ما هي أفضل الأوقات لممارسة الرياضة؟

أشخاص يمارسون التمارين الرياضية في هولندا (رويترز)
أشخاص يمارسون التمارين الرياضية في هولندا (رويترز)
TT

ما هي أفضل الأوقات لممارسة الرياضة؟

أشخاص يمارسون التمارين الرياضية في هولندا (رويترز)
أشخاص يمارسون التمارين الرياضية في هولندا (رويترز)

كشفت دراسة جديدة أن ممارسة التمارين الرياضية في الصباح لها تأثيرات مختلفة جداً على التمثيل الغذائي مقارنة بنفس التمارين التي تمارس في وقت لاحق من اليوم، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».
الدراسة، التي تضمنت فئران مختبر صحية وهي تركض على أجهزة الجري الصغيرة، حددت مئات التباينات في أعداد وأنشطة الجزيئات والجينات في جميع أنحاء أجسام القوارض، اعتماداً على ما إذا كانت تجري في الصباح أو لاحقاً في المساء.
تتعلق العديد من هذه التغييرات بحرق الدهون وجوانب أخرى من التمثيل الغذائي للحيوانات. بمرور الوقت، يمكن أن تؤثر هذه التغييرات بشكل كبير على مخاطر المرض والرفاهية. ورغم أن الدراسة تضمنت وجود القوارض، فمن المحتمل أن تكون نتائجها ذات صلة بالأشخاص الذين يتساءلون عما إذا كان من الأفضل ممارسة الرياضة قبل العمل، أو ما إذا كان من الممكن أن نحصل على نفس القدر - أو أكثر - من الفوائد الصحية من التمارين بعد ساعات العمل.
كما نعلم، فإن عملياتنا الداخلية وتلك الخاصة بجميع الكائنات الحية تقريباً تتبع إيقاعاً بيولوجياً منظماً جيداً ومنتشراً على مدار 24 ساعة. تظهر الدراسات الحديثة التي أجريت على الحيوانات والبشر أن كل خلية في أجسامنا تقريباً تحتوي على نسخة من ساعة جزيئية تنسق مع نظام توقيت أوسع لكامل الجسم لتوجيه معظم العمليات البيولوجية. بفضل هذه الساعات الداخلية، ترتفع درجة حرارة الجسم وسكر الدم وضغط الدم والجوع ومعدل ضربات القلب ومستويات الهرمونات والنعاس وانقسام الخلايا والطاقة والعديد من العمليات الأخرى - وتتباطأ في أنماط متكررة على مدار اليوم.
وهذه الإيقاعات الداخلية، رغم كونها متوقعة، قابلة للتغيير أيضاً. تظهر الأبحاث أن ساعاتنا الداخلية يمكنها إعادة ضبط نفسها بناءً على إشارات معقدة. على وجه الخصوص، تستجيب للضوء والظلام ولكنها تتأثر أيضاً بعادات نومنا وغذائنا.
تشير الأبحاث الحديثة إلى أن الوقت الذي نمارس فيه الرياضة في اليوم يضبط أيضاً ساعاتنا الداخلية. في الدراسات السابقة على الفئران، أثر الجري في ساعات مختلفة على درجات حرارة جسم الحيوانات، ووظيفة القلب، وإنفاق الطاقة على مدار اليوم، كما أدى إلى تغيير نشاط الجينات المتعلقة بإيقاع الساعة البيولوجية والشيخوخة.
بالنسبة للدراسة الجديدة، التي نشرت هذا الشهر، قرر اتحاد دولي من الباحثين محاولة قياس كل تغيير جزيئي تقريباً مرتبط بعملية التمثيل الغذائي الذي يحدث أثناء التمرين في أوقات مختلفة من اليوم. واستخدام العلماء فئران تتمتع بصحة جيدة، قام بعضها بالركض باعتدال على عجلات لمدة ساعة في وقت مبكر من اليوم والبعض الآخر قام بالتمارين نفسها، لكن في المساء. جلست مجموعة إضافية من الفئران على عجلات مقفلة لمدة ساعة خلال هذه الأوقات نفسها وعملت كمجموعة تحكم مستقرة.
بعد حوالي ساعة من التدريبات، أخذ الباحثون عينات متكررة من عضلة كل حيوان، وكبده، وقلبه، والدهون البيضاء، والدهون البنية، والدم، واستخدموا آلات متطورة لتحديد وتعداد كل جزيء تقريباً في تلك الأنسجة المتعلقة باستخدام الطاقة. كما قاموا بفحص مؤشرات النشاط من الجينات المتعلقة بعملية التمثيل الغذائي.
وتسبب ذلك في ظهور أنماط مثيرة للاهتمام. نظراً لأن الفئران كائنات ليلية، فإنها تستيقظ وتنمو في المساء وتستعد للنوم في الصباح، وهو جدول مخالف لجدولنا. عندما ركضت الفئران في بداية وقت نشاطها - أي ما يعادل الصباح بالنسبة لنا - أحصى الباحثون مئات الجزيئات التي زاد عددها أو انخفض عددها بعد التمرين، والتي تختلف عن المستويات التي شوهدت في الفئران وهي تقترب من وقت نومها أو لا تمارس الرياضة على الإطلاق.
وقالت جولين زيراث، أستاذة علم وظائف الأعضاء التكاملي السريري في معهد كارولينسكا في ستوكهولم: «لقد كان رائعاً جداً أن نرى كيف أثر توقيت التمرين على نطاق واسع على مستويات وأنشطة العديد من الجزيئات في جميع أنحاء أجسام الحيوانات».
https://twitter.com/JuleenRZierath/status/1481657240868335621?s=20&t=luz4_i9IIC_XOl8XSkNp4Q
بشكل عام، تميل الاختلافات في الملامح الجزيئية بين التدريبات الصباحية (من منظور الفئران) وتلك التي حدثت في وقت لاحق من أيامهم إلى الاعتماد بشكل أكبر على الدهون أكثر من سكر الدم لتغذية التمرين المبكر. حدث العكس عندما ركضت الفئران في نهاية يومهم. إذا كانت هذه الأنماط صحيحة لدى الأشخاص، فقد تشير إلى أن التمارين الصباحية تساهم بشكل أكبر في فقدان الدهون، في حين أن التدريبات في وقت متأخر من اليوم قد تكون أفضل للتحكم بنسبة السكر في الدم.



مهرجان للفيلم الأوروبي في العاصمة طرابلس لكسر حاجز الانقسام

بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)
بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)
TT

مهرجان للفيلم الأوروبي في العاصمة طرابلس لكسر حاجز الانقسام

بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)
بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)

بعيداً عن التكلس السياسي الذي تعانيه ليبيا، انطلق في العاصمة طرابلس مهرجان للفيلم الأوروبي تحت إشراف بعثة الاتحاد الأوروبي إلى البلاد، بالتعاون مع الهيئة العامة للسينما والمسرح والفنون، في خطوة تستهدف توسيع الشراكة الثقافية وكسر حاجز الانقسام، من خلال تجميع الليبيين بالثقافة والفن.

وتشارك في النسخة الأولى من المهرجان، التي انطلق الأحد، 5 سفارات أوروبية عاملة في ليبيا، بأعمال يتم عرضها للجمهور مجاناً لمدة 5 أيام، تنتهي الخميس المقبل. وعبّر سفير بعثة الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا، نيكولا أورلاندو، عن سعادته لافتتاح أول مهرجان سينمائي ليبي - أوروبي في طرابلس، إلى جانب الهيئة العامة للسينما والمسرح والفنون، وسفارات فرنسا وألمانيا وإيطاليا ومالطا وإسبانيا. وعدّ هذا الحدث «علامة فارقة في الشراكة الثقافية بين ليبيا والاتحاد».

ويعرض مساء اليوم (الاثنين) فيلم «راعي البقر من الحجر الجيري» المقدم من سفارة مالطا، بقاعة الهيئة العامة للسينما والمسرح في شارع الزاوية بطرابلس، التي دعت الجمهور للاستمتاع بمشاهدته.

البوستر الترويجي لفيلم «فتاة عادت» الإيطالي (إدارة المرجان)

وبجانب الفيلم المالطي، فإن العروض المفتوحة للجمهور تتضمن، وفق ما أعلنت إدارة المهرجان، ورئيس بعثة الاتحاد، «طفلة عادت» من إيطاليا، و«قصر الحمراء على المحك»، إسباني، ويعرض الثلاثاء، ثم «كليو» (ألمانيا) الذي يعرض للجمهور الأربعاء، على أن يختتم المهرجان بفيلم «عاصفة» الفرنسي.

ولوحظ أن الدول المشاركة في المهرجان حرصت على تروّج الأعمال المشاركة، من هذا المنطلق دعا المركز الثقافي الفرنسي والسفارة الفرنسية في ليبيا الجمهور الليبي لحضور الفيلم الفرنسي الذي أخرجه كريستيان دوغواي، وقالا في رسالة للجمهور الليبي: «نحن في انتظاركم لتشاركونا هذه اللحظة السينمائية الاستثنائية».

جانب من افتتاح مهرجان الفيلم الأوروبي في طرابلس (البعثة الأوروبية إلى ليبيا)

وكان رئيس هيئة السينما والمسرح والفنون، عبد الباسط بوقندة، عدّ مبادرة الاتحاد لإقامة المهرجان «خطوة إيجابية في مسار الشراكة بين ليبيا، متمثلة في هيئة السينما والمسرح والفنون، والاتحاد الأوروبي والدول الخمس المشاركة».

وأضاف بوقندة، في كلمة الافتتاح، الذي بدأ الأحد بعرض الأفلام، أن المناسبة «تفتح آفاقاً واسعة في مجالات السينما كواحدة من أهم أنواع التواصل بين الشعوب ومرآة عاكسة لكثير من القضايا الاجتماعية والإنسانية والثقافية التي تسهم بفاعلية في توعية الناس، وتدفع بهم تجاه الارتقاء والإحساس بالمسؤولية».

بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي (السفارة الفرنسية لدى ليبيا)

وخلال مراسم الافتتاح، عُرض فيلم «شظية» الليبي الذي أنتج في الثمانينات، من تأليف الأديب الليبي المعروف إبراهيم الكوني، ويحكي قصة معاناة الليبيين مع الألغام التي زرعت في صحراء ليبيا خلال الحرب العالمية الثانية، وراح ضحيتها كثير من المواطنين في مدن ومناطق مختلفة من البلاد.

وبجانب العروض السينمائية في ليبيا، تُجمّع الفنون في ليبيا عادةً من فرقت بينهم السياسة، ويحشد المسرح على خشبته ممثلين من أنحاء البلاد، كانت قد باعدت بينهم الآيديولوجيات في زمن ما، يحكون جميعاً أوجاعهم عبر نصوص ولوحات إبداعية، ويفتحون نوافذ جديدة للتلاقي والحوار بعيداً عن النزاع والانقسام السياسي.

وسبق أن تعطلت الحركة الفنية المسرحية في ليبيا، مُتأثرة بالفوضى الأمنية التي شهدتها ليبيا عقب اندلاع ثورة «17 فبراير» التي أسقطت نظام الرئيس الراحل معمر القذافي عام 2011. لكن مع الاستقرار النسبي الذي تشهده ليبيا يظل الرهان على الفن في اختبار الانقسام السياسي، الذي ضرب البلاد، لتوحيد الليبيين.