قال محللون إن العملية التي نفذتها القوات الخاصة الأميركية في سوريا وأدت إلى مقتل زعيم تنظيم «داعش»، تمنح الرئيس جو بايدن مكسباً على صعيد الأمن القومي هو في أمس الحاجة إليه، خاصة بعد الانسحاب الفوضوي من أفغانستان، وفي وقت يحاول فيه إظهار صورة الرجل القوي وسط مواجهة مع روسيا بسبب أوكرانيا، وفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء.
وفجّر زعيم تنظيم «داعش» أبو إبراهيم الهاشمي القرشي نفسه مع اقتراب القوات الأميركية من المكان الذي كان يقيم به، وجاءت المداهمة التي استهدفت الزعيم المتطرف بعد شهور من التخطيط وأقرها بايدن في وقت سابق من الأسبوع الماضي.
وبالإضافة إلى أن المداهمة وجهت ضربة إلى التنظيم، فإنها جاءت في وقت مناسب لبايدن الذي يخوض حالياً عملية «استعراض عضلات» استراتيجية مع روسيا، بسبب أوكرانيا.
وقال جون بولتون، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، إن العملية الناجحة قد تكون وسيلة لإظهار القوة أمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأقر بولتون، الذي كان سفيراً للولايات المتحدة في الأمم المتحدة في عهد الرئيس جورج دبليو بوش، بأن العملية «لن تخلف ضرراً باعتبار أنها مكسب واضح... الكثير من الناس لا بد أن يدركوا ذلك».
وتضررت صورة الرئيس الأميركي بشدة من الانسحاب الفوضوي من أفغانستان في أغسطس (آب) الماضي بعد 20 عاماً من الحرب. ورغم أن سلفه ترمب أيد أيضاً الانسحاب وأبرم اتفاقاً بشأنه مع «طالبان»، فقد هوت شعبية بايدن في استطلاعات الرأي بعد الانسحاب المضطرب.
وقال ديفيد جيرجن، وهو مساعد سابق لرؤساء ديمقراطيين وجمهوريين، إن فوضى الانسحاب من أفغانستان ما زالت تلقي بظلالها على السياسة الخارجية لبايدن رغم النجاح ضد «داعش»، وأضاف جيرجن: «أعتقد أن المشكلة التي يواجهها بايدن على الساحة الدولية أكثر تعقيداً مما يبدو».
وقال بولتون، وهو أحد الصقور الرئيسيين في السياسة الخارجية لإدارة الرئيس الأسبق بوش، إن تعقب القرشي في شمال غرب سوريا كان «الشيء الصائب الذي تم عمله»، لكن الإرث الذي خلفته أفغانستان ما زال يمثل عبئاً كبيراً على كاهل بايدن رغم المداهمة.
وتابع: «لا أعتقد أنها من الممكن أن تصلح الضرر الذي حدث لمصداقيته ومصداقية أميركا بسبب الانسحاب من أفغانستان».
كما أن المواجهة مع روسيا بسبب أوكرانيا اختبار صعب آخر لبايدن. وتقول الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى إن قيام روسيا بحشد نحو مائة ألف جندي بالقرب من حدود أوكرانيا يمكن أن يكون تمهيداً لغزو.
وأضاف جيرجن: «أعتقد أن المسألة الأشمل ستكون كيف يمكن حل ذلك مع الروس... سيتعرض بايدن لاختبار مدى قدرته على الحسم، بقدر ما سيتعرض لاختبار بشأن الكفاءة».
مكاسب سياسية
في الداخل، ما زال بايدن يعاني من تراجع مستمر منذ شهور في استطلاعات الرأي وهو ما يشير إلى إحباط الأميركيين بسبب جائحة «كوفيد – 19» والاقتصاد المثقل بالتضخم. وهذا يقلق الديمقراطيين قبل انتخابات التجديد النصفي في نوفمبر (تشرين الثاني).
وقال ديفيد أكسيلرود، وهو مستشار سابق للرئيس باراك أوباما، إنه رغم بقاء شهور على انتخابات التجديد النصفي، وأن السياسة الخارجية ليست أولوية رئيسية للناخبين، فإن إظهار القدرة على القيادة في مداهمة مكان القرشي والتصدي لبوتين يمكن أن يساعدا في نظرة الناخبين الإيجابية لبايدن.
وقال أكسيلرود: «إحدى مشاكله في الوقت الراهن أن العالم يبدو خارج السيطرة فيما يتعلق بأحداث كل يوم في حياة الناس. إنهم يتوقون إلى بايدن لإظهار سمات القيادة، وبالتالي فإن أي فرصة لفعل ذلك لها قيمتها». وأضاف: «هذه الأشياء قيمة من وجهة نظر سياسية. إظهار القوة مرة بعد أخرى له قيمته».
وأوضح جيرجن أن الرئيس الديمقراطي يبذل فيما يبدو جهداً لإظهار صورة الزعيم القوي. وأضاف: «أعتقد أن بايدن يحاول أن يبدو صارماً في أعين الشعب الأميركي».
كان بايدن قد فاز على ترمب في انتخابات 2020، قائلاً إنه سيعيد الكفاءة إلى المنصب، واقتربت شعبيته من 60 في المائة خلال الشهور الأولى له في المنصب. وانخفضت شعبيته إلى أدنى مستوياتها في الأسبوع الماضي، طبقاً لاستطلاع «رويترز/إبسوس» للرأي الذي أثبت أن 41 في المائة من الأميركيين البالغين يؤيدون أداءه لمهامه في مقابل 56 في المائة لا يؤيدونه.
محللون: مقتل زعيم «داعش» يمنح بايدن نصراً خارجياً قبل انتخابات نصفية
محللون: مقتل زعيم «داعش» يمنح بايدن نصراً خارجياً قبل انتخابات نصفية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة