زيباري يهاجم «الاتحادية» عشية حكمها بشأن مرشح حزبه لرئاسة العراق

المحكمة تلتزم الصمت حيال اتهامه بعض أعضائها بالانتماء إلى «البعث»

هوشيار زيباري بعد قرار المحكمة الاتحادية استبعاده من سباق رئاسة العراق (رويترز)
هوشيار زيباري بعد قرار المحكمة الاتحادية استبعاده من سباق رئاسة العراق (رويترز)
TT

زيباري يهاجم «الاتحادية» عشية حكمها بشأن مرشح حزبه لرئاسة العراق

هوشيار زيباري بعد قرار المحكمة الاتحادية استبعاده من سباق رئاسة العراق (رويترز)
هوشيار زيباري بعد قرار المحكمة الاتحادية استبعاده من سباق رئاسة العراق (رويترز)

لم يكتف هوشيار زيباري وزير خارجية العراق الأسبق والمرشح الذي كان ساخناً لرئاسة العراق بلوم القضاء العراقي على إخراجه من سباق التنافس على المنصب السيادي الأول (رئاسة الجمهورية)؛ بل عدّ في حديثه للصحافيين حكم المحكمة الاتحادية حرمانه من الترشح «مُسيّساً ومُبيّتاً». وبينما بدا الحكم الذي أصدره على «الاتحادية» بـ«التسييس والتبييت» قاسياً، من وجهة نظر خبراء القانون، فإن زيباري (القيادي في «الحزب الديمقراطي الكردستاني» بزعامة مسعود بارزاني) ذهب إلى ما هو أبعد من ذلك في إضافة تهم جديدة إلى القضاء في العراق خلال المقال الذي نشره في «الشرق الأوسط».
اليوم ينتظر مرشح «الديمقراطي» البديل، ريبير أحمد بارزاني، حكم «الاتحادية» بشأن ترشحه لمنصب رئيس الجمهورية. وأمس، فتح زيباري النار مجدداً على المحكمة الاتحادية وقال لقناة «بي بي سي عربي» إن بعض القضاة، وهم 9 قضاة (نصاب المحكمة الاتحادية)، كان بعثياً ومشمولاً بالاجتثاث، لكن جرى استثناؤهم. الأخطر من ذلك أن بعضهم، طبقاً لما قاله زيباري، كان سنياً ثم تحول إلى المذهب الشيعي. وبالإضافة إلى ما فات من تهم، فإنه وجه لهم التهمة الأخطر؛ وهي أن «من نصبهم في مواقعهم الحالية إنما هي قوى ميليشياوية».
وبينما لم يصدر عن «الاتحادية» أي موقف بشأن تصريحات زيباري، فإنه طبقاً للأعراف السائدة لا تدخل المحكمة الاتحادية العليا طرفاً في السجالات السياسية ولا تتدخل في أي سياق سياسي إلا إذا طلب منها تفسير مواد الدستور أو حل النزاعات الخاصة بذلك. وطبقاً للقانون؛ فإن الحكم الذي من المتوقع صدوره اليوم الأربعاء لا يتعلق، بخلاف سابقه، بالمرشح الجديد لرئاسة الجمهورية بقدر ما يتعلق بقرار رئاسة البرلمان، فهي ليست معنية بالمرشحين وأعدادهم بقدر ما هي معنية بالمدد الدستورية الحاكمة على الجميع.
ومع أن خصوم «الحزب الديمقراطي الكردستاني» وسعوا من نطاق الهجوم على زيباري وحزبه عبر تناقل مقطع الفيديو الذي يهاجم فيه خلال اللقاء قضاة المحكمة الاتحادية، فإن «الديمقراطي» التزم الصمت بشأن تصريحات زيباري. فبالقياس إلى الهجوم الحاد على زيباري والحزب من قبل العديد من الأطراف والقوى الشيعية السياسية والقانونية، فإن قياديي «الديمقراطي»، ولا المتحدث الرسمي باسمه، دافعوا عن زيباري أو اعتذروا نيابة عنه. في الوقت نفسه، فإن «الاتحادية» هي الأخرى التزمت الصمت مع أن بعض التهم، مثل الانتماء إلى «البعث» أو تغيير المذهب، يبدو شخصياً، وهو ما يتطلب تفنيداً أو توضيحاً.
وفي السياق نفسه، فإن «مجلس القضاء الأعلى»، وهو أعلى سلطة قضائية في العراق، لم يصدر عنه أي موقف حيال اتهامات زيباري. يبقى الفيصل الذي من شأنه تحديد العديد من المسارات المقبلة هو القرار الذي من المتوقع صدوره اليوم بشأن إعادة فتح باب الترشيح للرئاسة المطعون فيه.
وبصرف النظر عن أن القرار يضمن بقاء المرشح البديل لزيباري على قيد التنافس أو يحرمه، فإن الصعوبة تكمن في إمكانية تحقيق أي من الحزبين؛ «الديمقراطي» أو «الوطني»، الفوز بالرئاسة بسبب تحقيق أغلبية الثلثين. الأهم من ذلك، أنه في حال لم يتبق لـ«الحزب الديمقراطي» مرشح؛ فإنه لا يمكن لأحد في الوسط السياسي العراقي توقع الخطوة التالية للزعيم الكردي مسعود بارزاني.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.