رغم ظهور بوادر «التعافي المبكر» في الولايات المتحدة، والشروع في رفع القيود المفروضة في الأماكن العامة في بعض الولايات، فإن نسبة الرضا في المجتمع الأميركي حول أداء الحكومة مع الأزمة، تراجع بشكل كبير وصل إلى 60 في المائة.
ويعتبر هذا «التراجع الحاد» في القبول الشعبي لعمل إدارة الرئيس جو بايدن، تحدياً حقيقياً تنعكس آثاره على نواحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية، ويدق «ناقوس الخطر» في الأوساط السياسية، خصوصاً أن الحزبين الرئيسيين يتأهبان «لمعركة الفوز» في الانتخابات النصفية في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
وبعد نحو عامين من انتشار فيروس كورونا في الولايات المتحدة، لا يزال الأميركيون ينتقدون بشكل متزايد الاستجابة الصحية الحكومية لفيروس «كوفيد - 19»، وذلك بحسب استطلاعات الرأي التي أجرتها مؤسسة «بيو» للأبحاث والدراسات، ووجدت تراجع التأييد الشعبي والرضا في الأوساط للأميركية عن أداء الحكومة بنسبة 60 في المائة.
ويجادل الأميركيون الذين شملتهم شريحة الاستطلاع، بأنهم شعروا «بالارتباك نتيجة للتغيرات التي طرأت على تصريحات مسؤولي الصحة العامة وتعليماتهم».
فيما ينقسم الأميركيون الآن بشكل متساوٍ تقريبًا حول مدى جودة استجابة مسؤولي الصحة العامة، إذ قال نحو 49 في المائة إن المسؤولين يقومون بعمل مقبول أو سيئ، و50 في المائة قالوا إنهم يقومون بعمل ممتاز أو جيد، وهو ما يشير إلى تراجع التصنيفات الإيجابية لمسؤولي الصحة العامة بمقدار 10 نقاط عما كان عليه أغسطس (آب) الماضي.
كما تراجعت تقييمات المجتمع للقادة المنتخبين على جميع مستويات الحكومة، إذ تصف الغالبية 60 في المائة الآن الوظيفة التي يقوم بها جو بايدن للاستجابة لفيروس كورونا، بأنها بطيئة وغير مرضية، مع انخفاض نسبة الأميركيين الذين يقولون إن بايدن يقوم بعمل ممتاز أو جيد وهم 40 في المائة فقط، ويعد هذا الانخفاض بمقدار 7 نقاط منذ أغسطس، وهي الآن أعلى قليلاً فقط من النسبة التي قالت إن دونالد ترمب قام بعمل ممتاز أو جيد في الاستجابة لتفشي فيروس كورونا خلال مسار رئاسته والتي وصلت 36 في المائة.
ولا يزال التحدي الرئيسي أمام الإدارة الأميركية هو رفع نسبة الملقحين في المجتمع والتي لا تزال منخفضة مقارنة بنسبة السكان، فقد أظهر استطلاع بيو، أن 78 في المائة من البالغين في الولايات المتحدة يقولون إنهم تلقوا جرعة واحدة على الأقل من لقاح «كوفيد - 19»، بما في ذلك 73 في المائة ممن قالوا إنهم تلقوا تطعيماً كاملاً، أما نسبة من تلقى «الجرعات المعززة» فقد بلغوا 66 في المائة، والنسبة الكبرى من هذه الشريحة هم من الديمقراطيين.
ومع انحسار موجة أوميكرون، بدأت العديد من الأماكن إزالة بعض «القيود الوبائية» المتبقية مثل السماح برفع الكمامات، والتباعد الاجتماعي، وهو ما يعتبره البعض تحولاً ذا فوائد كبيرة.
لكن إزالة القيود لها جوانب سلبية أيضًا، في ظل كون الملايين من الأميركيين «غير الملقحين» عرضة للإصابة بكورونا.
ويتفاءل المجتمع الأميركي بقرب تداول الأدوية الطبية المعالجة لفيروس كورونا، والتي وافقت عليها وكالة الغذاء والدواء الأميركية في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، فسمحت بعقار يسمى «إيفوشيلد»، من صنع شركة أسترازينيكا، إضافة إلى عقار من شركة فايزر.
تراجع رضا الأميركيين عن تعامل الحكومة مع الجائحة
تراجع رضا الأميركيين عن تعامل الحكومة مع الجائحة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة