برنامج «مذيع العرب» انطلق في أولى حلقاته المباشرة

لبنان يغيب تمامًا عن المشاركة.. ووائل الإبراشي ضيف شرف

طوني خليفة يتوسط ليلى علوي (يسار) ومنى أبو حمزة
طوني خليفة يتوسط ليلى علوي (يسار) ومنى أبو حمزة
TT

برنامج «مذيع العرب» انطلق في أولى حلقاته المباشرة

طوني خليفة يتوسط ليلى علوي (يسار) ومنى أبو حمزة
طوني خليفة يتوسط ليلى علوي (يسار) ومنى أبو حمزة

مع انطلاقة أولى الحلقات المباشرة للبرنامج التلفزيوني «مذيع العرب»، سجّل لبنان غيابه التام عن مشاركته فيه، بحيث احتلّت كلّ من مصر وبلدان الخليج العربي، النسبة الأكبر من المشاركة فيه، مع وجود خجول لمشتركين من المغرب العربي.
ففي أجواء سادتها المنافسة الحامية بين 20 مشتركا استطاعوا أن يصلوا إلى مرحلة الحلقات المباشرة، تابع المشاهد العربي مساء الجمعة الماضي أول برنامج من نوعه في لبنان والعالم العربي (مذيع العرب)، الذي يعرض على قناتي «أبوظبي» و«الحياة» المصرية، وهو فكرة المنتجة بيري كوشين (شركة «بيري با»)، ومن إخراج باسم كريستو.
ضيفة الحلقة كانت الفنانة نوال الزغبي التي شكّلت في كل من إطلالاتها الثلاث، استراحة المحارب للمشتركين الـ20، الذين كانوا على موعد مع أول امتحان مباشر لهم على المسرح، بحيث تباروا في إقناع أعضاء لجنة الحكم بأدائهم، فبدت غالبيتهم متوتّرة وهي تقدّم مواضيع مختلفة أمام كلّ من ليلى علوي ومنى أبو حمزة وطوني خليفة (حكام البرنامج)، وقد انضم إليهم الإعلامي المصري وائل الإبراشي أول ضيف شرف يحلّ في هذه المرحلة التي ستستمر لثمانية أسابيع متتالية. ومن المنتظر أن تشهد كل حلقة، إطلالة لنجم من نجوم المذيعين العرب.
وتابعت لجنة الحكم أداء المشتركين الـ20 الذين كان عليهم أن يطلّوا عليها بشكل ثنائي، مقدمين موضوعا واحدا، كلّ حسب أسلوبه وطريقته.
وتضمنت المرحلة الأولى إطلالات لحاملي الميكروفون الفضّي (أي الذين وصلوا لهذه المرحلة)، بدأها الثنائي خليل جمال (مصر) وكوثر بودراجة (المغرب)، فتنافسا على كيفية تقديم برنامج معلومات عامة تحت عنوان «صحّ أو خطأ»، وضعت لجنة الحكم على أثر انتهائها النقاط التقديرية (من أصل 50 نقطة) التي يستحقها كلّ منهما. وأسفرت النتيجة عن وقوف المشترك المصري في منطقة الخطر وانتقال المغربية إلى المرحلة الثانية من الحلقات المباشرة. وكرّت السبحة على هذا المنوال، لينتقل كل من محمد غريب وسوسن سعد ومحمود عامر وريم تامر ودانيا زرزر وأنوار الراشد ولميس سلامة وساندرا علوش ومحمد رفعت، إلى المرحلة المقبلة من البرنامج. ومن ثمّ تبارى المشتركون العشرة الذين وقفوا في منطقة الخطر ليعلّقوا على فيديو مصوّر يخوّل من يجيد عملية التعليق المباشر عليه، أن يعطى فرصة جديدة للانتقال إلى مرحلتي «مهمة الأسبوع» والـ«تزابينغ». وفي هذه المرحلة سجّل خروج المشتركة السعودية رقّية خيّاط، بعد أن انقدت لجنة الحكم كلاً من باسل طبانة وخليل جمال ومعتز خلف ويحيي محمود. وفي مرحلة التحدي هذه نفسها، تم إنقاذ كل من محمد الجنيبي وممدوح الشناوي وتهاني عبود ومروى شهاب، فيما سجّلت السعودية خسارتها الثانية فيها مع خروج المشتركة خلود أبو طالب.
وفي مرحلة «مهمة الأسبوع» التي تضاف علاماتها إلى تلك التي وضعها أعضاء لجنة الحكم والتي تضمنت موقفا حرجا يتعرّض له المشتركون الـ20 مباشرة على الأرض، تمّ اختيار كل من دانيا زرزر (سوريا) ولميس سلامة (مصر) للانتقال إلى مرحلة الميكروفون الذهبي وللحصول على فرصة اللحظات الذهبية من خلال محاورتهما لضيف لجنة الحكم الإعلامي وائل الإبراشي، وذلك استنادا إلى تمكنهما من السيطرة على الموقف الحرج الذي تعرّضتا له. وبقي كل من معتزّ ويحيي وأنوار في منطقة الخطر لضعف أدائهم في المرحلة المذكورة، وليتم بعدها الانتقال إلى مرحلة الـ«تزابينغ». وتخوّل هذه المرحلة أعضاء لجنة الحكم وبواسطة آلة الريموت كونترول، إيقاف أداء المشتركين في تعليقهم على تقرير مصوّر. وفي هذه المرحلة فاز معتز خلف من الأردن، وبقي كل من أنوار الراشد ويحيي محمود من مصر في مرحلة الخطر. وأدّى تصويت المشاهدين إلى إنقاذ الأخير، فيما انضمّ أنوار إلى المشتركتين اللتين غادرا البرنامج رقية وخلود.
وبذلك أصبح عدد الذين انتقلوا إلى المرحلة المقبلة من البرنامج 17 مشتركا.
ولوحظ إعجاب لجنة الحكم بالمشتركتين لميس سلامة ودانيا زرزر، اللتين حاورتا الإعلامي وائل الإبراشي في مرحلة اللحظة الذهبية. هذا الامتحان المباشر الذي يعتمد على الحوار الجذاب وسرعة البديهة، يسمح لمن يفوز به بإجراء مقابلة تلفزيونية مع الإعلامي المصري.
وبعد أن توجّه بكلمات الثناء للأولى، مؤكدا أنها من أهم المشاركين في «مذيع العرب»، اختار وائل الإبراشي السورية دانيا زرزر لمحاورته في مقابلة سيتابعها المشاهدون في الحلقة المقبلة.
وكانت الحلقة قد استهلّت بتقديم النصائح للمشتركين الـ20 من قبل أعضاء لجنة الحكم، فأكدت الممثلة ليلى علوي أنه على المذيع عامة أن يتمتع بالثقة بالنفس والذكاء. فيما رأى وائل الإبراشي أن عملية اختيار الموضوع السهل الممتنع هي ما يجب على المذيع عامة أن يتطرّق إليه في حواراته التلفزيونية، بحيث لا يحمل الطابع التقليدي. ورأت الإعلامية منى أبو حمزة أنه يجب على المذيع ألا يتأثّر بأي مدرسة إعلامية، بل أن يبتكر مدرسة خاصة به؛ بحيث لا يلجأ إلى تقليد أحد. ونصح الإعلامي طوني خليفة المشتركين بكيفية السيطرة على قلقهم، متوجها إليهم بالقول: «أنا جرّبت هذه الطريقة وأفلحت.. حين تعتلون خشبة المسرح حاولوا نسيان وجود الكاميرات وأعضاء لجنة الحكم الموجودين أمامكم، وركّزوا على أدائكم فقط».



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».