بلينكن يبدأ جولة في منطقة الهادئ

تأكيداً لأولوية مواجهة نفوذ الصين في الاستراتيجية الأميركية

بلينكن لدى اجتماعه مع مسؤولين بمفوضية الاتحاد الأوروبي في واشنطن أمس قبل بدء جولته في منطقة «الهادئ» (رويترز)
بلينكن لدى اجتماعه مع مسؤولين بمفوضية الاتحاد الأوروبي في واشنطن أمس قبل بدء جولته في منطقة «الهادئ» (رويترز)
TT

بلينكن يبدأ جولة في منطقة الهادئ

بلينكن لدى اجتماعه مع مسؤولين بمفوضية الاتحاد الأوروبي في واشنطن أمس قبل بدء جولته في منطقة «الهادئ» (رويترز)
بلينكن لدى اجتماعه مع مسؤولين بمفوضية الاتحاد الأوروبي في واشنطن أمس قبل بدء جولته في منطقة «الهادئ» (رويترز)

بدأ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في زيارة تشمل كلاً من أستراليا وفيجي وهاواي في رحلة تظهر استمرار الولايات المتحدة في استراتيجيتها لمواجهة النفوذ المتصاعد للصين في منطقة المحيط الهادئ، في وقت تبذل فيه إدارة الرئيس جو بايدن جهوداً استثنائية عبر المحيط الأطلسي لردع أي عدوان جديد من روسيا ضد أوكرانيا وتأمين إمدادات الطاقة لحلفائها الأوروبيين.
وسافر بلينكن أمس الاثنين متوجهاً إلى أستراليا وفيجي وهاواي بهدف عقد اجتماعات مع الحلفاء الرئيسيين في المنطقة، ولا سيما الرباعي الذي يضم الولايات المتحدة وأستراليا والهند واليابان، وتأكيد التزام بايدن التصدي لما تسميه «الإكراه» الاقتصادي والعسكري المتنامي للصين، التي تثير الخشية من إعدادها لإنشاء قواعد عسكرية في جزر المحيط الهادئ، فضلاً عن دفع الجهود الدبلوماسية فيما يتعلق بالبرنامج النووي ولم الخاص بالصواريخ الباليستية لدى كوريا الشمالية.
وتأتي زيارة بلينكن بعد أيام من إعلان الرئيسين الصيني شي جينبينغ والروسي فلاديمير بوتين شراكة استراتيجية «بلا حدود» بين بلديهما، خلال لقاء قمة بينهما قبيل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين، سعياً إلى بناء نظام دولي جديد تختلف قيمه عن المفاهيم الأميركية والغربية. وتعهدت الصين وروسيا الحماية المتبادلة للمصالح الجوهرية، في إشارة إلى روسيا وأوكرانيا وكذلك تايوان، التي تتمتع بالحكم الذاتي وتسعى بكين إلى استعادتها. وندد بيانهما المشترك بتحركات بايدن لمواجهة الصين، بما في ذلك عبر اتفاق «أوكوس»، الذي ستقوم الولايات المتحدة وبريطانيا بموجبه بتزويد الولايات أستراليا بغواصات تعمل بالطاقة النووية.
اجتماع رباعي في أستراليا
وخلال الاجتماع الرباعي الذي سيعقد غداً الأربعاء في مدينة ملبورن الأسترالية، يتوقع أن تناقش الدول الأربع كيفية تعزيز أهدافها بما في ذلك سياسة المناخ وتوفير لقاحات «كوفيد - 19» لجنوب شرقي آسيا قبل قمة مايو (أيار) المقبل المرتقبة في اليابان بحضور الرئيس جو بايدن. ويركز بلينكن في اجتماعاته مع رئيس وزراء فيجي وقادة جزر المحيط الهادئ على سياسة المناخ والأمن والاستقرار الإقليمي في المنطقة، بالإضافة إلى التحدي المتمثل بالطموحات الصينية.
وعشية سفر بلينكن، ندد وكيل وزارة الخارجية الأميركية لشؤون شرق آسيا دانيال كريتنبرينك بإعلان الرئيس الصيني تأييد سياسات نظيره الروسي حيال أوروبا. وقال للصحافيين إن لقاء شي وبوتين «كان ينبغي أن يكون فرصة للتشجيع على تهدئة التوترات في أوكرانيا».
ونقلت وكالة «رويترز» عن الخبير في شؤون آسيا وأستراليا لدى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية تشارلز إيدل أن بلينكن يسافر إلى أستراليا على رغم الخلاف مع روسيا حول أوكرانيا والدبلوماسية المكثفة بين الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) لإثناء بوتين عن أي خطوة عدائية وسحب عشرات الآلاف من الجنود الذين يحتشدون بكامل عتادهم الحربي على الحدود مع أوكرانيا. وقال إن رحلة بلينكن «تؤكد مدى الأهمية - ومدى الصعوبة - بالنسبة لواشنطن في الحفاظ على تركيزها على المحيطين الهندي والهادئ».
وأوضح كبير الدبلوماسيين الأميركيين لشرق آسيا خلال إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، دانيال راسل أن «سرعة ومدى وصول الصين إلى جزر المحيط الهادئ كان بمثابة جرس إنذار» للولايات المتحدة. رأى أن «توقيت وجوهر الاجتماع الوزاري الرباعي مدفوعان بالأجندة المشتركة للدول الأربع - وبالتحديد منافسة الصين من خلال تقديم بدائل حقيقية وأفضل للمنطقة».
الموقف الصيني
وفي المقابل، تثير زيارة بلينكن دهشة الخبراء الصينيين الذين رأوا أن زيارة كبير الدبلوماسيين الأميركيين لأستراليا تظهر أن واشنطن لا تزال تضع استهداف الصين في مقدمة أولوياتها. وقال نائب مدير مركز العلاقات الخارجية في جامعة فودان شين تشيانغ إن اختيار بلينكن لزيارة أستراليا يشير إلى أن النقطة المحورية لاستراتيجية الولايات المتحدة التي تستهدف الصين لم تتغير.
ونقلت وسائل الإعلام الحكومية الصينية عن أستاذ من معهد العلاقات الدولية بجامعة الشؤون الخارجية الصينية لي هايدونغ أن أحد أهم العناصر للقاءات بلينكن هو ما إذا كانت واشنطن ستروج لأجندات إطلاق المنافسة مع الصين، بالإضافة إلى إثارة القضايا «الداخلية» للصين مثل تايوان وبحر الصين الجنوبي.
ووصلت العلاقات بين الولايات المتحدة والصين إلى أدنى مستوياتها منذ عقود بسبب الخلاف بين أكبر اقتصادين في العالم حول العديد من القضايا، بما في ذلك هونغ كونغ ومعاملة الصين لأقلية الأويغور من المسلمين في منطقة شينجيانغ وغيرها من الأقليات في التبت وغيرها والسيادة على بحر الصين الجنوبي، فيما يبدو الغزو المحتمل روسيا ضد أوكرانيا باعتباره أخطر تهديد تواجهه أوروبا منذ نهاية الحرب الباردة قبل نحو ثلاثة عقود.
ويعتقد محللون أن قرار الرئيس السابق دونالد ترمب الانسحاب من إطار التجارة المعروف الآن باسم الاتفاقية الشاملة والمتقدمة للشراكة عبر المحيط الهادئ يواصل تقويض مشاركة الولايات المتحدة مع منطقة تعتبر فيها العديد من الدول الصين شريكاً تجارياً رئيسياً لها. وأبلغ بايدن الزعماء الآسيويين في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي أن الولايات المتحدة ستطلق محادثات حول إطار عمل اقتصادي جديد بين الهند والمحيط الهادئ. ولكن إدارته مترددة في عرض زيادة الوصول إلى الأسواق التي ترغب فيها الدول الآسيوية لأن ذلك يمكن أن يشكل تهديداً للوظائف الأميركية. وفي هاواي، سيستضيف بلينكن نظيريه الياباني والكوري الجنوبي لمناقشة المخاوف من النشاطات الصاروخية المتزايدة لكوريا الشمالية.



اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.