«جسر عائم على حدود أوكرانيا»... طريق بوتين السري للغزو المحتمل

صورة التقطتها الأقمار الصناعية تظهر نهر بريبيات قبل بناء الجسر وبعده (ديلي بيست)
صورة التقطتها الأقمار الصناعية تظهر نهر بريبيات قبل بناء الجسر وبعده (ديلي بيست)
TT

«جسر عائم على حدود أوكرانيا»... طريق بوتين السري للغزو المحتمل

صورة التقطتها الأقمار الصناعية تظهر نهر بريبيات قبل بناء الجسر وبعده (ديلي بيست)
صورة التقطتها الأقمار الصناعية تظهر نهر بريبيات قبل بناء الجسر وبعده (ديلي بيست)

أظهرت صور أقمار صناعية التقطت خلال الأيام الماضية قيام روسيا ببناء جسر عائم فوق نهر رئيسي في بيلاروسيا قرب الحدود الأوكرانية، وذلك رغم مزاعم روسيا بسحب قواتها من منطقة الحدود الأوكرانية.
ويحذر الغربيون منذ أسابيع من مخاطر غزو روسي وشيك لأوكرانيا بعدما حشدت موسكو أكثر من مائة ألف جندي عند الحدود الأوكرانية وأجرت تدريبات عسكرية عدة، في وضع متفجر وسط أسوأ أزمة بين الغرب وموسكو منذ انتهاء الحرب الباردة.
وبحسب صحيفة «ديلي بيست»، فقد أظهرت صور الأقمار الصناعية، التي التقطتها شركة «بلانيت»، أن القوات الروسية قامت ببناء جسر عائم يوم الثلاثاء عبر نهر بريبيات بالقرب من الحدود الروسية البيلاروسية، بالقرب من المنطقة المحظورة المحيطة بمحطة تشيرنوبل النووية بأوكرانيا.

وتأتي الصور في الوقت الذي أعلنت فيه موسكو عن سحب بعض قواتها من مناطق قريبة من أوكرانيا. إلا أن هذه الخطوة لقيت تشكيكاً من أوكرانيا ودول حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وفي حالة الغزو الروسي لأوكرانيا، يخشى المحللون أن يكون الجسر أحد الطرق العديدة المحتملة للقوات الروسية لشق طريقها إلى داخل الأراضي الأوكرانية.
ورغم أن الصور لم تظهر أي تجمعات لمدرعات بالقرب من الجسر، فإن القوات الروسية انتشرت بكثرة على طرق مؤدية إلى المنطقة.
وقال الباحث العسكري الروسي روب لي، وهو أستاذ في معهد أبحاث السياسة الخارجية، إنه لاحظ دخول وحدات هندسية روسية ومعدات عائمة إلى بيلاروسيا في أوائل فبراير (شباط).
ومن جهتها، أعلنت وزارة الدفاع في بيلاروسيا الأسبوع الماضي أن الوحدات العسكرية الروسية تدربت على «عبور حاجز مائي» عبر نهر بريبيات، في إطار التدريبات العسكرية الواسعة النطاق التي تجري بين البلدين.
ونشرت وزارة الدفاع الروسية أمس (الأربعاء) مقطع فيديو يظهر مجموعة من الدبابات والمركبات
العسكرية تغادر شبه جزيرة القرم على حد قولها عبر جسر للسكك الحديدية بعد إجراء مناورات، مضيفة أن بعض القوات ستعود أيضاً إلى قواعدها.
إلا أن مسؤولاً كبيراً في البيت الأبيض، قال اليوم (الخميس)، إن روسيا «عززت» وجودها على الحدود مع أوكرانيا بما لا يقل عن «سبعة آلاف عسكري» وصل بعضهم الأربعاء، واصفاً إعلان موسكو سحب قسم من قواتها بأنه «كاذب».
وأكد المسؤول الأميركي لوكالة الصحافة الفرنسية أن بإمكان روسيا «في أي لحظة» اختلاق ذريعة لغزو أوكرانيا، مضيفاً: «تقول روسيا إنها تريد إيجاد حل دبلوماسي لكن أفعالها تشير إلى عكس ذلك».
ومن جهته، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه لم يلاحظ بوادر تراجع في الحشد العسكري الروسي على حدود بلاده بل مجرّد «عمليات تبديل صغيرة لوحدات».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».