النرويج تلغي آخر قيود مكافحة «كورونا»

رئيسة وزراء إيسلندا خلال مؤتمر صحافي في 2018 (د.ب.أ)
رئيسة وزراء إيسلندا خلال مؤتمر صحافي في 2018 (د.ب.أ)
TT

النرويج تلغي آخر قيود مكافحة «كورونا»

رئيسة وزراء إيسلندا خلال مؤتمر صحافي في 2018 (د.ب.أ)
رئيسة وزراء إيسلندا خلال مؤتمر صحافي في 2018 (د.ب.أ)

رفعت النرويج، أمس (السبت)، آخر قيودها لمكافحة «كوفيد - 19» بإلغاء إلزامية التباعد الاجتماعي ووضع الكمامة في الأماكن المكتظة، رغم تفشي الإصابات جراء المتحور «أوميكرون».
وقال رئيس الوزراء يوناس ياهر ستور، خلال مؤتمر صحافي، إن «التزام مسافة متر من التباعد ينتهي. نلغي التوصية بالتباعد الاجتماعي».
وأضاف: «يمكننا الآن أن نتفاعل اجتماعياً كما في السابق عبر المشاركة بنزهات ليلية، وأحداث ثقافية وغيرها... وكذلك عبر الذهاب إلى العمل في الحافلات والقطارات والعبّارات»، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
وألغت النرويج مطلع فبراير (شباط) معظم القيود الأخرى المرتبطة بكوفيد، مثل العمل من بعد أو تقليص حجم التجمعات. وتم استبدال إلزامية العزل لمدة أربعة أيام بعد اكتشاف الإصابة بمجرد توصية.
كما لم يعد الأطفال الذين يعانون أعراضاً في الجهاز التنفسي مرغمين على إجراء فحوص. ولكن رئيس الحكومة أكد أن «الجائحة لم تنته بعد»، ونصح غير الملقحين والمعرضين للخطر بالتباعد الاجتماعي ووضع الكمامة عندما لا يكون التباعد ممكناً. وأعلن المعهد النرويجي للصحة العامة أن البلاد لم تصل بعد إلى ذروة الإصابات بعدوى المتحور «أوميكرون»، ولكنها مُنتظرة قريباً.
وازداد عدد حالات الاستشفاء جراء (كوفيد) 40 في المائة خلال الأسبوع الماضي. وسجلت النرويج منذ بدء الجائحة 986.851 إصابة و1440 وفاة بالفيروس، وتلقى أكثر من 91 في المائة من السكان جرعتين من اللقاح. ويقدر معهد الصحة أن ثلاثة إلى أربعة ملايين شخص يمكن أن يُصابوا حتى الصيف، من أصل مجموع السكان البالغ 5.4 مليون نسمة.
- رئيسة وزراء آيسلندا تعزل نفسها
في سياق آخر، أعلنت رئيسة وزراء آيسلندا كاترين ياكوبسدوتير أنها أصيبت بـ«كوفيد - 19» وأن العدوى انتقلت إليها من أحد أفراد عائلتها، وفق رسالة نشرتها أمس في صفحتها على فيسبوك. وجاء في منشور رئيسة الوزراء: «تبينت إصابة ابني الأصغر بـ«كوفيد - 19» في الأول من فبراير. مذاك أصيب فرد آخر في العائلة بالفيروس، لذا لم يكن مفاجئاً جداً أن تكون قد جاءت إيجابية نتيجة فحص كشف الإصابة الذي خضعت له».
وستلتزم رئيسة الحكومة البالغة 46 عاماً حجراً صحياً لمدة خمسة أيام التزاماً بالتوصيات المعمول بها في البلاد.
وسجلت آيسلندا بالمعدل ألفي إصابة يومياً بفيروس كورونا المسبب لمرض «كوفيد - 19» في الأيام الأربعة الأخيرة، وهي حصيلة قياسية للبلاد، علماً بأن حالات الاستشفاء من جراء الإصابة بقيت مستقرة.
وسجلت إيسلندا البالغ عدد سكانها 370 ألف نسمة ما مجموعه 85 ألفاً و980 إصابة، و54 وفاة على صلة بـ«كوفيد - 19»، وفق أحدث البيانات المنشورة الجمعة.
واعتباراً من يوم أمس، خففت القيود المفروضة لاحتواء الجائحة في البلاد مع السماح لأعداد أكبر بالتجمع في الأماكن العامة ورفع القيود المفروضة خصوصاً على أحواض السباحة والقاعات الرياضية، وتمديد عمل المطاعم والنوادي الليلية. وتعتزم الحكومة رفع كل القيود نهاية الشهر الحالي.


مقالات ذات صلة

دراسة: «كورونا» تسبب في ضعف إدراكي مستمر للمرضى

صحتك فيروس كورونا أدى إلى انخفاض مستمر في الذاكرة والإدراك (أ.ف.ب)

دراسة: «كورونا» تسبب في ضعف إدراكي مستمر للمرضى

وجدت دراسة فريدة من نوعها أن فيروس كورونا أدى إلى انخفاض بسيط، لكنه مستمر في الذاكرة والإدراك لعدد من الأشخاص.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق اعترف غالبية المشاركين بالدراسة بالحنين إلى الماضي (جامعة كوبنهاغن)

العاملون من المنزل يعانون «نوبات الحنين» لما قبل «كورونا»

أفادت دراسة أميركية بأنّ العاملين من المنزل يشعرون بالضيق ويتوقون إلى ماضٍ متخيَّل لِما قبل انتشار وباء «كوفيد–19»، حيث كانوا يشعرون بالاستقرار.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك العلماء يعتقدون أن الإنفلونزا أكبر تهديد وبائي في العالم (رويترز)

أول لقاح للإنفلونزا يمكن تعاطيه ذاتياً في المنزل دون إبر

وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) أمس (الجمعة) على أول لقاح للإنفلونزا يمكن تعاطيه ذاتياً في المنزل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك أجهزة الاستشعار الورقية الجديدة سريعة وسهلة الاستخدام (جامعة كرانفيلد)

تقنية جديدة تكشف أمراضاً معدية بالصرف الصحي

توصّل باحثون في بريطانيا إلى طريقة لتحديد العلامات البيولوجية للأمراض المعدية في مياه الصرف الصحي باستخدام أجهزة استشعار ورقية بتقنية الأوريغامي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
آسيا رجل أمن بلباس واقٍ أمام مستشفى يستقبل الإصابات بـ«كورونا» في مدينة ووهان الصينية (أرشيفية - رويترز)

دراسة جديدة تدعم فرضية تفشي «كوفيد 19» من سوق ووهان

كشفت دراسة حول مصدر فيروس كورونا، نشرت الخميس، عناصر جديدة تعزز فرضية انتقال العدوى إلى البشر عن طريق حيوانات مصابة كانت في سوق في ووهان (الصين) نهاية عام 2019.

«الشرق الأوسط» (باريس)

تبديل على رأس «الناتو»... لكن لا تغيير متوقعاً في عمل الحلف

جنود مشاركون بمناورات لـ«الناتو» في لاتفيا (أرشيفية - إ.ب.أ)
جنود مشاركون بمناورات لـ«الناتو» في لاتفيا (أرشيفية - إ.ب.أ)
TT

تبديل على رأس «الناتو»... لكن لا تغيير متوقعاً في عمل الحلف

جنود مشاركون بمناورات لـ«الناتو» في لاتفيا (أرشيفية - إ.ب.أ)
جنود مشاركون بمناورات لـ«الناتو» في لاتفيا (أرشيفية - إ.ب.أ)

يتولى رئيس الوزراء الهولندي السابق، مارك روته، الثلاثاء، قيادة «حلف شمال الأطلسي (ناتو)»، لكن التناوب على رأس أكبر حلف عسكري في العالم لا يعني أنه سيكون بالإمكان إحداث تغيير جذري في عمله.

وقال إيان ليسر، من معهد «جيرمان مارشال فاند» للدراسات في بروكسل: «في (حلف الأطلسي) يتقرر كل شيء؛ كل شيء على الإطلاق، من أتفه الأمور إلى أكثرها استراتيجية، بالإجماع... وبالطبع؛ فإن مدى الاحتمالات المتاحة للأمناء العامين لإحداث تغيير في العمق في عمل (حلف الأطلسي)، يبقى محدوداً جداً».

ويعمل الأمين العام «في الكواليس» من أجل بلورة القرارات التي يتعين لاحقاً أن توافق عليها الدول الأعضاء الـ32.

وأوضح جامي شيا، المتحدث السابق باسم «الحلف» والباحث لدى معهد «تشاتام هاوس» البريطاني للدراسات، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، أن الأمين العام «لديه سلطة تحديد الأجندة، وهو الذي يترأس (مجلس شمال الأطلسي)؛ الهيئة السياسية للقرار في (الحلف)». لكنه لا يمسك وحده بقرار الدخول في حرب، وليس بالتأكيد من يضغط على الزر النووي، فهاتان من صلاحيات الدول الأعضاء؛ على رأسها الولايات المتحدة.

وهذا لا يعني أن قائد «الحلف» لا يملك نفوذاً.

وأشار إيان ليسر في هذا الصدد إلى أن الأمين العام الأسبق، جورج روبرتسون، كان له دور مهم في تفعيل «المادة5» بعد اعتداءات «11 سبتمبر (أيلول) 2001» على الولايات المتحدة.

ستولتنبرغ مع روته بالمقر الرئيسي لـ«الناتو» في بروكسل يوم 17 أبريل 2024 (رويترز)

وتنص «المادة5» من ميثاق «الناتو» على أن أي هجوم على دولة عضو «سيعدّ هجوماً على كل الأعضاء»، تحت عنوان: «الدفاع الجماعي». وجرى تفعيلها مرة واحدة في كل تاريخ «الحلف» لمصلحة الولايات المتحدة ولو رمزياً.

كما أن شخصية الأمين العام الجديد سيكون لها دور، وهذا ما يثير ترقباً حيال مارك روته بعد 10 سنوات من قيادة رئيس الوزراء النرويجي السابق ينس ستولتنبرغ.

فهل يعمل على ترك بصماته منذ وصوله، أم ينتظر ولاية ثانية محتملة؟

وقال شيا إن الأمناء العامين «يميلون عند وصولهم إلى أن يكونوا مرشحي الاستمرارية، لكن إذا بقوا بعض الوقت، فهم بالطبع يزدادون ثقة».

قيادة المساعدات

ودفع ستولتنبرغ «الحلف» باتجاه تقديم دعم متصاعد لأوكرانيا، لا سيما بعد غزو روسيا أراضيها في فبراير (شباط) 2022. وطرح تقديم مساعدة سنوية لا تقل عن 40 مليار دولار لأوكرانيا، وحصل على التزام من الدول الحليفة في هذا الصدد. كما حصل على صلاحية أن يتولى «الحلف» القيادة الكاملة لعمليات تسليم المساعدات العسكرية الغربية.

زعماء «الناتو» خلال انعقاد قمتهم في واشنطن يوم 9 يوليو 2024 (د.ب.أ)

يبقى أنه في زمن الحرب، تكون لوحدة الصف والاستمرارية الأفضلية على كل الحسابات الأخرى؛ مما لا يشجع على أي تغيير.

وقال دبلوماسي في «حلف الأطلسي»، طالباً عدم الكشف عن اسمه: «في ظل وضع جيوسياسي بمثل هذه الصعوبة، من المهم للغاية الحفاظ على الاستمرارية وعلى التوجه ذاته في السياسة الخارجية والأمنية».

يبقى أن الجميع في أروقة مقر «الحلف» في بروكسل ينتظرون من روته أسلوباً جديداً في الإدارة يكون «جامعاً أكثر بقليل»، بعد عقد من قيادة «نرويجية» مارسها سلفه «عمودياً»، وفق ما لفت دبلوماسي آخر في «الحلف».

ومارك روته من معتادي أروقة «حلف الأطلسي» و«الاتحاد الأوروبي» بعدما قضى 14 عاماً على رأس الحكومة الهولندية.

وهذا ما يجعل الجميع يراهن عليه بصورة خاصة لتعزيز التنسيق بين «حلف الأطلسي» والتكتل الأوروبي، في وقت يؤدي فيه «الاتحاد» دوراً متصاعداً في المسائل الأمنية.

وهذا الملف معلق بسبب الخلافات بين تركيا؛ العضو في «الحلف» من غير أن تكون عضواً في «الاتحاد الأوروبي»، واليونان حول مسألة قبرص.

وفي حال عاد دونالد ترمب إلى البيت الأبيض بعد الانتخابات الأميركية في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، فإن الدول الحليفة تعول على مهارات روته مفاوضاً من أجل الحفاظ على وحدة «الحلف».

ورفض ستولتنبرغ إسداء أي نصيحة إلى روته في العلن، مكتفياً بالقول إنه سيكون «ممتازاً». لكنه لخص بجملة ما يتوقعه الجميع من الأمين العام لـ«الحلف» بالقول: «ستكون مهمته الكبرى بالطبع إبقاء جميع الحلفاء الـ32 معاً».