برلين تدعو موسكو للكف عن «التلاعب بحياة البشر» في شرق أوكرانيا

وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في مؤتمر صحافي بعد اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في المؤتمر الأمني الثامن والخمسين في ميونيخ (د.ب.أ)
وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في مؤتمر صحافي بعد اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في المؤتمر الأمني الثامن والخمسين في ميونيخ (د.ب.أ)
TT

برلين تدعو موسكو للكف عن «التلاعب بحياة البشر» في شرق أوكرانيا

وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في مؤتمر صحافي بعد اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في المؤتمر الأمني الثامن والخمسين في ميونيخ (د.ب.أ)
وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في مؤتمر صحافي بعد اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في المؤتمر الأمني الثامن والخمسين في ميونيخ (د.ب.أ)

اتهمت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك موسكو اليوم الاثنين بممارسة لعبة «غير مسؤولة» تجاه السكان المدنيين في شرق أوكرانيا وتعريض حياتهم للخطر. وقالت للصحافيين لدى وصولها لحضور اجتماع مع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل: «أدعو الحكومة الروسية والرئيس الروسي بشكل عاجل للكف عن اللعب بحياة البشر».
ويخشى الغربيون من أن تصاعد حدة المعارك منذ أيام عدة على خط الجبهة سيشكل ذريعة لروسيا لغزو جارتها الموالية للغرب بعد أن حشدت 150 ألف جندي على الحدود الأوكرانية. ويعزو بوتين اندلاع أعمال العنف هذه إلى «الاستفزازات» الأوكرانية، بينما أمر الانفصاليون بإجلاء المدنيين وتعبئة الرجال القادرين على القتال. ودفع أمر الإجلاء 53 ألف مدني من أصل ثلاثة ملايين شخص يعيشون في المنطقة الانفصالية، إلى المغادرة نحو روسيا بحسب موسكو. وقد أعلِنت حال الطوارئ في منطقة كورسك الروسية.
وكانت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك قد أعلنت الجمعة الماضية أنّ روسيا تُعرّض أمن أوروبا للخطر من خلال «مطالب تعود إلى حقبة الحرب الباردة»، في موقف يأتي قبل انعقاد مؤتمر ميونيخ الأمني السنوي الذي ستُهيمن عليه الأزمة الأوكرانية.
وقالت بيربوك في بيان إنّه «مع نشر غير مسبوق لقوّات على الحدود مع أوكرانيا ومطالب تعود إلى حقبة الحرب الباردة، فإنّ روسيا تتحدّى المبادئ الأساسيّة لنظام السلام الأوروبي»، داعية موسكو إلى إظهار «جهود جادّة لخفض التصعيد».
واجتمع قادة دوليّون ودبلوماسيون رفيعو المستوى في ميونيخ، جنوبي ألمانيا، من الجمعة إلى الأحد، لإجراء مناقشات حول قضايا الدفاع والأمن. وينعقد هذا المؤتمر السنوي في ذروة التوتر بين موسكو والغرب الذي يخشى من استعداد القوات الروسية لغزو أوكرانيا.
وقالت بيربوك الجمعة إن دول مجموعة السبع مستعدة لإجراء «حوار جاد» مع روسيا بشأن الأزمة الأوكرانية.
وأشارت إلى أن وزراء خارجية دول مجموعة السبع الذين يجتمعون السبت سيبعثون «رسالة وحدة» مفادها «أننا مستعدون لحوار جاد حول الأمن للجميع».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».