السعودية وبريطانيا للتعاون في التنمية المستدامة ودعم الاستثمار الدولي

كرومبتون لـ«الشرق الأوسط»: استراتيجية شاملة للانتقال إلى مستقبل أخضر

نيل كرومبتون السفير البريطاني لدى السعودية (الشرق الأوسط)
نيل كرومبتون السفير البريطاني لدى السعودية (الشرق الأوسط)
TT

السعودية وبريطانيا للتعاون في التنمية المستدامة ودعم الاستثمار الدولي

نيل كرومبتون السفير البريطاني لدى السعودية (الشرق الأوسط)
نيل كرومبتون السفير البريطاني لدى السعودية (الشرق الأوسط)

بينما أكدت لندن عزمها التعاون مع الرياض في بحث أفضل السبل للقيام بذلك بطريقة مستدامة تحافظ على دعم المجتمعات المحلية والمستثمرين الدوليين، أكد دبلوماسي بريطاني، أن بلاده ترغب في تعميق مفاهيم الخطط السعودية لاستكشاف احتياطاتها المعدنية المهمة، مفصحاً عن استراتيجية شاملة لبلاده للصافي الصفري تحدد التدابير اللازمة للانتقال إلى مستقبل أخضر ومستدام.
وقال نيل كرومبتون السفير البريطاني لدى السعودية، لـ«الشرق الأوسط»، إن تطوير صناعة التعدين أمر مهم للغاية لقدرة المجتمع الدولي على تلبية أهداف تغير المناخ التي تم الاتفاق عليها في (غلاسكو) خلال قمة مؤتمر المناخ «كوب 26»، من خلال التحول العالمي في مجال الطاقة، وأنه سيعتمد على تأمين والوصول إلى المعادن الأساسية والمعادن الخام اللازمة لتطوير التقنيات منخفضة الكربون في الوقت الحاضر والمستقبل».
وأضاف كرومبتون الذي مثل بريطانيا في الاجتماع الوزاري التعديني بالرياض أخيراً: «سواء كانت بطاريات للسيارات الكهربائية أو العناصر المطلوبة لتوربينات الرياح، فنحن بحاجة إلى ضمان عمل هذه الأسواق بشفافية واستدامة، وسنعمل بالتعاون مع الشركاء الدوليين لتقديم ذلك من خلال سلاسل التوريد المعدنية والأسواق الهامة المتعددة».
وحول المشاركة البريطانية في مؤتمر التعدين بالرياض أخيراً، وأهمية التعاون السعودي البريطاني في مجال الطاقة النظيفة وأثرها في المساهمة في تنافسية واستقرار السوق العالمية قال كرومبتون: «نرغب في تعميق فهمنا لخطط المملكة لاستكشاف احتياطاتها المعدنية المهمة. إلا أننا نعتقد أيضاً أن تطوير صناعة التعدين أمر هام للغاية لقدرة المجتمع الدولي على تلبية أهداف تغير المناخ التي تم الاتفاق عليها في غلاسكو خلال قمة مؤتمر المناخ».
وتابع: «التحول العالمي في مجال الطاقة سيعتمد على تأمين والوصول إلى المعادن الأساسية والمعادن الخام اللازمة لتطوير التقنيات منخفضة الكربون في الوقت الحاضر والمستقبل؛ فسواء كانت بطاريات للسيارات الكهربائية أو العناصر المطلوبة لتوربينات الرياح، فنحن بحاجة إلى ضمان عمل هذه الأسواق بشفافية واستدامة، وسنعمل بالتعاون مع الشركاء الدوليين لتقديم ذلك من خلال سلاسل التوريد المعدنية والأسواق الهامة المتعددة».
وعن الخطة البريطانية للتعاون مع السعودية بمجال التعدين في مجال التعدين وتقنيات حماية البيئة وتنمية المجتمع، أكد كرومبتون، أن بلاده ترحب بمزيد من المناقشات حول مدى أهمية المعادن التي يمكن أن تصبح مجالاً جديداً وهاماً في العلاقات الثنائية، مشدداً على أن إنتاج المعادن الحيوية سيقوم بدور هام في الانتقال إلى مستقبل منخفض الكربون.
ويعتقد أن هذا التوجه يمثل المستقبل الذي سيساهم بشكل متزايد في النمو الاقتصادي النظيف والمستدام، وتقليل غازات الاحتباس الحراري وضمان أعلى المستويات من المعايير البيئية والاجتماعية، إذ يعد ذلك برأيه إحدى أولويات المملكة المتحدة فيما يتعلق بدعم وتمكين المزيد من الاستثمار في المملكة المتحدة فيما يختص باستخراج ومعالجة وتكرير المعادن الهامة في كل من المملكة المتحدة وعلى الصعيد الدولي.
وحول الخطة البريطانية لتطوير قطاع النفط والطاقة والغاز خلال عام 2022. وضح كرومبتون أن بلاده تدعم القطاع بما يقرب من 300 ألف من البريطانيين، حيث يعمل 40 في المائة منهم في أسكوتلندا، مما يؤكد الحاجة للنفط والغاز لبعض الوقت، إذ برأيه يعد التحول المنظم والمدعوم من الإنتاج المحلي للنفط والغاز، أمراً هاماً للغاية للحفاظ على أمن الطاقة في بلاده.
وأضاف: «أطلقنا أخيراً استراتيجية شاملة للصافي الصفري تحدد التدابير اللازمة للانتقال إلى مستقبل أخضر ومستدام، وهو ما من شأنه أن يساعد الشركات والمستهلكين على الانتقال إلى الطاقة النظيفة بسلاسة. كما تتخذ الحكومة حالياً مجموعة من الخطوات المهمة لإزالة الكربون من قطاع الطاقة مع ضمان أمن الإمدادات ويشمل ذلك إنشاء نماذج أعمال لدعم التوليد باستخدام الهيدروجين، والتوليد الجديد باستخدام الطاقة النووية واستخلاص وتخزين ثاني اكسيد الكربون، ودعم تطوير التخزين المرن».
وعن مدى تأثير انتشار متحور «أوميكرون» على قطاع الطاقة والنفط في بلاده قال كرومبتون: «نظراً للقيود المفروضة على هذا القطاع خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية، إلا أننا شهدنا مرونة قوية في استخراج النفط والغاز حيث تم الآن الانتهاء من معظم الصيانة المؤجلة بسبب جائحة (كوفيد – 19). وبات هذا القطاع في وضع جيد لتقديم أكبر قدر ممكن من الإنتاج المحلي خلال فترة الشتاء».


مقالات ذات صلة

عبد العزيز بن سلمان: «نظام المواد البترولية» يضمن تنافسية عادلة للمستثمرين

الاقتصاد وزير الطاقة السعودي في مؤتمر البترول العالمي في كالغاري (رويترز)

عبد العزيز بن سلمان: «نظام المواد البترولية» يضمن تنافسية عادلة للمستثمرين

قال وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، إن «نظام المواد البترولية والبتروكيماوية» يدعم جهود استقطاب الاستثمارات ويضمن بيئة تنافسية عادلة للمستثمرين

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد ناطحات سحاب في مركز الملك عبد الله المالي بالعاصمة السعودية الرياض (رويترز)

السعودية تجمع 12 مليار دولار من سندات دولية وسط طلب قوي

جمعت السعودية 12 مليار دولار من أسواق الدين العالمية بأول طرح لها لسندات دولية هذا العام استقطب طلبات بنحو 37 مليار دولار وهو ما يظهر مدى شهية المستثمرين.

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (واس)

ارتفاع موافقات التركز الاقتصادي في السعودية إلى أعلى مستوياتها

حققت الهيئة العامة للمنافسة في السعودية رقماً قياسياً في قرارات عدم الممانعة خلال عام 2024 لعدد 202 طلب تركز اقتصادي، وهو الأعلى تاريخياً.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد العاصمة الرياض (رويترز)

وسط طلب قوي... السعودية تبيع سندات قيمتها 12 مليار دولار على 3 شرائح

جمعت السعودية 12 مليار دولار من أسواق الدين العالمية، في بيع سندات على 3 شرائح، وسط طلب قوي من المستثمرين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من معرض «سيتي سكيب العالمي 2024» العقاري بالرياض (الشرق الأوسط)

القروض العقارية السعودية في أعلى مستوياتها على الإطلاق

شهدت عمليات الإقراض العقارية التي توفرها شركات التمويل ارتفاعاً إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق بنهاية الربع الرابع من عام 2024 إلى 28 مليار ريال.

زينب علي (الرياض)

الهند تخفض تقديرات واردات الذهب بـ5 مليارات دولار في نوفمبر

عرض قلادة ذهبية في صالة للمجوهرات بمناسبة «أكشايا تريتيا» في كولكاتا - الهند (رويترز)
عرض قلادة ذهبية في صالة للمجوهرات بمناسبة «أكشايا تريتيا» في كولكاتا - الهند (رويترز)
TT

الهند تخفض تقديرات واردات الذهب بـ5 مليارات دولار في نوفمبر

عرض قلادة ذهبية في صالة للمجوهرات بمناسبة «أكشايا تريتيا» في كولكاتا - الهند (رويترز)
عرض قلادة ذهبية في صالة للمجوهرات بمناسبة «أكشايا تريتيا» في كولكاتا - الهند (رويترز)

أظهرت بيانات حكومية، الأربعاء، أن الهند قد خفضت تقديراتها لواردات الذهب في نوفمبر (تشرين الثاني) بشكل غير مسبوق بمقدار خمسة مليارات دولار، وهو أكبر تعديل على الإطلاق لأي سلعة، وذلك بعد أخطاء في الحسابات الأولية التي أدت إلى تضخيم الرقم إلى مستوى قياسي.

وفي الشهر الماضي، أعلنت نيودلهي أن وارداتها من الذهب قد بلغت مستوى قياسياً مرتفعاً قدره 14.8 مليار دولار في نوفمبر، وهو أكثر من ضعف الرقم المسجل في أكتوبر (تشرين الأول)، والذي بلغ 7.13 مليار دولار. وقد أسهم هذا الارتفاع في توسيع عجز التجارة السلعية للبلاد إلى مستوى قياسي بلغ 37.84 مليار دولار في نوفمبر، متجاوزاً التوقعات التي كانت تشير إلى 23.9 مليار دولار، مما أثار قلق الأسواق المالية، وفق «رويترز».

وأظهرت البيانات التي جمعتها المديرية العامة للاستخبارات التجارية والإحصاءات أن واردات الهند من الذهب في نوفمبر، قد بلغت 9.84 مليار دولار، مقارنة بتقدير أولي بلغ 14.8 مليار دولار تم نشره الشهر الماضي.

وقال مسؤول حكومي، طلب عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول له بالإدلاء بتصريحات علنية، إن هذا التعديل النزولي لواردات الذهب بمقدار خمسة مليارات دولار من شأنه أن يقلل العجز التجاري بمقدار مماثل.

وتعدّ الهند ثاني أكبر مستهلك للذهب في العالم، وتعتمد بشكل كبير على الواردات لتلبية معظم الطلب، والذي عادة ما يرتفع خلال موسم المهرجانات والأعراس في الربع الأول من ديسمبر (كانون الأول).

وعلى الرغم من التعديل الذي طرأ على أرقام نوفمبر، فقد أنفقت الهند مبلغاً قياسياً قدره 47 مليار دولار على واردات الذهب في أول 11 شهراً من عام 2024، متجاوزة 42.6 مليار دولار تم إنفاقها خلال عام 2023 بالكامل، حيث شهدت أسعار الذهب ارتفاعاً كبيراً إلى مستويات قياسية، وفقاً للبيانات.

وبحسب مجلس الذهب العالمي، سجل الذهب أداءً أفضل من الأسهم بالنسبة للمستثمرين الهنود في عام 2024، مما أسهم في زيادة الطلب على العملات المعدنية والسبائك.

وتستورد الهند الذهب من دول مثل الدول الأفريقية، وبيرو، وسويسرا، والإمارات العربية المتحدة.

وقد شهدت واردات الذهب ارتفاعاً حاداً بعد أن قامت الهند في يوليو (تموز) بخفض الرسوم الجمركية على استيراد الذهب من 15 في المائة إلى 6 في المائة.

وقال تاجر في مومباي من أحد بنوك استيراد الذهب، إن الزيادة الكبيرة في واردات نوفمبر قد أثارت مخاوف في صناعة السبائك من احتمال زيادة الرسوم الجمركية على الواردات للحد من الاستهلاك، إلا أن البيانات المعدلة لا تشير إلى أي زيادة غير عادية في الطلب.