أنباء عن أسر قيادي حوثي بمأرب..وانشقاقات عسكرية في صفوف المتمردين

في الضالع أسقطت طائرات التحالف أدوية وتجهيزات طبية بسبب منع الحوثيين للقوافل الإنسانية

حوثيون يشيعون أحد قتلاهم في صنعاء أمس وكان قتل مؤخرا في معارك بجنوب اليمن (إ.ب.أ)
حوثيون يشيعون أحد قتلاهم في صنعاء أمس وكان قتل مؤخرا في معارك بجنوب اليمن (إ.ب.أ)
TT

أنباء عن أسر قيادي حوثي بمأرب..وانشقاقات عسكرية في صفوف المتمردين

حوثيون يشيعون أحد قتلاهم في صنعاء أمس وكان قتل مؤخرا في معارك بجنوب اليمن (إ.ب.أ)
حوثيون يشيعون أحد قتلاهم في صنعاء أمس وكان قتل مؤخرا في معارك بجنوب اليمن (إ.ب.أ)

كشف مصدر مطلع أمس لـ«الشرق الأوسط» عن أنباء حول أسر القيادي في الميلشيات الحوثية علي الزراعي، وأكد المصدر الذي يتحدث من مأرب شمال شرقي صنعاء أن مجموعة من القبائل المناصرة للشرعية في مأرب حاصرت الزراعي ومعه مجموعة من مرافقيه يبلغ عددهم 6 أفراد، وأجبرتهم بعد مواجهة عنيفة على تسليم أسلحتهم والاستسلام لهم.
وأشار المصدر في حديثه إلى أن هناك انشقاقات عسكرية مؤكدة في صفوف المتمردين الحوثيين والقوات الموالية لصالح، لكنها غير معلنة، ولا سيما من المنشقين أنفسهم، لرغبتهم في ترتيب أوضاعهم خوفا من تعرض ذويهم للأذى من قبل الجهات العسكرية الموالية لصالح وكذلك للمتمردين الحوثيين.
ويسعى المتمردون الحوثيون إلى التقدم باتجاه محافظة مأرب الغنية بالمنتجات النفطية والغاز الطبيعي، ولكن قبائل منطقة صرواح شرق صنعاء استبقت الخطوة الحوثية بالتوغل إلى مأرب، بتكوين تعزيزات من أبناء القبائل الداعمة للشرعية ردا على محاولة المتمردين بالتقدم. في مقابل ذلك شنت قوات التحالف هجمات متنوعة على المواقع التي يوجد فيها الحوثيون قرب منطقة صرواح، إحدى مديريات محافظة مأرب وسط اليمن، لمنع المتمردين من التحرك أو تمرير الأسلحة.
من جهة أخرى، تعرض المتمردون الحوثيون وحلفاؤهم العسكريون الموالون لعلي عبد الله صالح لخسائر فادحة أمس، على أثر قصف مدفعي عنيف من مناصري الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي. وأشارت مصادر يمنية لـ«الشرق الأوسط» إلى سقوط عشرات القتلى من الحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء ساحة القتال بين الطرفين، ويأتي التقدم لقوات هادي بدعم من غارات جوية تجريها قوات التحالف، في الوقت الذي تمكنت فيه اللجان الشعبية من قتل عدد من المتمردين.
وقال الناشط السياسي عبد الرحمن أحمد، المقرب من (حزب التجمع اليمني) في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أمس: «نحن في تقدم مستمر منذ بداية عملية (عاصفة الحزم) وحتى توقفها الأسبوع الماضي، وفي بداية انقلاب المتمردين الحوثيين واجهنا إشكالات كبيرة، خصوصا أن القوات الموالية لصالح فتحت المجال أمام المتمردين للاستفادة من كل عدتهم وعتادهم، ويضاف إلى ذلك الأسلحة التي هربتها إيران إلى داخل اليمن لدعم المتمردين، لكن الوضع للأفضل، والأيام المقبلة ستكون كذلك».
وفي عدن استمرت مواجهات ليلة أمس بين اللجان الشعبية والمتمردين، وقالت مصادر عسكرية في عدن إن عدد القتلى في صفوف المتمردين الحوثيين يرتفع، خصوصا بعد قصف طيران التحالف موقع المتمردين في منطقة خور مكسر في عدن.
وردّ المتمردون الحوثيون، بفعل الخناق الذي يعانونه من القوات الموالية للرئيس هادي والقبائل بتغطية جوية من قوات التحالف، بقصف عشوائي من الدبابات في مدينة تعز سقط على إثرها عدد من المدنيين.
وفي الضالع شرق البلاد اضطرت طائرات قوات التحالف الدولي إلى إنزال أدوية وتجهيزات طبية صباح أمس، بسبب منع المتمردين الحوثيين للقوافل الإنسانية، سواء منها ما يتبع للصليب الأحمر أو غيره، من المرور في عدد من النقاط التفتيشية التي يقيمها المتمردون، قبل أن تعود أدراجها إلى صنعاء، بحسب المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وشهد يوم أمس اشتباكات عنيفة بين مسلحي جماعة الحوثي ومسلحي المقاومة الشعبية، أسفرت عن قتلى وجرحى من الطرفين، تمكن خلالها مسلحو المقاومة من السيطرة على مقار حكومية مهمة كان الحوثيون يسيطرون عليها.
من جهته، قال أمين حسن، عضو اللجان الشعبية ولجان المقاومة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أمس: «نحن في تقدم، وأنتم الآن تسمعون طلقات الأسلحة الخاصة بنا بمواجهة المتمردين، ونجحنا في أسر كثير منهم، واكتشفنا أن أفرادا منهم ينطلقون من اعتقادات دينية خاطئة، فيها كثير من الخرافة، وبدا عليهم الجهل الكبير».
وكشف حسن أنهم من منطلق إنساني يفسحون المجال لمزيد من المستسلمين من الحوثيين، مبينا: «نحن نعلن من منابر المساجد أن من يستسلم من الحوثيين ويسلم سلاحه فله الأمان وسوف يُطلق سراحه»، مضيفا: «وهو ما حدث بالفعل، بل إننا نقدم بعض المال والغذاء والكساء لمن يستسلمون ونترك لهم المجال في العودة إلى قراهم، خصوصا أنهم سلموا أنفسهم طواعية».



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.