أربيل تؤكد أنها أوفت بالتزاماتها النفطية مع بغداد.. وتنتظر المثل

وزير النفط العراقي يقر بتحقيق نتائج إيجابية من الاتفاق المبرم أواخر 2014

أربيل تؤكد أنها أوفت بالتزاماتها النفطية مع بغداد.. وتنتظر المثل
TT

أربيل تؤكد أنها أوفت بالتزاماتها النفطية مع بغداد.. وتنتظر المثل

أربيل تؤكد أنها أوفت بالتزاماتها النفطية مع بغداد.. وتنتظر المثل

أعلنت لجنة الطاقة والثروات الطبيعية في برلمان إقليم كردستان العراق، أمس، إن نسبة تصدير الإقليم من النفط عن طريق شركة النفط الوطنية العراقية (سومو) وصلت إلى الكمية المتفق عليها حسب الاتفاقية المبرمة بين أربيل وبغداد أواخر العام الماضي، مبينة أن بغداد لم تعد تمتلك أي حجة لعدم الإيفاء بالتزاماتها اتجاه كردستان.
وقال دلشاد شعبان، نائب رئيس لجنة الطاقة والثروات الطبيعية في برلمان إقليم كردستان، لـ«الشرق الأوسط»، إنه «منذ بداية أبريل (نيسان) بدأ الإقليم بتصدير 550 ألف برميل من النفط يوميا حسب الاتفاق مع الحكومة الاتحادية، وبهذا تكون حكومة الإقليم قد أوفت بالتزاماتها بنسبة 100 في المائة، ومن المقرر أن تصل نسبة تصدير الإقليم للنفط إلى 600 ألف برميل من النفط يوميا حتى نهاية الشهر الحالي وإلى 625 ألف برميل يوميا مع بداية يونيو (حزيران) لتستمر على هذا المنوال من التصدير حتى نهاية العام الحالي، وذلك من أجل تعويض النقص في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) الماضيين».
وتابع شعبان: «لم يبقَ لدى بغداد أي حجة لعدم إرسالها حصة الإقليم من الموازنة العامة فكمية إنتاج العراق للنفط ازدادت خلال هذا الشهر وازدادت نسبة تصدير النفط أيضا، بالإضافة إلى أن بغداد وبشكل معدل باعت البرميل الواحد من النفط خلال هذا الشهر بنحو 55 إلى 60 دولار». وأضاف: «صحيح أن العراق لا يستطيع هو الآخر صرف نفقاته الاستثمارية أيضا، بسبب عدم وجود السيولة الكافية لذلك، لكن يجب عليه أن يرسل من الآن وصاعدا مبلغ 850 مليار دينار إلى إقليم كردستان، لأن الإقليم يحتاج إلى هذا المبلغ شهريا لتوزيع رواتب موظفيه».
وبالتزامن مع تصريحات نائب رئيس لجنة الطاقة في برلمان الإقليم، قال سعد الحديثي، المتحدث الرسمي باسم مكتب رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، لـ«الشرق الأوسط»: «هناك تصاعد في الخط البياني لمستوى تصدير النفط عبر الإقليم وهو مؤشر من خلال وزارة النفط الاتحادية وشركة (سومو) وهذا يعزز أجواء تطبيق الاتفاقية بشكل كامل، والمضي قدما باتجاه اعتماده كأساس للعلاقة بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم». وتابع: «بالتأكيد أن تنفيذ الاتفاق بصورة كاملة والوصول إلى سقف الإنتاج المتفق عليه سيكون عاملا ملزما لبغداد لأن تخصص أو تدفع النفقات المتفق عليها ضمن الإمكانيات المالية المتاحة، فهناك ضائقة مالية يمر بها البلد، لكن ارتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية وارتفاع صادرات العراق النفطية إذا ما تم فعلا الوصول إلى مستوى الإنتاج المتفق عليه من قبل حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية، سيعزز واردات العراق وينهي الضائقة المالية ويدفع باتجاه تطبيق الاتفاق بصورة كاملة من قبل الحكومة الاتحادية والوفاء بالتزاماتها المالية تجاه أربيل، و ذلك بما يتناسب مع حجم المنتج وحجم الواردات التي تعود إلى الموازنة الاتحادية وتقسيمها بشكل عادل على كل أنحاء العراق».
من جانبه، قال مسعود حيدر النائب الكردي في مجلس النواب العراقي، لـ«الشرق الأوسط»: «مشكلة الأرض إلى جانب مشكلات الميزانية وتصدير النفط وميزانية قوات البيشمركة، هي مشكلات رئيسية بين الجانبين، أما مشكلة الأرض فهي مرتبطة بالمادة 140 من الدستور العراقي (بشأن المناطق المتنازع عليها) التي لم تطبق حتى الآن من الناحية القانونية والدستورية، على الرغم من أن غالبية المناطق المتنازع عليها تخضع حاليا لسيطرة قوات البيشمركة، وهي التي توفر الحماية لها من تنظيم داعش. أما بالنسبة لتصدير النفط وميزانية الإقليم، فقد تم تنظيم ذلك إلى حد ما في قانون موازنة عام 2015، فيجب أن يقابل التزام حكومة الإقليم بالاتفاقية التزاما كاملا من جانب بغداد أيضا. أما بالنسبة لميزانية قوات البيشمركة، فهناك اتفاق بين أربيل وبغداد يقضي بتخصيص مليار دولار لهذه القوات من قبل الحكومة الاتحادية، لكن الحكومة العراقية خصصت أقل من ذلك المبلغ لقوات البيشمركة في الموازنة بحيث تصل إلى 50 في المائة من المبلغ المحدد لها».
وأقر وزير النفط العراقي عادل عبد المهدي بالتزام أربيل بالاتفاقية النفطية، وصرح أمس بأن إنتاج النفط الخام من حقول إقليم كردستان يتم تصديره عبر الحكومة الاتحادية ومن بوابة شركة تسويق النفط العراقية الرسمية (سومو). وأضاف أن «على بعض الذين هاجموا الاتفاق مع إقليم كردستان مراجعة أنفسهم بعد تحقق الكثير من النتائج الإيجابية، فالقرارات الصحيحة تتطلب أحيانا العمل ضد التيار واتخاذ المواقف الجريئة». ونقلت عنه وكالة الأنباء الألمانية قوله: «إننا نصدر اليوم كميات متزايدة من إنتاج الإقليم من النفط الخام عبر (سومو) كما عادت حقول كركوك للإنتاج والتصدير بعد توقفها منذ مارس (آذار) 2014 بسبب أعمال الإرهاب وبعد توقف إنتاج مصفى بيجي وغيره».



إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)

اعترضت إسرائيل صاروخين باليستيين أطلقتهما الجماعة الحوثية في سياق مزاعمها مناصرة الفلسطينيين في غزة، السبت، قبل يوم واحد من بدء سريان الهدنة بين تل أبيب وحركة «حماس» التي ادّعت الجماعة أنها تنسق معها لمواصلة الهجمات في أثناء مراحل تنفيذ الاتفاق في حال حدوث خروق إسرائيلية.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تشن الجماعة المدعومة من إيران هجمات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي، وتطلق الصواريخ والمسيرات باتجاه إسرائيل، وتهاجم السفن الحربية الأميركية، ضمن مزاعمها لنصرة الفلسطينيين.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، يحيى سريع، في بيان متلفز، عصر السبت، بتوقيت صنعاء، إن جماعته نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي من نوع «ذو الفقار»، وإن الصاروخ وصل إلى هدفه «بدقة عالية وفشلت المنظومات الاعتراضية في التصدي له»، وهي مزاعم لم يؤكدها الجيش الإسرائيلي.

وأضاف المتحدث الحوثي أن قوات جماعته تنسق مع «حماس» للتعامل العسكري المناسب مع أي خروق أو تصعيد عسكري إسرائيلي.

من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي باعتراض الصاروخ الحوثي، ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن صافرات الإنذار والانفجارات سُمعت فوق القدس قرابة الساعة 10.20 (الساعة 08.20 ت غ). وقبيل ذلك دوّت صافرات الإنذار في وسط إسرائيل رداً على إطلاق مقذوف من اليمن.

وبعد نحو ست ساعات، تحدث الجيش الإسرائيلي عن اعتراض صاروخ آخر قبل دخوله الأجواء، قال إنه أُطلق من اليمن، في حين لم يتبنّ الحوثيون إطلاقه على الفور.

ومع توقع بدء الهدنة وتنفيذ الاتفاق بين إسرائيل و«حماس»، من غير المعروف إن كان الحوثيون سيتوقفون عن مهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا في البحر الأحمر، وخليج عدن؛ إذ لم تحدد الجماعة موقفاً واضحاً كما هو الحال بخصوص شن الهجمات باتجاه إسرائيل، والتي رهنت استمرارها بالخروق التي تحدث للاتفاق.

1255 صاروخاً ومسيّرة

زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي استعرض، الخميس، في خطبته الأسبوعية إنجازات جماعته و«حزب الله» اللبناني والفصائل العراقية خلال الـ15 شهراً من الحرب في غزة.

وقال الحوثي إنه بعد بدء سريان اتفاق الهدنة، الأحد المقبل، في غزة ستبقى جماعته في حال «مواكبة ورصد لمجريات الوضع ومراحل تنفيذ الاتفاق»، مهدداً باستمرار الهجمات في حال عودة إسرائيل إلى التصعيد العسكري.

جزء من حطام صاروخ حوثي وقع فوق سقف منزل في إسرائيل (أ.ف.ب)

وتوعّد زعيم الجماعة المدعومة من إيران بالاستمرار في تطوير القدرات العسكرية، وقال إن جماعته منذ بدء تصعيدها أطلقت 1255 صاروخاً وطائرة مسيرة، بالإضافة إلى العمليات البحرية، والزوارق الحربية.

وأقر الحوثي بمقتل 106 أشخاص وإصابة 328 آخرين في مناطق سيطرة جماعته، جراء الضربات الغربية والإسرائيلية، منذ بدء التصعيد.

وفي وقت سابق من يوم الجمعة، أعلن المتحدث الحوثي خلال حشد في أكبر ميادين صنعاء، تنفيذ ثلاث عمليات ضد إسرائيل، وعملية رابعة ضد حاملة الطائرات «يو إس إس ترومان» شمال البحر الأحمر، دون حديث إسرائيلي عن هذه المزاعم.

وادعى المتحدث سريع أن قوات جماعته قصفت أهدافاً حيوية إسرائيلية في إيلات بـ4 صواريخ مجنحة، كما قصفت بـ3 مسيرات أهدافاً في تل أبيب، وبمسيرة واحدة هدفاً حيوياً في منطقة عسقلان، مدعياً أن العمليات الثلاث حقّقت أهدافها.

كما زعم أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «ترومان» شمال البحر الأحمر، بعدد من الطائرات المسيرة، وهو الاستهداف السابع منذ قدومها إلى البحر الأحمر.

5 ضربات انتقامية

تلقت الجماعة الحوثية، في 10 يناير (كانون الثاني) 2025، أعنف الضربات الإسرائيلية للمرة الخامسة، بالتزامن مع ضربات أميركية - بريطانية استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء وعمران ومحطة كهرباء جنوب صنعاء وميناءين في الحديدة على البحر الأحمر غرباً.

وجاءت الضربات الإسرائيلية الانتقامية على الرغم من التأثير المحدود للمئات من الهجمات الحوثية، حيث قتل شخص واحد فقط في تل أبيب جراء انفجار مسيّرة في شقته يوم 19 يوليو (تموز) 2024.

مطار صنعاء الخاضع للحوثيين تعرض لضربة إسرائيلية انتقامية (أ.ف.ب)

وإلى جانب حالات الذعر المتكررة بسبب صفارات الإنذار وحوادث التدافع في أثناء الهروب للملاجئ، تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ حوثي، في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كما أصيب نحو 20 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في الـ21 من الشهر نفسه.

واستدعت الهجمات الحوثية أول رد من إسرائيل، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتَي توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

دخان يتصاعد في صنعاء الخاضعة للحوثيين إثر ضربات غربية وإسرائيلية (أ.ف.ب)

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر 2024، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.