التضخم المصري في أعلى مستوى منذ 30 شهراً

القاهرة تطلق صندوقاً جديداً للدخل الثابت

ارتفع تضخم أسعار المستهلكين بالمدن المصرية لأعلى مستوى منذ أغسطس 2019 (رويترز)
ارتفع تضخم أسعار المستهلكين بالمدن المصرية لأعلى مستوى منذ أغسطس 2019 (رويترز)
TT

التضخم المصري في أعلى مستوى منذ 30 شهراً

ارتفع تضخم أسعار المستهلكين بالمدن المصرية لأعلى مستوى منذ أغسطس 2019 (رويترز)
ارتفع تضخم أسعار المستهلكين بالمدن المصرية لأعلى مستوى منذ أغسطس 2019 (رويترز)

أظهرت بيانات الجهاز المركزي المصري للتعبئة العامة والإحصاء أمس (الخميس)، أن تضخم أسعار المستهلكين بالمدن المصرية ارتفع إلى 7.3% في يناير (كانون الثاني) الماضي على أساس سنوي، من 5.9% في ديسمبر (كانون الأول)، وهذا هو أعلى مستوى منذ أغسطس (آب) 2019.
وأرجع جهاز الإحصاء، الارتفاع الشهري في أسعار المستهلكين إلى ارتفاع أسعار مجموعة السكر والأغذية السكرية بنسبة 14.7%، ومجموعة الخضروات بنسبة 4.3%، ومجموعة الألبان والجبن والبيض بنسبة 2.5%، ومجموعة اللحوم والدواجن بنسبة 2.3%.
وأظهرت بيانات البنك المركزي المصري أن التضخم الأساسي ارتفع إلى 6.3% على أساس سنوي في يناير من 6% في ديسمبر. وارتفعت الأسعار 0.9% على أساس شهري بالمقارنة مع انخفاض بنسبة 0.08% في ديسمبر.
وبذلك يقترب معدل التضخم السنوي من الحد الأقصى للنطاق الذي يستهدفه البنك المركزي بين 5 و9%. وكان البنك قد أبقى على أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماع لجنة السياسات النقدية يوم الثالث من فبراير (شباط) الجاري.
وقال محمد أبو باشا، من المجموعة المالية المصرية «هيرميس»، في مذكرة، إن بيان التضخم يعكس «تأثيرات أساسية غير مواتية وارتفاع أسعار المواد الغذائية». وأضاف أن «الاتجاهات الشهرية للتضخم تُظهر ارتفاع تضخم أسعار المواد الغذائية 2.1%، فيما يعكس زيادة واسعة النطاق في أسعار أغلب المواد الغذائية». لكنه قال إن العوامل المحركة للتضخم تظل ضعيفة نظراً لغياب ضغوط الطلب.
وتابع أبو باشا: «لذلك نتوقع ألا يدفع ارتفاع معدل النمو البنك المركزي المصري لرفع أسعار الفائدة في الأجل القريب».
وفي سياق منفصل، قال محمد متولي، الرئيس التنفيذي لبنك الاستثمار المصري (إن آي كابيتال) المملوك للدولة، إن البنك سيفتح باب الاكتتاب في صندوق جديد للدخل الثابت الأسبوع القادم، وسيساعد في بيع حصص في نحو أربع شركات مملوكة للدولة في طروحات عامة أولية بحلول نهاية 2022.
و«إن آي كابيتال» الذي تأسس في 2015 هو مستشار للحكومة في برنامجها لبيع حصص في شركات مملوكة للدولة. وصندوق الدخل الثابت الجديد المعروف باسم صندوق «15-30» هو الثاني له. وقبل عام جمع البنك 1.08 مليار جنيه مصري (69 مليون دولار) في طرح عام أوّلي لصندوق يُعرف باسم «سيولة» الذي اجتذب حتى نهاية 2021 استثمارات صافية بقيمة 4.5 مليار جنيه. وقال متولي لـ«رويترز» إن «سيولة» يدفع عائداً سنوياً يبلغ 9.81%، مما يجعله الأفضل أداءً بين صناديق الدخل الثابت التسعة والعشرين في مصر.
وعلى عكس «سيولة»، الذي يسمح للعملاء ببيع حصصهم عندما يريدون، فإن صندوق «15-30» يسمح فقط بالاسترداد في الخامس عشر والثلاثين من كل شهر. وسيكون صندوق «15-30» مفتوحاً مثل «سيولة». وسيستثمر في أذون وسندات الخزانة وسندات الشركات والصكوك وغيرها من الأوراق المالية.
وقال متولي إن الحكومة التي قامت العام الماضي بتسريع وتيرة مبيعاتها للأصول، لديها مستهدفات قوية لطرح أسهم في شركات مملوكة للدولة في السوق. وأضاف قائلاً: «أتوقع اثنين كحد أدنى، لكن قد يصل العدد إلى أربعة طروحات عامة مرتبطة بالحكومة هذا العام... تلك هي الطروحات التي نشارك فيها. هناك كيانات أخرى تشارك في صفقات أخرى».
وقالت وزيرة التخطيط هالة السعيد، الشهر الماضي، إن مصر تهدف لبيع حصص في شركات مملوكة للدولة بمعدل شركة كل شهر أو شهرين. وتتحدث الحكومة منذ سنوات عن بيع حصص أقلية في مشاريع مملوكة للدولة لكنها أرجأت مراراً البرنامج، مما يثير شكوكاً بين بعض الخبراء الاقتصاديين بشأن التزامها بالخصخصة.


مقالات ذات صلة

مصر وقطر ستتعاونان في مشروع عقاري «مهم للغاية» بالساحل الشمالي

الاقتصاد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي خلال استقباله الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس وزراء قطر في العاصمة الإدارية الجديدة (مجلس الوزراء المصري)

مصر وقطر ستتعاونان في مشروع عقاري «مهم للغاية» بالساحل الشمالي

قال مجلس الوزراء المصري، الأربعاء، إن مصر وقطر ستتعاونان خلال المرحلة المقبلة في مشروع استثماري عقاري «مهم للغاية» في منطقة الساحل الشمالي المصرية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد أبراج وشركات وبنوك على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

تقرير أممي يحذّر من تضخم الدين العام في المنطقة العربية

حذّر تقرير أممي من زيادة نسبة خدمة الدين الخارجي في البلدان العربية، بعد أن تضخّم الدين العام المستحق من عام 2010 إلى 2023، بمقدار 880 مليار دولار في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الاقتصاد مقر البنك المركزي المصري بالعاصمة الإدارية الجديدة (رويترز)

تحويلات المصريين بالخارج زادت بأكثر من 100 % في سبتمبر

أظهرت بيانات البنك المركزي المصري، اليوم الاثنين، أن تحويلات المصريين بالخارج ارتفعت لأكثر من مثليها على أساس سنوي في سبتمبر (أيلول) الماضي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد وزير البترول المصري كريم بدوي خلال حديثه في مؤتمر مؤسسة «إيجيبت أويل آند غاز» (وزارة البترول المصرية)

مصر: أعمال البحث عن الغاز الطبيعي بالبحر المتوسط «مبشرة للغاية»

قال وزير البترول المصري كريم بدوي إن أعمال البحث والاستكشاف للغاز الطبيعي في البحر المتوسط مع الشركات العالمية «مبشرة للغاية».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد ناقلة غاز طبيعي مسال تمر بجانب قوارب صغيرة (رويترز)

مصر تُجري محادثات لإبرام اتفاقيات طويلة الأجل لاستيراد الغاز المسال

تجري مصر محادثات مع شركات أميركية وأجنبية أخرى لشراء كميات من الغاز الطبيعي المسال عبر اتفاقيات طويلة الأجل، في تحول من الاعتماد على السوق الفورية الأكثر تكلفة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

«إتش إس بي سي» ينسحب من أعمال بطاقات الائتمان في الصين

مقر بنك «إتش إس بي سي» في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)
مقر بنك «إتش إس بي سي» في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)
TT

«إتش إس بي سي» ينسحب من أعمال بطاقات الائتمان في الصين

مقر بنك «إتش إس بي سي» في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)
مقر بنك «إتش إس بي سي» في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)

قالت مصادر مطلعة لـ«رويترز» إن بنك «إتش إس بي سي» سينسحب من أعمال بطاقات الائتمان في الصين بعد 8 سنوات من إطلاقها؛ حيث كافح البنك للتوسع وجعل المشروع مربحاً في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وقالت 3 مصادر مطلعة مباشرة على الأمر إن البنك الذي يركز على آسيا، توقّف عن إصدار بطاقات جديدة، ويعمل على تقليص الخدمة المقدمة لجزء كبير من العملاء الصينيين. وقال اثنان منهم إن الإغلاق المخطط له يأتي بعد محاولات فاشلة لبيع الأعمال.

وقالت المصادر إن البنك الذي لا يزال في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على الخطط، قد يستمر في خدمة بطاقات الائتمان لشريحة صغيرة من العملاء «المميزين». وقال أحد المصادر إن عملاء بطاقات الائتمان «المستقلين» لدى البنك، أولئك الذين لا يستخدمون خدمات «إتش إس بي سي» المصرفية في الصين، لن يتمكنوا من تجديد بطاقاتهم عند انتهاء صلاحيتها، مضيفاً أن هؤلاء العملاء يشكلون جزءاً كبيراً من الأعمال في البلاد.

ويؤكد قرار الانسحاب، الذي لم يتم الإبلاغ عنه سابقاً، على التحديات التي يواجهها البنك في توسيع نطاق وجوده في الصين كجزء من تعهده بالتحول إلى آسيا وتعميق وجوده في الاقتصادات الإقليمية الرئيسية.

ورفضت المصادر الكشف عن هُويتها لأنها غير مخوّلة بالتحدث إلى وسائل الإعلام. وقال متحدث باسم الشركة لـ«رويترز»، دون الخوض في التفاصيل: «كجزء من خدماتنا المصرفية الخاصة المتميزة والعالمية في البر الرئيسي للصين، نواصل تقديم خدمات بطاقات الائتمان التي تركز على السفر الدولي وميزات نمط الحياة».

وتمثل هذه الخطوة تراجعاً عن طموح البنك في تنمية أعمال بطاقات الائتمان في الصين بسرعة بعد إطلاقها في أواخر عام 2016 كجزء من محوره الآسيوي وتوسيع خدماته المصرفية للأفراد وإدارة الثروات في الصين.

وتُظهر بيانات من إصدارات البنك أن «إتش إس بي سي»، الذي يقع مقره الرئيسي في لندن، والذي يحقق الجزء الأكبر من إيراداته في آسيا، كان لديه نحو مليون مستخدم لبطاقات الائتمان الخاصة به في الصين بحلول سبتمبر (أيلول) 2019.

وقال أحد المصادر إنه في غضون 18 شهراً من إطلاق الخدمة، شهد بنك «إتش إس بي سي» وصول الأعمال إلى 500 مليون دولار من الرصيد المستحق، قبل أن يتوقف النمو وتنخفض المعاملات بسبب عمليات الإغلاق الصارمة الناجمة عن كوفيد في الصين... ومنذ ذلك الحين، شدد المستهلكون الصينيون الإنفاق في ظل تباطؤ الاقتصاد، مما أدى إلى انكماش سوق بطاقات الائتمان بشكل أكبر.

ووفقاً لبيانات من «إنسايت آند إنفو كونسالتينغ»، نما إجمالي إصدار البطاقات في 6 سنوات متتالية ليصل إلى ذروة بلغت 800 مليون بطاقة في عام 2021، وانخفض إلى 767 مليون بطاقة بحلول عام 2023.

وقالت مصادر إن «إتش إس بي سي» واجه أيضاً منافسة شديدة وقيوداً تنظيمية في أعمال بطاقات الائتمان في الصين لم يواجهها من قبل في أسواق أخرى، مثل القواعد المتعلقة بتسعير أسعار الفائدة وكيفية تعامل البنوك مع التخلف عن السداد. وأضافوا أن هذه القيود، إلى جانب ارتفاع تكلفة اكتساب العملاء والاحتيال، قوضت آفاق الأعمال.

وبصرف النظر عن نظرائها المصرفيين الصينيين، تواجه البنوك الأجنبية مثل «إتش إس بي سي» أيضاً تحديات من المنصات الرقمية الصينية التي توسعت بسرعة لتقديم خدمات القروض الاستهلاكية بتكاليف أقل بشكل حاد. ولا تقدم سوى حفنة من البنوك الأجنبية خدمات بطاقات الائتمان في الصين، بما في ذلك «ستاندرد تشارترد» وبنك شرق آسيا.

كما يراجع بنك «إتش إس بي سي» النفقات والضوابط التشغيلية في أعمال الثروة الرقمية الصينية، في خطوة قد تؤدي إلى تسريح العمال، حسبما ذكرت «رويترز»، الشهر الماضي.

وتُعد منطقة الصين الكبرى، التي تضم هونغ كونغ وتايوان، أكبر مصدر للدخل للمجموعة، لكن الصين هي السوق الوحيدة عالمياً التي لم تحقق فيها أعمال الثروة والخدمات المصرفية الشخصية في «إتش إس بي سي» أرباحاً بعد. وفي النصف الأول من عام 2024، أعلنت الوحدة عن خسارة قدرها 46 مليون دولار مقارنة بـ90 مليون دولار في الفترة المقابلة من العام الماضي.