ساحات مدرسة الديرة تتحدث بأصوات نسائية في جلسة حوارية

ريما بنت بندر لـ«الشرق الأوسط»: سنعمل كمجتمع متساوٍ خلال السنوات الخمس المقبلة

الأميرة ريما بنت بندر والفنانة الأميركية إليشيا كيز مع النساء الحاضرات
الأميرة ريما بنت بندر والفنانة الأميركية إليشيا كيز مع النساء الحاضرات
TT

ساحات مدرسة الديرة تتحدث بأصوات نسائية في جلسة حوارية

الأميرة ريما بنت بندر والفنانة الأميركية إليشيا كيز مع النساء الحاضرات
الأميرة ريما بنت بندر والفنانة الأميركية إليشيا كيز مع النساء الحاضرات

من مدرسة الديرة الواقعة بين الجبال المنحوتة بطبيعة فنية، والرمال الذهبية الممزوجة بأصالة التاريخ، تستضيف العلا أرض الحضارات حواراً نسائياً تحت عنوان (امرأة لامرأة)، يجمع الأميرة ريما بنت بندر سفيرة المملكة لدى الولايات المتحدة، والفنانة الأميركية ورائدة الأعمال إليشيا كيز.
تجمع الجلسة الحوارية التي تأتي تحت تنسيق الهيئة الملكية لمحافظة العلا، سيدات طموحات يمثلن المستقبل، يلتقين تحت سقف واحد من مختلف القطاعات الثقافية والرياضية والعلمية وغيرها. وأشارت الجلسة في بدايتها إلى تقدير مشاركة النساء الحاضرات اللاتي يسهمن في تمهيد الطريق للفتيات والسيدات لإطلاق العنان لإمكانياتهن ما يخلق مستقبلاً واعداً.
ترتكز الجلسة على مناقشة الآراء وتبادلها عن الإجابات المتعلقة بالسؤال الجوهري: «كيف نطلق العنان لإمكانيات السيدات؟». واختيرت العلا موقعاً استثنائياً للجلسة الحوارية، لما فيها من تاريخ يعود إلى 200 ألف عام، ويتنوع ما بين الفنون والثقافة التي شُكل ونُحتت من الطبيعة النوعية للمحافظة.
يشارك في الحوار عدد من رائدات الأعمال والثقافة اللاتي يتقاسمن بدورهن الحكمة والخبرة التي تولدت بفضل التجارب المختلفة والمتعددة، وهن ديم البسام، ومنال الضويان، وسارة الراشد، وشهد الشهيل، وهالة دخيل، بالإضافة إلى الأميرة ريما بنت بندر والفنانة الأميركية إليشيا كيز.
شمل الحوار العديد من العبارات المحفزة والداعمة لتطور المرأة، وتطرق للعديد من النقاط التي تتمحور حول التحديات والخيبات والمحفزات، التي قد تواجه النساء في حياتهن. وتحدثت الأميرة ريما بنت بندر قائلة، إنها تحاول فهم الفتيات في المملكة من خلال محاكاة سيرتهم والصعوبات التي يواجهنها، مضيفة: «عندما أعود إلى الولايات المتحدة، أود أن أُمثلكن لا أن أُمثل نفسي وذلك من خلال فهمكن». وأوصلت رسالة إلى جميع النساء مفادها أنها تتمنى أن يكون مفهوم حوار من المرأة إلى المرأة ملهم للنساء في السعودية وخارجها. فإن لم تتلق المرأة الدعم والإلهام من مثيلاتها فلتكن كل امرأة داعمة وملهمة للنساء من حولها. كما استكملت الفنانة إليشيا كيز الحوار بمداخلة مثمرة تمثلت في نقطة أساسية حين قالت: إن «آراء الآخرين غير مهمة، إذا كان لديكِ الثقة والمعرفة بنفسك وبإمكانياتك واختلافاتك. لا تنتظري أن يقول لك أحد (أنت تستطيعين)».
فيما تطرق الحوار الذي تجاوز الساعة إلى أن المساحة المعطاة للنساء، صنعت المعجزات. وأن حق المرأة في المساواة داعم أساسي لتطورها ونجاحها مهما كانت الظروف المحيطة بها.
ومع وتيرة الإنجازات المهنية والوطنية التي حققتها المرأة السعودية خلال مدة قصيرة، أشارت الأميرة ريما بنت بندر للشرق الأوسط إلى أنه، «خلال السنوات الخمس المقبلة، سنكتفي من الحديث عن ما يخص وضع المرأة السعودية، لأننا سنصل إلى مرحلة الحديث عن الوضع المشترك بين الرجال والنساء، فجميعنا نمثل مجتمعاً واحداً». وأضافت: «بفضل تطلعات رؤية 2030، سنعمل على التطور والارتقاء كمجتمع واحد وسنتوقف حينها عن المنافسة».
تمثل مدرسة الديرة صرحاً تعليمياً يقدم صفوفاً تدريبية مستمدة من التراث المحلي، وتتمحور حول أربع حِرف أساسية، هي السيراميك، والخوص، والتطريز، والمجوهرات. وتدرب المدرسة فتيات من أهالي العلا، وتقدم لهن الدعم الإبداعي والمهني لإنتاج منتجات طبيعية تمثل المنطقة وحضارتها.
وأشارت متدربات مدرسة الديرة لـ«الشرق الأوسط»، خلال الجلسة الحوارية إلى أنهن بدأن التدرب في المدرسة منذ ثلاث سنوات، عندما افتُتحت، وتحت أيادٍ احترافية من مختلف جنسيات العالم. وكانت المدرسة من منظورهن داعماً مادياً ومعنوياً للتطوير. وقد افتتحت أغلب فتيات المدرسة متاجر خاصة بهن، ما جعلهن رائدات أعمال طموحات ومستقلات.
وترتبط أهداف الجلسة الحوارية بالنتائج الملموسة التي خلقتها مدرسة الديرة ما جعلها موقعاً مثالياً لإقامة الحوار النسائي المشترك. وأهدت الفتيات في المدرسة بعض الأعمال اليدوية كتذكار إلى الأميرة ريما بنت بندر والفنانة أليشيا كيز. وبدورها عبرت الفنانة عن إعجابها بالأعمال التقليدية ذات الجودة الراقية والإنتاج المتقن، كما أنها ارتدت خلال جولتها من أعمال الفتيات المهداة.
واختتمت الجلسة الحوارية بصورة جماعية لجميع النساء الحاضرات بمختلف المناصب والأعراق وتوجت اللحظة الأخيرة بذكرى نسائية تدخل أرشيف دعم المرأة السعودية.


مقالات ذات صلة

التويجري: الإصلاحات التشريعية مكّنت المرأة السعودية

الخليج التويجري أكدت مضي السعودية قدماً في الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاقيات حقوق الإنسان (واس)

التويجري: الإصلاحات التشريعية مكّنت المرأة السعودية

عدّت الدكتورة هلا التويجري رئيس هيئة حقوق الإنسان السعودية، تمكين المرأة تمكين للمجتمع كونه حقاً من حقوق الإنسان، مبيّنة أن الإصلاحات التشريعية جاءت ممكّنة لها.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
يوميات الشرق تشكل النساء نسبة 33 % من فريق مفتشي البيئة وقادته في «محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية» (الشرق الأوسط)

الجولة رقم 5000 في محمية «محمد بن سلمان الملكية» بإشراف «العنقاوات»

سيّرت «هيئة تطوير محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية» الجولة رقم 5000. بإشراف أول فريق نسائي من مفتشي البيئة في السعودية، والأكبر في الشرق الأوسط.

غازي الحارثي (الرياض)
رياضة سعودية المقاتِلة السعوية خلال احتفالها بالتأهل (الشرق الأوسط)

السعودية «سمية» إلى نهائي بطولة العالم للكيك بوكسينغ

تأهلت اللاعبة السعودية سمية منشي إلى الدور النهائي من بطولة العالم للكيك بوكسينغ، والمُقامة حالياً في أوزبكستان.

«الشرق الأوسط» (الرياض )
الاقتصاد رئيسة لجنة تمكين المرأة في التعدين (تصوير: تركي العقيلي) play-circle 03:13

السعودية تعتزم إنشاء أول جمعية للمرأة في المعادن

كشفت رئيسة لجنة تمكين المرأة في التعدين رنا زمعي أن اللجنة تعمل حالياً على تأسيس اللبِنة الأولى وبناء واستكمال متطلبات تأسيس جمعية المرأة في المعادن.

آيات نور (الرياض)
يوميات الشرق رحيل رائدة الفن السعودي صفية بن زقر

رحيل رائدة الفن السعودي صفية بن زقر

غيّب الموت، أمس، رائدة الفن السعودي صفية بن زقر، التي أطلق عليها البعض اسم «موناليزا الحجاز».

عبير مشخص (جدة)

100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
TT

100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)

في الرابع من شهر الخِصب وبراعم اللوز والورد، وُلد عاصي الرحباني. كانت البلادُ فكرةً فَتيّة لم تبلغ بعد عامها الثالث. وكانت أنطلياس، مسقط الرأس، قريةً لبنانيةً ساحليّة تتعطّر بزهر الليمون، وتَطربُ لارتطام الموج بصخور شاطئها.
لو قُدّر له أن يبلغ عامه المائة اليوم، لأَبصر عاصي التحوّلات التي أصابت البلاد وقُراها. تلاشت الأحلام، لكنّ «الرحباني الكبير» ثابتٌ كحقيقةٍ مُطلَقة وعَصي على الغياب؛ مقيمٌ في الأمس، متجذّر في الحاضر وممتدّةٌ جذوره إلى كل الآتي من الزمان.


عاصي الرحباني خلال جلسة تمرين ويبدو شقيقه الياس على البيانو (أرشيف Rahbani Productions)

«مهما قلنا عن عاصي قليل، ومهما فعلت الدولة لتكريمه قليل، وهذا يشمل كذلك منصور وفيروز»، يقول المؤلّف والمنتج الموسيقي أسامة الرحباني لـ«الشرق الأوسط» بمناسبة مئويّة عمّه. أما الصحافي والباحث محمود الزيباوي، الذي تعمّق كثيراً في إرث الرحابنة، فيرى أن التكريم الحقيقي يكون بتأليف لجنة تصنّف ما لم يُنشر من لوحاته الغنائية الموجودة في إذاعتَي دمشق ولبنان، وتعمل على نشره.
يقرّ أسامة الرحباني بتقصير العائلة تجاه «الريبرتوار الرحباني الضخم الذي يحتاج إلى تضافر جهود من أجل جَمعه»، متأسفاً على «الأعمال الكثيرة التي راحت في إذاعة الشرق الأدنى». غير أنّ ما انتشر من أغانٍ ومسرحيات وأفلام، على مدى أربعة عقود من عمل الثلاثي الرحباني عاصي ومنصور وفيروز، أصبح ذخيرةً للقرون المقبلة، وليس للقرن الرحباني الأول فحسب.

«فوتي احفظي، قومي سجّلي»
«كان بركاناً يغلي بالعمل... يكتب بسرعة ولا يتوقف عند هاجس صناعة ما هو أجمل، بل يترك السرد يمشي كي لا ينقطع الدفق»، هكذا يتذكّر أسامة عمّه عاصي. وفي بال الزيباوي كذلك، «عاصي هو تجسيدٌ للشغف وللإنسان المهووس بعمله». لم يكن مستغرباً أن يرنّ الهاتف عند أحد أصدقائه الساعة الثالثة فجراً، ليخرج صوت عاصي من السمّاعة قارئاً له ما كتب أو آخذاً رأيه في لحنٍ أنهاه للتوّ.
ووفق ما سمعه الزيباوي، فإن «بعض تمارين السيدة فيروز وتسجيلاتها كان من الممكن أن يمتدّ لـ40 ساعة متواصلة. يعيد التسجيل إذا لم يعجبه تفصيل، وهذا كان يرهقها»، رغم أنه الزوج وأب الأولاد الأربعة، إلا أن «عاصي بقي الأستاذ الذي تزوّج تلميذته»، على حدّ وصف الزيباوي. ومن أكثر الجمل التي تتذكّرها التلميذة عن أستاذها: «فوتي احفظي، قومي سَجّلي». أضنى الأمر فيروز وغالباً ما اعترفت به في الحوارات معها قبل أن تُطلقَ تنهيدةً صامتة: «كان ديكتاتوراً ومتطلّباً وقاسياً ومش سهل الرِضا أبداً... كان صعب كتير بالفن. لمّا يقرر شي يمشي فيه، ما يهمّه مواقفي».


عاصي وفيروز (تويتر)
نعم، كان عاصي الرحباني ديكتاتوراً في الفن وفق كل مَن عاصروه وعملوا معه. «كل العباقرة ديكتاتوريين، وهذا ضروري في الفن»، يقول أسامة الرحباني. ثم إن تلك القسوة لم تأتِ من عدم، فعاصي ومنصور ابنا الوَعر والحرمان.
أثقلت كتفَي عاصي منذ الصغر همومٌ أكبر من سنّه، فتحمّلَ وأخوه مسؤولية العائلة بعد وفاة الوالد. كان السند المعنوي والمادّي لأهل بيته. كمعطفٍ ردّ البردَ عنهم، كما في تلك الليلة العاصفة التي استقل فيها دراجة هوائية وقادها تحت حبال المطر من أنطلياس إلى الدورة، بحثاً عن منصور الذي تأخّر بالعودة من الوظيفة في بيروت. يروي أسامة الرحباني أنها «كانت لحظة مؤثرة جداً بين الأخوين، أبصرا خلالها وضعهما المادي المُذري... لم ينسيا ذلك المشهد أبداً، ومن مواقفَ كتلك استمدّا قوّتهما».
وكما في الصِبا كذلك في الطفولة، عندما كانت تمطر فتدخل المياه إلى المدرسة، كان يظنّ منصور أن الطوفان المذكور في الكتاب المقدّس قد بدأ. يُصاب بالهلَع ويصرخ مطالباً المدرّسين بالذهاب إلى أخيه، فيلاقيه عاصي ويحتضنه مهدّئاً من رَوعه.

«سهرة حبّ»... بالدَين
تعاقبت مواسم العزّ على سنوات عاصي الرحباني. فبعد بدايةٍ متعثّرة وحربٍ شرسة ضد أسلوبه الموسيقي الثائر على القديم، سلك دروب المجد. متسلّحاً بخياله المطرّز بحكايا جدّته غيتا و«عنتريّات» الوالد حنّا عاصي، اخترع قصصاً خفتت بفعلِ سحرِها الأصواتُ المُعترضة. أما لحناً، فابتدعَ نغمات غير مطابقة للنظريات السائدة، و«أوجد تركيبة جديدة لتوزيع الموسيقى العربية»، على ما يشرح أسامة الرحباني.


صورة تجمع عاصي ومنصور الرحباني وفيروز بالموسيقار محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش، بحضور بديعة مصابني وفيلمون وهبي ونجيب حنكش (أرشيف Rahbani Productions)
كان عاصي مستعداً للخسارة المادية من أجل الربح الفني. يحكي محمود الزيباوي أنه، ولشدّة مثاليته، «سجّل مسرحية (سهرة حب) مرتَين ولم تعجبه النتيجة، فاقترض مبلغاً من المال ليسجّلها مرة ثالثة». ويضيف أن «أساطير كثيرة نُسجت حول الرحابنة، لكن الأسطورة الحقيقية الوحيدة هي جمال عملهم».
ما كانت لتكتمل أسطورة عاصي، لولا صوت تلك الصبية التي دخلت قفصَه الذهبي نهاد حدّاد، وطارت منه «فيروز».
«أدهشته»، يؤكّد الزيباوي؛ ويستطرد: «لكنّ أحداً منهما لم يعرف كيف يميّز بين نهاد حداد وفيروز»... «هي طبعاً المُلهِمة»، يقول أسامة الرحباني؛ «لمح فيها الشخصية التي لطالما أراد رسمَها، ورأى امرأةً تتجاوب مع تلك الشخصية»، ويضيف أن «عاصي دفع بصوت فيروز إلى الأعلى، فهو في الفن كان عنيفاً ويؤمن بالعصَب. كان يكره الارتخاء الموسيقي ويربط النجاح بالطبع الفني القوي، وهذا موجود عند فيروز».


زفاف عاصي الرحباني ونهاد حداد (فيروز) عام 1955 (تويتر)

دماغٌ بحجم وطن
من عزّ المجد، سرقت جلطة دماغيّة عاصي الرحباني عام 1972. «أكثر ما يثير الحزن أن عاصي مرض وهو في ذروة عطائه وإبداعه، وقد زادت الحرب اللبنانية من مرضه وصعّبت العمل كثيراً»، وفق الزيباوي. لم يكن القلق من الغد الغامض غريباً عليه. فهو ومنذ أودى انفجارٌ في إحدى الكسّارات بحياة زوج خالته يوسف الزيناتي، الذي كان يعتبره صياداً خارقاً واستوحى منه شخصيات لمسرحه، سكنته الأسئلة الحائرة حول الموت وما بعدَه.
الدماغ الذي وصفه الطبيب الفرنسي المعالج بأنه من أكبر ما رأى، عاد ليضيء كقمرٍ ليالي الحصّادين والعاشقين والوطن المشلّع. نهض عاصي ورجع إلى البزُق الذي ورثه عن والده، وإلى نُبله وكرمه الذي يسرد أسامة الرحباني عنهما الكثير.
بعد المرض، لانت قسوة عاصي في العمل وتَضاعفَ كرَمُه المعهود. يقول أسامة الرحباني إن «أقصى لحظات فرحه كانت لحظة العطاء». أعطى من ماله ومن فِكرِه، وعُرف بيدِه الموضوعة دائماً في جيبِه استعداداً لتوزيع النقود على المحتاجين في الشارع. أما داخل البيت، فتجسّد الكرَم عاداتٍ لطيفة وطريفة، كأن يشتري 20 كنزة متشابهة ويوزّعها على رجال العائلة وشبّانها.
خلال سنواته الأخيرة ومع احتدام الحرب، زاد قلق عاصي الرحباني على أفراد العائلة. ما كان يوفّر مزحة أو حكاية ليهدّئ بها خوف الأطفال، كما في ذلك اليوم من صيف 1975 الذي استُهدفت فيه بلدة بكفيا، مصيَف العائلة. يذكر أسامة الرحباني كيف دخل عاصي إلى الغرفة التي تجمّع فيها أولاد العائلة مرتعدين، فبدأ يقلّد الممثلين الأميركيين وهم يُطلقون النار في الأفلام الإيطالية، ليُنسيَهم ما في الخارج من أزيز رصاص حقيقي. وسط الدمار، بنى لهم وطناً من خيالٍ جميل، تماماً كما فعل وما زال يفعل في عامِه المائة، مع اللبنانيين.


عاصي الرحباني (غيتي)