نبّهت المفوضية الأوروبية من مخاطر «التصعيد الوشيك» الذي تحضّر له «قوافل الحريّة» في عدد من بلدان الاتحاد، ومن دخول حركات شعبية وطلابية وتنظيمات يمينية ويسارية متطرفة على خط هذه الاحتجاجات التي تخرج في العواصم والمدن الكبرى تحت شعار رفض إلزامية اللقاح والقيود ضد «كوفيد – 19»، والتي كانت بلغت ذروتها في كندا مع مظاهرات سائقي الشاحنات التي شلّت الحركة في العاصمة وعلى المعابر الحدودية مع الولايات المتحدة.
وقال ناطق بلسان المفوضية إن دعوة ستوجّه إلى الدول الأعضاء لعقد اجتماع استثنائي لمجلس وزراء الداخلية الأسبوع المقبل في بروكسل، كاشفاً أن معلومات الأجهزة الأمنية في عدد من البلدان تفيد عن تنسيق واسع بين هذه الحركات والتنظيمات لاستئناف المظاهرات تحت شعارات احتجاجية ضد ارتفاع أسعار الوقود والطاقة وغلاء المعيشة، فضلاً عن قيود مكافحة الوباء.
ويميل المسؤولون في المفوضية إلى التعامل بحذر مع هذه الموجة من الاحتجاجات، خشية تكرار المشهد الكندي الذاهب إلى التصعيد بعد أن دخل عصيان سائقي الشاحنات أسبوعه الثالث، ولجوء الحكومة إلى تفعيل قانون الطوارئ لأول مرة في تاريخ البلاد بعد أن تسبّب إقفال المعابر الحدودية والطرق بخسائر تجارية تقدّر بمليارات الدولارات.
يذكر أن بعض المحتجين في كندا رفعوا شعارات نازية، فيما بات من المؤكد لدى الأجهزة الأمنية الأوروبية أن القوى والتنظيمات اليمينية المتطرفة تقف وراء العديد من المظاهرات العنيفة التي شهدتها بعض المدن الأوروبية في الفترة الأخيرة. لكن رغم ذلك، تخشى السلطات الأوروبية من استخدام الاحتجاجات ضد التدابير المفروضة لاحتواء الوباء، وضد الظروف الاجتماعية الناجمة عن الجائحة، كذريعة لتحقيق مآرب سياسية. وكانت جهات أمنية حذّرت من أن الأزمة الأوكرانية ستدفع روسيا، عبر أجهزتها السيبرانية النشطة والقوى اليمينية المتطرفة المتعاطفة معها في أوروبا إلى التأثير في هذه الاحتجاجات وتأجيجها.
إلى جانب ذلك، صرّح العالم الفيروسي أوغور ساهين، رئيس شركة «بيونتك» الألمانية التي تطوّر وتنتج لقاح «فايزر» ضد كورونا، بأن شركته أوشكت على إنجاز مصانع صغيرة نقّالة لإنتاج اللقاح في حاويات الشحن التقليدية التي تستخدم لنقل البضائع على متن السفن، تمهيداً لإرسالها إلى بعض البلدان النامية التي تعاني من نقص حاد في كميات الجرعات المتوفرة ضد الوباء.
وقال ساهين إن شركته تعمل منذ مطلع الصيف الماضي على تعديل نمط إنتاج اللقاح لتكييفه مع هذه الصيغة، التي وصفها بأنها ترمي إلى تغيير طريقة صناعة الأدوية في العالم، مضيفاً أن المصنع الأول سيصل قبل نهاية العام الجاري إلى إحدى الدول الأفريقية التي لم يذكر اسمها.
وتجدر الإشارة إلى أن الإنجاز غير المسبوق في تاريخ صناعة اللقاحات سمح حتى الآن بتوزيع جرعة واحدة على ما يزيد على خمسة مليارات شخص في العالم، بينما لا يزال هناك ثلاثة مليارات لم يتلقّوا بعد أي جرعة، معظمهم في البلدان الفقيرة والنامية. وتفيد البيانات الأخيرة لمنظمة الصحة العالمية بأن القارة الأفريقية هي التي تواجه الوضع الأسوأ بين مناطق العالم، حيث لم يوزّع فيها سوى 3.6 في المائة من مجموع اللقاحات التي تمّ توزيعها على الصعيد العالمي.
ومن بكين، أفادت وزارة الصحة الصينية بأن الوكالة الوطنية للأدوية وافقت على الاستخدام الطارئ للعقار الذي تنتجه شركة «فايزر» ضد «كوفيد» لعلاج الإصابات المرشحة للتطور إلى حالات خطرة، والذي تسوّقه الشركة في شكل أقراص يجب تناولها قبل اليوم الخامس من بداية الإصابة بالفيروس.
ويأتي هذا القرار للسلطات الصينية بعد أن تبيّن أن اللقاحات التي تنتجها الصين أقلّ فاعلية ضد متحور «أوميكرون» الذي يتسبب في جميع الإصابات التي ظهرت في البلاد منذ مطلع العام الجاري، علماً بأن الصين لم توافق حتى الآن على استخدام أي من اللقاحات التي تمّ تطويرها في الدول الغربية.
وفي روما، أعلنت الوكالة الإيطالية للأدوية، أمس (السبت)، أنها وافقت على إعطاء الجرعة الرابعة من اللقاح لجميع الذين يعانون من وهن أو خلل في جهاز المناعة بغض النظر عن فئاتهم العمرية. ويأتي هذا القرار فيما لا تزال الوكالة الأوروبية للأدوية تضع اللمسات الأخيرة على توصياتها بشأن توزيع هذه الجرعة المنشطة الثانية، التي أعلنت أنها ستكون جاهزة قبل نهاية الأسبوع المقبل.
اجتماع أوروبي استثنائي لبحث احتجاجات «قوافل الحريّة»
إيطاليا توافق على توزيع جرعة رابعة ضد «كورونا» على فئات معرضة للخطر
اجتماع أوروبي استثنائي لبحث احتجاجات «قوافل الحريّة»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة