«الناتو» لتعزيز جناحه الشرقي في ظل التهديد الروسي

قوات أميركية تصل إلى بولندا (أ.ف.ب)
قوات أميركية تصل إلى بولندا (أ.ف.ب)
TT

«الناتو» لتعزيز جناحه الشرقي في ظل التهديد الروسي

قوات أميركية تصل إلى بولندا (أ.ف.ب)
قوات أميركية تصل إلى بولندا (أ.ف.ب)

أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ، الأربعاء، أن الحلف يعتزم تعزيز جناحه الشرقي، محذراً من أن التهديد الروسي بات «الوضع الطبيعي الجديد في أوروبا».
وقال ستولتنبرغ بعدما التقى وزراء دفاع الدول الأعضاء إن «الوزراء قرروا اليوم تطوير خيارات لتعزيز قدرات حلف شمال الأطلسي للدفاع والردع، بما يشمل التفكير في تأسيس مجموعات قتالية جديدة تابعة للناتو في وسط أوروبا وجنوب شرقها».
إلى ذلك، أوضح ستولتنبرغ أن صور الأقمار الصناعية تؤكد عدم سحب روسيا قواتها من حدود أوكرانيا. وقال: «معلومات المخابرات لدينا تم تأكيدها بالفعل من مصادر مفتوحة، من خلال صور التقطتها أقمار صناعية تجارية».

وتنخرط القوى الكبرى في واحدة من أعمق الأزمات في العلاقات بين الشرق والغرب منذ عقود، إذ تتنافس على بسط النفوذ في مرحلة ما بعد الحرب الباردة وعلى إمدادات الطاقة في حين تريد موسكو منع أوكرانيا، الجمهورية السوفياتية السابقة، من الانضمام لحلف شمال الأطلسي.
ورفض الحلف الإذعان لهذا المطلب الروسي. وأوضح الرئيس الأميركي المخاطر في كلمة بثّها التلفزيون، أمس (الثلاثاء)، وحذر فيها من أن أكثر من 150 ألف جندي روسي ما زالوا محتشدين قرب حدود أوكرانيا.

ونشرت وزارة الدفاع الروسية مقطعاً مصوراً قالت إن دبابات ومركبات مشاة قتالية ووحدات مدفعية ذاتية الدفع تظهر فيه وهي تغادر شبه جزيرة القرم التي انتزعت موسكو السيطرة عليها من أوكرانيا في 2014.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».