«الصحة العالمية» تحذر العالم من إضاعة فرصة السيطرة على الجائحة

«أوميكرون» يغزو أرمينيا وأذربيجان وبيلاروسيا وجورجيا وروسيا وأوكرانيا

طلاب باكستانيون يتلقون اللقاح في كاراتشي أمس (إ.ب.أ)
طلاب باكستانيون يتلقون اللقاح في كاراتشي أمس (إ.ب.أ)
TT

«الصحة العالمية» تحذر العالم من إضاعة فرصة السيطرة على الجائحة

طلاب باكستانيون يتلقون اللقاح في كاراتشي أمس (إ.ب.أ)
طلاب باكستانيون يتلقون اللقاح في كاراتشي أمس (إ.ب.أ)

حذّرت منظمة الصحة العالمية من أن إمكانية السيطرة على جائحة «كوفيد - 19» هذا العام باتت في خطر. وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إن «فرصة السيطرة على الوباء بحلول نهاية السنة الحالية، ما زالت موجودة، لكن ثمة خطراً متزايداً في أن العالم على وشك تضييع هذه الفرصة».
وجاءت هذه التصريحات في رسالة موجهة إلى اللقاء العالمي ضد «كوفيد - 19» برعاية الولايات المتحدة، حيث نبّه غيبريسوس من أن الارتفاع الكبير في عدد الإصابات الخفيفة في البلدان التي بلغت مستويات عالية من التغطية اللقاحية يدفع إلى شيوع القول بأن الجائحة قد انتهت، في حين لا تزال هناك مناطق كثيرة في العالم تسجّل مستويات متدنية جداً من التغطية اللقاحية والاختبارات «ما يوفّر الظروف المثالية لظهور المزيد من الطفرات الفيروسية».
وذكّر المدير العام للمنظمة الدولية بأن 116 دولة تواجه خطراً حقيقياً في عدم بلوغ الهدف العالمي لتلقيح 70 في المائة من السكان ضد «كوفيد» بحلول منتصف العام الحالي، وهي النسبة التي حددها الخبراء للوصول إلى المناعة الجماعية على الصعيد العالمي. وأضاف «نحن في حاجة ماسّة إلى دعم القيادات السياسية لتسريع وتيرة توزيع اللقاحات على جميع بلدان العالم، ومدّها بالقدرات والموارد اللازمة لحملات التمنيع».
من جهته، حذّر هانز كلوغيه، مدير المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا، من أن موجة وبائية جديدة لمتحور «أوميكرون» تهدد بلدان أوروبا الشرقية. وطلب كلوغيه، أمس (الثلاثاء)، من السلطات الصحية في هذه البلدان «تعزيز جهود التلقيح واتخاذ التدابير اللازمة لوقف انتشار الفيروس».
يذكر، أن الإصابات بالمتحور الجديد تضاعفت خلال الأسابيع المنصرمة في أرمينيا، وأذربيجان، وبيلاروس، وجورجيا، وروسيا وأوكرانيا، كما جاء في التقرير الدوري الصادر عن المكتب الأوروبي لمنظمة الصحة.
وكان المكتب الإقليمي للمنظمة في القارة الأميركية حذّر مجدداً، أمس، من استخدام عقار «إيفرمكتين» ضد «كوفيد» بعد أن كشفت معلومات صحافية الاثنين عن توزيع كميات كبيرة منه في العاصمة المكسيكية أواخر العام 2020 ومطلع العام الماضي رغم عدم موافقة الهيئات الصحية على استخدامه. وكانت منظمة الصحة نصحت بعدم استخدام هذا العقار بعد أشهر من ظهور الجائحة، كما أن وكالتي الأدوية الأميركية والأوروبية رفضتا الموافقة على استخدامه في انتظار مزيد من الدراسات حول فاعليته والقرائن حول سلامته. لكن رغم هذه التحذيرات استمرت دول عديدة في استعمال هذا العقار الذي يقول خبراء منظمة الصحة، فأنه لا توجد أي دراسة حتى الآن تبرر استعماله.
وفي برلين، أفاد معهد روبرت كوخ بتسجيل ما يزيد على 150 ألف إصابة بـ«كوفيد» وأكثر من 240 حالة وفاة في الساعات الأربع والعشرين الماضية؛ ما يرفع العدد الإجمالي للإصابات إلى 12.5 مليون، والوفيات إلى 120 ألفاً منذ بداية الجائحة. وجاء في التقرير اليومي للمعهد، أن المعدل التراكمي للإصابات بلغ 1437 لكل مائة ألف مواطن، وأن عدد الإصابات زاد على 1.19 مليون خلال الأسبوع الفائت.
وفي إيطاليا بدأ أمس تنفيذ قرار فرض إلزامية شهادة اللقاح المعززة على جميع الذين تجاوزوا الخمسين من العمر شرطاً لمزاولة الأنشطة المهنية، وذلك تحت طائلة غرامة مالية تتراوح بين 600 وألف يورو للمعنيين مباشرة، وبين 400 وألف يورو للمسؤولين عنهم في المؤسسات التي يعملون فيها، إضافة إلى قطع رواتبهم. ومن المقرر أن يسري العمل بهذا القرار حتى منتصف يونيو (حزيران) المقبل، وهو الموعد الذي حددته الحكومة لوقف العمل بإلزامية شهادة التلقيح لمزاولة أنشطة أخرى.
في غضون ذلك، أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو حالة الطوارئ لأول مرة في تاريخ البلاد لوقف الاحتجاجات التي ينظمها سائقو الشاحنات ضد القيود المفروضة لمكافحة «كوفيد»، والتي تشلّ الحركة في العاصمة أوتاوا منذ أيام وتعرقل النقل التجاري البري بين كندا والولايات المتحدة. وقال ترودو، إن مفاعيل هذا القرار ستبقى محصورة لفترة معيّنة من الزمن، وستمارس بشكل مسؤول ومتناسب، وأنه لن يلجأ إلى الجيش لتنفيذها، وأن الهدف منها هو «حماية المواطنين وفرص عملهم». وكانت نائبة رئيس الوزراء كريستيا فريلاند صرّحت بأن المصارف باتت مخوّلة، بموجب قانون الطوارئ، تجميد حسابات الذين يشاركون في هذه الاحتجاجات، وأن وزارة الداخلية بوسعها تعليق عقود التأمين على شاحناتهم.
وفي بروكسل، فشلت محاولات «قافلة الحرية» المناهضة لفرض اللقاحات والقيود لمكافحة «كوفيد» في تقليد الاحتجاجات الكندية لشلّ الحركة في العاصمة البلجيكية، ولم تتوافد سوى مجموعات صغيرة سارت أمام البرلمان الأوروبي ومباني المفوضية، سرعان ما تفرّقت قبل حلول الظلام بعد أن كانت قوات الشرطة منعتها من الدخول إلى وسط العاصمة بالسيارات.
ورغم القرار الأوروبي بحظر الاحتجاجات السيارة ضد اللقاحات والقيود المفروضة لمكافحة «كوفيدر، كانت مجموعات توجهت من فرنسا إلى بلجيكا للتظاهر أمام مباني المؤسسات الأوروبية، لكن نقاط المراقبة التي وضعتها الشرطة البلجيكية على الطرق المؤدية إلى العاصمة منعت هذه المجموعات من الوصول بأعداد كبيرة إلى بروكسل. وكانت أجهزة الأمن الفرنسية ذكرت أن بين هذه المجموعات فلول حركة «السترات الصفر» التي قامت بسلسلة من المظاهرات العنيفة في باريس وعدد من المدن الأخرى قبل ظهور الجائحة، وعدد من أتباع الخبير الفيروسي الشهير لوك مونتانييه الحائز جائزة نوبل في الطب الذي توفي مؤخراً، والذي كان يقول إن فيروس كورونا المستجد ليس طبيعياً، وهو من صنع الإنسان. ويذكر، أن مونتانييه الذي اكتشف فيروس الإيدز كان ضد اللقاحات لمكافحة الوباء؛ ما أدى إلى فرض عزلة عليه في الأوساط العلمية.
إلى جانب ذلك، أثارت تصريحات أدلى بها لاعب كرة المضرب الصربي نوفاك دجوكوفيتش، المصنّف أول في العالم، حول إقصائه الشهر الماضي من بطولة أستراليا المفتوحة بسبب رفضه تناول اللقاح ضد «كوفيد»، موجة واسعة من ردود الفعل المؤيدة والمعترضة. وكان دجوكوفيتش أكّد لمحطة «بي بي سي»، أنه على استعداد لعدم المشاركة في البطولات الكبرى المقبلة هذا العام، مثل رولان غارّوس في فرنسا أو ويمبلدون في بريطانيا، إذا كانت المشاركة مشروطة بتناول اللقاح. وأوضح، أن موقفه لا يعني أنه ضد اللقاح، بل هو إصرار على أن يكون هو صاحب القرار بشأن الطريقة التي يكافح بها هذا الوباء الذي قال إنه يأخذه على محمل الجد.


مقالات ذات صلة

الصحة العالمية: نزوح مليون شخص منذ بدء هجوم المعارضة في سوريا

المشرق العربي سوريون ينتظرون في طابور للعبور إلى سوريا من تركيا في منطقة ريحانلي في هاتاي بتركيا في 10 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)

الصحة العالمية: نزوح مليون شخص منذ بدء هجوم المعارضة في سوريا

قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الثلاثاء، إن نحو مليون شخص نزحوا منذ بدء هجوم المعارضة في سوريا.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)

«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

حذّرت منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس، من أن قطاع غزة، ولا سيّما شطره الشمالي، يعاني نقصاً حادّاً في الأدوية والأغذية والوقود والمأوى.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا مصر تستعرض تجربتها في علاج الوافدين من «فيروس سي» خلال ورشة عمل بالتعاون مع المركز الأوروبي لعلاج الأمراض والأوبئة (وزارة الصحة المصرية)

مصر تعالج الوافدين ضمن مبادرات قومية رغم «ضغوط» إقامتهم

لم تمنع الضغوط والأعباء المادية الكبيرة التي تتكلفها مصر جراء استضافة ملايين الوافدين، من علاج الآلاف منهم من «فيروس سي»، ضمن مبادرة رئاسية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

كشفت دراسة دولية أن 91 في المائة من المصابين باضطرابات الاكتئاب بجميع أنحاء العالم لا يحصلون على العلاج الكافي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».