضاء في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لم تظهر أي عدم امتثال خطير، أو يتعارض بشكل كبير مع ميثاق الاستقرار والنمو، الذي يهدف إلى ضمان سلامة المالية العامة في الاتحاد الأوروبي. ودعا التقرير الدول التي على وشك مواجهة خطر عدم الامتثال لميثاق الاستقرار والنمو، إلى أن تقوم بالتدابير اللازمة لضمان أن تكون موازنة 2015 متوافقة مع الميثاق. وأشارت في هذا الصدد إلى ثلاث دول على وجه الخصوص هي فرنسا وإيطاليا وبلجيكا.
وتوقع التقرير أن ينخفض العجز العام في منطقة اليورو، وذلك بعد أن قامت المفوضية الأوروبية بتحليل الوضع المالي العام والموقف المالي في منطقة اليورو. وأشارت إلى أن تراجعا حدث في عام 2013 بالنسبة للعجز في الموازنة بالبلدان الـ16 ولأول مرة منذ عام 2008، وسجل انخفاضا عن نسبة 3 في المائة ووصل إلى 2.6 في المائة من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي، واستمر في الانخفاض في عام 2014، ويتوقع أن ينخفض في عام 2015 ليصل إلى 2.4 في المائة، ولكن ستبقى نسبة الديون الإجمالية لهذه البلدان دون تغيير من القيمة المقدرة بنحو 92.5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، وتوقع أن تحدث زيادة طفيفة في 2014 وتصل إلى 93.1 في المائة، بينما سيصل الرقم في عام 2015 إلى 93.6 في المائة.



تهديدات ترمب التجارية تضرب الأسواق العالمية قبل توليه الرئاسة

دونالد ترمب يتحدث خلال مؤتمر صحافي في بالم بيتش بفلوريدا 7 يناير 2025 (أ.ب)
دونالد ترمب يتحدث خلال مؤتمر صحافي في بالم بيتش بفلوريدا 7 يناير 2025 (أ.ب)
TT

تهديدات ترمب التجارية تضرب الأسواق العالمية قبل توليه الرئاسة

دونالد ترمب يتحدث خلال مؤتمر صحافي في بالم بيتش بفلوريدا 7 يناير 2025 (أ.ب)
دونالد ترمب يتحدث خلال مؤتمر صحافي في بالم بيتش بفلوريدا 7 يناير 2025 (أ.ب)

من الصين إلى أوروبا، ومن كندا إلى المكسيك، بدأت الأسواق العالمية بالفعل الشعور بتأثير تهديدات دونالد ترمب بزيادة الرسوم الجمركية بمجرد توليه الرئاسة في أقل من أسبوعين. فقد تعهّد ترمب بفرض رسوم جمركية تصل إلى 10 في المائة على الواردات العالمية، و60 في المائة على السلع الصينية، بالإضافة إلى رسوم استيراد إضافية بنسبة 25 في المائة على المنتجات الكندية والمكسيكية، وهي تدابير يقول خبراء التجارة إنها ستعطّل تدفقات التجارة العالمية، وتؤدي إلى رفع التكاليف، وتستدعي ردود فعل انتقامية.

وعلى الرغم من أن نطاق هذه الرسوم وحجمها لا يزالان غير واضحَيْن، فإن الطريق يبدو شائكاً، وفق «رويترز».

فيما يلي نظرة على بعض الأسواق التي تثير الاهتمام:

1. الصين الهشّة

وفقاً لـ«غولدمان ساكس»، فمن المرجح أن تكون الصين الهدف الرئيسي لحروب ترمب التجارية الثانية. وبدأ المستثمرون بالفعل التحوط؛ مما أجبر البورصات والبنك المركزي في الصين على الدفاع عن اليوان المتراجع والأسواق المحلية. وقد بلغ اليوان أضعف مستوى له منذ 16 شهراً؛ إذ تمّ تداول الدولار فوق مستوى 7.3 يوان، وهو المستوى الذي دافعت عنه السلطات الصينية.

ويتوقع بنك «باركليز» أن يصل اليوان إلى 7.5 للدولار بحلول نهاية 2025، ثم يتراجع إلى 8.4 يوان إذا فرضت الولايات المتحدة رسوماً جمركية بنسبة 60 في المائة. وحتى دون هذه الرسوم، يعاني اليوان من ضعف الاقتصاد الصيني؛ مما دفع عوائد السندات الصينية إلى الانخفاض، وبالتالي اتساع الفجوة بين العوائد الصينية والأميركية. ويتوقع المحللون أن تسمح الصين لليوان بالضعف بشكل تدريجي لمساعدة المصدرين في التكيّف مع تأثير الرسوم الجمركية. إلا أن أي انخفاض مفاجئ قد يُثير مخاوف بشأن تدفقات رأس المال؛ مما قد يُعيد تسليط الضوء على هذه المخاوف ويؤدي إلى اهتزاز الثقة التي تضررت بالفعل، خصوصاً بعد أن شهدت الأسهم أكبر انخفاض أسبوعي لها في عامين. بالإضافة إلى ذلك، يشعر المستثمرون في الدول المصدرة الآسيوية الكبرى الأخرى، مثل: فيتنام وماليزيا، بالتوتر؛ حيث يعكف هؤلاء على تقييم المخاطر المحتملة على اقتصاداتهم نتيجة للتقلّبات الاقتصادية العالمية.

2. مزيج سام لليورو

منذ الانتخابات الأميركية، انخفض اليورو بأكثر من 5 في المائة، ليصل إلى أدنى مستوى له في عامين عند نحو 1.03 دولار. ويعتقد كل من «جيه بي مورغان» و«رابوبنك» أن اليورو قد يتراجع ليصل إلى مستوى الدولار الرئيسي هذا العام، بسبب حالة عدم اليقين المتزايدة بشأن التعريفات الجمركية. وتُعدّ الولايات المتحدة الشريك التجاري الأكبر للاتحاد الأوروبي، مع تجارة تُقدّر بـ1.7 تريليون دولار في السلع والخدمات. وتتوقع الأسواق أن يخفّض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس هذا العام لدعم الاقتصاد الأوروبي الضعيف، في حين يتوقع المتداولون تخفيضاً محدوداً بنسبة 40 نقطة أساس من قِبل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، مما يعزّز جاذبية الدولار مقارنة باليورو. كما أن تأثير ضعف الاقتصاد الصيني ينعكس على أوروبا، حيث يُعد فرض التعريفات على الصين والاتحاد الأوروبي معاً مزيجاً سلبياً لليورو.

3. مشكلات قطاع السيارات

في أوروبا، يُعدّ قطاع السيارات من القطاعات الحساسة بشكل خاص لأي تهديدات بفرض تعريفات جمركية. ويوم الاثنين، شهدت سلة من أسهم شركات السيارات ارتفاعاً مفاجئاً بنحو 5 في المائة، بعد تقرير لصحيفة «واشنطن بوست» أفاد بأن مساعدي ترمب كانوا يستكشفون فرض رسوم جمركية على الواردات الحرجة فقط، لكن هذه الأسهم سرعان ما تراجعت بعد أن نفى ترمب ما ورد في التقرير. هذه التقلبات تسلّط الضوء على مدى حساسية المستثمرين تجاه القطاع الذي يعاني بالفعل من خسارة كبيرة في القيمة؛ إذ فقدت أسهمه ربع قيمتها منذ ذروتها في أبريل (نيسان) 2024، بالإضافة إلى تراجع تقييماتها النسبية.

وقال رئيس استراتيجية الأسهم الأوروبية في بنك «باركليز»، إيمانويل كاو، إن قطاع السيارات من بين القطاعات الاستهلاكية الأكثر تأثراً بالتجارة، وتجب مراقبته من كثب. ولفت إلى أن القطاعات الأخرى المعرّضة لهذه المخاطر تشمل السلع الأساسية، والسلع الفاخرة، والصناعات. وفي هذا السياق، انخفضت سلة «باركليز» من الأسهم الأوروبية الأكثر تعرضاً للتعريفات الجمركية بنحو 20 في المائة إلى 25 في المائة، مقارنة بالمؤشرات الرئيسية في الأشهر الستة الماضية. كما أن ضعف الاقتصاد في منطقة اليورو قد يؤدي إلى تمديد ضعف أداء الأسهم الأوروبية، حيث ارتفع مؤشر «ستوكس 600» بنسبة 6 في المائة في عام 2024، في حين سجّل مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» ارتفاعاً بنسبة 23 في المائة في العام نفسه.

4. ارتفاع الدولار الكندي

يقترب الدولار الكندي من أضعف مستوياته منذ أكثر من أربع سنوات، بعد تراجع حاد إثر تهديد ترمب في نوفمبر (تشرين الثاني) بفرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المائة على كندا والمكسيك؛ حتى تتخذا إجراءات صارمة ضد المخدرات والمهاجرين. ومن المرجح أن يواصل الدولار الكندي انخفاضه؛ حيث يعتقد محللو «غولدمان» أن الأسواق لا تُسعّر سوى فرصة بنسبة 5 في المائة لفرض هذه الرسوم، ولكن المحادثات التجارية المطولة قد تُبقي المخاطر قائمة. وفي حال نشوب حرب تجارية شاملة، قد يضطر بنك «كندا» إلى تخفيض أسعار الفائدة أكثر، مما قد يدفع الدولار الكندي إلى مستوى 1.50 مقابل الدولار الأميركي، أي انخفاضاً إضافياً بنسبة 5 في المائة من نحو 1.44 الآن. وتزيد استقالة رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو من تعقيد التوقعات.

5. البيزو المكسيكي المتقلّب

كان البيزو المكسيكي قد شهد بالفعل انخفاضاً بنسبة 16 في المائة مقابل الدولار في عام 2024 عقب انتخاب ترمب، مما جعل الكثير من الأخبار المتعلقة بالعملة قد تمّ تسعيرها بالفعل، سواء كانت تصب في مصلحة الدولار أو تضر بالبيزو. وكان أداء البيزو في 2024 هو الأضعف منذ عام 2008؛ حيث تراجع بنسبة 18.6 في المائة، وذلك في وقت كان يشهد فيه تهديدات من الولايات المتحدة بفرض رسوم جمركية، خصوصاً أن المكسيك تُعد الوجهة التي تذهب إليها 80 في المائة من صادراتها. بالإضافة إلى ذلك، أثر الإصلاح القضائي المثير للجدل في المكسيك أيضاً على العملة.

وبعد إعلان الرسوم الجمركية يوم الاثنين، التي نفى ترمب صحتها لاحقاً، ارتفع البيزو بنسبة 2 في المائة قبل أن يقلّص مكاسبه. ويسلّط هذا التقلب الضوء على احتمالية استمرار التقلبات في السوق، خصوصاً مع استمرار التجارة على طول الحدود الجنوبية للولايات المتحدة بصفتها هدفاً رئيسياً للرئيس المنتخب.