مصر تعبر عن تقديرها لتصريحات ترمب بشأن عدم مطالبة سكان قطاع غزة بمغادرته

فلسطينيون يمرّون بجانب أنقاض المنازل التي دُمّرت خلال الهجوم الإسرائيلي في رفح جنوب قطاع غزة (رويترز)
فلسطينيون يمرّون بجانب أنقاض المنازل التي دُمّرت خلال الهجوم الإسرائيلي في رفح جنوب قطاع غزة (رويترز)
TT
20

مصر تعبر عن تقديرها لتصريحات ترمب بشأن عدم مطالبة سكان قطاع غزة بمغادرته

فلسطينيون يمرّون بجانب أنقاض المنازل التي دُمّرت خلال الهجوم الإسرائيلي في رفح جنوب قطاع غزة (رويترز)
فلسطينيون يمرّون بجانب أنقاض المنازل التي دُمّرت خلال الهجوم الإسرائيلي في رفح جنوب قطاع غزة (رويترز)

عبَّرت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، اليوم (الخميس)، عن تقدير القاهرة لتصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن عدم مطالبة سكان قطاع غزة بمغادرته.

وذكر بيان «الخارجية» أن موقف ترمب «يعكس تفهماً لأهمية تجنُّب تفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع، وضرورة العمل على إيجاد حلول عادلة ومستدامة للقضية الفلسطينية».

وأوضحت الوزارة أن مصر تشدد على أهمية البناء على هذا التوجه الإيجابي لدفع جهود إحلال السلام في الشرق الأوسط، وذلك من خلال تبني «مسار شامل يستند إلى رؤية واضحة تحقق الاستقرار والأمن لكل الأطراف».

من جهته، عبّر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، اليوم، عن تقديره لتأكيد الرئيس الأميركي دونالد ترمب على عدم مطالبة سكان غزة بمغادرة القطاع. وقال الشيخ، في منشور مقتضب عبر حسابه على منصة «إكس»: «نقدر تصريحات الرئيس الأميركي التي أكد فيها عدم مطالبة سكان قطاع غزة بالرحيل من وطنهم».

كما اعتبرت «الخارجية» المصرية أن مبادرة ترمب لإنهاء الصراعات الدولية وإحلال السلام في العالم، بما في ذلك الشرق الأوسط، يمكن أن تمثل إطاراً عملياً للبناء عليه «بما يراعي تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة، وعلى رأسها حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود 4 يونيو (حزيران) 1967، وعاصمتها القدس الشرقية».

ودعت مصر الأطراف الدولية والإقليمية كافة إلى تكثيف الجهود لدفع عملية التسوية السلمية، بما يضمن تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار لشعوب المنطقة.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد قال، الأربعاء، إنه لن يتم ترحيل أبناء قطاع غزة. وأضاف ترمب في بداية اجتماع في البيت الأبيض مع رئيس الوزراء الآيرلندي مايكل مارتن: «لن يطرد أحد أحداً من غزة».

وفي أول رد فعل من حركة «حماس»، رحَّب حازم قاسم، المتحدث باسم الحركة، بما يبدو أنه تراجع من الرئيس الأميركي عن دعوات تهجير سكان قطاع غزة. ودعا قاسم ترمب إلى «عدم الانسجام مع رؤية اليمين الصهيوني المتطرف».


مقالات ذات صلة

مكتب رئيس الوزراء المجري: نتنياهو يزور البلاد رغم مذكرة الاعتقال الدولية

شؤون إقليمية رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان (رويترز)

مكتب رئيس الوزراء المجري: نتنياهو يزور البلاد رغم مذكرة الاعتقال الدولية

قال مدير مكتب رئيس الوزراء المجري جيرجيلي جولياس، الخميس، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سوف يزور المجر، في الأسابيع المقبلة، رغم مذكرة الاعتقال

«الشرق الأوسط» (بودابست)
شمال افريقيا جريحة فلسطينية تم نقلها في وقت سابق بواسطة أفراد من «الهلال الأحمر» إلى مصر (أ.ب)

معبر رفح: استقبال 38 مصاباً ومرافقاً من غزة

أكد مصدر مسؤول في ميناء رفح البري بمحافظة شمال سيناء، «استقبال مصر 17 جريحاً ومريضاً فلسطينياً إلى جانب 21 من مرافقيهم».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي متطوعون يجهزون وجبات رمضان التي تنظمها «تكية أم علي» وهي منظمة أردنية غير حكومية للإغاثة الغذائية (رويترز)

«حماس»: غزة ستعاني المجاعة مجدداً

أكد المتحدث باسم حركة «حماس»، عبد اللطيف القانوع، أن الأيام القليلة المقبلة ستشهد فقداناً لعدد من المواد الأساسية والسلع الغذائية في قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي أشخاص يجمعون معادن من موقع غارة إسرائيلية استهدفت شحنات أسلحة تابعة للقوات الحكومية السورية السابقة في القامشلي (أ.ف.ب)

غارة إسرائيلية تستهدف فلسطينياً على مشارف دمشق

ذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء أن طائرات إسرائيلية استهدفت مبنى على مشارف دمشق اليوم.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي أطفال فلسطينيون يجلسون وسط أنقاض المنازل التي دمرت خلال الهجوم الإسرائيلي في رفح جنوب قطاع غزة (رويترز) play-circle

اتهامات أممية لإسرائيل بارتكاب أعمال إبادة جماعية وعنف جنسي في غزة

قال خبراء بالأمم المتحدة في تقرير جديد إن إسرائيل ارتكبت «أعمال إبادة جماعية» بحق الفلسطينيين ودمرت بشكل ممنهج منشآت رعاية صحية للنساء خلال الحرب على غزة.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

«جريمة دولة»... كتاب يكشف أسرار اغتيال أبرز قائد في ثورة الجزائر

كريم بلقاسم (وسط) رئيس وفد مفاوضات الاستقلال (أرشيف الصحافة)
كريم بلقاسم (وسط) رئيس وفد مفاوضات الاستقلال (أرشيف الصحافة)
TT
20

«جريمة دولة»... كتاب يكشف أسرار اغتيال أبرز قائد في ثورة الجزائر

كريم بلقاسم (وسط) رئيس وفد مفاوضات الاستقلال (أرشيف الصحافة)
كريم بلقاسم (وسط) رئيس وفد مفاوضات الاستقلال (أرشيف الصحافة)

يصدر اليوم الخميس في فرنسا عن دار النشر «بلون» كتاب باللغة الفرنسية للصحافي الجزائري، فريد عليلات، يحمل عنوان «جريمة دولة»، من المتوقع أن يثير جدلاً كبيراً بسبب تحطيمه السردية الرسمية في الجزائر، بخصوص ظروف رحيل أحد أبرز مهندسي ثورة التحرير ضد الاستعمار (1954 - 1962)، كريم بلقاسم. العمل هو في الأصل تحقيق يتناول الظروف الغامضة حول اغتيال بلقاسم، أحد القادة التاريخيين لجبهة التحرير الوطني ومُوقّع «اتفاقيات إيفيان»، التي أفضت إلى استقلال الجزائر عن فرنسا عام 1962.

مؤلف الكتاب فريد عليلات (متداولة)
مؤلف الكتاب فريد عليلات (متداولة)

في هذا الكتاب يسلط عليلات الضوء على أحداث 20 أكتوبر (تشرين الأول) 1970، عندما تم العثور على بلقاسم ميتاً داخل غرفة فندق في فرانكفورت بألمانيا، وقد تم اغتياله قبل يومين على أيدي رجال النظام في عهد الرئيس الراحل العقيد هواري بومدين (1965 - 1978). يستخدم الكاتب المقيم في فرنسا وثائق حصرية، حصل عليها من أرشيفات الشرطة والقضاء الألمانيين، بعد مرور أكثر من 50 سنة على الجريمة السياسية، بالإضافة إلى شهادات من عائلة بلقاسم، وبفضلها أعاد بناء الأحداث، وكشف الجهات الفاعلة، والدوافع وراء هذا الاغتيال.

غلاف كتاب «جريمة دولة» (متداولة)
غلاف كتاب «جريمة دولة» (متداولة)

يبرز الصحافي في كتابه العلاقات السياسية المعقدة في تلك الفترة، لا سيما دور هواري بومدين في إدارة دفة الحكم، وكيف أن الشبكات السياسية، سواء في الجزائر أو في الخارج، كانت قد دبرت مقتل بلقاسم. كما يحلل عليلات تأثير هذا الاغتيال على العلاقات بين الجزائر وفرنسا، وكذلك على السياسة الداخلية الجزائرية. ومن خلال تحقيق دقيق، يكشف كتاب «جريمة دولة» عن أسرار الماضي، ويقدم أيضاً تأملات حول قضايا السلطة والقضاء، في سياق تاريخي مليء بالتوترات بعد الاستعمار، والصراعات الداخلية في الجزائر.

ويعد هذا الكتاب، بحسب عدد قليل من الأشخاص الذين قرأوه قبل صدوره، مساهمة مهمة في فهم تاريخ الجزائر، وعلاقاتها مع فرنسا، وأيضاً في رفع الستار عن واحدة من أكثر القضايا غموضاً في التاريخ السياسي الجزائري.

آخر صورة لكريم بلقاسم قبل اغتياله عام 1970 (أرشيف الصحافة الجزائرية)
آخر صورة لكريم بلقاسم قبل اغتياله عام 1970 (أرشيف الصحافة الجزائرية)

كتب مقدمة «جريمة دولة» الصحافي الروائي، كمال داود، الحائز جائزة «غونكور» الأدبية المرموقة في 2024 عن روايته «حوريات»، التي أثارت جدلاً كبيراً في فرنسا والجزائر، والذي قال بخصوص عمل عليلات: «لمن يرغب في فهم مأساة هذا البلد العظيم، اقرأوا هذا الكتاب كما لو كنتم تستمعون إلى صوت رجل من وراء الحياة ينتظر العدالة». لكن لن يكون بالإمكان توزيع الكتاب في الجزائر «بسبب محتواه»، حسب ما ذكره صاحبه في حسابه على وسائل التواصل الاجتماعي. في إشارة ربما إلى أنه يتعارض مع السردية الرسمية لمقتل بلقاسم، والتي تقول إنه «سقط في ميدان الشرف».

الرئيس الراحل هواري بومدين (أرشيف صحيفة «المجاهد» الحكومية)
الرئيس الراحل هواري بومدين (أرشيف صحيفة «المجاهد» الحكومية)

كما يوضح فريد عليلات أن هناك سبباً آخر، شخصياً، يحول دون أن يكون الكتاب متاحاً في بلاده، يتعلق بمنعه هو من دخول الجزائر في أبريل (نيسان) 2024، حيث تم احتجازه في مطار عاصمتها لساعات طويلة، قبل أن يتم طرده إلى فرنسا، بسبب «مقالاته السلبية» عن الجزائر، التي يكتبها في مجلته «جان أفريك»، والتي تصنفها الجزائر «معادية لها».

صورة للقادة الستة الذين فجروا ثورة الجزائر ويظهر فيها كريم بلقاسم جالساً على اليسار (أرشيف الصحافة الجزائرية)
صورة للقادة الستة الذين فجروا ثورة الجزائر ويظهر فيها كريم بلقاسم جالساً على اليسار (أرشيف الصحافة الجزائرية)

عن ذلك يقول عليلات: «لا أقبل أن يُسمح ببيع كتابي في الجزائر، بينما يُمنع دخولي إلى بلدي منذ نحو عام. يمكن السماح لكتابي بالتواجد هناك، لكن لا يُسمح لي بذلك؟! كيف لي أن أقبل هذا الوضع؟ أفهم جيداً الإحباط الذي يشعر به القراء في الجزائر، لكنني أيضاً أطلب تفهم هذا الموقف المبدئي».