المغرب يتعرض لجفاف «كارثي» يتوقع أن يزيد تكلفة الاستيراد والدعم

الأمطار هذه السنة في المغرب أقل بنسبة 64 في المائة من المتوسط (رويترز)
الأمطار هذه السنة في المغرب أقل بنسبة 64 في المائة من المتوسط (رويترز)
TT

المغرب يتعرض لجفاف «كارثي» يتوقع أن يزيد تكلفة الاستيراد والدعم

الأمطار هذه السنة في المغرب أقل بنسبة 64 في المائة من المتوسط (رويترز)
الأمطار هذه السنة في المغرب أقل بنسبة 64 في المائة من المتوسط (رويترز)

تسبب أسوأ جفاف تشهده المملكة المغربية منذ عقود في جعل المزارعين يواجهون ما وصفه مسؤول في القطاع بأنه «عام كارثي» سيجبر الحكومة على زيادة واردات الحبوب والدعم.
فالأمطار هذه السنة أقل بنسبة 64 في المائة من المتوسط، الأمر الذي أدى لتفريغ أكثر لخزانات المياه التي تقلصت بالفعل بعد سنوات من التقلب المناخي.
وفي بلد تمثل الزراعة فيه أكبر جهة تشغيل ومثلت 17 في المائة من الناتج المحلي عام 2021، سيضر أحدث جفاف بالمالية العامة ويثير تساؤلات على المدى البعيد بخصوص نموذج المغرب الزراعي الذي يعتمد على المياه بكثافة، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.
وقال خبير المناخ محمد بن عبو إن هذا أسوأ جفاف يشهده المغرب في 30 عاماً وإن خزانات المياه الجوفية تكاد تنضب في بعض المناطق الزراعية مثل سوس. وأضاف أن الجفاف يحدث كل عامين حالياً بدلاً من مرة كل عشر سنوات على غرار ما كان يحدث حتى تسعينيات القرن الماضي.
وقال خالد بنسليمان، رئيس الجمعية المغربية لمكثري البذور، إن المزارعين في المناطق التي تعتمد أكثر على المطر إما لم يزرعوا المحاصيل أو فقدوا الأمل في حصادها، بينما الخزانات تفرغ في المناطق التي تعتمد على الري.
وبلغت النسبة الإجمالية لملء السدود المغربية 33.2 في المائة فقط في المتوسط حتى (الخميس) مقابل 48.5 في المائة قبل عام. وفي منطقة دكالة إحدى أهم المناطق الزراعية المغربية فإن نسبة الملء في سد المسيرة بلغت 6.7 في المائة.
وكشف الديوان الملكي النقاب هذا الأسبوع عن برنامج بقيمة مليار دولار للتخفيف من حدة الجفاف يشمل تقديم دعم لأعلاف الحيوانات وتقنيات ري أكثر كفاءة وإعانات مالية للمزارعين المتضررين.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».