بري يحدد مواصفات الرئيس المقبل: نريده أن يجمع اللبنانيين لا أن يفرّقهم

أكد عدم استعمال سلاح المقاومة في الداخل

الرئيس نبيه بري خلال استقباله أمس مجلس الصحافة اللبنانية (الشرق الأوسط)
الرئيس نبيه بري خلال استقباله أمس مجلس الصحافة اللبنانية (الشرق الأوسط)
TT

بري يحدد مواصفات الرئيس المقبل: نريده أن يجمع اللبنانيين لا أن يفرّقهم

الرئيس نبيه بري خلال استقباله أمس مجلس الصحافة اللبنانية (الشرق الأوسط)
الرئيس نبيه بري خلال استقباله أمس مجلس الصحافة اللبنانية (الشرق الأوسط)

يختصر رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، «مواصفات الرئيس المقبل» بصفة وحيدة هي أن يكون «رئيساً يجمع اللبنانيين ولا يفرّقهم». وقال بري إنه لن يقبل بتأجيل الانتخابات البرلمانية ولا ليوم واحد، فما بالك بتمديد ولاية البرلمان. لكن بري اعترف بأن ثمة ميلاً إلى تأجيل الانتخابات البلدية إلى وقت لاحق بسبب صعوبة إنجاز كل هذه الاستحقاقات في وقت واحد، كاشفاً عن اقتراح قانون سوف يقدَّم قريباً بهذا الخصوص.
وشدد بري خلال لقائه نقيب وأعضاء مجلس الصحافة اللبنانية على أن «الانتخابات مفصل أساسي وعلى اللبنانيين أن يختاروا إما أن تكون الانتخابات معركة الضحايا على الضحايا أو معركة استعادة لبنان»، مشيراً إلى أن «استعادة لبنان تعني استعادة العرب»، مشدداً على «أننا كنا عروبيين وسنبقى»، لافتاً إلى «وجوب أن تكون الانتخابات النيابية فتحاً جديداً نحو لبنان جديد».
وحول استحقاق الانتخابات الرئاسية، أكد رئيس المجلس النيابي أن رئيس الجمهورية «أعلن أكثر من مرة عن عدم رغبته في البقاء بالقصر الجمهوري بعد انتهاء الولاية ليوم واحد». وحول رؤيته لمواصفات رئيس الجمهورية المقبل، قال: «أنا مع الرئيس الذي يجمع اللبنانيين». وأضاف: «نريد رئيساً يجمع ولا يفرّق». وقال إن «رسول الله كان يستشير مَن حوله، وكان ينادي بجمع الناس لا تفرقتهم. ولهذا قال الله تعالى: (ولو كنت فظّاً غليظ القلب لانفضّوا من حولك)». وأضاف: «نريد رئيساً يجمع اللبنانيين حول المصلحة الوطنية العليا، لا المصالح الصغيرة الضيقة».
وتطرق بري إلى مسألة سلاح المقاومة، مشدداً على أن «المقاومة ونحن كحركة (أمل) جزء منها، ستبقى حاجة وطنية ما دامت إسرائيل موجودة على شبر من الأراضي اللبنانية وأطماعها موجودة»، مشدداً على أن «سلاح المقاومة هو نتيجة للاحتلال وليس العكس». لكنه في المقابل شدد على أن هذا السلاح «مرفوض استعماله في الداخل تحت أي ظرف».
وفي ظل ترقب لبناني لزيارة الوسيط الأميركي في ملف مفاوضات ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، بغرض استئناف المفاوضات بعد ثمانية أشهر على تعليقها، كشف بري أن الموفد الأميركي عاموس هوكشتاين «سيكون في لبنان خلال أسبوع ومن المفترض أن يُستأنف التفاوض وأن يُصار إلى الالتزام باتفاق الإطار».
وتوجه بري إلى فرنسا وشركة «توتال» والشركات التي رسا عليها الالتزام بأعمال الحفر والتنقيب بالدعوة إلى أن تباشر عملها، مشدداً على أنه «لا ذريعة للتنصل من ذلك، خصوصاً أن المنطقة التي يجب أن يبدأ العمل بها غير متنازع عليها»، داعياً الشركات «للتحرر من أي ضغوط تمارَس عليها»، قائلاً إنه يفهم أن تأجيل التنقيب سببه «ضغوط أميركية لعدم البدء باستخراج الغاز قبل التوصل إلى اتفاق حول الحدود البحرية».
ورسا التزام التنقيب واستخراج الطاقة في البلوك رقم 9 والبلوك رقم 4 في المياه الاقتصادية اللبنانية، على تحالف شركات هي: «توتال» الفرنسية، و«إيني» الإيطالية، و«نوفاتك» الروسية. وجرى التنقيب في البلوك رقم 4 الواقع شمال بيروت، لكن لم يبدأ في البلوك رقم 9 الواقع على الحدود الجنوبية حيث تشهد المنطقة نزاعاً حدودياً مع إسرائيل.
وفي ملف التحقيقات بانفجار مرفأ بيروت، أكد بري أن الدستور «هو قانون القوانين وهو سيد لا عبيد له»، لافتاً إلى أنه «في الدستور هناك أربع مواد نصّت على أن الصلاحية في محاكمة الرؤساء والوزراء والنواب تعود لمجلس النواب، وهذه المحكمة منجزة وتضم ثمانية من كبار القضاة وعلى رأسهم رئيس مجلس القضاء الأعلى الحالي وسبعة نواب منتخبين أقسموا اليمين». وأضاف: «كل ما طالبنا به في ملف انفجار المرفأ هو تطبيق الدستور والقانون بدلاً من تسييس الملف».
ورأى بري أنه «من غير الجائز في الظروف الراهنة فرض ضرائب ورسوم على الطبقات الفقيرة والمتوسطة علماً بأنه لم تبقَ هناك طبقة متوسطة ولا يمكن فرض الضرائب من دون تقديمات سواء بمشاريع أو غيرها»، معتبراً أن طلب سلفة خزينة لمؤسسة كهرباء لبنان هو «حزورة»، موضحاً: «40 أو 50 مليار دولار عجزاً بسبب الكهرباء، ولا كهرباء ولا مشاريع إصلاحية»، وسأل: «لماذا عدم المبادرة وعدم الإسراع بالقبول بالعروض المقدمة لبناء معامل إنتاج الطاقة؟»، واضعاً هذا السؤال «برسم الحكومة»، وأضاف: «لماذا لم تتشكل الهيئة الناظمة لقطاع الكهرباء وهذا مطلب ليس لبنانياً فحسب إنما أيضاً مطلب البنك الدولي».
وكشف بري عن جلسة عامة لمجلس النواب قبل نهاية الشهر الجاري لإقرار سلسلة من القوانين الإصلاحية من بينها قانون يمنع الاحتكار أُحيل إلى اللجان المشتركة. ودعا إلى تفعيل الهيئات الرقابية المختصة والاقتصاص من المتلاعبين بأسعار السلع والمواد الاستهلاكية.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.