واشنطن: هجمات الحوثيين عقبة رئيسية لجهود السلام

تعهدت مواصلة دعم السعودية والإمارات لمواجهتها

TT

واشنطن: هجمات الحوثيين عقبة رئيسية لجهود السلام

أكدت الولايات المتحدة على دعم شركائها في الخليج العربي، خصوصاً السعودية والإمارات، في مواجهة العدوان الحوثي الذي يستهدف المدن والبنى التحتية، في الوقت الذي تعهدت فيه واشنطن بالوقوف مع الرياض وأبوظبي بالإمدادات اللازمة، والتأكيد على الحل الدبلوماسي، مع الإشارة إلى أن تصعيد الحوثيين العام الماضي كان عقبة رئيسية أمام جهود السلام.
يأتي ذلك بعد أن إعلان وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إرسال طائرات مقاتلة ومدمّرة تحمل صواريخ موجّهة إلى أبوظبي لمساعدة الإمارات في التصدي لهجمات الميليشيات الحوثية في اليمن، حسبما أفادت البعثة الأميركية في الإمارات.
وفي ردّ على أسئلة «الشرق الأوسط» خلال المؤتمر الصحافي لوزارة الخارجية الأميركية، قال نيد برايس، إن الإدارة الأميركية تحدثت في الأيام الأخيرة عن شراكتها مع شركائها «الخليجيين»، السعودية والإمارات، اللتين تعرضتا «لهجمات الإرهابية» من الجماعة الحوثية، مستنكراً ومديناً تلك الاعتداءات بـ«أشد العبارات». على حد قوله.
وأفاد برايس بأن الإدارة الأميركية ترغب في رفع نسبة تصدي السعودية والإمارات للهجمات التي يتعرضون لها، من 90 في المائة إلى 100 في المائة، وذلك «بالالتزام الأميركي» في المساعدة لتعزيز دفاعات تلك الدول، من خلال التعاون الأمني، ونقل الأسلحة، والتدريبات والتبادلات العسكرية الدفاعية، مشيراً إلى أن هذه التبادلات هي «من حيث الأمن والدفاع، وأيضاً من حيث حقوق الإنسان وحماية المدنيين، بما في ذلك التخفيف من الأضرار المدنية».
وفيما يخص الاتهامات والانتقادات التي توجه بسبب استهداف المدنيين واختراق القوانين الدولية، قال برايس: «علينا التمييز في عمليات تصعيد العنف، بما في ذلك الهجمات التي انبثقت عن الحوثيين ومقتل مدنيين غير مقاتلين، وهو أمر نشعر بقلق عميق بشأنه، إلا أنه يجب التمييز، لأن الحوثيين يعمدون إلى جهد مقصود لاستهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية في دولة ثالثة، وهناك محاولة أخرى لمواجهة التهديد الذي يواجهه شركاؤنا الإماراتيون والسعوديون من الحوثيين».
واستطرد بالقول: «أعتقد أنه يتعين عليك التمييز بين هذه الأمور على المستوى التحليلي، ولكن في مشاركتنا مع شركائنا، نواصل التأكيد على الحاجة إلى منع الضرر بالمدنيين، والحاجة إلى حماية الحياة المدنية في هذه العمليات، ونواصل إشراك شركائنا في هذا الأمر».
وشدد المتحدث على أن المسار الذي ترغب الإدارة الأميركية تحقيقه في الأزمة اليمنية هو انتهاج الدبلوماسية، التي اعتبرها «الحل الوحيد» للنزاع، مفيداً بأن حالة الصراع في البلاد سمحت للحوثيين بالاستفادة من فراغ السلطة الذي أدى «حسب كثير من الروايات، إلى تفاقم أسوأ حالة طوارئ إنسانية في العالم».
واعترف نيد برايس بأن «الأزمة اليمنية» تعد تحدياً دبلوماسياً، وأن الإدارة الأميركية الحالية منحتها الأولوية منذ اليوم الأول لها، مضيفاً: «لقد عرفنا دائماً أن الحل الدبلوماسي لن يكون سهلاً. وكان هجوم الحوثيين في مأرب، بما في ذلك الهجمات المتكررة على المدنيين خلال العام الماضي، العقبة الرئيسية أمام جهود السلام».
وكرر برايس تعهد الرئيس جو بايدن بمحاسبة الحوثيين، ومراجعة تصنيف جماعة «أنصار الله» المعروفة بالحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، مؤكداً: «لن نلين في تسمية قادة وكيانات الحوثيين المعنية بالهجمات العسكرية التي تهدد المدنيين والاستقرار الإقليمي»، وزاد: «لقد اتخذنا عدداً من هذه الإجراءات، بما في ذلك في الأسابيع والأشهر الأخيرة وحدها، وأظن أننا سنكون في وضع يسمح لنا باتخاذ إجراءات إضافية نظراً للهجمات البغيضة التي رأيناها تنطلق من اليمن من الحوثيين في الأيام الأخيرة».
وبحسب البعثة الأميركية في الإمارات، فإن إعلان وزارة الدفاع الأميركية بإرسال المساعدات العسكرية إلى الإمارات يهدف إلى دعم أبوظبي «في مواجهة التهديد الحالي»، في إشارة للحوثيين، ويأتي ذلك بعد اتصال هاتفي جرى الثلاثاء الماضي، بين وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، وولي عهد أبوظبي نائب القائد العام للقوات المسلحة الإماراتية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
يذكر أن بعض وسائل الإعلام الدولية نقلت عن اجتماعات رفيعة المستوى، جرت بين مسؤولين أمنيين ودفاعيين إماراتيين مع نظرائهم الأميركيين، في العاصمة الأميركية واشنطن، الأسبوعين الماضية، الحرص على تعزيز التعاون، والدعم الأميركي لمواجهة الاعتداءات الحوثية المدعومة من إيران.
وأشارت التقارير إلى أن المسؤولين الأميركيين تلقوا الأدلة والمعلومات التي تم رصدها بالتفصيل من الجانب الإماراتي حول حوادث نقل الأسلحة الإيرانية عبر ميناء الحديدة اليمني إلى الحوثيين، والدعوة إلى مزيد من الإجراءات لوقف عمليات تهريب الأسلحة إلى الحوثيين.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.