أوروبا تكتفي بـ«الجواز الأخضر»

إسبانيا تبدأ تجارب لقاحها ضد «أوميكرون»

أوروبا تكتفي بـ«الجواز الأخضر»
TT

أوروبا تكتفي بـ«الجواز الأخضر»

أوروبا تكتفي بـ«الجواز الأخضر»

بدأت بلدان الاتحاد الأوروبي ابتداءً من أمس (الثلاثاء) تطبيق القواعد الجديدة لاحتواء الجائحة ومكافحة «كوفيد» التي كان المجلس أقرها الأسبوع الفائت، وأبرزها الاكتفاء بالجواز الأخضر، أو شهادة التلقيح، لعبور الحدود الداخلية للاتحاد من غير الحاجة إلى الخضوع إلى تدابير الحجر الصحي أو إبراز الاختبار السلبي، وذلك بغض النظر عن الوضع الوبائي في المنطقة التي يفد المسافرون منها.
ومن التدابير الجديدة أيضاً، تحديد صلاحية الجواز الأخضر في جميع الدول الأعضاء بتسعة أشهر منذ تناول الجرعة الثانية من لقاحات «فايزر» و«مودرنا» و«أسترازينيكا» والجرعة الأولى من لقاح «جانسين»، على أن يكون تمديد صلاحية الجواز مشروطاً بتناول الجرعة الثالثة أو المنشّطة.
إلى جانب ذلك، وافقت الوكالة الإسبانية للأدوية على إطلاق المرحلة الثالثة والأخيرة من التجارب السريرية على اللقاح الذي تطوّره مختبرات «هيبرا» ضد «كوفيد» في إقليم كاتالونيا، والتي من المقرر أن تشمل ثلاثة آلاف متطوع من جميع الفئات العمرية. وكانت وزيرة الصحة الإسبانية زديانا مورانت، صرّحت أمس بأن النتائج التي أسفرت عنها المرحلتان الأوليان من التجارب على هذا اللقاح أظهرت استجابة مناعية عالية ضد «كوفيد» وفاعلية أيضاً ضد متحور «أوميكرون» السائد حالياً في جميع بلدان الاتحاد الأوروبي. وأضافت الوزيرة «قبل ظهور الجائحة لم تكن توجد أي شركة إسبانية تطور أو تنتج لقاحات بشرية، ولا شك في أن هذه القفزة النوعية ستساعدنا والعالم أجمع على مواجهة هذه الجائحة وتلك المرتقبة في المستقبل».
وفي إيطاليا، بدأ أمس أيضاً تنفيذ القيود الجديدة التي قررتها الحكومة لاحتواء الوباء، والتي من بينها فرض غرامات نقدية على الذين تجاوزوا الخمسين من العمر ولم يتلقحوا، وعلى الذين يتنقلون من دون إبراز شهادة التلقيح التي تصدرها وزارة الصحة للمتعافين من «كوفيد»، والتي انخفضت مدة صلاحيتها من تسعة إلى ستة أشهر، والتي أصبحت إلزامية لارتياد المطاعم، والمقاهي، والمتاجر، ودور السينما، والمسارح، والمتاحف، والنقل الجوي، وجميع وسائل النقل العام. ويقدّر عدد الذين تجاوزوا الخمسين من العمر في إيطاليا ولم يتلقوا الجرعة المنشطة بعد انتهاء صلاحية شهادة التلقيح الصادرة عند تناول الدورة الكاملة من اللقاح، بما يزيد على مليونين.
ومن موسكو، أفادت السلطات الصحية عن تحطيم رقم جديد في عدد الإصابات اليومية زاد على 125 الفاً، وذلك في سياق الموجة الناجمة عن متحور «أوميكرون»، حيث تجاوز العدد الإجمالي للإصابات 12 مليوناً منذ بداية الجائحة. وكان المركز الوطني الروسي لمكافحة «كوفيد» أفاد أيضاً عن 663 حالة وفاة في الساعات الأربع والعشرين المنصرمة، وأن الوفيات الإجمالية تجاوزت 332 الفاً.
وتجدر الإشارة إلى أن المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض السارية والوقاية منها نبّه أمس إلى أنه رغم المؤشرات التي تظهر من البيانات الأخيرة على تراجع عدد الإصابات الجديدة وتدنّي مستوى خطورة المتحور الجديد «ما زالت معظم البلدان الأوروبية تسجّل أرقاماً في عدد الوفيات تبعث على القلق وتستدعي الحذر والمراقبة عن كثب لتطورات المشهد الوبائي في الأسابيع المقبلة».
ومن واشنطن، أفادت أمس مصادر إعلامية، بأن اللقاح ضد «كوفيد» الذي تطوره شركتا «فايزر» و«بيونتيك» للأطفال دون الخامسة من العمر قد يكون جاهزاً أواخر هذا الشهر. وقالت المصادر، إن الشركتين على وشك تقديم طلب الموافقة على الاستخدام الطارئ لهذا اللقاح إلى الوكالة الأميركية للأدوية، وهو مخصص للأطفال من سن الستة أشهر إلى الخمس سنوات، والأول من نوعه لهذه الفئة العمرية التي يزداد عدد الإصابات بينها جراء المتحور الجديد الذي يتسبب بأعراض خطرة لدى غير الملقحين بشكل خاص.
وفي بكين، أفادت اللجنة المنظمة لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي تنطلق الخميس المقبل، بأنها رصدت 28 إصابة وافدة خلال الأربع والعشرين ساعة المنصرمة بين الذين وصلوا للمشاركة في الألعاب.
وكانت منظمة الصحة العالمية نبّهت، عبر مكتبها الإقليمي، من أن الانتشار السريع والكثيف لمتحور «أوميكرون» بات يهدد المنظومات الصحية في منطقة المحيط الهادي، خصوصاً البلدان الجزرية الصغيرة التي بدأت تفرض قيوداً صارمة للاحتواء والاقفال. وكانت هذه البلدان بدأت تشهد انفجاراً في عدد الإصابات الجديدة بعد أن فتحت حدودها للسياحة التي تشكّل مصدر الدخل الأساسي لمعظمها.
ومن القارة الأميركية التي تشهد منذ أسبوعين ارتفاعاً مطرداً في عدد الإصابات الناجمة عن المتحور الجديد، وضغطاً كبيراً على المنظومات الصحية، أضافت الولايات المتحدة، أمس، أسماء المكسيك، والبرازيل، وتشيلي إلى قائمة البلدان المصنفة ضمن فئة «الخطر العالي جداً» في الترتيب الوبائي، ونصحت مواطنيها بتحاشي السفر إلى هذه البلدان خلال الأسابيع المقبلة. وتضمّ هذه القائمة التي تضعها المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض السارية، الإكوادور، وباراغواي، والفلبين، وسنغافورة، ومولدافيا، وكوسوفو.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.