استمرار يونايتد في المربع الذهبي يبقى مهدداًرغم فوزه على برايتون

الفريق لم يتحسن كثيراً تحت قيادة رانغنيك... وما زال يقدم مستويات متواضعة

لاعبو مانشستر يونايتد وفرحة العودة إلى سكة الانتصارات (رويترز)
لاعبو مانشستر يونايتد وفرحة العودة إلى سكة الانتصارات (رويترز)
TT

استمرار يونايتد في المربع الذهبي يبقى مهدداًرغم فوزه على برايتون

لاعبو مانشستر يونايتد وفرحة العودة إلى سكة الانتصارات (رويترز)
لاعبو مانشستر يونايتد وفرحة العودة إلى سكة الانتصارات (رويترز)

انتهت ولاية المدير الفني النرويجي أولي غونار سولسكاير مديرا فنيا لمانشستر يونايتد بشكل مهين. ولم يُسدل الستار عن الفترة التي قضاها في «أولد ترافورد» بعد الخسارة بخماسية نظيفة على أرضه من ليفربول، ولكن بعد الخسارة المذلة بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد أمام واتفورد متذيلا جدول الترتيب بعد شهر. وبعد مرور 12 أسبوعًا، عاد مانشستر يونايتد ليتعثر مرة أخرى أمام متذيل جدول الترتيب، حيث تعادل في المرحلة الرابعة والعشرين أمام بيرنلي بهدف لكل فريق، قبل أن يتعادل مع ساوثهامبتون في المرحلة الخامسة والعشرين بالنتيجة نفسها ولكن على ملعبه.
ثم استعاد مانشستر يونايتد نغمة الانتصارات وفاز على ضيفه برايتون 2 /صفر الثلاثاء، ليتقدم إلى المركز الرابع على حساب وستهام يونايتد ويصبح رصيده 43 نقطة من 25 مباراة، لكن أرسنال سادس الترتيب يتأخر بأربع نقاط وله ثلاث مبارايات مؤجلة. رالف رانغنيك مدرب يونايتد المؤقت يدرك مدى أهمية هذا الانتصار، بعد أن حقق فريقه فوزه الأول بعد ثلاثة تعادلات على التوالي في مختلف المسابقات حتى لو كان شعر بالإحباط بسبب الأداء أقل من المتوسط على مدار 90 دقيقة أمام فريق يلعب بعشرة لاعبين في غالبية الشوط الثاني.
كان من المفترض أن يكون رانغنيك أفضل من سولسكاير، الذي تم التشكيك في قدراته والسخرية منه طوال فترة توليه قيادة يونايتد، لكن الفريق لم يشهد تحت قيادة رانغنيك التحسن نفسه الذي ظهر عليه فور تولي سولسكاير المسؤولية في عام 2018. لقد فاز مانشستر يونايتد في عشر مباريات من أول 12 مباراة لعبها في الدوري تحت قيادة سولسكاير، كما وصل إلى الدور ربع النهائي لكأس الاتحاد الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا. أما رانغنيك فقد فاز في ست من عشر مباريات خاضها في الدوري حتى الآن، في الوقت الذي خرج فيه مانشستر يونايتد من كأس الاتحاد الإنجليزي بعد تعادله على أرضه مع نادٍ يلعب في دوري الدرجة الأولى!
قاد رانغنيك مانشستر يونايتد في 14 مباراة حتى الآن، ولم يسجل الفريق أكثر من هدف واحد إلا في أربع مباريات فقط. وحتى في آخر 12 مباراة لمانشستر يونايتد تحت قيادة سولسكاير – عندما زادت الضغوط عليه وأصبح من الواضح أن أيامه في «أولد ترافورد» باتت معدودة – تمكن الفريق من تسجيل أكثر من هدف في ست مباريات. وكان هذا بالفعل انخفاضًا هائلاً بالمقارنة بالموسم الذي سبقه، عندما سجل الفريق 1.9 هدف في المباراة الواحدة في الدوري، ليأتي في المركز الثاني في هذه الإحصائية خلف مانشستر سيتي.
وعلى الرغم من أن هذه هي المرة الثانية فقط التي يتولى فيها رانغنيك قيادة أي فريق خلال عقد من الزمن، فإن تعيينه على رأس القيادة الفنية للشياطين الحمر قوبل بموجة من التفاؤل. لم يكن رانغنيك معروفا لعدد كبير من مشجعي أندية الدوري الإنجليزي الممتاز، لكنه كان يتمتع بسمعة كبيرة في جميع أنحاء أوروبا وكان له الفضل في إلهام توماس توخيل وجوليان ناغيلسمان، بالإضافة إلى المدير الفني لليفربول يورغن كلوب، الذي وصف وصوله بأنه «خبر سيئ» لبقية أندية الدوري الإنجليزي الممتاز. ونظرًا للنجاح الهائل الذي حققه هؤلاء المديرون الفنيون خلال السنوات الأخيرة، كان الجميع يتوقعون أن يحقق رانغنيك نجاحا كبيرا فور توليه قيادة مانشستر يونايتد.
ومع هذا التفاؤل كان من السهل التغاضي عن كل المخاوف، لكن كانت هناك أجراس إنذار تدق بالفعل. وكانت المشكلة الأكبر تتمثل في أن اللاعبين الموجودين في مانشستر يونايتد الآن لا يناسبون طريقة اللعب التي يعتمد عليها رانغنيك. من المعروف للجميع أن المدير الفني الألماني يعتمد على الضغط العالي على الفريق المنافس، لكنه لم ينجح في تطبيق ذلك مع مانشستر يونايتد حتى الآن. وعلاوة على ذلك، لم يكن من الجيد بالنسبة لرانغنيك أن يتولى قيادة الفريق في بداية فترة الكريسماس، لكن جدول المباريات كان رحيما به حيث لعب عددا كبيرا من المباريات السهلة نسبيا، على الأقل من الناحية النظرية.
وقبل توليه المسؤولية، شاهد رانغنيك مايكل كاريك وهو يقود مانشستر يونايتد للفوز على أرسنال بثلاثة أهداف مقابل هدفين. لقد كانت نتيجة رائعة، لكن مانشستر يونايتد لم يكن قادرا على التحكم في إيقاع المباراة، كما هو الحال في معظم المباريات التي لعبها الفريق هذا الموسم. وكان المدير الفني الألماني واضحًا تماما عندما قال إن أولويته الأولى هي تغيير ذلك، حيث قال بعد الفوز على أرسنال: «كانت المباراة مثيرة للجماهير، لكن بالنسبة لي كمدير فني للفريق في المستقبل، هذه ليست نوعية المباريات التي نحتاج إليها كل يوم لأن كرة القدم، بالنسبة لي، هي التقليل من عامل الصدفة والتحكم في إيقاع المباراة والسيطرة عليها».
وبعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر، ما زال رانغنيك يتطلع إلى السيطرة على المباريات. علاوة على ذلك، لا يوجد تحسن ملحوظ في أداء الفريق. وتحت قيادة سولسكاير في الدوري هذا الموسم، كانت تسديدات الفريق على المرمى في المباراة الواحدة أكثر من تسديدات الفرق الأخرى على مرمى مانشستر يونايتد (خمسة مقابل 4.6). أما تحت قيادة رانغنيك، فإن التسديدات على مرمى مانشستر يونايتد أكثر من تسديدات الفريق على مرمى المنافسين (5.11 مقابل 4.33).
لكن الجانب الإيجابي يتمثل في أن مانشستر يونايتد أصبح يستقبل عددًا أقل من الأهداف تحت قيادة المدير الفني الجديد. لقد استقبلت شباك مانشستر يونايتد 1.75 هدف في المباراة الواحدة تحت قيادة سولسكاير هذا الموسم، لكن هذا الرقم انخفض إلى 0.78 لكل مباراة تحت قيادة رانغنيك. ومع ذلك، فإن كثيرا من التحسن في الخط الخلفي يرجع إلى الأداء القوي من قبل حارس المرمى الإسباني ديفيد دي خيا، الذي استعاد مستواه المعروف بعد سنوات قليلة صعبة، والذي أنقذ فرصة صعبة ليحرم برايتون من التقدم في الشوط الأول.
وحصل دي خيا على جائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي الممتاز لشهر يناير (كانون الثاني)، ليصبح أول حارس مرمى يفوز بهذه الجائزة منذ فريزر فورستر في فبراير (شباط) 2016. إن فوز حارس مرمى مانشستر يونايتد بجائزة أفضل لاعب في الدوري خلال فترة مزدحمة من المباريات تعكس مدى المشاكل التي يعاني منها الفريق.
وتشير الإحصائيات إلى أن دي خيا ينقذ 3.7 فرصة في كل مباراة في الدوري هذا الموسم، وهي أعلى نسبة للحارس الإسباني منذ وصوله إلى «أولد ترافورد». وتحت قيادة رانغنيك، أنقذ دي خيا ست فرص محققة للتسجيل، وهو الأمر الذي ساهم في حصول الفريق على تسع نقاط إضافية، ليأتي دي خيا في المركز الثالث بين جميع حراس المسابقة من حيث مساعدة أنديتهم على حصد أكبر عدد من النقاط.
وبالنظر إلى المباريات التي سيلعبها مانشستر يونايتد في مارس (آذار) – سيواجه مانشستر سيتي وتوتنهام وليفربول في الدوري الإنجليزي الممتاز، بالإضافة إلى أتلتيكو مدريد في دوري أبطال أوروبا في أقل من أسبوعين - يجب أن يشعر رانغنيك بالقلق. ويتعين علينا أن نعود إلى ما يزيد قليلاً على 12 شهرًا لنرى آخر مرة قدم فيها مانشستر يونايتد أداءً مقنعًا على مدار 90 دقيقة. وكان ذلك ضد ساوثهامبتون، الذي تعادل معه مؤخرا على ملعب «أولد ترافورد»!


مقالات ذات صلة

ساوثغيت: لن أقصر خياراتي المستقبلية على العودة إلى التدريب

رياضة عالمية ساوثغيت (أ.ب)

ساوثغيت: لن أقصر خياراتي المستقبلية على العودة إلى التدريب

يقول غاريث ساوثغيت إنه «لا يقصر خياراته المستقبلية» على العودة إلى تدريب كرة القدم فقط.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية محمد صلاح (أ.ف.ب)

هل انتهت قصة الحب المتبادل بين صلاح وليفربول؟

استأثرت العروض الرائعة التي يقدمها محمد صلاح على أرضية الملعب وتصريحاته النارية بشأن مستقبله في صفوف ليفربول حيث ينتهي عقده بنهاية الموسم بالأضواء

«الشرق الأوسط» (ليفربول)
رياضة عالمية الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم (رويترز)

اتحاد الكرة الإنجليزي يسعى لزيادة نسبة الخلفيات العرقية لمدربي إنجلترا

يسعى الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم إلى أن تكون 30% من طواقم تدريب منتخبات إنجلترا للرجال من خلفيات عرقية متنوعة بحلول عام 2028.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أرنه سلوت (أ.ب)

حارس ليفربول القديم يتألق رغم المستقبل المجهول

استهل الهولندي أرنه سلوت مهامه مدرباً لليفربول الإنجليزي بطريقة شبه مثالية حتى الآن على الصعيدين المحلي والقاري.

«الشرق الأوسط» (ليفربول)
رياضة عالمية أندريه أونانا (رويترز)

أونانا حارس يونايتد يفوز بجائزة إنسانية لعمله الخيري في الكاميرون

فاز أندريه أونانا حارس مرمى مانشستر يونايتد المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم بجائزة الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين (فيفبرو) لإسهاماته الإنسانية.

«الشرق الأوسط» (مانشستر )

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
TT

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)

يسعى إنتر حامل اللقب إلى النهوض من كبوة الديربي وخسارته، الأحد الماضي، أمام جاره اللدود ميلان، وذلك حين يخوض (السبت) اختباراً صعباً آخر خارج الديار أمام أودينيزي، في المرحلة السادسة من الدوري الإيطالي لكرة القدم. وتلقى فريق المدرب سيموني إينزاغي هزيمته الأولى هذا الموسم بسقوطه على يد جاره 1-2، بعد أيام معدودة على فرضه التعادل السلبي على مضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي في مستهل مشواره في دوري أبطال أوروبا.

ويجد إنتر نفسه في المركز السادس بثماني نقاط، وبفارق ثلاث عن تورينو المتصدر قبل أن يحل ضيفاً على أودينيزي الذي يتقدمه في الترتيب، حيث يحتل المركز الثالث بعشر نقاط بعد فوزه بثلاث من مبارياته الخمس الأولى، إضافة إلى بلوغه الدور الثالث من مسابقة الكأس الخميس بفوزه على ساليرنيتانا 3-1. ويفتقد إنتر في مواجهته الصعبة بأوديني خدمات لاعب مؤثر جداً، هو لاعب الوسط نيكولو باريلا، بعد تعرّضه لإصابة في الفخذ خلال ديربي ميلانو، وفق ما قال بطل الدوري، الثلاثاء.

وأفاد إنتر بأنّ لاعب وسط منتخب إيطاليا تعرّض لتمزق عضلي في فخذه اليمنى، مضيفاً أنّ «حالته ستقيّم من جديد الأسبوع المقبل». وذكر تقرير إعلامي إيطالي أنّ باريلا (27 عاماً) سيغيب إلى ما بعد النافذة الدولية المقررة الشهر المقبل، ما يعني غيابه أيضاً عن المباراتين أمام النجم الأحمر الصربي (الثلاثاء) في دوري أبطال أوروبا، وتورينو متصدر ترتيب الدوري.

«كانوا أفضل منا»

وأوضحت صحيفة «غازيتا ديلو سبورت»، التي تتخذ من ميلانو مقراً لها، أن إينزاغي حاول تخفيف عبء الخسارة التي تلقاها فريقه في الديربي بهدف الدقيقة 89 لماتيو غابيا، بمنح لاعبيه فرصة التقاط أنفاسهم من دون تمارين الاثنين، على أمل أن يستعيدوا عافيتهم لمباراة أودينيزي الساعي إلى الثأر من إنتر، بعدما خسر أمامه في المواجهات الثلاث الأخيرة، ولم يفز عليه سوى مرة واحدة في آخر 12 لقاء. وأقر إينزاغي بعد خسارة الدربي بأنهم «كانوا أفضل منا. لم نلعب كفريق، وهذا أمر لا يمكن أن تقوله عنا عادة».

ولا يبدو وضع يوفنتوس أفضل بكثير من إنتر؛ إذ، وبعد فوزه بمباراتيه الأوليين بنتيجة واحدة (3 - 0)، اكتفى «السيدة العجوز» ومدربه الجديد تياغو موتا بثلاثة تعادلات سلبية، وبالتالي يسعى إلى العودة إلى سكة الانتصارات حين يحل (السبت) ضيفاً على جنوا القابع في المركز السادس عشر بانتصار وحيد. ويأمل يوفنتوس أن يتحضر بأفضل طريقة لرحلته إلى ألمانيا الأربعاء حيث يتواجه مع لايبزيغ الألماني في مباراته الثانية بدوري الأبطال، على أمل البناء على نتيجته في الجولة الأولى، حين تغلب على ضيفه أيندهوفن الهولندي 3-1. ويجد يوفنتوس نفسه في وضع غير مألوف، لأن جاره اللدود تورينو يتصدر الترتيب في مشهد نادر بعدما جمع 11 نقطة في المراحل الخمس الأولى قبل استضافته (الأحد) للاتسيو الذي يتخلف عن تورينو بفارق 4 نقاط.

لاعبو إنتر بعد الهزيمة أمام ميلان (رويترز)

من جهته، يأمل ميلان ومدربه الجديد البرتغالي باولو فونسيكا الاستفادة من معنويات الديربي لتحقيق الانتصار الثالث، وذلك حين يفتتح ميلان المرحلة (الجمعة) على أرضه ضد ليتشي السابع عشر، قبل رحلته الشاقة جداً إلى ألمانيا حيث يتواجه (الثلاثاء) مع باير ليفركوزن في دوري الأبطال الذي بدأه بالسقوط على أرضه أمام ليفربول الإنجليزي 1-3. وبعد الفوز على إنتر، كان فونسيكا سعيداً بما شاهده قائلاً: «لعبنا بكثير من الشجاعة، وأعتقد أننا نستحق الفوز. لا يمكنني أن أتذكر أي فريق آخر تسبب لإنتر بكثير من المتاعب كما فعلنا نحن».

ويسعى نابولي إلى مواصلة بدايته الجيدة مع مدربه الجديد، أنطونيو كونتي، وتحقيق فوزه الرابع هذا الموسم حين يلعب (الأحد) على أرضه أمام مونتسا قبل الأخير، على أمل تعثر تورينو من أجل إزاحته عن الصدارة. وفي مباراة بين فريقين كانا من المنافسين البارزين الموسم الماضي، يلتقي بولونيا مع ضيفه أتالانتا وهما في المركزين الثالث عشر والثاني عشر على التوالي بعد اكتفاء الأول بفوز واحد وتلقي الثاني ثلاث هزائم. وبعدما بدأ مشواره خليفة لدانييلي دي روسي بفوز كبير على أودينيزي 3-0، يأمل المدرب الكرواتي إيفان يوريتش منح روما انتصاره الثاني هذا الموسم (الأحد) على حساب فينيتسيا.