يوم النمر العربي يلفت الأنظار لأندر حيوان في الجزيرة العربية

اتفاقية بين الهيئة الملكية للعلا و«كاتموسفير» لزيادة الوعي

الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان والأميرة ريما بنت بندر أثناء توقيع الاتفاقية (الشرق الأوسط)
الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان والأميرة ريما بنت بندر أثناء توقيع الاتفاقية (الشرق الأوسط)
TT

يوم النمر العربي يلفت الأنظار لأندر حيوان في الجزيرة العربية

الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان والأميرة ريما بنت بندر أثناء توقيع الاتفاقية (الشرق الأوسط)
الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان والأميرة ريما بنت بندر أثناء توقيع الاتفاقية (الشرق الأوسط)

منذ أكثر من 500 ألف عام، استوطن النمر العربي الجزيرة العربية، نظراً لما تحتويه من فرائس مناسبة له، كالأرانب والوعول والغزلان؛ فكان يتجول في المناطق الجبلية بالدرع العربي ليستمر في السيطرة على هذه المناطق لفترة طويلة، إلى أن بدأت أعداده تقل بشكل كبير بسبب الصيد الجائر وقلة الموارد الطبيعية التي كان يتغذى بها، ليُصنفه الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة فيما بعد، من ضمن الأنواع المهددة بالانقراض في البرية.
يعد النمر العربي أحد الرموز المهمة في التاريخ القديم للمنطقة، وينتمي إلى عمق التقاليد الاجتماعية. وقد اكتشف علماء الآثار رسوماً له تظهر بوضوح في الرسوم الصخرية لآلاف السنين، كما كان مصدر إلهام وعنصراً مهماً في الحكايات الشعبية والتعبيرات السائدة حتى اليوم.
ولذلك اهتمت السعودية بالمحافظة على النمر العربي وحمايته من الانقراض عبر مبادرة «صندوق النمر العربي»، التي تبنته الهيئة الملكية للعلا، بالإضافة إلى تخصيص مجلس الوزراء يوم العاشر من فبراير (شباط)، يوماً للنمر العربي لنشر الوعي بالحفاظ عليه.
وتهدف مبادرة يوم النمر العربي إلى الحفاظ على البيئة والسعي لنشر التوعية على مستوى المنطقة، وتلفت المبادرة انتباه العالم إلى المخاطر التي يتعرض لها هذا الكائن النادر، وتسلط الضوء على الخطط بعيدة المدى لإنقاذه، حيث تُنظم مبادرة يوم النمر العربي لأول مرة هذا العام، وتتماشى تماماً مع التزام السعودية والهيئة الملكية لمحافظة العلا تجاه حماية النمر العربي، لما له من أهمية وطنية وإقليمية.
ويعد النمر العربي أصغر أفراد عائلة النمور، ويبلغ أقصى وزن له 30 كيلوغراماً تقريباً، أي ما يعادل نصف وزن نظيره الأفريقي، ولكن بسبب انتشار التصحر على مدى قرون، أصبح النمر الوحيد القادر على التأقلم مع ظروف الصحراء. كان طعام النمر العربي في السابق يشمل الوعل النوبي، وهو نوع من الماعز الجبلي، والطهر العربي الذي يشبه الماعز أيضاً، وحيوان الوبر الصخري الصغير وعندما لا يعثر عليها، يصطاد الحجل والأرانب البرية والقنافذ وحتى النيص.
وعلى عكس الفهد الصياد الذي يعتمد على السرعة، يعتمد النمر في افتراسه على الانقضاض والمطاردة، وبفضل البنية النحيلة لجسمه الممدود، وأرجله القصيرة القوية، وذيله الطويل جداً، يعتمد النمر على هذه المواصفات لتحقيق التوازن، ما يجعله صياداً مثالياً في الجبال، حيث ينطلق لمسافة بضعة أمتار من مكمنه قبل أن ينقض على فريسته.
وتمكنت الهيئة الملكية لمحافظة العلا من إطلاق عدد من البرامج والأنشطة لنشر الوعي عن النمر العربي، وكانت قد أعلنت في سبتمبر (أيلول) 2021 ولادة «أنثى» في خطوة مهمة للمحافظة على هذا الكائن، الأمر الذي يسهم في تحقيق مستهدفات إعادة تأهيل النظم البيئية.
وتسعى الهيئة إلى تحقيق عدد من الأهداف؛ من أهمها ضمان وجود مجموعة مناسبة من النمور العربية قابلة للحياة وللمدارة بشكل مستدام، مع توفير فرائسها البرية في مواطنها الطبيعية، وضمان تعايشها مع المنطقة، وذلك تمهيداً لعودتها بشكل سليم لبيئتها الطبيعية من دون حدوث مشاكل.
ويصنف الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة النمور العربية ضمن أشد الأنواع المهددة بالانقراض، حيث لا يتجاوز عددها اليوم 200 نمر، ويعود ذلك لغياب الفرائس في موائلها الطبيعية، إضافة إلى الصيد الجائر.
وتحرص الهيئة على تبني وتطبيق التشريعات المناسبة لحماية النمر العربي وفرائسه ومواطنه، وتخفيف العوامل الرئيسة المسببة لانخفاضه في المواقع القائمة والمحتملة.
كذلك الحرص على التعاون الفعال بين الدول والوكالات ذات الصلة والشركاء الدوليين، لتوفير مخزن وراثي وديموغرافي يساعد على بقاء النمر العربي من خلال التربية في الأسر، والعمل بمثابة أداة تمكين على المستوى الدولي لتوحيد الجهود من أجل توفير وتحسين النظرة المستقبلية لهذه الأنواع المهددة بالانقراض.
وفي السياق، وقعت الهيئة الملكية لمحافظة العلا وصندوق النمر العربي، أمس (الخميس)، مذكرتي تفاهم مع مؤسسة «كاتموسفير»، بهدف تعزيز الجهود الإقليمية لحماية مستقبل النمر العربي المهدد بالانقراض.
ووقع الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، محافظ الهيئة الملكية للعلا ورئيس مجلس أمناء صندوق النمر العربي، والأميرة ريما بنت بندر بن سلطان، سفيرة السعودية لدى الولايات المتحدة، بصفتها المؤسس لـ«كاتموسفير»، مذكرتي تفاهم الهيئة والصندوق مع «كاتموسفير».
وتهدف الاتفاقية إلى التأسيس لإطار عمل قائم على التعاون الاستراتيجي بين الطرفين، وتضمنت المذكرة تنفيذ العديد من البرامج والأنشطة المهمة المصممة لزيادة الوعي في أهمية حماية القطط الكبيرة، مع التركيز على النمر العربي بشكل خاص.
وستعمل الهيئة مع «كاتموسفير» معاً على إطلاق سلسلة من الأنشطة والمبادرات التوعوية المستدامة والمبتكرة، إضافة إلى إجراء البحوث العلمية الشاملة، من أجل ضمان حماية مستقبل النمر العربي الذي يمثل أحد رموز الفخر في السعودية والعديد من دول المنطقة.
من جهته، أشار الأمير بدر بن فرحان إلى توجيهات الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد ورئيس مجلس إدارة الهيئة الملكية لمحافظة العلا «التي جاءت لتحمي النمر العربي من الأخطار المحدقة به»، مؤكداً أن دعمه مكّن الهيئة الملكية لمحافظة العلا وصندوق النمر العربي من تحقيق خطوة إلى الأمام في تعزيز النمر العربي وحمايته من خطر الانقراض.
واعتبر أن التعاون بين الهيئة و«كاتموسفير» «من شأنه أن يدعم برنامج الحفاظ على النمر العربي الذي تتبناه الهيئة، لا سيما أنه يأتي في صميم خطط التنمية المستدامة الشاملة لمحافظة العلا، وتعزز المذكرة أيضاً الشراكات القائمة مع الكيانات المعنية بالحفاظ على الكائنات الحية والنباتات الطبيعية، بما في ذلك الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة».
فيما قالت الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان، إن «توقيع المذكرة الجديدة تدعم مهمتنا في (كاتموسفير) لحماية مستقبل القطط الكبيرة، بما في ذلك النمر العربي، وستسهم في تراكم زخم جهود الحفاظ على النمر العربي إقليمياً، مع التركيز على دعم الهيئة في مساعيها الجادة لتحقيق طموحاتها بعيدة المدى لإعادة الأنواع إلى البرية في مواطنها الأصلية».
وتعد المذكرة باكورة الشراكات التي يقيمها صندوق النمر العربي لدعم أهدافه في إنقاذ النمر العربي والمحافظة عليه من الانقراض تحقيقاً للاستدامة البيئية.
وجاء توقيع المذكرتين ضمن حملة توعية انطلقت في مختلف أرجاء المملكة والمنطقة للاحتفاء بمبادرة يوم النمر العربي، التي اشتملت على عروض ضوئية مذهلة تألقت على واجهات عدد من المعالم البارزة، بما في ذلك مبنى مؤسسة الملك فيصل للأبحاث والدراسات في الرياض، وبرج طريق الملك في جدة، وبرج أدير في الخبر، وصخرة الفيل في العلا.
وغطت عروض الحملة أيضاً برج خليفة في دبي وجناح السعودية في «إكسبو 2020 دبي»، إضافة إلى تصميم وعرض لوحة إعلانية إلكترونية على طريق جامعة السلطان قابوس في مسقط بسلطنة عمان.
وكانت مؤسسة «كاتموسفير» قد أطلقت حملة توعوية عالمية، لأول مرة في 6 نوفمبر (تشرين الثاني) 2021، تحت اسم «كات ووك» التي أقيمت بالشراكة مع الهيئة الملكية لمحافظة العلا، وتمكنت من استقطاب ما يزيد على 27.000 مشارك في مسيرات مشي جماعية نُظمت في 102 دولة، قطع المشاركون فيها مجتمعين مسافة زادت على 150.000 كيلومتر.
وشارك أهالي وسكان العلا بالمسير في محمية شرعان الطبيعية لدعم جهود حماية النمر العربي، في إشارة واضحة تدل على انتشار الوعي في المحافظة بقيمة النمر العربي، وإدراك أهمية حماية مستقبل هذا الكائن.


مقالات ذات صلة

«عرب نيوز» تحتفي بنصف قرن على صدورها

يوميات الشرق «عرب نيوز» تحتفي بنصف قرن على صدورها

«عرب نيوز» تحتفي بنصف قرن على صدورها

تحتفي «عرب نيوز»، الصحيفة السعودية الدولية الرائدة باللغة الإنجليزية، بالذكرى الخمسين على تأسيسها، التي تصادف الأحد 20 أبريل (نيسان).

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق تتيح الشراكة التعاون مع ناشري «PMC» البارزين لإنشاء محتوى إبداعي وحملات مخصصة (SRMG)

«SRMG للحلول الإعلامية» تبرم شراكة استراتيجية مع «بنسكي ميديا»

أبرمت شركة SRMG للحلول الإعلامية (SMS) شراكة استراتيجية مع بنسكي ميديا (PMC)، تهدف إلى تعزيز حضور المعلنين في المنطقة على نطاق عالمي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد شعار «المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام» على مبناها الرئيسي في مركز الملك عبد الله المالي (واس)

«توق» التابعة لـ«الأبحاث والإعلام» السعودية تفوز بعقد تشغيل إعلامي بـ201.6 مليون دولار

وقَّعت شركة تابعة لـ«المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام» SRMG عقداً لتقديم خدمات تشغيلية لمنصات إعلامية متعددة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق احتفال منسوبي «SRMG» بتصنيفها أحد أبرز أماكن البناء المهني في السعودية (الشرق الأوسط)

«الأبحاث والإعلام» ضمن أفضل 15 شركة في السعودية لعام 2025

صُنِّفت «المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام» (SRMG) ضمن قائمة منصة «لينكد إن» لـ«أفضل 15 شركة في السعودية لعام 2025».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق مقر «المجموعة السعودية» في مركز الملك عبد الله المالي (الشرق الأوسط) play-circle 01:04

«الأبحاث والإعلام» تطلق «إس إم إس» للحلول الإعلامية

أطلقت «المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام» (SRMG) «إس إم إس» للحلول الإعلامية، والتي تتيح التواصل مع أكثر من 170 مليون مستخدم حول العالم.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.