انطلقت في العاصمة التونسية يوم أمس الدورة 14 من تظاهرة تونس عاصمة للرقص التي تتضمن مجموعة من العروض يقدمها جيل جديد من الشبان المختصين في التعبير الجسماني. وتأتي هذه التظاهرة التي تتواصل إلى غاية الثالث من الشهر القادم، ضمن احتفال تونس باليوم العالمي للرقص تحت شعار «حرية الجسد حرية الرقص تعني الصمود».
ومن خلال ما يسمى بعملية الأضواء الحمراء المتمثلة في الرقص لبعض الثواني عند أضواء المرور بالطرق الرئيسية الرابطة بين تونس العاصمة وضواحيها، جلبت رقصات مجموعة من الشباب التونسي المولع بالرقص اهتمام السواق الذين ردوا على تلك الرقصات بإطلاق أصوات المنبهات.
وقد احتلت مجموعة من الشباب والأطفال وحتى الكهول أمس إلى الشوارع يرقصون على أنغام موسيقى «التانغو» و«الصالصة» و«السامبا» و«الهيب هوب» والشرقي والعصري والكلاسيكي.. في مشهد لم تعتده الشوارع التونسية.. فالكلّ يرقص ويؤدي حركات إبداعية متناسقة.
في رد فعل التونسيين عن هذه الفكرة، فقد استحسنها بعضهم حتى أنهم نزلوا من سياراتهم وشاركوهم الرقص لكن هناك من استاء وتذمّر واعتبر ذلك بالغريب عن الثقافة التونسية لكن الشباب الباحث عن الترفيه لم يأبه لتلك الانتقادات إذ إنهم كانوا يرقصون لبعض الدقائق أمام السيارات ثم يخلون لهم السبيل كي يمرّوا. وتسعى جمعية «ناس الفن» (جمعية تونسية مستقلة) التي ترأسها مصممة الرقص سهام بلخوجة إلى إبراز دور الرقص والإبداع الفني عموما في التخفيف من حدة الاضطرابات والأحداث المؤلمة التي تمر بالمجتمع التونسي اليوم، وقد دأبت منذ سنوات على تنظيم هذه التظاهرة.
وفي هذا الشأن، قالت سهام بلخوجة لـ«الشرق الأوسط» إن «تظاهرة تونس عاصمة للرقص قد حظيت بمكانة مهمة على الساحة الثقافية وقد مكنتها وزارة الثقافة التونسية من دعم مالي مهم وهي اليوم تفتح مجال التعبير الثقافي عبر الرقص الفني على مصراعيه»، على حد تعبيرها.
وينظم الاحتفال باليوم العالمي للرقص بالشراكة مكتب اليونيسكو بتونس وفي إطار عملية «الأضواء الحمراء» التي أقيمت من العاشرة صباحا إلى السادسة بعد الظهر وشهدت مشاركة قرابة مائة راقص كوريغرافي.
وكان هواة الرقص على موعد يوم أول من أمس انطلاقا من الساعة السادسة مساء بقاعة الفن الرابع بالعاصمة التونسية مع ثريا البوغانمي في عرض «أصوات» ضمن مقاربة للإبداع الفرجوي تجمع بين الموسيقى واللوحات التعبيرية المصورة ويكون فيها المجال فسيحا للحركات الجمالية والحركة التلقائية والحرة. كما كان الجمهور على موعد خلال نفس اليوم مع الثنائي التونسي هدى الرياحي وملاك الزويدى في عرض ثنائي يجمع بين فنون الرقص والسيرك.
يذكر أن هذا الحدث العالمي قرره مجلس الرقص العالمي وهو مجلس يعمل تحت مظلة اليونيسكو أعلن أن يكون الـ29 من أبريل (نيسان) يوما عالميا للرقص إحياء لذكرى «جورج نوفر» مصمم الرقصات الفرنسي والمولود في 29 أبريل 1727 وفي سنة 1982 اقترحت لجنة الرقص الدولية في معهد المسرح الدولي التابع لليونيسكو أن يكون هذا اليوم يوم عطلة رسمية في البلدان الغربية.
تونس عاصمة للرقص لمدة 5 أيام
الدورة 14 للتظاهرة بدأت أمس وتتواصل إلى الثالث من مايو
تونس عاصمة للرقص لمدة 5 أيام
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة