هند صبري: «البحث عن عُلا» يواكب معاناة المطلقات

أكدت أن المسلسل ليس جزءاً ثانياً من «عايزة أتجوز»

هند صبري وسوسن بدر في مشهد من المسلسل -  ملصق مسلسل «البحث عن عُلا» (شبكة نتفليكس)
هند صبري وسوسن بدر في مشهد من المسلسل - ملصق مسلسل «البحث عن عُلا» (شبكة نتفليكس)
TT

هند صبري: «البحث عن عُلا» يواكب معاناة المطلقات

هند صبري وسوسن بدر في مشهد من المسلسل -  ملصق مسلسل «البحث عن عُلا» (شبكة نتفليكس)
هند صبري وسوسن بدر في مشهد من المسلسل - ملصق مسلسل «البحث عن عُلا» (شبكة نتفليكس)

تغييرات عدة لاحقت شخصية «علا عبد الصبور» بطلة مسلسل «عايزة أتجوز»، التي تعود للظهور مجدداً عبر مسلسل «البحث عن علا»، بعد مرور أكثر من 10 سنوات على عرض المسلسل الأول الكوميدي الذي حقق نجاحاً لافتاً في مصر والعالم العربي.
تأتي حلقات «البحث عن علا» التي بدأ عرضها أمس، عبر منصة «نتفليكس» في شكل مغاير تماماً لـ«عايزة أتجوز»، إذ لا يستمر من أبطالها الأصليين، سوى النجمة التونسية هند صبري، (علا عبد الصبور) والفنانة سوسن بدر (والدة علا) والفنان هاني عادل، بقيادة المخرج هادي الباجوري، الذي يقدم العمل في إطار مختلف، معتمداً تصويراً سينمائياً في شكل درامي كوميدي، كتبته كل من المؤلفة الأصلية للعمل، غادة عبد العال، وكاتبة السيناريو مها الوزير، وينضم للحلقات الفنانان خالد النبوي وفتحي عبد الوهاب ضيفي شرف، وتشارك في البطولة ندى موسى ومحمود الليثي.

- «طلاق علا»
تنطلق أحداث المسلسل بعد أن حققت «علا» حلمها وتزوجت وأنجبت طفلين، وصارت في مستوى اجتماعي أعلى، غير أن الأيام تعصف بها لتواجه أزمة الطلاق.
تقول هند صبري بطلة المسلسل، في لقاء خاص بالقاهرة، حضرته «الشرق الأوسط» بمناسبة إطلاق المسلسل، إن «تقديم جزء ثانٍ لمسلسل (عايزة أتجوز)، كان مطلباً جماهيرياً بعد النجاح الذي حققه العمل، ولم نكن متحمسين أنا أو المؤلفة غادة عبد العال لهذه الفكرة، لأننا سنعود لنفس التيمة القديمة، لتستمر علا في البحث عن عريس، وحينما عُرض عليّ تنفيذ مسلسل من إنتاج نتفليكس، فكرت في تقديم شخصية (علا عبد الصبور) بشكل جديد وحكاية مختلفة، فقد شهد العالم تغيرات كبيرة خلال السنوات العشر الماضية، لذلك كان من الطبيعي أن تتغير حياة علا، فنحن لا نقدم جزءاً ثانياً من مسلسل (عايزة أتجوز)، بل هو عمل مختلف تماماً».
لا تخشى صبري التغييرات التي طرأت على شخصية «علا» ولا مدى تقبل الجمهور لها، مؤكدة أنه «حينما نحب شخصاً بشكل كبير نرفض تصور أي تغيير يطرأ عليه، مع أننا أنفسنا تغيرنا. ندرك أنه سيكون هناك في البداية قدر من المقاومة لهذه التغيرات، فالمُشاهد يتوقع أن يرى الصالون المذهب الذي كان في بيت والدتها بالجزء الأول. ويريد كل شخصيات العمل السابق؛ لكن هذا اختيار نتحمل مسؤوليته أنا والكاتبتان والمخرج.
ورغم أن دور «علا» كان من أكثر الأدوار التي تعرضت صبري للانتقادات بسببه، على حد تعبيرها، حين قالت، «انتقدني البعض وقالوا إن (أدائي أوفر)، لكن كل شيء يأخذ وقتاً حتى يتقبله الناس».
وأضافت صبري: «هناك 10 سنوات تزوجت فيها البطلة وأنجبت، بعدما كانت تعيش في بيت أبيها وهمها الوحيد أن تتزوج.
والمرأة بعد أن تتزوج وتنجب يطرأ على شخصيتها تغييرات عديدة، ولم يعد من المنطقي أن تستمر البطلة بنفس شخصيتها المجنونة. هذا تغير له علاقة بالسن أيضاً، فقد أصبحت لديها صراعات أخرى، وأنا و(علا) متقاربتان في العمر، وأرى أن هذه المرحلة من أصعب المراحل في حياة المرأة، فهي ليست كبيرة ولا صغيرة، ومسؤولة عن أسرة، لكن أهلها لا يزالون يسيطرون عليها، وتشكو من الإجهاد، وتريد أن تنام وتشعر بالراحة؛ أسمع دائماً هذه الشكاوى من السيدات في هذه المرحلة العمرية».
خاضت صبري، من خلال المسلسل، تجربة العمل كمنتجة منفذة، وعن ذلك تقول: «أنا التي طلبت تولي مسؤولية المنتج المنفذ من نتفليكس، فوافقوا ومنحوني كل التسهيلات، ومن الأشياء التي جعلتني مطمئنة أنني شعرت بتمكين كبير. وقالوا نحن نثق بك، والمنتج المنفذ في أعمال المنصات يُعد مسؤولاً عن الجانب الإبداعي، وعليه أن يسلم المشروع متكاملاً من الناحية الفنية، وليست لهذا علاقة بالأموال، ومع ذلك فقد كان الأمر متعباً ومرهقاً نفسياً وعصبياً، هذا له علاقة بشخصيتي أيضاً، وبالمرأة عموماً، لأن البعض لم يعتد أن تتولى امرأة مسؤولية داخل البلاتوه؛ لذلك أشكر نتفليكس والمخرج هادي الباجوري، فقد كنت قلقة من مخاوفه كوني ممثلة ومنتجة منفذة وهو مخرج، ولكن الحمد لله، لم يحدث أي مشكلة بيننا».
تنجب «علا» خلال أحداث المسلسل طفلين، ورغم تفرغها لرعايتهما تبدو غير مركزة معهما، ولكن في الواقع توجد اختلافات عديدة بين هند «وعلا»: «ابنتاي تقريباً في نفس المرحلة العمرية لابنتي علا، بيد أن مشكلة علا، أنها تربت على الخوف، فحاولت أن تربي ابنتيها على الحرية، فصارت الطفلة أنضج منها. لكنني في الواقع أنا هند صبري أركز جداً مع ابنتيّ أكثر من علا».

- كاتبتان للعمل
ورغم أن نقاداً ومتابعين كثيرين، يرون أن تجربة مشاركة كاتبين للعمل الواحد قد تضعف من الخط الدرامي للعمل، فإن كاتبتي «البحث عن علا»، غادة عبد العال ومها الوزير، تريان أنها تجربة مفيدة، وتعطي ثراءً للعمل. وتقول غادة: «أنا أكتب كوميدي، لكن مها أقوى في كتابة الدراما، وحينما يتصدى كاتبان لنفس الفكرة، تأتي المعالجة أكثر صدقاً وثراءً، وفي الحقيقة كنا مكملتين لبعضنا، ولم يكن هناك أي نوع من الإجبار لأن مسلسلات «نتفليكس» لا يكتبها مؤلف واحد.
من جانبها، تقول مها الوزير: «(البحث عن علا) تجربة مختلفة قائمة على تعاون بيننا، كنا نجلس معاً، ونفكر في فكرة الحلقة التي تعاملنا معها، كما لو كانت فيلماً سينمائياً، من ثم تكتب كل منا ونجلس لنقرأ ونعيد الكتابة، وهو ما أثرى الموضوع كثيراً».

- شكل سينمائي
قاد المخرج المصري هادي الباجوري العمل إلى تغيير كبير وفقاً لتصوراته منذ البداية: «أنا بصفتي مخرجاً، لا بد أن أبحث عن الجديد الذي أقدمه. أتفق على الإبقاء فقط على شخصية (علا) والمقربين منها. العمل السابق قُدم بشكل تلفزيوني وفي إطار كوميدي. لكنني أردت أن أحوله لشكل سينمائي أكثر، وفي إطار درامي كوميدي خفيف، وتحمس الجميع لذلك، وعاصرت مراحل الكتابة منذ تلك اللحظة، وقد تعمدت عدم مشاهدة الحلقات السابقة، لأنني أقدم شيئاً مختلفاً ولا أريد التأثر بها».
وعن تعامله مع هند صبري الممثلة والمنتجة المنفذة، يقول: «بالنسبة لي أدرك أن المخرج لا بد أن يجيد التعامل مع الممثل، وكنت قلقاً من قدرة هند على الفصل بين الدورين؛ لكنها ممثلة ماهرة ومحترفة، وبمجرد أن تدخل التصوير تتحول إلى (علا عبد الصبور)».


مقالات ذات صلة

نسمة محجوب: أطمح لتقديم سيرة ماجدة الرومي درامياً

الوتر السادس تركز الفنانة نسمة محجوب على الحضور الفني بشكل دائم (صفحتها على {فيسبوك})

نسمة محجوب: أطمح لتقديم سيرة ماجدة الرومي درامياً

طرحت الفنانة المصرية نسمة محجوب، مطلع ديسمبر (كانون الأول) الجاري، أحدث أعمالها الغنائية بعنوان «الناس حواديت»، والتي حظيت بتفاعل من المتابعين عبر مواقع التواصل

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق الفنان السوري جمال سليمان (حساب سليمان على «فيسبوك»)

إعلان جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة سوريا يثير ردوداً متباينة

أثار إعلان الفنان السوري جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة بلاده، «إذا أراده السوريون»، ردوداً متباينة.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
يوميات الشرق لقطة من البرومو الترويجي لمسلسل «ساعته وتاريخه» الذي يعرَض حالياً (برومو المسلسل)

مسلسلات مستوحاة من جرائم حقيقية تفرض نفسها على الشاشة المصرية       

في توقيتات متقاربة، أعلن عدد من صُنَّاع الدراما بمصر تقديم مسلسلات درامية مستوحاة من جرائم حقيقية للعرض على الشاشة.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق من وجهة نظر العلاج بالفنّ (غيتي)

علاج القلق والكآبة... بالمسلسلات الكورية الجنوبية

رأى خبراء أنّ المسلسلات الكورية الجنوبية الزاخرة بالمشاعر والتجارب الحياتية، قد تكون «مفيدة» للصحة النفسية؛ إذ يمكنها أن تقدّم «حلولاً للمشاهدين».

«الشرق الأوسط» (سيول)
يوميات الشرق الفنانة مايان السيد في لقطة من البرومو الترويجي للمسلسل (الشركة المنتجة)

«ساعته وتاريخه»... مسلسل ينكأ جراح أسرة مصرية فقدت ابنتها

أثار مسلسل «ساعته وتاريخه» التي عرضت أولى حلقاته، الخميس، جدلاً واسعاً وتصدر ترند موقع «غوغل» في مصر، خصوصاً أن محتوى الحلقة تناول قضية تذكّر بحادث واقعي.

داليا ماهر (القاهرة )

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.