إليانا فنانة فلسطينية تشيلية، ولدت وترعرعت في عائلة فنية، كانت الموسيقى رفيقتها منذ كانت في السابعة من عمرها. سبق أن قدمت سلسلة من الأعمال الغنائية، أبرزها أغنية منفردة بعنوان «أنا لحالي» التي جمعتها مع النجم اللبناني العالمي مساري، وحصدت ملايين المشاهدات. كما غنت مع النجم الأردني الشاب عصام النجار «حدا غريب»، خاصة أنهما ينتميان إلى نفس شركة الإنتاج «يونيفيرسال أرابيك ميوزك» العالمية.
أخيراً أطلقت إليانا أغنية من «ديو» بعنوان «غريب علي» مع مغني الراب التونسي بالتي (Balti) وتحمل مزيجاً بين الموسيقى العربية وإيقاعات الريغي. وإليانا التي تعيش حالياً في أميركا تصف أغنيتها الجديدة بأنها تحكي عن الحب ولكن بعمق. وتضيف لـ«الشرق الأوسط»: «إنها تعكس الحاضر الذي نعيشه مع كل ما فيه من تغييرات وتبديلات في نمط العيش، في داخلنا أو من خلال ما يحيط بنا. فبالنسبة لي كمهاجرة وفنانة شابة، لا أزال في بداية مشواري، هناك شعور حاضر بقوة يتملكني دائماً، خاصة أني خارج وطني... فأنا أشعر أني غريبة، وفي محيط جديد عليّ».
إليانا التي اشتهرت بثنائياتها الغنائية مع فنانين مشهورين، شغوفة بالفن بشكل عام، وكل ما تقدمه ينبع من أعماقها ومن حبها الكبير للغناء والموسيقى. وعن كيفية اختيارها الفنانين الذين تشاركهم الغناء في أعمال الديو، تقول: «عليّ أولاً أن أؤمن بالعمل الموسيقي الذي أشاركه، وكذلك بالفكرة التي نتناولها، وعلى الفنان الذي أغني معه أن يكون مصدر إلهام لي. وتلعب شركة الإنتاج، التي أنتمي إليها (يونيفرسال أرابيك ميوزك) وفريقها الذي يرافقني، دوراً كبيراً في ولادة هذا النوع من الأعمال، وكذلك الأمر بالنسبة لإدارة أعمالي».
وتؤكد إليانا أنه لا هاجس لديها بأن تكون مختلفة، بل تسعى لتكون بطبيعتها، وهذا ما يميزها. وتوضح في سياق حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «أحاول أن أعكس في أعمالي طبيعتي وشخصيتي الحقيقيتين، فأقدّم ما أشعر به وما يترجم أفكاري في كل مرحلة زمنية. وعندما ألمس أن أغنياتي تحاكي أبناء جيلي وتلمس مشاعرهم، أدرك أن ما أقوم به جميل ومؤثر».
تمثل إليانا نموذجاً فنياً للشباب العربي الناجح، فتأخذ مستمعها إلى عالم فني متجدد. وفي «غريب علي» نتابع قصة حب تربط بين اثنين منذ الصغر فنشهد تغييرات عميقة تترك أثرها عليهما. واختارت إليانا أجواء تحيط بكليب الأغنية تنقلنا إلى عالم حالم، في الإضاءة والديكور، وفي عملية التصوير بتوقيع المخرج جون بريمو. ويتخلل الأغنية مقطع يقول: «قلبي معاك ومش بعيد. أنا وين وأنت وين أنت غريبة، وأنا غريب من تونس لفلسطين». فماذا يعني لها بلدها الأم فلسطين؟ وكيف تحاول تكريمه في أعمالها الغنائية؟ ترد: «فلسطين تعني لي كل شيء. فهي هويتي ومسقط رأسي والثقافة الغنية التي أتمتع بها. وأتمنى أن أنقل كل مشاعري نحوها من خلال الكلام والموسيقى والرقص، فالفن ثقافة بحد ذاته ولغة تواصل لا حدود لها».
ابنة الـ19 عاماً تتحدث عن ألبومها الأول الذي أطلقته وهي في الـ16 من عمرها: «أردته أن يتحدث عني وعن هذه الفتاة الصغيرة التي كنت أمثلها. وتناولت فيه مشاعري تجاه الهجرة حيث كنت أشعر بالضياع والوحدة آنذاك باحثة عن الطريق الفني الذي أريد أن أسلكه». وماذا عن ألبومك الثاني الجديد؟ ترد: «يتضمن نقلة نوعية في موضوعاته، وكذلك بألحانه وإنتاجه. فعندما كنت أحضر له كنت أملك رؤية واضحة عما أرغب في إيصاله من موسيقى وموضوعات. فعكس بذلك ثقتي الكبيرة بنفسي، والنضوج الذي وصلت إليه في بنيتي الفنية. إذ يحاكي شرائح وأجيالاً مختلفة، وهو ما زودني بشعور جميل جداً».
تعتز إليانا بما وصلت إليه في مشوارها حتى اليوم، وكيف أنها تحقق أحلامها، الواحد تلو الآخر بثبات. فإدارة أعمالها التي يتسلم مهامها العالمي وسيم صليبي، المعروف بـ«سال»، كانت أحد طموحاتها. وتروي لـ«الشرق الأوسط»: «عندما كنت طفلة أشاهد التلفاز مع والدي لبرنامج يطل فيه، أتذكر أنه قال لي؛ أتمنى أن يصبح هذا المنتج اللبناني العالمي يوماً ما مديراً لأعمالك، وحدثني عن نجاحاته. وبعد فترة من انتقالي إلى أميركا حصلت على فرصة التعرف إليه. وبعدما غنيت أمامه أعجب بموهبتي، ومنذ ذلك الوقت يتسلم مهام إدارة أعمالي. وهو شخص عزيز عليّ وصار بمثابة فرد من أفراد عائلتي، ويقدم لي الدعم الكبير فهو شخص لديه القدرة على تحقيق الأحلام».
وعن أكثر مَن شجعها على الغناء، مِن الأشخاص المقربين منها، تقول إليانا، بلا تردد: «إنه أخي فراس الذي كان أول من اكتشف موهبتي الغنائية، فحثني على بذل الجهد كي أصل إلى ما أنا عليه اليوم. كنا نقوم معاً بتدريبات كثيفة يومياً، منذ كنت في السابعة من عمري. معاً شكلنا فريقاً مميزاً على الصعيدين الفني والشخصي. بالطبع أنا محظوظة به وبجميع أفراد عائلتي الذين يقدمون لي كل الدعم والتشجيع المطلوبين».
وتحمل إليانا تقديراً كبيراً للمنتج والكاتب الفلسطيني نصري عطوي، فهو من أمسك بيدها وعرفها على النجم مساري وعلى مدير أعمالها الحالي وسيم صليبي (سال). متأثرة بالموسيقى الشرقية، تحاول إليانا دائماً أن تظهر هذا الطابع في أغانيها بعد أن تمزجها بالغربية منها: «أنا ابنة الشرق وكان لا بد لي أن أتأثر بالموسيقى الشرقية فعندنا آلات عزف وألحان مولودة من رحم الشرق تلامس روحنا إذ تملك الخصوصية والأصالة معاً. وهناك نماذج كثيرة من مغنيين مشهورين غربيين لجأوا إليها كي يحدثوا الاختلاف في أعمالهم». وتتابع إليانا لـ«الشرق الأوسط»: «أنا شخصياً سأسعى جاهدة لإيصال الموسيقى العربية إلى العالمية. كما أحب أن أغني بالإسبانية تيمناً بجذوري التشيلية من ناحية جدتي، والدة أمي».
ومن أحلام إليانا أيضاً التعرف إلى ثقافات وحضارات مختلفة وترجمتها في أعمالها. وتضيف: «أحب الموضة كثيراً وأحلم يوماً بإطلاق خط أزياء بالتعاون مع أختي التي تملك الموهبة في تصميم الأزياء. فهذه الأزياء ستعكس شخصيتي وتكون علامة تجارية مطبوعة بهوية إليانا. كما أتمنى أن أنشئ يوماً ما جمعية هدفها مساعدة الشباب العربي، وتسهم في المستوى التربوي والدراسي عند المرأة». وتختم: «من الرائع أن تملك هذا الشعور بالفرح بما تقوم به وتحبه. فإني أتعلم دروساً من الحياة يومياً، حتى على حساب أخطائي. فهي من دون شك تسهم في نضجي، وأنا متحمسة جداً لما ينتظرني في المستقبل».
إليانا لـ «الشرق الأوسط»: بعيداً عن وطني فلسطين كل شيء غريب عليّ
تحرص على إيصال الموسيقى العربية إلى العالم
إليانا لـ «الشرق الأوسط»: بعيداً عن وطني فلسطين كل شيء غريب عليّ
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة