جهود إنقاذ «ريان» تدخل مرحلتها الأخيرة... والأكثر تعقيداً

هشاشة التربة وخطر انجرافها تشكل عائقاً... ومسؤول يلقي باللوم على محدودية الآليات

فرق خدمات الطوارئ المغربية خلال عملية إنقاذ الطفل ريان من البئر في محافظة شفشاون المغربية (أ.ف.ب)
فرق خدمات الطوارئ المغربية خلال عملية إنقاذ الطفل ريان من البئر في محافظة شفشاون المغربية (أ.ف.ب)
TT

جهود إنقاذ «ريان» تدخل مرحلتها الأخيرة... والأكثر تعقيداً

فرق خدمات الطوارئ المغربية خلال عملية إنقاذ الطفل ريان من البئر في محافظة شفشاون المغربية (أ.ف.ب)
فرق خدمات الطوارئ المغربية خلال عملية إنقاذ الطفل ريان من البئر في محافظة شفشاون المغربية (أ.ف.ب)

تتواصل جهود فرق الإنقاذ المغربية في مرحلتها المرحلة الأخيرة اليوم (السبت) لحفر منفذ يؤمل أن يستخرج منه الطفل ريان العالق لليوم الرابع وسط بئر شمال المملكة، وهي المرحلة الأكثر تعقيدا نظرا لخطر انجراف التربة.
ولا يزال مصير الطفل يخطف الأنفاس في المملكة وسط ترقب وآمال عريضة بنهاية سعيدة. بينما يسود التوتر المنطقة بعد حوالي 96 ساعة على سقوطه عرضاً في بئر جافة بعمق 32 مترا.
إلى ذلك، قال مصدر مسؤول بالمغرب اليوم السبت، إن «صخرة صغيرة تسببت في تأخير عملية الوصول إلى  الطفل ريان. ونقلت صحيفة «هسبريس» المغربية الإلكترونية اليوم  عن المصدر قوله إن «الصخرة توجد في عمق النفق الذي تم حفره للوصول إلى الطفل ريان، وقد تطلب هدمها 3 ساعات متواصلة».
في وقت سابق أمس (الجمعة) أوضح عضو اللجنة التي أحدثت في محافظة شفشاون لتتبع العملية عبد الهادي الثمراني لوسائل إعلام محلية أن فرق الإنقاذ «تزوده بالأكسيجين على مدار الدقيقة وكل ثانية»، فيما جهزت طائرة مروحية طبية على أمل إنقاذه حيا لينقل إلى أقرب مستشفى.
ويسود الاعتقاد في عين المكان أن فرق الإنقاذ تقترب من إتمام العملية، دون أن ترشح معلومات مفصلة حول مستجداتها، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.
بعدما أنهوا حفر نفق بعمق 32 مترا يوازي البئر الجافة الضيقة التي سقط فيها الطفل عرضاً، باشروا مساء أمس (الجمعة) حفر فجوة أفقية لنحو ثلاثة أمتار، وذلك بعد دراسة تقنية لفريق من المهندسين الطبوغرافيين واختصاصيي الوقاية المدنية لطبيعة التربة المحيطة بالبئر. وأضاف مصدر من السلطات المحلية أن طاقما متخصصاً جاهز لولوج الفجوة الأفقية على أمل الوصول إلى الطفل.

يستعين المنقذون بأنابيب حديدية لتثبث جنبات الفجوة وتفادي مخاطر أي انجراف، في أجواء يخيم عليها التوتر والترقب. وقد شكلت هشاشة التربة وخطر انجرافها عائقا كبيرا واجه فرق الإنقاذ.
لم تمنع برودة الأجواء ليلا الآلاف من الاستمرار متجمهرين حتى منتصف الليل حول موقع الحادث، في المنطقة الجبلية التي تغطيها أشجار الزيتون واللوز. ويصفق بعضهم من حين لآخر تشجيعا لفرق الإنقاذ، وبينهم من قدم من مناطق بعيدة.
فضلا عن التعقيدات المرتبطة بطبيعة التربة ألقى المسؤول في وزارة التجهيز أحمد بخري باللوم على «محدودية الآليات التي تم استعمالها، والتي لا تتجاوز قدرتها حفر 20 مترا في اليوم، وصعوبة وصول آليات بقدرة حفر أكبر تصل إلى 100 متر في اليوم (...) ساهمت في تأخر إنقاذ الطفل». وأضاف لموقع هسبريس المحلي «كان بالإمكان النجاح في إنقاذه في أقل من 48 ساعة».

وكان الطفل البالغ خمس سنوات سقط عرضاً حوالي الواحدة ظهرا (بتوقيت غرينتش) الثلاثاء في هذه البئر ذات القطر الضيق والتي يصعب النزول فيها، في قرية بمنطقة باب برد قرب مدينة شفشاون (شمال)، على ما ذكرت وسائل إعلام محلية.
وروت والدته في تصريحات لوسائل إعلام محلية «تجندنا جميعا للبحث عنه بمجرد أن اختفى (...) إلى أن علمنا أنه سقط في البئر»، وأضافت بتأثر شديد «لا أزال مصدومة لكنني أرجو من الله أن يخرجوه حياً. لم أفقد الأمل».

بدوره قال والده للقناة التلفزية العامة الثانية الجمعة «لا يزال لدي الأمل في رؤية ابني يخرج حيا، أشكر كل الناس الذين يعملون على إنقاذه وكل الذين يدعموننا في المغرب وخارجه».
وحاول متطوعون من أبناء القرية وفرق الإنقاذ في البداية النزول إلى البئر لانتشال الطفل لكن قطرها الضيق «الذي لا يتجاوز 45 سنتمترا» حال دون ذلك، على ما أوضح المسؤول عن العملية عبد الهادي تمراني للقناة التلفزيونية العامة الأولى.
وجرى التفكير أيضاً في توسيع قطر البئر لكن المخاوف من انهيار التربة جعلت المنقذين يعدلون عن هذا الخيار، ليتم العمل على حفر النفق الموازي وسط صعوبات وحذر شديد لتفادي أي انهيار.

وبوشرت أشغال الحفر «بشكل حثيث لكن بكثير من الحذر لتفادي أي انهيار محتمل للأتربة»، وفق ما أوضح تمراني الخميس، مع الاستعانة بآلة حفر سادسة.
وقال أحد المشاركين في العملية الشاقة عبد السلام مكودي لوكالة الصحافة الفرنسية «نعمل على قدم وساق منذ ثلاثة أيام ونحن الآن نوشك الانتهاء، نشعر بالإعياء لكن كل فرق الإنقاذ تقاوم رغم الطوارئ غير المتوقعة».
وقال الناطق باسم الحكومة المغربية مصطفى بايتاس خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي الخميس إن تجمع المواطنين حول موقع الحادث صعب مهمة فرق الإنقاذ، داعيا إياهم إلى تسهيل عمل المنقذين.

بالمقابل يصر هؤلاء على «مد يد المساعدة للمنقذين»، وقال أحد المتطوعين لوكالة الصحافة الفرنسية «أنا هنا منذ ثلاثة أيام. ريان ابن منطقتنا وندعو الله أن يخرج حيا».
https://twitter.com/aawsat_News/status/1489880222149361666
أثار الحادث اهتماما واسع النطاق على مواقع التواصل الاجتماعي وترقبا كبيرا لعمليات الإنقاذ، إذ تصدر وسم «أنقذوا ريان» قائمة المواضيع الأكثر تداولا في المغرب. كذلك وصل صدى التضامن والرجاء بنهاية سعيدة إلى العديد من الدول العربية.
وتواصل الكثير من المواقع المحلية والعربية بث وقائع عملية الإنقاذ في فيديوهات مباشرة يتابعها مئات الآلاف من المشاهدين.
وكانت إسبانيا شهدت حادثا مشابها العام 2019 حين سقط طفل يبلغ عامين عرضاً في بئر، لكنه انتهى بمأساة إذ عثر عليه ميتا بعد 13 يوما من عمليات البحث، مسببا حزنا كبيرا في البلاد.



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».