أشرف ريفي: الطائفة السُنية تنتقل من وحدانية القيادة إلى التعدديةhttps://aawsat.com/home/article/3470071/%D8%A3%D8%B4%D8%B1%D9%81-%D8%B1%D9%8A%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A7%D8%A6%D9%81%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8F%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D9%86%D8%AA%D9%82%D9%84-%D9%85%D9%86-%D9%88%D8%AD%D8%AF%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%8A%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D8%AF%D8%AF%D9%8A%D8%A9
أشرف ريفي: الطائفة السُنية تنتقل من وحدانية القيادة إلى التعددية
رأى أن هناك حاجة لفترة انتقالية بعد الحريري
أشرف ريفي
بيروت:«الشرق الأوسط»
TT
بيروت:«الشرق الأوسط»
TT
أشرف ريفي: الطائفة السُنية تنتقل من وحدانية القيادة إلى التعددية
أشرف ريفي
يؤكد وزير العدل اللبناني الأسبق اللواء أشرف ريفي، لـ«الشرق الأوسط»، أن مستقبل السنة في لبنان «حتماً سيكون أفضل من الوضع الحالي»، موضحاً أن «الطائفة السنية عبارة عن طاقة حيوية وديناميكية عالية جداً مرت بظرف استثنائي تسبب بخنقها وأسرها في مكان معين، واليوم فتحت آفاقها وهي تتحرر تدريجياً». وعن مدى تأثير انسحاب الحريري من الحياة السياسية على الطائفة السنية، يوضح ريفي أن «الطائفة السنية حكماً ستحتاج إلى مرحلة انتقالية، لكن في النهاية هذه الطائفة ليست عاقراً ولا عقيمة، ولديها خامات وقيادات وحيوية سياسية وامتداد عربي كبير وكل مقومات الانطلاق». وينفي ريفي أن يكون هناك أي تخبط أو تشظي في الطائفة السنية، لافتاً إلى أنها «تمر بمرحلة تحور بعد سقوط القيادة السابقة نتيجة خياراتها وإدارتها وعدم معايشتها لنبض الناس». ويقول: «اليوم الطائفة قد تنتقل إلى قيادات جديدة عدة وليس قيادة أحادية وقد تكون تلك القيادات مناطقية». ويضيف: «سقوط القيادة السابقة هو حكماً مؤشر إيجابي، إذ فتحت الآفاق وطاقات الطائفة وخياراتها، كي لا تكون مأسورة برأي بعيد عن هواجس وحقوق ونبض الطائفة. ولم تكن الطائفة يوماً معسكراً يُدار من أي أحد إلى الأبد». ورداً على سؤال عن استعادة الطائفة السنية لدورها في أن تكون صلة وصل بين لبنان والعالم العربي، يشدد ريفي على أن «هذا خيار استراتيجي ينسجم مع التكوين والهوية العربية للبنان، ومن أساسيات تكوين السنة في البلد»، ويشير إلى أن «أحد عيوب القيادات السابقة أنها لم تحسن الحفاظ على التواصل السني مع العالم العربي. أما اليوم فنحن أمام حقبة جديدة، والمرحلة السابقة سقطت أمام الطائفة قبل أن تسقط أمام المحافل الأخرى، وغير مأسوف عليها». وعن عناوين المرحلة الجديدة لمستقبل السنة في لبنان، يؤكد ريفي أنها ستتسم «بالحيوية السياسية، وعدم وحدانية القيادات بل تعدديتها، والحفاظ على الحقوق والوجود والهوية العربية، وإعادة ربط لبنان مع العالمين العربي والغربي الحر». ويتابع: «من غير المقبول أن يتم استضعافنا، فنحن مكون أساسي وأكبر مكون في لبنان، ولا يجوز أن نبقى أضعف فريق فيه. هناك من يأخذنا بغباء تاريخي إلى الهوية الإيرانية التي لا تنسجم مع هويتنا نهائياً، ورغم أن النضال في هذا المجال سيكون طويلاً، لكننا سنرى موقفاً سنياً صارماً للحفاظ على الوطن والدولة اللبنانية السيدة الحرة المستقلة، وحكماً إعادة الربط مع العالم العربي والغربي الذي يشبهنا ونشبهه». ويخلص ريفي إلى القول: «الطائفة السنية تخضع لمخاض الانتقال من وحدانية القيادة التي لم تكن على مستوى المسؤولية، إلى قيادات تعددية للقيام بواجباتنا»، مضيفاً: «نحن أمام تحدي التنسيق مع بعضها البعض لفرض حقوقها وواجباتها وحماية وجودها وهويتها اللبنانية والعربية. قيادتنا السابقة وضعتنا في موقع ضعف، لكننا لسنا مستضعفين ولا محبطين، بل حيويتنا قائمة وسنستعيد دورنا».
غزة... تاريخ من المواجهات والحروب قبل السابع من أكتوبرhttps://aawsat.com/%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%85%D9%82/%D8%AA%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%82%D8%B6%D8%A7%D9%8A%D8%A7/5068732-%D8%BA%D8%B2%D8%A9-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%AC%D9%87%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%88%D8%A8-%D9%82%D8%A8%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%A8%D8%B9-%D9%85%D9%86-%D8%A3%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%A8%D8%B1
غزة... تاريخ من المواجهات والحروب قبل السابع من أكتوبر
مخيم نازحين في دير البلح عند شاطئ غزة (أرشيفية - أ.ب)
في المنطقة الجنوبية من الساحل الفلسطيني على البحر المتوسط، على مساحة لا تزيد على 360 كيلومتراً مربعاً، بطول 41 كم، وعرض يتراوح بين 5 و15 كم، يعيش في قطاع غزة نحو مليوني نسمة، ما يجعل القطاع البقعة الأكثر كثافة سكانية في العالم.
تبلغ نسبة الكثافة وفقاً لأرقام حديثة أكثر من 27 ألف ساكن في الكيلومتر المربع الواحد، أما في المخيمات فترتفع الكثافة السكانية إلى حدود 56 ألف ساكن تقريباً بالكيلومتر المربع.
تأتي تسمية القطاع «قطاع غزة» نسبة لأكبر مدنه، غزة، التي تعود مشكلة إسرائيل معها إلى ما قبل احتلالها في عام 1967، عندما كانت تحت الحكم المصري.
فقد تردد ديفيد بن غوريون، أول رئيس وزراء لإسرائيل، في احتلال القطاع بعد حرب 1948، قبل أن يعود بعد 7 سنوات، في أثناء حملة سيناء، لاحتلاله لكن بشكل لم يدُم طويلاً، ثم عاد واحتله وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه ديان عام 1967.
في عام 1987، أطلق قطاع غزة شرارة الانتفاضة الشعبية الأولى، وغدا مصدر إزعاج كبيراً لإسرائيل لدرجة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إسحاق رابين، تمنى لو يصحو يوماً ويجد غزة وقد غرقت في البحر.
لكن غزة لم تغرق كما يشتهي رابين، ورمتها إسرائيل في حضن السلطة الفلسطينية عام 1994 على أمل أن تتحول هذه السلطة إلى شرطي حدود. لكن هذا كان أيضاً بمثابة وهم جديد؛ إذ اضطرت إسرائيل إلى شن أولى عملياتها العسكرية ضد غزة بعد تسليمها السلطة بنحو 8 سنوات، وتحديداً في نهاية أبريل (نيسان) 2001.
وفي مايو (أيار) 2004، شنت إسرائيل عملية «قوس قزح»، وفي سبتمبر (أيلول) 2004، عادت ونفذت عملية «أيام الندم». ثم في 2005، انسحبت إسرائيل من قطاع غزة ضمن خطة عرفت آنذاك بـ«خطة فك الارتباط الأحادي الجانب».
بعد الانسحاب شنت إسرائيل حربين سريعين، الأولى في 25 سبتمبر (أيلول) 2005 باسم «أول الغيث»، وهي أول عملية بعد خطة فك الارتباط بأسبوعين، وبعد عام واحد، في يونيو (حزيران) 2006، شنت إسرائيل عملية باسم «سيف جلعاد» في محاولة فاشلة لاستعادة الجندي الإسرائيلي الذي خطفته «حماس» آنذاك جلعاد شاليط، بينما ما زالت السلطة تحكم قطاع غزة.
عام واحد بعد ذلك سيطرت حماس على القطاع ثم توالت حروب أكبر وأوسع وأضخم تطورت معها قدرة الحركة وقدرات الفصائل الأخرى، مثل «الجهاد الإسلامي» التي اضطرت في السنوات الأخيرة لخوض حروب منفردة.
ظلت إسرائيل تقول إن «طنجرة الضغط» في غزة تمثل تهديداً يجب التعامل معه حتى تعاملت معها «حماس» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) بانفجار لم تتوقعه أو تستوعبه إسرائيل وجر حرباً دموية على غزة، وأخرى على لبنان، وسلسلة مواجهات باردة في جبهات أخرى في حرب تبدو نصف إقليمية، وما أسهل أن تتحول إلى نصف عالمية.
أبرز الحروب
«الرصاص المصبوب» حسب التسمية الإسرائيلية أو «الفرقان» فلسطينياً:
بدأت في 27 ديسمبر (كانون الأول) 2008، وشنت خلالها إسرائيل إحدى أكبر عملياتها العسكرية على غزة وأكثرها دموية منذ الانسحاب من القطاع في 2005. واستهلتها بضربة جوية تسببت في مقتل 89 شرطياً تابعين لحركة «حماس»، إضافة إلى نحو 80 آخرين من المدنيين، ثم اقتحمت إسرائيل شمال وجنوب القطاع.
خلفت العمليات الدامية التي استمرت 21 يوماً، نحو 1400 قتيل فلسطيني و5500 جريح، ودمر أكثر من 4000 منزل في غزة، فيما تكبدت إسرائيل أكثر من 14 قتيلاً وإصابة 168 بين جنودها، يضاف إليهم ثلاثة مستوطنين ونحو ألف جريح.
وفي هذه الحرب اتهمت منظمة «هيومان رايتس ووتش» إسرائيل باستخدام الفسفور الأبيض بشكل ممنهج في قصف مناطق مأهولة بالسكان خلال الحرب.
«عمود السحاب» إسرائيلياً أو «حجارة السجيل» فلسطينياً:
أطلقت إسرائيل العملية في 14 نوفمبر (تشرين الثاني) 2012 باغتيال رئيس أركان «حماس»، أحمد الجعبري. واكتفت إسرائيل بالهجمات الجوية ونفذت مئات الطلعات على غزة، وأدت العمليات إلى مقتل 174 فلسطينياً وجرح 1400.
شنت «حماس» أعنف هجوم على إسرائيل آنذاك، واستخدمت للمرة الأولى صواريخ طويلة المدى وصلت إلى تل أبيب والقدس وكانت صادمة للإسرائيليين. وأطلق خلال العملية تجاه إسرائيل أكثر من 1500 صاروخ، سقط من بينها على المدن 58 صاروخاً وجرى اعتراض 431. والبقية سقطت في مساحات مفتوحة. وقتل خلال العملية 5 إسرائيليين (أربعة مدنيين وجندي واحد) بالصواريخ الفلسطينية، بينما أصيب نحو 500 آخرين.
«الجرف الصامد» إسرائيلياً أو «العصف المأكول» فلسطينياً:
بدأتها إسرائيل يوم الثلاثاء في 8 يوليو (تموز) 2014، ظلت 51 يوماً، وخلفت أكثر من 1500 قتيل فلسطيني ودماراً كبيراً.
اندلعت الحرب بعد أن اغتالت إسرائيل مسؤولين من حركة «حماس» اتهمتهم أنهم وراء اختطاف وقتل 3 مستوطنين في الضفة الغربية المحتلة.
شنت إسرائيل خلال الحرب أكثر من 60 ألف غارة على القطاع ودمرت 33 نفقاً تابعاً لـ«حماس» التي أطلقت في هذه المواجهة أكثر من 8000 صاروخ وصل بعضها للمرة الأولى في تاريخ المواجهات إلى تل أبيب والقدس وحيفا وتسببت بشل الحركة هناك، بما فيها إغلاق مطار بن غوريون.
قتل في الحرب 68 جندياً إسرائيلياً، و4 مدنيين، وأصيب 2500 بجروح.
قبل نهاية الحرب أعلنت «كتائب القسام» أسرها الجندي الإسرائيلي شاؤول آرون، خلال تصديها لتوغل بري لجيش الاحتلال في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، وما زال في الأسر.
«صيحة الفجر»:
عملية بدأتها إسرائيل صباح يوم 12 نوفمبر عام 2019، باغتيال قائد المنطقة الشمالية في سرايا القدس (الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي) في غزة، بهاء أبو العطا، في شقته السكنية في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، وردت «حركة الجهاد الإسلامي» بهجوم صاروخي استمر بضعة أيام، أطلقت خلالها مئات الصواريخ على مواقع وبلدات إسرائيلية.
كانت أول حرب لا تشارك فيها «حماس» وتنجح إسرائيل في إبقائها بعيدة.
«حارس الأسوار» أو «سيف القدس»:
بدأت شرارتها من القدس بعد مواجهات في حي الشيخ جراح، واقتحام القوات الإسرائيلية للمسجد الأقصى ثم تنظيم مسيرة «الأعلام» نحو البلدة القديمة، وهي المسيرة التي حذرت «حماس» من أنها إذا تقدمت فإنها ستقصف القدس، وهو ما تم فعلاً في يوم العاشر من مايو (أيار) عام 2021.
شنت إسرائيل هجمات مكثفة على غزة وقتلت في 11 يوماً نحو 250 فلسطينياً، وأطلقت الفصائل أكثر من 4 آلاف صاروخ على بلدات ومدن في إسرائيل، ووصلت الصواريخ إلى تخوم مطار رامون، وقتل في الهجمات 12 إسرائيلياً.
«الفجر الصادق» أو «وحدة الساحات»:
كررت إسرائيل هجوماً منفرداً على «الجهاد» في الخامس من أغسطس (آب) 2022 واغتالت قائد المنطقة الشمالية لـ«سرايا القدس» (الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي) في غزة، تيسير الجعبري، بعد استنفار أعلنته «الجهاد» رداً على اعتقال مسؤول كبير في الحركة في جنين في الضفة الغربية، وهو بسام السعدي.
ردت «حركة الجهاد الإسلامي» بمئات الصواريخ على بلدات ومدن إسرائيلية، وقالت في بيان إنها عملية مشتركة مع كتائب المقاومة الوطنية وكتائب المجاهدين وكتائب شهداء الأقصى (الجناح العسكري لحركة فتح)، في انتقاد مبطن لعدم مشاركة «حماس» في القتال. توقفت العملية بعد أيام قليلة إثر تدخل وسطاء. وقتل في الهجمات الإسرائيلية 24 فلسطينياً بينهم 6 أطفال.
«السهم الواقي» أو «ثأر الأحرار»:
حرب مفاجئة بدأتها إسرائيل في التاسع من مايو 2023، باغتيال 3 من أبرز قادة «سرايا القدس» (الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة)، أمين سر المجلس العسكري لسرايا القدس، جهاد غنام (62 عاماً)، وقائد المنطقة الشمالية في السرايا خليل البهتيني (44 عاماً)، وعضو المكتب السياسي أحد مسؤولي العمل العسكري في الضفة الغربية، المبعد إلى غزة، طارق عز الدين (48 عاماً).
وحرب عام 2023 هي ثالث هجوم تشنه إسرائيل على «الجهاد الإسلامي» منفرداً، الذي رد هذه المرة بتنسيق كامل مع «حماس» عبر الغرفة المشتركة وقصف تل أبيب ومناطق أخرى كثيرة بوابل من الصواريخ تجاوز الـ500 صاروخ على الأقل.