أوروبا تحذر من التسرّع في «توطين» فيروس «كورونا»

مجلس وزراء الصحة يوافق على تنسيق السياسات

زوار مهرجان «فيلم برلين» يقدمون جوازات التلقيح عند المدخل أمس (أ.ف.ب)
زوار مهرجان «فيلم برلين» يقدمون جوازات التلقيح عند المدخل أمس (أ.ف.ب)
TT

أوروبا تحذر من التسرّع في «توطين» فيروس «كورونا»

زوار مهرجان «فيلم برلين» يقدمون جوازات التلقيح عند المدخل أمس (أ.ف.ب)
زوار مهرجان «فيلم برلين» يقدمون جوازات التلقيح عند المدخل أمس (أ.ف.ب)

تعتبر السلطات الصحية الأوروبية أنه ما زال من السابق لأوانه التعامل مع «كوفيد - 19» مثل الإنفلونزا الموسمية؛ جاء ذلك على لسان مفوضة الشؤون الصحية ستيلا كيرياكيديس، في أعقاب الاجتماع الذي عقده مجلس وزراء الصحة الذين توافقوا على ضرورة تعزيز السياسات الصحية وتنسيق تدابير الخروج من الجائحة والتأهب للجوائح المقبلة.
وفي نهاية الاجتماع، قال وزير الصحة الفرنسي الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد «الواقع هو أن متحور (أوميكرون) الذي يسري بسرعة غير مسبوقة يفرض تعديلات على الخطط الموضوعة لمواجهة الوباء، ويقتضي منا جميعاً التصرف بحذر، وبالتالي ما زال الوقت مبكراً للقول بأننا خرجنا من الجائحة».
وقالت كيرياكيديس إن اليقين الوحيد مع «كوفيد - 19» هو «عدم اليقين»، داعية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى المحافظة على مستويات عالية من الترصد والمراقبة خلال الأشهر المقبلة، والاستعداد لظهور طفرات فيروسية جديدة. لكن مع ذلك، عدت المفوضة الأوروبية أنه لا بد من التفكير على الأمدين المتوسط والطويل بكيفية التعامل مع المراحل المقبلة من الجائحة «بتفاؤل لكن بواقعية». وأضاف الوزير الفرنسي في الندوة الصحافية التي عقدها مساء الخميس إلى جانب المفوضة الأوروبية: «من السابق لأوانه اعتبار الجائحة مرضاً متوطناً، لأن ذلك يعني تفكيك قدراتنا على الترصد والمتابعة، والتخلي عن قيود الوقاية والاحتواء مثل استخدام الكمامات الواقية وشهادة التلقيح، فيما لا يزال الفيروس يسري بيننا. وهذا ما زال مبكراً جداً».
تأتي هذه التصريحات في الوقت الذي كانت دول أوروبية عدة بدأت تخفف قيود الوقاية، وتلغي إلزامية استخدام الكمامات في الهواء الطلق والأماكن المغلقة غير المزدحمة، بينما تتوالى الأصوات الداعية إلى التعامل مع «كوفيد» مثل الزكام الموسمي.
وكان وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران، أعلن، أمس (الجمعة)، أن الحكومة قررت إلغاء إلزامية ارتداء الكمامات الواقية في الأماكن العامة المغلقة، شريطة فرض شهادة التلقيح بالدورة الكاملة مع الجرعة المنشطة لارتياد هذه الأماكن.
ومن برلين، أفاد «معهد روبرت كوخ»، أمس، بأن عدد الإصابات الجديدة تجاوز 240 ألفاً في الساعات الأربع والعشرين المنصرمة، ما يرفع العدد الإجمالي للإصابات في ألمانيا إلى اثني عشر مليوناً منذ بداية الجائحة. وأفاد المعهد الذي يوجه سياسة الحكومة الألمانية لمواجهة الأمراض السارية، بأن عدد الوفيات بلغ 226، ما يرفع العدد الإجمالي إلى 119 ألفاً.
وفي الولايات المتحدة، أفادت وزارة الصحة بأن الحكومة الأميركية قررت شراء 600 ألف جرعة من دواء جديد يدعى «بيبتيلوفيماب» تم تطويره لعلاج الإصابة بمتحور «أوميكرون»، وذلك بعد أن فشلت التجارب لاستخدام علاجين تم تطويرهما للغرض نفسه. وقال ناطق بلسان وزارة الصحة، إن هذا الدواء يعتمد مضادات الأجسام أحادية النسيلة، وإن التجارب الأولية أظهرت فاعليته ضد المتحور الجديد، علماً بأن الوكالة الأميركية للأدوية لم توافق بعد على استخدامه. وكان وزير الصحة الأميركي كزافيه بيسيرا، صرح بأن العلاجين السابقين لم يحققا النتائج المنشودة ضد «أوميكرون» السائد بنسبة 100 في المائة في الولايات المتحدة.
ومن جنيف، دعا ناطق بلسان منظمة الصحة، أمس، إلى الحذر والتريث في رفع تدابير الوقاية والاحتواء أو تخفيفها، خصوصاً الكمامات الواقية في الأماكن المغلقة، وشدد على ضرورة مواصلة جهود تعزيز المنظومات الصحية والخدمات الأولية، والإسراع في تقديم المساعدات إلى الدول النامية والفقيرة التي ما زالت متأخرة في حملات التلقيح. وأضاف المسؤول في منظمة الصحة، أن ثمة مناطق عديدة في العالم ما زالت تشهد انتشاراً كثيفاً للوباء، وأن احتمالات ظهور طفرات فيروسية جديدة ما زالت موجودة بقوة «حتى في البلدان التي بلغت مستويات عالية من التغطية اللقاحية»، وذلك بسبب الانتشار الكثيف للمتحور الجديد.
إلى جانب ذلك، بدأت الدول الأوروبية تخشى انتقال «العدوى الكندية» إليها بعد الاحتجاجات التي يقوم بها سائقو الشاحنات ضد فرض إلزامية اللقاح في كندا، حيث يشلون الحركة في العاصمة منذ أكثر من أسبوع. وأعلنت فرنسا وبلجيكا، أمس، عن قرار منع استخدام الشاحنات للاحتجاج في المدن ضد تدابير مكافحة «كوفيد»، وأعلنت فرنسا أنها ستدرج الموضوع على جدول أعمال الاجتماع المقبل لمجلس وزراء الداخلية في الاتحاد الأوروبي.


مقالات ذات صلة

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

صحتك تعلمت البشرية من جائحة «كورونا» أن لا شيء يفوق أهميةً الصحتَين الجسدية والنفسية (رويترز)

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

قبل خمس سنوات، أصيبت مجموعة من الناس في مدينة ووهان الصينية، بفيروس لم يعرفه العالم من قبل.

آسيا رجل يرتدي كمامة ويركب دراجة في مقاطعة هوبي بوسط الصين (أ.ف.ب)

الصين ترفض ادعاءات «الصحة العالمية» بعدم التعاون لتوضيح أصل «كورونا»

رفضت الصين ادعاءات منظمة الصحة العالمية التي اتهمتها بعدم التعاون الكامل لتوضيح أصل فيروس «كورونا» بعد 5 سنوات من تفشي الوباء.

«الشرق الأوسط» (بكين)
آسيا رجل أمن بلباس واقٍ أمام مستشفى يستقبل الإصابات بـ«كورونا» في مدينة ووهان الصينية (أرشيفية - رويترز)

الصين: شاركنا القدر الأكبر من بيانات كوفيد-19 مع مختلف الدول

قالت الصين إنها شاركت القدر الأكبر من البيانات ونتائج الأبحاث الخاصة بكوفيد-19 مع مختلف الدول وأضافت أن العمل على تتبع أصول فيروس كورونا يجب أن يتم في دول أخرى

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد أعلام تحمل اسم شركة «بيونتيك» خارج مقرها بمدينة ماينتس الألمانية (د.ب.أ)

«بيونتيك» تتوصل إلى تسويتين بشأن حقوق ملكية لقاح «كوفيد»

قالت شركة «بيونتيك»، الجمعة، إنها عقدت اتفاقيتيْ تسوية منفصلتين مع معاهد الصحة الوطنية الأميركية وجامعة بنسلفانيا بشأن دفع رسوم حقوق ملكية للقاح «كوفيد».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم تراجعت أعداد الوفيات من جراء الإصابة بفيروس كورونا على نحو مطرد (أ.ف.ب)

الصحة العالمية تعلن عن حدوث تراجع مطرد في وفيات كورونا

بعد مرور نحو خمس سنوات على ظهور فيروس كورونا، تراجعت أعداد الوفيات من جراء الإصابة بهذا الفيروس على نحو مطرد، وذلك حسبما أعلنته منظمة الصحة العالمية في جنيف.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

الصين تفرض عقوبات على شركات دفاع أميركية رداً على بيع أسلحة لتايوان

علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
TT

الصين تفرض عقوبات على شركات دفاع أميركية رداً على بيع أسلحة لتايوان

علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)

فرضت الصين عقوبات على 10 شركات دفاعية أميركية، اليوم (الخميس)، على خلفية بيع أسلحة إلى تايوان، في ثاني حزمة من نوعها في أقل من أسبوع تستهدف شركات أميركية.

وأعلنت وزارة التجارة الصينية، الخميس، أن فروعاً لـ«لوكهيد مارتن» و«جنرال داينامكس» و«رايثيون» شاركت في بيع أسلحة إلى تايوان، وأُدرجت على «قائمة الكيانات التي لا يمكن الوثوق بها».

وستُمنع من القيام بأنشطة استيراد وتصدير أو القيام باستثمارات جديدة في الصين، بينما سيحظر على كبار مديريها دخول البلاد، بحسب الوزارة.

أعلنت الصين، الجمعة، عن عقوبات على سبع شركات أميركية للصناعات العسكرية، من بينها «إنستيو» وهي فرع لـ«بوينغ»، على خلفية المساعدات العسكرية الأميركية لتايوان أيضاً، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

مركبات عسكرية تايوانية مجهزة بصواريخ «TOW 2A» أميركية الصنع خلال تدريب على إطلاق النار الحي في بينغتونغ بتايوان 3 يوليو 2023 (رويترز)

وتعد الجزيرة مصدر خلافات رئيسي بين بكين وواشنطن. حيث تعد الصين أن تايوان جزء من أراضيها، وقالت إنها لن تستبعد استخدام القوة للسيطرة عليها. ورغم أن واشنطن لا تعترف بالجزيرة الديمقراطية دبلوماسياً فإنها حليفتها الاستراتيجية وأكبر مزود لها بالسلاح.

وفي ديسمبر (كانون الأول)، وافق الرئيس الأميركي، جو بايدن، على تقديم مبلغ (571.3) مليون دولار، مساعدات عسكرية لتايوان.

وعدَّت الخارجية الصينية أن هذه الخطوات تمثّل «تدخلاً في شؤون الصين الداخلية وتقوض سيادة الصين وسلامة أراضيها».

كثفت الصين الضغوط على تايوان في السنوات الأخيرة، وأجرت مناورات عسكرية كبيرة ثلاث مرات منذ وصل الرئيس لاي تشينغ تي إلى السلطة في مايو (أيار).

سفينة تابعة لخفر السواحل الصيني تبحر بالقرب من جزيرة بينغتان بمقاطعة فوجيان الصينية 5 أغسطس 2022 (رويترز)

وأضافت وزارة التجارة الصينية، الخميس، 28 كياناً أميركياً آخر، معظمها شركات دفاع، إلى «قائمة الضوابط على التصدير» التابعة لها، ما يعني حظر تصدير المعدات ذات الاستخدام المزدوج إلى هذه الجهات.

وكانت شركات «جنرال داينامكس» و«شركة لوكهيد مارتن» و«بيونغ للدفاع والفضاء والأمن» من بين الكيانات المدرجة على تلك القائمة بهدف «حماية الأمن والمصالح القومية والإيفاء بالتزامات دولية على غرار عدم انتشار الأسلحة»، بحسب الوزارة.