تقييمات عالمية مرتبكة لآثار العقوبات على روسيا

«التمويل الدولية»: ليس لها تأثير على المدى القصير

الأمم المتحدة اجتمعت أمس لبحث الأزمة الروسية - الأوكرانية (إ.ب.أ)
الأمم المتحدة اجتمعت أمس لبحث الأزمة الروسية - الأوكرانية (إ.ب.أ)
TT

تقييمات عالمية مرتبكة لآثار العقوبات على روسيا

الأمم المتحدة اجتمعت أمس لبحث الأزمة الروسية - الأوكرانية (إ.ب.أ)
الأمم المتحدة اجتمعت أمس لبحث الأزمة الروسية - الأوكرانية (إ.ب.أ)

أكدت مؤسسة التمويل الدولية أنها تتوقع ألا تكون هناك تأثيرات كبيرة للعقوبات الأميركية على الاقتصاد الروسي في المدى القصير، مشيرة إلى أنه في حال استمرارها لفترة أطول؛ فإن تلك العقوبات -إضافة إلى خطوات أخرى على المستوى الأوروبي- من شأنها أن تؤثر على النمو الاقتصادي الروسي سلباً.
وأشارت مؤسسة التمويل، في تعليقات نائب المدير التنفيذي كلاي لوري، حول العقوبات التي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها، إلى أن «روسيا لديها اليوم اقتصاد أكثر عزلاً واستقلالية عما كان عليه قبل عقد. ما يجعله أقل عرضة وحساسية لأنواع معينة من العقوبات؛ لكن زيادة الانعزالية الاقتصادية تضر نمو الاقتصاد الوطني على المدى البعيد».
وأعلنت الولايات المتحدة، الثلاثاء، فرض «دفعة أولى» من العقوبات الاقتصادية التي تهدف إلى حظر وصول روسيا إلى التمويل الغربي، محذّرة من إجراءات إضافية «مطروحة» في حال حدوث «تصعيد» روسي في أوكرانيا. وحذّر مسؤول أميركي من احتمال استهداف العقوبات القطاع المصرفي الروسي بكامله.
وقالت مؤسسة التمويل إن العقوبات تتصل بثلاثة أجزاء: أولها بنكان حكوميان روسيان، وثانيها أشخاص وعائلاتهم، وثالثها زيادة صعوبة اقتراض الحكومة الروسية من الأسواق العالمية.
وقالت مصادر مطلعة على الإجراءات، إن بنك «في تي بي» وبنك «سبير» وبنك «غازبروم» هي «أهداف محتملة». والبنوك الكبيرة في روسيا مندمجة بعمق في النظام المالي العالمي، مما يعني أن ضرر العقوبات يمكن أن يتخطى حدودها.
وتُظهر بيانات بنك التسويات الدولية، أن مقرضين أوروبيين يملكون نصيب الأسد في حوالي 30 مليار دولار لبنوك أجنبية منكشفة على روسيا.
وبحسب بيانات البنك المركزي الروسي، فإن إجمالي الأصول والالتزامات الأجنبية المصرفية لروسيا بلغت 200.6 مليار دولار و134.5 مليار على الترتيب. وتبلغ حصة الدولار الأميركي نحو 53 في المائة من كليهما، انخفاضاً من 76- 81 في المائة قبل عشرين عاماً.
وتقول مصادر إن إدارة الرئيس جو بايدن تجهز إجراءات شاملة للإضرار بالاقتصاد الروسي، مما قد يؤدي إلى قطع علاقات «المراسلة» المصرفية بين البنوك الروسية المستهدفة والبنوك الأميركية التي تتيح المدفوعات الدولية.
وفي غضون ذلك، قالت مصادر مطلعة في القطاع المالي، إن البنوك الأميركية لا تتوقع تأثيراً مالياً كبيراً على أنشطتها، أو انتشاراً للمخاطر كنتيجة للعقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة ودول أخرى على روسيا بسبب أزمة أوكرانيا. وأشارت المصادر إلى أن البنوك الأميركية قلصت انكشافها على الاقتصاد الروسي، في أعقاب ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في 2014. وبالتزامن، أعلن وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية، الأربعاء، أن حزمة العقوبات التي اعتمدها الاتحاد الأوروبي ضد روسيا ستدخل حيز التنفيذ، مساء الأربعاء أو الخميس.
وأوضح كليمان بون لإذاعة «فرنس إنتر»: «كانت هناك ردود فعل سريعة جداً من الأوروبيين، بالتنسيق مع الأميركيين والبريطانيين».
وتشمل الحزمة الأولى من العقوبات التي «قد تذهب إلى ما هو أبعد من ذلك»، إجراءات مستهدفة؛ خصوصاً ضد النواب الروس الذين صوتوا لصالح الاعتراف باستقلال الانفصاليين، وإجراءات اقتصادية ضد المصارف الروسية. وأكد بون أن «الدولة الروسية والمصارف الروسية لن تكون قادرة بعد الآن على تمويل نفسها من خلال الأسواق الأوروبية».
وقررت ألمانيا تعليق تشغيل خط أنابيب الغاز «نورد ستريم 2»، وقال بون: «أن يتّخذ الألمان قراراً مماثلاً في موضوع مهم مثل توريد الغاز... هي إشارة وبادرة قوية جداً».
وأكد أن أوروبا التي تعتمد جزئياً على الغاز الروسي، لديها أيضاً «مخزونات كافية لتحمل الشتاء».
وأضاف أنه من أجل تبرير قراره بانتهاك وحدة أراضي أوكرانيا، ألقى الرئيس الروسي خطاباً كان في أجزاء منه «جنونياً» ومليئاً بـ«الأكاذيب التاريخية». وتابع: «لقد رفع بلا شك من حدة خطابه ونبرته. الأمر متروك لنا للتكيف والرد من دون أي ضعف».
كما أعلنت بريطانيا فرض عقوبات على 5 بنوك، هي: بنك «روسيا»، وبنك «البحر الأسود»، و«جينبنك»، و«آي إس بنك»، و«برومسفياز بنك»، وكلها بنوك صغيرة الحجم باستثناء «برومسفياز بنك» المدرج في قائمة البنك المركزي للبنوك المهمة منهجياً. ويخضع بنك «روسيا» بالفعل لعقوبات أميركية منذ عام 2014، بسبب صلاته الوثيقة بمسؤولي الكرملين.



تحسّن ثقة المستهلك الأميركي بأكثر من المتوقع في بداية ديسمبر

رجل يتسوق في قسم الأجهزة بمتجر هوم ديبوت في واشنطن (رويترز)
رجل يتسوق في قسم الأجهزة بمتجر هوم ديبوت في واشنطن (رويترز)
TT

تحسّن ثقة المستهلك الأميركي بأكثر من المتوقع في بداية ديسمبر

رجل يتسوق في قسم الأجهزة بمتجر هوم ديبوت في واشنطن (رويترز)
رجل يتسوق في قسم الأجهزة بمتجر هوم ديبوت في واشنطن (رويترز)

أظهرت البيانات الأولية الصادرة يوم الجمعة ارتفاع مؤشر ثقة المستهلك لجامعة ميشيغان إلى 53.3 نقطة في بداية ديسمبر (كانون الأول)، مقارنةً بقراءة نهائية بلغت 51 نقطة في نوفمبر (تشرين الثاني)، متجاوزاً توقعات الاقتصاديين عند 52 نقطة، لكنه لا يزال منخفضاً بشكل كبير مقارنة بمستوى 71.7 نقطة في يناير (كانون الثاني) الماضي.

وشهد تقييم المستهلكين للظروف الاقتصادية الحالية انخفاضاً طفيفاً، بينما تحسّنت توقعاتهم المستقبلية إلى حد ما. كما تراجعت توقعات التضخم للعام المقبل إلى 4.1 في المائة مقابل 4.5 في المائة في الشهر السابق، مسجلة أدنى مستوى منذ يناير، مع استمرار الضغوط على الأسعار بسبب الرسوم الجمركية على الواردات، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

وقالت جوان هسو، مديرة المسوحات الاقتصادية في ميشيغان: «الاتجاه العام للآراء يبقى قاتماً، حيث يواصل المستهلكون الإشارة إلى عبء ارتفاع الأسعار». على الرغم من تراجع التضخم عن أعلى مستوياته منتصف 2022، إلا أنه يظل أعلى من هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2 في المائة بثبات.


مؤشر التضخم المفضل لـ«الفيدرالي» يتباطأ في سبتمبر

يتسوق أشخاص في سوبر ماركت في لوس أنجليس (رويترز)
يتسوق أشخاص في سوبر ماركت في لوس أنجليس (رويترز)
TT

مؤشر التضخم المفضل لـ«الفيدرالي» يتباطأ في سبتمبر

يتسوق أشخاص في سوبر ماركت في لوس أنجليس (رويترز)
يتسوق أشخاص في سوبر ماركت في لوس أنجليس (رويترز)

تباطأ مؤشر التضخم المفضل لدى «الاحتياطي الفيدرالي» قليلاً في سبتمبر (أيلول)، مما يمهّد الطريق على الأرجح لخفض أسعار الفائدة المتوقع على نطاق واسع من قِبل البنك المركزي الأسبوع المقبل.

وأعلنت وزارة التجارة، يوم الجمعة، أن الأسعار ارتفعت بنسبة 0.3 في المائة في سبتمبر مقارنة بأغسطس (آب)، وهي نسبة الشهر السابق نفسها. وباستثناء فئات الغذاء والطاقة المتقلبة، ارتفعت الأسعار الأساسية بنسبة 0.2 في المائة، وهو معدل مماثل للشهر السابق، ويقارب هدف «الاحتياطي الفيدرالي» للتضخم البالغ 2 في المائة إذا استمر على مدار عام كامل، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

وعلى أساس سنوي، ارتفعت الأسعار الإجمالية بنسبة 2.8 في المائة، بزيادة طفيفة عن 2.7 في المائة في أغسطس، في حين ارتفعت الأسعار الأساسية بنسبة 2.8 في المائة مقارنة بالعام السابق، بانخفاض طفيف عن 2.9 في المائة المسجلة في الشهر السابق. وأظهرت البيانات التي تأخرت خمسة أسابيع بسبب إغلاق الحكومة، أن التضخم كان منخفضاً في سبتمبر، مما يعزز مبررات خفض سعر الفائدة الرئيسي لمجلس «الاحتياطي الفيدرالي» في اجتماعه المقبل يومَي 9 و10 ديسمبر (كانون الأول).

رغم ذلك، لا يزال التضخم أعلى من هدف البنك المركزي البالغ 2 في المائة، جزئياً بسبب الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترمب، لكن العديد من مسؤولي «الاحتياطي الفيدرالي» يرون أن ضعف التوظيف، والنمو الاقتصادي المتواضع، وتباطؤ مكاسب الأجور؛ سيؤدي إلى انخفاض مطرد في مكاسب الأسعار خلال الأشهر المقبلة.

ويواجه «الاحتياطي الفيدرالي» قراراً صعباً الأسبوع المقبل: الحفاظ على أسعار الفائدة مرتفعة لمكافحة التضخم، مقابل خفضها لتحفيز الاقتراض ودعم الاقتصاد، وسط تباطؤ التوظيف وارتفاع البطالة ببطء.


«وول ستريت» تختتم أسبوعاً هادئاً... والأسهم تلامس المستويات القياسية

متداول يراقب شاشة تعرض مؤشرات الأسهم في بورصة نيويورك (رويترز)
متداول يراقب شاشة تعرض مؤشرات الأسهم في بورصة نيويورك (رويترز)
TT

«وول ستريت» تختتم أسبوعاً هادئاً... والأسهم تلامس المستويات القياسية

متداول يراقب شاشة تعرض مؤشرات الأسهم في بورصة نيويورك (رويترز)
متداول يراقب شاشة تعرض مؤشرات الأسهم في بورصة نيويورك (رويترز)

اقتربت الأسهم الأميركية، يوم الجمعة، من مستوياتها القياسية، مع توجه «وول ستريت» نحو نهاية أسبوع اتسم بالهدوء النسبي.

وارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0.3 في المائة، ليصبح على بُعد 0.2 في المائة فقط من أعلى مستوى له على الإطلاق، فيما صعد مؤشر «داو جونز» الصناعي بـ46 نقطة (0.1 في المائة). أما مؤشر «ناسداك» المركّب فزاد بنحو 0.4 في المائة، في حين تراجع مؤشر «راسل 2000» لأسهم الشركات الصغيرة بنسبة 0.2 في المائة بعدما لامس مستوى قياسياً في الجلسة السابقة، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

وفي قطاع الشركات، سجّل سهم «نتفليكس» انخفاضاً بنسبة 2.1 في المائة، بعد إعلانها خططاً لشراء «وارنر براذرز» إثر انفصالها عن «ديسكفري غلوبال»، في صفقة تبلغ 72 مليار دولار نقداً وأسهماً. وارتفع سهم «ديسكفري» التابعة للشركة بنسبة 2.6 في المائة.

وقفز سهم «ألتا بيوتي» بنسبة 11 في المائة بعد إعلان نتائج فصلية فاقت توقعات المحللين من حيث الأرباح والإيرادات، مع إشارتها إلى تحسّن ملحوظ في التجارة الإلكترونية، مما دفعها إلى رفع توقعاتها للإيرادات السنوية.

كما حققت «فيكتوريا سيكريت» أداءً قوياً، إذ سجّلت خسارة أقل من المتوقع ورفعت توقعاتها لمبيعات العام، ليرتفع سهمها بنسبة 14.4 في المائة.

أما سهم «هيوليت باكارد إنتربرايز» فانخفض 3.9 في المائة رغم تحقيق أرباح أعلى من التوقعات، نتيجة إعلان الشركة إيرادات دون المستوى المأمول.

وجاء هذا الأداء في أسبوع هادئ نسبياً بالنسبة إلى السوق الأميركية، بعد أسابيع شهدت تقلبات حادة بفعل مخاوف مرتبطة بتدفقات كبيرة على قطاع الذكاء الاصطناعي وتوقعات تحركات مجلس الاحتياطي الفيدرالي.

بعد فترة من التردد، يتوقع المستثمرون الآن بالإجماع تقريباً أن يخفّض بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة القياسي الأسبوع المقبل لدعم سوق العمل البطيئة. وسيكون ذلك الخفض الثالث هذا العام إن حدث.

وتحظى أسعار الفائدة المنخفضة بدعم المستثمرين، لأنها تعزّز تقييمات الأصول وتحفّز النمو الاقتصادي، لكنها قد تزيد الضغوط التضخمية التي لا تزال أعلى من هدف «الفيدرالي» البالغ 2 في المائة.

ويدعم توقع خفض الفائدة عودة مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» إلى مشارف مستوياته القياسية المسجلة في أكتوبر (تشرين الأول)، في حين يترقب المستثمرون إشارات جديدة من اجتماع «الفيدرالي» حول مسار الفائدة العام المقبل.

وفي أسواق السندات، استقرت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات عند 4.11 في المائة، في حين ارتفع العائد على السندات لأجل عامَين إلى 3.54 في المائة من 3.52 في المائة.

وعالمياً، ارتفعت المؤشرات في معظم أوروبا وآسيا؛ فقد صعد مؤشر «داكس» الألماني بنسبة 0.9 في المائة، وقفز مؤشر «كوسبي» الكوري الجنوبي بنسبة 1.8 في المائة.

في المقابل، تراجع مؤشر «نيكي 225» في طوكيو بنسبة 1.1 في المائة بعد بيانات أظهرت انخفاض إنفاق الأسر اليابانية بنسبة 3 في المائة في أكتوبر على أساس سنوي، وهو أكبر تراجع منذ يناير (كانون الثاني) 2024، وسط تقلبات أثارها احتمال رفع «بنك اليابان» أسعار الفائدة.