أخنوش يلتقي الاتحادات العمالية في المغرب بعد جدل الاقتطاع من أجور «غير الملقحين»

شدد على التوعية بأهمية التطعيم ضد «كوفيد ـ 19»

مسافرون يصلون إلى مطار محمد الخامس في الدار البيضاء الاثنين 7 فبراير (أ.ف.ب)
مسافرون يصلون إلى مطار محمد الخامس في الدار البيضاء الاثنين 7 فبراير (أ.ف.ب)
TT

أخنوش يلتقي الاتحادات العمالية في المغرب بعد جدل الاقتطاع من أجور «غير الملقحين»

مسافرون يصلون إلى مطار محمد الخامس في الدار البيضاء الاثنين 7 فبراير (أ.ف.ب)
مسافرون يصلون إلى مطار محمد الخامس في الدار البيضاء الاثنين 7 فبراير (أ.ف.ب)

عقد عزيز أخنوش، رئيس الحكومة المغربية، أمس، لقاء مع الاتحادات العمالية بحضور كل من وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، ووزير الصحة والحماية الاجتماعية خالد أيت الطالب، ووزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والشغل والكفاءات يونس السكوري، والوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة، المكلف بالعلاقة مع البرلمان الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى بايتاس، وذلك حسبما أفاد بيان لرئاسة الحكومة.
وجرى، خلال اللقاء، مناقشة انخراط النقابات في تحسيس الأجراء والموظفين بأهمية الانخراط في عملية التلقيح لمواجهة جائحة «كوفيد – 19».
وجاء اللقاء في وقت عبرت فيه النقابات عن انزعاجها من قرار الحكومة الشروع، ابتداءً من يوم الاثنين المقبل، في فرض الإدلاء بجواز التلقيح كشرط لولوج أماكن العمل، وفي حالة عدم الإدلاء به، سيمنع الموظف من ولوج مقر عمله، ويعد متغيباً، وتطبق في حقه الإجراءات القانونية، من ضمنها الاقتطاع من الأجر.
وأضاف البيان أن هذا اللقاء يأتي في إطار سلسلة اللقاءات التي عقدها رئيس الحكومة مع كل من رؤساء الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان، ورئيس وأعضاء الاتحاد العام لمقاولات المغرب (منظمة مهنية لرجال الأعمال)، والكتاب العامين (وكلاء الوزارات)، ومديري الموارد البشرية بمختلف القطاعات الوزارية والمؤسسات العمومية، وممثلي الجماعات الترابية (البلديات)، وذلك لمناقشة الحالة الوبائية التي تعرفها المملكة، و«التحسيس بضرورة مواكبة قرار الحكومة الأخير، القاضي بفتح المجال الجوي بمجموعة من الإجراءات التي من شأنها الحفاظ على المكتسبات».
حضر اللقاء من جانب الاتحادات العمالية كل من الميلودي المخاريق، الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل (أعرق نقابة مغربية)، وخديجة الزومي، مستشارة برلمانية مكلفة مهمة في الاتحاد العام للشغالين بالمغرب (نقابة مقربة من حزب الاستقلال)، وخالد العلمي لهوير وبوشتى بوخالفة، نائبي الأمين العام للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، ومحمد زويتن نائب الأمين العام للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، وعبد الحميد فاتحي الأمين العام للفيدرالية الديمقراطية للشغل، وعلي لطفي، الأمين العام للمنظمة الديمقراطية للشغل.
وحسب بيان رئاسة الحكومة، شدد أخنوش على أهمية دور الاتحادات العمالية في عملية «التحسيس بضرورة انخراط الموظفين والمستخدمين في استكمال مسار التلقيح، وتعزيزه بالجرعة الثالثة»، من أجل حماية صحة المواطنين وتحقيق المناعة الجماعية.
وأوضح البيان أن ممثلي الاتحادات العمالية «يلعبون دوراً محورياً في توعية المواطنين بأهمية الالتزام بالتدابير الصحية التي تتخذها السلطات العمومية»، لا سيما الإقبال على التلقيح، من أجل تحصين المكتسبات وحماية صحة المواطنات والمواطنين.
وذكر البيان أن ممثلي الاتحادات العمالية أبرزوا في مداخلاتهم أن استكمال مسار التلقيح «سيسمح بالعودة التدريجية إلى الحياة الطبيعية، خاصة الجرعة الثالثة المعززة، التي ستحمي أرواح الموظفين والمستخدمين، في حالة الإصابة، وتحميهم من مرحلة الخطر». كما عبّروا عن انخراطهم في الرفع من وتيرة تحسيس المواطنين وتعبئتهم من أجل الإقبال على التلقيح.
وكان الميلودي مخارق، الأمين العام لنقابة الاتحاد المغربي للشغل، قد قال في تصريح صحافي قبيل الاجتماع، إن منظمته تدعم التلقيح، لكنها «تتحفظ على الإجراءات التي تنوي الحكومة القيام بها من قبيل الاقتطاع من أجور غير الملقحين واعتبارهم في حالة تخلٍّ عن العمل، وتطبيق مسطرة تأديبية عليهم، قد تصل إلى الطرد من العمل».
كما انتقد عبد الحميد الفاتحي، أمين عام الفيدرالية الديمقراطية للشغل، التلويح بالاقتطاع من أجور غير الملقحين، معتبراً أن ذلك «يمسّ المساواة بين المواطنين».
وكانت مصالح حكومية أعلنت أنه بدءاً من الاثنين المقبل، سيتم فرض الإدلاء بـ«جواز التلقيح» أو شهادة الإعفاء من التلقيح، تحت طائلة منعهم من الدخول للإدارة، باستثناء الترخيص المؤقت للموظفين الذين لم يستكملوا بعد تطعيمهم. وجاء في مذكرة حكومية أنه «سيجري في حق الموظفين المتغيبين عن العمل اتخاذ المقتضيات القانونية المعمول بها»، في إشارة إلى الاقتطاع من الأجر، وسلوك مسطرة التغيب غير المبرر.


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
TT

مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)

تسعى الحكومة المصرية، لتعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، في مجال إدارة الموارد المائية، في ظل تحديات كبيرة تواجهها تتعلق بـ«محدودية مواردها». وخلال لقائه سفيرة الاتحاد الأوروبي في القاهرة أنجلينا إيخورست، الاثنين، ناقش وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم، التعاون بين الجانبين، في «إعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجتها».

وتعاني مصر عجزاً مائياً، حيث يبلغ إجمالي الموارد المائية، نحو 60 مليار متر مكعب سنوياً، في مقابل احتياجات تصل إلى 114 مليار متر مكعب سنوياً، وبنسبة عجز تقدر 54 مليار متر مكعب، وفق «الري المصرية».

وتعتمد مصر على حصتها من مياه نهر النيل بنسبة 98 في المائة، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنوياً.

وحسب بيان لـ«الري المصرية»، ناقش سويلم، مع سفيرة الاتحاد الأوروبي، مقترحات تطوير خطة العمل الاستراتيجية (2024-2027)، طبقاً للأولويات المصرية، مشيراً إلى الدعم الأوروبي لبلاده في مجالات «رفع كفاءة الري، وإعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجة المياه، والتكيف مع تغير المناخ».

ووقَّعت الحكومة المصرية، والاتحاد الأوروبي، إعلاناً للشراكة المائية، خلال فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، COP28، الذي عُقد في دبي عام 2023، بهدف تحقيق الإدارة المستدامة للموارد المائية، وتعزيز الحوار، وتبادل الخبرات.

وأوضح وزير الري المصري أن «الإجراءات التي تتبعها بلاده لرفع كفاءة استخدام المياه، تندرج تحت مظلة الجيل الثاني لمنظومة الري»، منوهاً بقيام الوزارة حالياً «بتأهيل المنشآت المائية، ودراسة التحكم الآلي في تشغيلها لتحسين إدارة وتوزيع المياه، والتوسع في مشروعات الري الحديث»، إلى جانب «مشروعات معالجة وإعادة استخدام المياه، ودراسة تقنيات تحلية المياه من أجل الإنتاج الكثيف للغذاء».

ومن بين المشروعات المائية التي تنفذها الحكومة المصرية، بالتعاون مع عدد من دول الاتحاد الأوروبي، «البرنامج القومي الثالث للصرف، وتحسين نوعية المياه في مصرف (كيتشنر)، وتحديث تقنيات الري لتحسين سبل عيش صغار المزارعين في صعيد مصر، ومراقبة إنتاجية الأراضي والمياه عن طريق الاستشعار عن بعد».

وتعوِّل الحكومة المصرية على الخبرات الأوروبية في مواجهة ندرة المياه، وفق أستاذ الموارد المائية، في جامعة القاهرة، نادر نور الدين، الذي أشار إلى أن «القاهرة سبق أن استعانت بخبراء أوروبيين لصياغة حلول للتحديات المائية التي تواجهها مصر»، وقال إن «كثيراً من المقترحات التي قدمها الخبراء تنفذها الحكومة المصرية في سياستها المائية، ومن بينها التوسع في مشروعات معالجة المياه، وتحلية مياه البحر، واعتماد نظم الري الحديث».

وللتغلب على العجز المائي شرعت الحكومة المصرية في تطبيق استراتيجية لإدارة وتلبية الطلب على المياه حتى عام 2037 باستثمارات تقارب 50 مليون دولار، تشمل بناء محطات لتحلية مياه البحر، ومحطات لإعادة تدوير مياه الصرف بمعالجة ثلاثية، إضافة إلى تطبيق مشروع تحول للري الزراعي الحديث.

ويعتقد نور الدين، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الخبرة الأوروبية في مجال تطوير إدارة المياه والتغيرات المناخية هي الأفضل في هذا المجال»، مشيراً إلى أن «القاهرة تسعى إلى الاستفادة من المنح الأوروبية المقدَّمة في تلك المجالات، وخصوصاً، التكيف مع التغيرات المناخية»، معتبراً أن «التعامل مع العجز المائي في مصر من أولويات السياسة المائية المصرية».

ويُعد الاتحاد الأوروبي من أهم الشركاء في المجال التنموي بالنسبة لمصر، وفق أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، الذي أشار إلى أن «التعاون المائي بين الجانبين يأتي ضمن الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي جرى توقيعها بين الحكومة المصرية والاتحاد الأوروبي، لتطوير التعاون بمختلف المجالات».

ويرى شراقي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاتحاد الأوروبي يمتلك التكنولوجيا والخبرات الحديثة بشأن تطوير استخدام المياه، خصوصاً في الدول التي تعاني من شح مائي».