أمير عبد المجيد: لقاء أحلام ونوال في الرياض مليء بالمفاجآت

الموسيقار المصري اعتبر «Joy Awards عيد حب» للفن العربي

أحلام
أحلام
TT

أمير عبد المجيد: لقاء أحلام ونوال في الرياض مليء بالمفاجآت

أحلام
أحلام

يستعد الموسيقار المصري أمير عبد المجيد، لقيادة الحفل الغنائي المنتظر إقامته ضمن فعاليات موسم الرياض لعام 2022. غداً الجمعة، والذي يجمع الإماراتية أحلام الشامسي، والكويتية نوال، ويحمل لافتة بعنوان «لقاء القمة».
عبد المجيد كشف في حواره مع «الشرق الأوسط» كواليس الحفل، ورأيه في حفل توزيع جوائز Joy Awards التي حضرها مئات الفنانين وصناع الترفيه من الوطن العربي، كما رد لأول مرة على دعوات الموسيقيين له بالترشح لرئاسة نقابة المهن الموسيقية المصرية.
في البداية، تحدث أمير عبد المجيد عن قيادته للقاء «قمة الغناء العربي الخليجي» بين أحلام ونوال قائلاً: «لا بد من توجيه الشكر في البداية لرجل الإنجازات تركي آل الشيخ، لأنه عندما يقرر أي شيء يقوم بتنفيذه فوراً، ونحن معه من أجل تقديم فن هادف ورائع وجيد، يخدم الفن العربي، بشكل عام، والخليجي بشكل خاص، ولصعوبة التحدث عن كواليس الحفل، سأكتفي بالقول إن أجمل ما في هذه المباراة الغنائية الرائعة هو أن أحلام ونوال ستجلسان بجوار بعضهما، لتشدوا سوياً بأغنياتهما الجميلة، وأؤكد أن الحفل مليء بالمفاجآت».
وكشف الموسيقار المصري أنه سيغيب عن قيادة الفرقة الموسيقية للفنان السعودي عبادي الجوهر في حفله الغنائي مع الفنانة أميمة طالب، والفنان علي بن محمد، لانشغاله بتحضيرات حفل أحلام ونوال قائلاً «أجهز مع (أخطبوط العود) عبادي الجوهر لحفل غنائي كبير في العاشر من شهر فبراير (شباط) الحالي».
وعن رأيه في موسم الرياض الذي شارك فيه بأكثر من حفل غنائي قال: «يجب علينا تهنئة السعودية على دورها الكبير في إثراء الفن، فمواطنو المملكة يريدون أن يقولوا للعالم نحن هنا، فالإمكانات متاحة والجميع يعمل بحب، والسوق الفني يكبر يوماً بعد يوم، وعلينا أن نشكرهم على ما يفعلونه من أجل الفن العربي».
وساند الموسيقار المصري فكرة إنشاء دار أوبرا سعودية، لإبراز وتنشئة المواهب الفنية قائلاً: «لا بد أن يكون هذا هو التوجه، فالجميع هنا مشتاق للفن والموسيقى».
ووصف قائد «فرقة الفنان عبادي الجوهر الموسيقية» حفل توزيع جوائز Joy Awards السعودي بـ«عيد الفن»، الذي كان قد أقامه الرئيس المصري الراحل السادات في سبعينات القرن الماضي قائلاً: «عندما شرفت بحضور توزيع جوائز Joy Award، تذكرت عيد الفن الذي كان قد أقامه الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات في سبعينات القرن الماضي، فكان عيد الفن هو الحدث الفني الوحيد الذي كان يجمع كبار ونجوم الفن في مصر والوطن العربي، ومن وقتها ونحن حرمنا من مثل تلك الاحتفالات، إلى أن شاهدنا حفل Joy Awards الذي كان مكافأة لكل الفنانين البارعين في مجالاتهم، وأصبح عيد حب للفن العربي».
ووجه عبد المجيد رسالة خاصة للفنان السعودي الكبير عبد المجيد عبد الله بعد عودته لإحياء الحفلات الغنائية بعد فترة غياب دامت أكثر من 5 سنوات قال فيها: «مرحباً يا أبو عبد الله، مشتاقين لك دوماً يا حبيب القلب، نعلم جيداً أن ظروفك المرضية منعتك عنا خلال السنوات الماضية، ولكن الحمد لله عدت لنا بحفلين غنائيين، وسيكون القادم أفضل، وأحب أن أبارك لك على ألبومك الأخير (عالم موازي)».
وتحدث الموسيقار المصري لأول مرة عن الحملة التي يقف وراءها بعض الموسيقيين، وتطالبه بالترشح لرئاسة نقابة المهن الموسيقية قائلاً: «عدد كبير من الموسيقيين يطالبونني منذ سنوات بالترشح لرئاسة النقابة، ولكن ظروفي خلال السنوات الماضية لم تسمح لي بذلك، وطلبت من هاني شاكر الترشح ودعمته في ترشحه لكونه قامة فنية كبيرة».
وعن إمكانية ترشحه في الدورة المقبلة 2023 التي قرر شاكر عدم الترشح فيها قال: «أنا مشغول طوال الوقت بصناعة الموسيقى، وظروفي الحالية لا تسمح لي بالترشح، فهناك شخصيات قادرة على العمل النقابي، وهناك شخصيات لا بد أن تنشغل بصناعة المزيكا».



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».