عسيري لـ(«الشرق الأوسط»): الطائرة الإيرانية تسببت في تعطيل أعمال الإغاثة

قال إن مدرج مطار صنعاء أعطب بسبب عدم استجابة كابتن الطائرة لبرجي المراقبة في جدة ومسقط

العميد عسيري (تصوير: مشعل القدير)
العميد عسيري (تصوير: مشعل القدير)
TT

عسيري لـ(«الشرق الأوسط»): الطائرة الإيرانية تسببت في تعطيل أعمال الإغاثة

العميد عسيري (تصوير: مشعل القدير)
العميد عسيري (تصوير: مشعل القدير)

تمكن تحالف «إعادة الأمل» أمس، من منع طائرة مدنية إيرانية من الهبوط في مطار صنعاء الذي تسيطر عليه الميليشيات الحوثية، عبر استهداف طائرات دول التحالف لمدرج مطار صنعاء، وذلك بعد عدم استجابة قائد الطائرة الإيرانية لنداءات برجي المراقبة في جدة ومسقط، لتفتيش الطائرة في مطار بيشة، خصوصا وأن الطائرة تأخرت عن موعدها بعد أخذ التصريح من دول التحالف بدخول الأجواء اليمنية، مشيرة إلى أن هذا التصرف مرفوض، وتسبب في تعطيل إيصال أعمال الإغاثة، ومحاسبة كابتن الطائرة.
وأوضح العميد أحمد عسيري، المتحدث باسم قوات التحالف، المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي لـ«الشرق الأوسط»، أن الطائرة الإيرانية حصلت على تصريح من قوات التحالف، بدخولها الأجواء اليمنية، حيث يترتب على ذلك، تفتيش الطائرة في مطار بيشة (جنوب غربي السعودية)، قبل وصولها إلى مطار العاصمة اليمنية صنعاء، إلا أن الطائرة تأخرت عن موعدها، ولم تلتزم على الرغم من التأكيد عليها بذلك، مشيرًا إلى أن الطائرة توجهت على الفور إلى مطار صنعاء.
وقال المتحدث باسم قوات التحالف في اتصال هاتفي، إن برج المراقبة في جدة، أبلغ كابتن الطائرة بالتوجه على الفور إلى مطار بيشة للتفتيش، إلا أنه لم يستجيب لذلك، فيما حاول برج المراقبة في مطار مسقط، إبلاغ قائد الطائرة، فرض الاستجابة لنداءاتهم مرة أخرى.
وأشار مستشار وزير الدفاع السعودي إلى أن طائرات التحالف، اعترضت الطائرة الإيرانية في الأجواء، وتواصلوا معها عبر اتصال الطوارئ بين الطائرات، إلا أنه لم يستجيب، بل استمر في طريقه نحو مطار صنعاء، الأمر الذي جعل طائرات التحالف، تستهدف مدرج مطار صنعاء، حتى لا يتمكن من الهبوط، وجرى إبلاغه عبر مطار صنعاء بأن المدرج تم إعطابه، وبالتالي عاد في طريقه إلى الأجواء العمانية وغادر.
وذكر العميد عسيري، أن التصرفات التي قامت بها الطائرة الإيرانية، مرفوضة، حيث تسببت في تعطيل أعمال الإغاثة للشعب اليمني، خصوصا وأن طائرتين وصلتا صباح أمس إلى مطار صنعاء تابعة لمنظمات إغاثية، مؤكدًا أن إجراءات الحظر الجوي والبحري، ستستمر بكل صرامة.
وقال المتحدث باسم قوات التحالف، إن مدرج مطار صنعاء، معطل بسبب تصرف الطيار الإيراني، وعلى من يسيطر على مطار صنعاء، وهم الميليشيات الحوثية إصلاح المدرج، ويجب على المجتمع الدولي الاضطلاع بمسؤوليته الكاملة إزاء هذه التصرفات، كما يجب على الأمم المتحدة أن تباشر أعمالهم على الأرض.
من جهة أخرى، اتهم العميد أحمد عسيري، الميليشيات الحوثية باستهداف الأحياء السكنية بشكل عشوائي ومتواصل، خصوصا خلال اليومين الماضيين في مدينتي كريتر والمعلا، مؤكدا أن قوات التحالف، منذ بدء عمليات «عاصفة الحزم» التي سبقت «إعادة الأمل»، أكدت أن «من أهم محددات عمل القوات الجوية للتحالف عدم استهداف الأحياء السكنية، على الرغم من معرفتنا بوجود مخازن ذخيرة داخل تلك المجمعات».
وقال المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي، إن الصور التي تم تداولها خلال اليومين الماضيين، ليست لقصف جوي بل لقذائف صواريخ كاتيوشا أو قذائف الهاون التي تستخدمها هذه الميليشيات، نافيًا أن تكون طائرات تابعة للتحالف استهدفت المدنيين داخل مساكنهم.
وأضاف: «الصور تضمنت جزءا من المنازل المهدومة في المعلا وكريتر، إذ إن القنبلة تحتوي على ألفي رطل، وفي حال صدق حديثهم بأن التحالف هو من استهدف المكان، فلن يبقى أثر لتلك المنازل أبدًا».
وأشار المتحدث باسم التحالف إلى أن «الميليشيات الحوثية توجد في الأحياء السكنية منذ بداية العملية العسكرية، ولم نستهدف أيا من هذه الأحياء لأننا حريصون كل الحرص على سلامة وأمن المواطن اليمني، لا سيما وأنه منذ بدء عمليات (عاصفة الحزم)، رصدنا عددا من الآليات المضادة للطائرات فوق أسطح المباني السكنية، وضعتها الميليشيات الحوثية، في محاولة منهم لجر قوات التحالف إلى استهداف الموقع».



السعودية وعُمان تبحثان تعزيز الدور الإقليمي والدولي

جانب من اجتماع مجلس التنسيق السعودي العماني في العلا (واس)
جانب من اجتماع مجلس التنسيق السعودي العماني في العلا (واس)
TT

السعودية وعُمان تبحثان تعزيز الدور الإقليمي والدولي

جانب من اجتماع مجلس التنسيق السعودي العماني في العلا (واس)
جانب من اجتماع مجلس التنسيق السعودي العماني في العلا (واس)

رأس الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، ونظيره العُماني بدر البوسعيدي، الخميس، الاجتماع الثاني لـ«مجلس التنسيق» المشترك، في محافظة العُلا، الذي ينعقد تأكيداً للروابط التاريخية الوثيقة بين البلدين، وتنفيذاً لتوجيهات قيادتيهما.

وقدَّر وزير الخارجية السعودي الجهود المبذولة في تعزيز علاقات البلدين، التي تسير تحت رعاية وحرص من قيادتيهما، بخطى ثابتة نحو ترسيخ التعاون وتعزيز الدور الإقليمي والدولي، بما يُسهم في إرساء أمن واستقرار المنطقة، وتحقيق تطلعات شعبيهما.

الأمير فيصل بن فرحان لدى ترؤسه الاجتماع في العلا (واس)

وأكد، خلال الاجتماع، أن توافق وجهات النظر في مجمل القضايا بين السعودية وعُمان يوضح أهمية مواصلة التنسيق المستمر بشأن القضايا الثنائية والإقليمية والدولية.

وأضاف الأمير فيصل بن فرحان أن هذا الاجتماع يأتي امتداداً للأول الذي استضافته السلطنة في 13 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، وشهد إطلاق أولى مبادرات اللجان المنبثقة عن المجلس والبالغة 55 مبادرة، مشيداً بجهودها ومتابعتها أعمالها، وحالة سير تنفيذها.

الوزير بدر البوسعيدي يتحدث خلال الاجتماع (واس)

بدوره، عدّ وزير الخارجية العُماني المجلس «منصة استراتيجية تُجسّد إرادة القيادتين لتعزيز التعاون الثنائي، الذي لا يقتصر على خدمة مصالحهما المشتركة، بل يمتد ليُسهم في تحقيق الاستقرار والازدهار الإقليمي، خاصة مع التحديات الراهنة التي تستدعي تكثيف التنسيق الدبلوماسي والاقتصادي».

وهنّأ البوسعيدي السعودية بفوزها باستضافة كأس العالم 2034 لكرة القدم، مؤكداً أن هذا الإنجاز يعكس الرؤية الطَّموح لقيادتها، ويُعزِّز سجل المملكة الحافل بالإنجازات المشرّفة على الصعيدين الإقليمي والدولي.

وزير الخارجية السعودي ونظيره العُماني في جولة على معالم العلا (واس)

وعقب الاجتماع، شهد الوزيران إبرام مذكرة تفاهم في مجالي الدراسات الدبلوماسية والتدريب، وقّعها السفير الدكتور سعود الساطي وكيل وزارة الخارجية السعودية للشؤون السياسية، ونظيره العماني الشيخ خليفة بن علي الحارثي.

حضر من الجانب السعودي، الدكتور هشام الفالح مساعد وزير الداخلية، والدكتور سعود الساطي، والدكتور إبراهيم بن بيشان السفير لدى عُمان، والبراء الإسكندراني وكيل وزارة الاقتصاد والتخطيط للشؤون الاقتصادية الدولية، ومحمد آل صاحب وكيل وزارة الاستثمار لتطوير الاستثمارات، والمهندس فهد الحارثي أمين عام المجلس، وبمشاركة ممثلي اللجان.

الأمير فيصل بن فرحان وبدر البوسعيدي شهدا توقيع اتفاقية بين وزارتي خارجية البلدين (واس)